حركة طالبان... انقلاب على الذات!

 

شبكة النبأ: تواجه حركة طالبان جملة من التحديات والمشاكل الاضافية التي قد تتسبب بتكبيدها المزيد الخسائر بسبب بعض التصرفات التي يقوم بها اعضاء الحركة والتي اثارت غضب العديد من الاطراف وجهات بحسب ما يرى بعض المراقبين الذين رجحوا ايضا ان يكون هنالك انقلاب داخل الحركة نفسها بهدف السيطرة وتحقيق بعض المكاسب، وفي هذا الشأن فقد قال مسؤولون ان نحو مئتين من رجال القبائل اجتمعوا في بلدة في شرق افغانستان لإعلان ما وصفوه بالانتفاضة ضد مسلحي طالبان، في احدث حلقة في سلسلة من الاعلانات المشابهة. ويحذر محللون من ان ما يسمى بالانتفاضات يمكن ان تكون مجرد محاولات من قادة المليشيات المحلية لإعادة تأكيد سلطتهم قبل انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي التي تدعم حكومة الرئيس حميد كرزاي في 2014. كما قالوا انه يمكن ان تكون جزءا من استراتيجية الحكومة.

الا ان رجال القبائل الذي كان يحمل بعضهم رشاشات من طراز ايه كاي-47 او قاذفات صواريخ اوضحوا نواياهم في اجتماعهم في سوق وسط بلدة اليشينغ الزراعية الواقعة في ولاية لغمان الشرقية. وصرح غلام رسول من الموقع "سئمنا من طالبان واعتداءاتهم الوحشية ضد شعبنا". واضاف غلام، الرجل المسن الذي كان يرتدي عمامة "نحن نقف ضدهم ولن نسمح لهم باضطهاد ابناء شعبنا وقتلهم".

وقال سارهادي زواك المتحدث باسم ادارة ولاية لاغمان ان انتفاضة الشينغ هي الاحدث في سلسلة خطوات مشابهة شهدتها الولاية الواقعة شمال شرق كابول. ومنذ منتصف ايار/مايو سيطرت مليشيات قبلية مسلحة على العديد من القرى في اقليم اندار في ولاية غزني جنوب العاصمة،. وذكر المسؤول طلب عدم الكشف عن هويته ان تلك المليشيات تمكنت من ابعاد طالبان وساعدت على اعادة فتح عشرات المدارس كان المسلحون قد اغلقوها. ورغم ان هذه الثورات لا تزال في مرحلتها المبكرة، الا انها اقلقت المسلحين.

وصرح مصدر طالبان في باكستان ان "مقاتلي طالبان كانوا يسيطرون على معظم الولايات، الا انهم بدأوا الان يفقدون السيطرة في مناطق مثل هلمند وقندز ومؤخرا في قندهار وزابل وغزني". واضاف "لقد فقدوا السيطرة امام الميليشيات القبلية لانهم لا يسمحون للناس الحصول على خدمات اساسية مثل التعلم في المدارس". وقال المصدر الذي ينتمي الى الجناح السياسي لطالبان ويتنقل بشكل منتظم بين باكستان وافغانستان "هذا ما حدث في غزني قبل شهرين".

وفي تظاهرة في اليشيغ، صرح القائد القبلي المسن نور الزمان ان "طالبان يهينون وجهائنا ويقتلونهم وقررنا وضع حد لذلك". وقال نور الزمان "اليوم نجتمع هنا لنقول لطالبان انهم لم يعد مرحب بهم هنا في قريتنا. واذا حاولوا دخول قريتنا مرة اخرى فسنقتلهم". وتشن حركة طالبان الاسلامية التي كانت تحكم البلاد بين 1996 و2001، حربا للإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب في كابول والتي يدعمها نحو 130 الف من جنود الحلف الاطلسي.

الا ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تسحب قواتها تدريجيا وتسلم المسؤولية الامنية الى افغانستان قبل انسحابها النهائي بحلول 2014. وقال المحلل والمؤلف وحيد موجدا المسؤول السابق في نظام طالبان "مع استعداد قوات الحلف الاطلسي للانسحاب بدأت حركة طالبان في توسيع نشاطاتها في البلاد". واضاف "كلما زاد توسعهم، كلما اصبح اكثر صعوبة بالنسبة لهم السيطرة على قادتهم. كما قام القادة والمقاتلين في بعض المناطق بمضايقة واغضاب السكان المحليين".

وقال ان "الانتفاضات ليست فقط من عمل الشعب ففي معظم المناطق يقودها بعض قادة المجاهدين السابقين الذين رأوا في ذلك فرصة لهم للعودة الى السلطة". وقال عبد الواحد وفا مدير مركز افغانستان في جامعة كابول انه من المبكر جدا وصف هذه الخطوات بالانتفاضة. وقال "من المبكر جدا اطلاق وصف على هذه الخطوات. لا نعلم بعد ان كانت فعلا انتفاضة للشعب او استراتيجية استخباراتية او مشروعا حكوميا". واضاف "لكن ايا كان الامر اذا لم تتم ادارتها بالشكل الملائم، يمكن ان تتحول الى اي شيء: يمكن ان تتحول الى ثورة شعبية ضد طالبان او ازمة داخل ازمة. على الحكومة ان تديرها". بحسب فرانس برس.

واقر مسؤول في وزارة الداخلية حدوث الانتفاضات على مستوى منخفض حتى الان، الا انه قال ان الحكومة تامل في توسعها. وفي اول تعليق علني له على ذلك قال كرزاي "هذه انتفاضة الشعب في بعض الاقاليم والولايات في البلاد التي مارس فيها طالبان القمع". واضاف ان "الحكومة الافغانية مستعدة لتوفير اية مساعدة لاية خطوة يمكن ان تؤدي الى الامن وتعزز السلام وتجعل الناس يشعرون بالامان والسعادة".

في السياق ذاته قال مسؤولون في باكستان إن مسلحين قتلوا بالرصاص قائدا لحركة طالبان الباكستانية تربطه صلة بهجوم على بطولة للكرة الطائرة في شمال غرب باكستان عام 2010 والذي أسفر عن سقوط نحو مئة قتيل. وقال المشيعون إن مولانا أشرف مروت قتل في منطقة شاكتوي الباكستانية في وزيرستان الجنوبية قرب الحدود مع أفغانستان. ولم تتضح هوية المسلحين.

واتهمت الشرطة مروت بالمساعدة في تنظيم الهجوم الفتاك عام 2010 والذي استهدف قرية شاه حسنخيل في منطقة لكي مروت بشمال غرب البلاد وانفجرت خلاله شاحنة ملغومة خلال بطولة للكرة الطائرة. وقال زعيم لميليشيا محلية موالية للحكومة إن مروت كان مرتبطا بطالبان الباكستانية. وتقول الشرطة أيضا إن مروت قتل قائدا آخر من طالبان وهو مولانا افتخار مروت ويقال إن هذا بسبب صلته بحركة طالبان الأفغانية. بحسب رويترز.

 وأبرز النزاع بين الرجلين مدى التوتر داخل طالبان الباكستانية. وكان افتخار مروت يحث فيما يبدو متشددين من منطقة لكي مروت التي ينتمي لها على التركيز في معركتهم على القوات الأجنبية في أفغانستان بدلا من قوات الأمن الباكستانية. وأغضب ذلك أشرف مروت الذي كان يرغب في مواصلة الهجمات في باكستان.

من جانب اخر أمر الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي بملاحقة عناصر طالبانية شاركت في إعدام أفغانية اتهمت بالزنا، والتي أثارت مشاهد تنفيذ الحكم فيها بمكان عام استنكاراً دولياً ووصفته واشنطن بالعمل "الوحشي والشنيع." ودان كرزاي عملية الإعدام، وطالب السلطات الأمنية، وبحسب بيان صادر عن مكتبه، اعتقال المتورطين في عملية الإعدام. (شاهد الفيديو) ووصف متورطون فيها بـ"الجبناء"، مضيفاً: "مثل هذه الجرائم لا يمكن أن تغتفر دينياً وقانونياً."

وتفرض عملية إعدام الأفغانية تساؤلات حيال ما ستصل إليه أوضاع المرأة الأفغانية، التي استردت، مع سقوط نظام طالبان أواخر عام 2001، الحقوق الأساسية للتعليم والتصويت، بعد انسحاب قوات التحالف الدولي من أفغانستان عام 2014. وقد أثارت مقاطع فيديو لإعدام حركة طالبان لأفغانية رمياً بالرصاص بزعم ارتكابها جريمة الزنا، وسط صيحات استحسان حشود بمكان عام، انتقادات عنيفة من قبل الولايات المتحدة وقوات الناتو بأفغانستان.

ويصور مشهد الإعدام الضحية تسقط بعد إطلاق النار عليها للمرة الثالثة، قبل أن يجهز عليها المنفذ بتسع رصاصات، وسط تكبير عشرات الرجال المتجمعين في المكان. ولم يشر شريط الفيديو، الذي صوره هواه، إلى تاريخ عملية الإعدام التي تمت ببلدة "كيمشوك"، المجاورة للعاصمة الأفغانية، كابول. بحسب CNN.

وقال عبد البشير سالاغاني، حاكم إقليم "باروان"، حيث نفذ الإعدام، إن الضحية أعدمت بعد أن تنازع عليها اثنان من قادة طالبان، مضيفاً: ولحفظ ماء الوجه جرى اتهامها بالزنا." وأضاف: "جرى تلفيق محاكمة لها ونفذ فيها حكم الإعدام خلال ساعة واحدة." وأشار المسؤول الأفغاني إلى أن القائدين تعرضا للقتل لاحقاً على يد قيادي ثالث من الحركة المتشددة، التي أطاح بها الغزو الأمريكي لأفغانستان أواخر عام 2001. ووصفت الخارجية الأمريكية الإعدام بـ"العمل الوحشي والبشع"، وكانت السفارة الأمريكية بكابول قد شجبت ما قالت إنها "جريمة قتل بدم بارد" بأقوى العبارات.

لا نستطيع ان نكسب الحرب

الى جانب ذلك اقر احد قادة طالبان في مقابلة نشرتها مجلة "نيو ستيتسمن" البريطانية الذائعة الصيت، ان من غير المحتمل ان تكسب حركة طالبان الحرب التي تخوضها منذ عشر سنوات ضد الحكومة الافغانية وحلفائها الاجانب. ولم تكشف المجلة هوية هذا القائد في حركة طالبان، لكن الخبير في الشؤون الافغانية مايكل سيمبل المندوب السابق للأمم المتحدة في افغانستان والذي يعمل الان لحساب "مركز كير لحقوق الانسان" في جامعة هارفرد، هو الذي اجرى المقابلة. واعتبر هذا القائد في طالبان "نحن بحاجة الى ارادة الهية حتى يكسب طالبان هذه الحرب". واضاف ان "السيطرة على كابول امر بعيد الاحتمال".

وتولت حركة طالبان السلطة منذ 1996 وحتى 2001 عندما سقط بنظامها امام قوات الحلف الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة التي كانت تتعقب زعيم القاعدة حينها اسامة بن لادن الذي اعتبر الراس المدبر لهجمات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة. وقال الملا مسؤول طالبان ان "70% على الاقل من طالبان يشعرون بالغضب على تنظيم القاعدة. رجالنا يعتبرون القاعدة غضبا من الله". واضاف "الحق يقال، افرحني مقتل اسامة. لقد دمرت افعاله افغانستان. لو كان يؤمن فعلا بالجهاد، لكان قام به في السعودية بدلا من تخريب بلادنا".

ويخوض عشرات الالاف من عناصر طالبان منذ اواخر 2001 حرب عصابات دامية ضد القوات الحكومية (350 الف شرطي وجندي) تؤازرهم القوة المسلحة للحلف الاطلسي (130 الف جندي) التي سيغادر افغانستان القسم الاكبر من عناصرها اواخر 2014. واوضح الملا ان "من طبيعة الحرب ان يحلم الفريقان بالانتصار. لكن توازن القوة في النزاع الافغاني واضح. كل قائد في طالبان يعتقد انه قادر على احتلال كابول يرتكب خطأ فادحا، ولكن القيادة تعرف انه لا يمكنها الاعتراف بنقطة الضعف هذه".

واضاف المسؤول الذي تم تقديمه على انه احد كبار قادة طالبان ان الاعتراف بهذا الضعف من شأنه "ان يقضي على معنويات القوات. لكن القادة يعرفون الحقيقة: لا يستطيعون التغلب على القوة التي يواجهونها". وتتعارض وجهات نظر هذا الملا مع التصريحات العلنية لقادة طالبان، لكنه قال مع ذلك انه "طالما بقي الملا عمر (زعيم طالبان) على قيد الحياة، سيتبعه عناصر طالبان في هذه المعركة".

في السياق ذاته حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في كابول متمردي طالبان من ان اختيارهم المزيد من الانتظار قبل التفاوض من اجل السلام لن يكون مجديا لان المجتمع الدولي سيستمر في دعم الحكومة الافغانية بعد رحيل قوات حلف شمال الاطلسي نهاية 2014. واشاد كاميرون بنتائج المؤتمر الدولي في طوكيو الذي جدد تأكيد التزام المجتمع الدولي بدعم افغانستان بعد 2014. وقال رئيس الوزراء البريطاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي ان "ذلك يبعث برسالة واضحة الى طالبان مفادها ان انتظار رحيل القوات الاجنبية نهاية 2014 لن يكون مجديا، لأننا سنبقى داعمين واصدقاء مخلصين لأفغانستان بعد ذلك التاريخ". واضاف "بالتالي هذه هي الان اللحظة المناسبة للجميع للمشاركة في عملية سياسية سلمية في افغانستان". بحسب فرنس برس.

من جانبه قال كرزاي الذي بدا اكثر ليونة مع جارته باكستان التي كان في الماضي اتهم سلطاتها بدعم طالبان للدفاع عن مصالحها الاستراتيجية ان "هذا اللقاء سيتيح رؤية كيف يمكننا ان نكثف دور باكستان في عملية السلام بأفغانستان". وتستعد بريطانيا التي تملك ثاني اكبر قوة بعد الولايات المتحدة، في افغانستان، مثل باقي الدول المشاركة في قوة الحلف الاطلسي في افغانستان ، لسحب قواتها المقاتلة بحلول نهاية 2014. وستسحب هذا العام 500 جندي من قواتها التي يبلغ عديدها 9500 جندي، بحسب كاميرون الذي قال انه على ثقة من ان قواته ستترك خلفها مناطق "مؤمنة ويسودها السلام".

من جهة اخرى خففت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما من اقتراح تنقل بموجبه محتجزين من طالبان في السجن الحربي الامريكي بجوانتانامو مقابل الافراج عن جندي أمريكي يحتجزه حلفاء طالبان الافغانية في باكستان وذلك في مسعى لإحياء محادثات السلام في افغانستان. وقالت مصادر مطلعة ان الاقتراح المعدل ويمثل تنازلا عن العرض الامريكي السابق يغير التسلسل الزمني لنقل خمسة من كبار الشخصيات في طالبان ظلوا محتجزين طوال سنوات في معتقل جوانتانامو الى قطر.

وكان مسؤولون أمريكيون يأملون ان يؤدي اتفاق تبادل السجناء الذي طرح كبادرة لحسن النوايا خلال مناقشات مبدئية بين المفاوضين الامريكيين ومسؤولي طالبان الى فتح الطريق امام اجراء محادثات سلام بين المتشددين وحكومة الرئيس الافغاني حامد كرزاي. وذكرت المصادر ان الاقتراح المعدل ينص على ارسال كل سجناء طالبان الخمسة الى قطر أولا وحينئذ تفرج طالبان عن السارجنت بو برجدال الاسير الامريكي الوحيد في الحرب.

وكان المسؤولون الامريكيون اقترحوا من قبل تقسيم سجناء طالبان الى مجموعتين وان يتم الافراج عن الاسير الامريكي قبل الافراج عن المجموعة الثانية من سجناء طالبان وخروجهم من جوانتانامو. وبرجدال الذي يبلغ من العمر الان 26 عاما اختفى من قاعدته في جنوب أفغانستان في يونيو حزيران عام 2009 ويعتقد ان متشددين من طالبان يحتجزونه في شمال غرب باكستان. ورفض البيت الابيض الامريكي وأسرة الجندي الامريكي التعليق على الاتفاق المعدل.

ولعبت قطر التي تستضيف عددا من مسؤولي طالبان دورا محوريا خلال ما يقرب من عامين من المحادثات التمهيدية السرية بين مسؤولين امريكيين وممثلي حركة طالبان التي مازالت تعتبر خصما عنيدا في أفغانستان. بحسب رويترز.

وكانت ادارة أوباما تأمل ان تؤدي هذه العملية الى اجراء محادثات ملموسة بشأن مستقبل أفغانستان كما كانت قيادة طالبان تخطط لفتح مكتب سياسي لها في قطر رسميا. لكن طالبان اعلنت في مارس آذار انسحابها من المحادثات قائلة ان الموقف التفاوضي للولايات المتحدة غير متسق. ويؤكد مسؤولون امريكيون ان اي عملية لتبادل السجناء ستتم بموجب القانون الامريكي وهو ما يتطلب اخطار الكونجرس أولا قبل نقل اي سجناء من جوانتانامو.

دعم خارجي

قال وزير الداخلية الباكستاني ان عناصر من الحكومة الافغانية تدعم على الارجح قائدا كبيرا في طالبان الباكستانية يقاتل للإطاحة بحكومة اسلام اباد وهي اتهامات قد تزيد التوتر بشأن الغارات التي يشنها متشددون عبر الحدود. ويقول مسؤولون باكستانيون ان قائد طالبان المعروف باسم فضل الله هو العقل المدبر لغارات على قوات الامن الباكستانية من افغانستان حيث فر قبل عدة سنوات بعد هجوم للجيش الباكستاني على معقله في وادي سوات.

وطالبت باكستان افغانستان مرارا بتعقب فضل الله الذي يعبر مقاتلوه الحدود بالمئات وينصبون كمائن ويهاجمون نقاط التفتيش التابعة للجيش. وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك "اذا كان شخص يعيش في منزل شخص وسألته 'من يعطيك الطعام ..من يوفر لك هذا المأوى؟' وانت تعرف انه في افغانستان. "اعتقد ان بعض الشخصيات (في الحكومة الافغانية) هناك تدعمه. ربما عناصر حكومية وربما غير حكومية." ويرى المسؤولون الافغان الاتهامات الباكستانية بشأن دعم الافغان للهجمات عبر الحدود أنها محاولة لصرف الانتباه عما يقولون انه تاريخ طويل لباكستان في دعم حركة طالبان الافغانية وفصائل مسلحة اخرى.

ويقول مسؤولون امريكيون وافغان انه لا توجد مقارنة بين الوجود المحدود والحديث نسبيا لرجال فضل الله في شرق افغانستان وبين ما يصفونها بالعلاقات الوطيدة بين عناصر من المخابرات الباكستانية وطالبان الافغانية. وساندت وكالات المخابرات الباكستانية ظهور حركة طالبان الافغانية في منتصف التسعينات ويعتقد مسؤولون غربيون ان قطاعات من المؤسسة الامنية ما زالت تتعامل مع المسلحين الافغان.

ولم يقدم مالك دليلا يدعم تأكيده بأن مسؤولين داخل افغانستان يساندون فضل الله ولم يعط مزيدا من التفاصيل. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية صديق صديقي "هذه التصريحات لوزير الداخلية الباكستاني غير مسؤولة ومزاعم لا اساس لها. "افغانستان تتعرض لهجمات من ملاذات امنة لمسلحين داخل باكستان ونحن متأكدون تماما ان الملا فضل الله موجود في مكان ما في باكستان."

وتسبب فضل الله وغيره من قادة المتشددين المتمركزين على طول الحدود في تعقيد الجهود الامريكية الرامية لإرساء الاستقرار في المنطقة قبل انسحاب اغلب القوات المقاتلة لحلف شمال الاطلسي من افغانستان بنهاية 2014. واصابت هذه القضية العلاقات بين اسلام اباد وكابول بالتوتر.

وكان فضل الله يعرف "بالملا إف. إم" بسبب بياناته الاذاعية النارية في سوات الذي كان منتجعا سياحيا قبل ان يفرض هو ورجاله حكم الارهاب فيه. وفضل الله رجل قوي البنية في الثلاثينيات من العمر له لحية سوداء كثة كان يرسل رجاله ليقوموا علنا بجلد او قطع رأس المعارضين او من يعتبرونهم منحلين اخلاقيا. ويمثل فضل الله صداعا امنيا كبيرا للجيش الباكستاني الذي يلاقي صعوبة في قتال القادة المسلحين الاخرين لطالبان. وقال مالك "انه خطر (على باكستان) مثلما شبكة حقاني خطيرة على افغانستان. هو يقوم بتنشيط الارهاب الان. هو يجند الناس ..هو يدبر (لشن هجمات)." بحسب رويترز.

وكان نحو 100 من المتشددين الموالين لفضل الله قد تسللوا في يونيو حزيران عبر الحدود ونصبوا كمينا للقوات الباكستانية. وبث المقاتلون لاحقا تسجيلا مصورا لما قالوا انها رؤوس 17 جنديا قتلوهم في كمين. ويعد ذلك مؤشرا على انه رغم هجمات الجيش يمكن لقادة المتشددين الاختباء ثم العودة من جديد لمهاجمة الجيش الباكستاني احد اكبر الجيوش في العالم. وقال مالك "للأسف انه يستمتع بحياته في افغانستان. اناشد افغانستان ان تنظر في الامر وتضمن الا يأتي رجاله الينا." وقد يكون من الصعب إحراز أي تقدم في مجال التعاون الأمني على الحدود في ظل عدم وجود مؤشر على تراجع أي من الجانبين عن موقفه.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/آب/2012 - 22/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م