ايران وسوريا... تحالف فوق الظنون

 

شبكة النبأ: اصبحت سوريا اليوم محط اهتمام وترقب للكثير من دول العالم التي باتت تخشى من انتقال اعمال العنف خارج حدود تلك الدولة التي اصبحت ساحة قتال مفتوحة للعديد من الفصائل والجهات المدعومة من بعض الدول العربية والاقليمية التي ساعدت وتساعد على تأجيج رقعة الخلاف لضمان مصالحها في المنطقة وتمكنت تلك الدول من تحشيد الرأي العام العالمي من خلال نقل صورة مفبركة للواقع السوري لأجل تكوين جبهة رافضة لتصرفات النظام السوري بقصد الاطاحة به وهو ما قوبل بردة فعل معارضة من قبل حلفاء سوريا الساعين الى تهدئة الاوضاع والحفاظ على بقاء ذلك الحليف المهم، ويرى بعض المراقبين ان الصراع في سوريا هو صراع قوى وبلدان لها مصالح واهداف تسعى الى تحقيقها بشتى الوسائل والسبل ، وفي هذا الشأن فقد اعلن الرئيس السوري بشار الاسد تصميمه على المضي قدما في الحل الامني حتى "تطهير البلاد من الارهابيين"، في حين حصل على دعم كامل من ايران التي اكد سعيد جليلي باسمها بعد لقائه الرئيس السوري ان بلاده لن تسمح "بكسر محور المقاومة" الذي تشكل سوريا "ضلعا اساسيا فيه".

واكد المسؤول الايراني سعيد جليلي، ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي خلال لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق ان بلاده لن تسمح "بكسر محور المقاومة" الذي تشكل سوريا "ضلعا اساسيا فيه". ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن جليلي قوله "ان ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية وانما هو صراع بين محور المقاومة من جهة واعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة اخرى"، مؤكدا ان "الهدف هو ضرب دور سوريا المقاوم". وقال ان "ايران لن تسمح باي شكل من الاشكال بكسر محور المقاومة الذي تعتبر سوريا ضلعا اساسيا فيه".

وتم خلال اللقاء، بحسب الوكالة، "بحث علاقات التعاون الوثيقة والاستراتيجية بين سوريا وايران والاوضاع في الشرق الاوسط والمحاولات الجارية من قبل بعض الدول الغربية وحلفائها في المنطقة لضرب محور المقاومة عبر استهداف سوريا من خلال دعم الارهاب فيها لزعزعة امنها واستقرارها". كما التقى جليلي وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقالت سانا ان جليلي والمعلم اكدا "عزم البلدين على استمرار التنسيق بينهما وعلى اعلى المستويات لمواجهة محاولات التدخل الخارجي السافر بالشأن السوري الداخلي".

وكان جليلي صرح لقناة "العالم" الايرانية "ان الحل للازمة في سوريا يجب ان يكون من داخل البلاد وعبر الحوار الوطني وليس عبر التدخل الخارجي". واضاف "ان الشعب السوري يعارض اي مخطط يقوم به الكيان الصهيوني والولايات المتحدة". وكان جليلي اكد في بيروت التي قدم منها الى دمشق، ضرورة ايجاد حل للنزاع في سوريا "وفق القواعد الديموقراطية وليس عبر ارسال الاسلحة واراقة الدماء". واضاف ان الدول التي "تعتقد انها تستطيع الحصول على الامن عبر تأجيج الاضطرابات في دول المنطقة بأرسال اسلحة وتصدير الارهاب، مخطئة".

وتابع "على اصدقاء سوريا المساعدة في الوقف التام للعنف وتنظيم حوار وطني وانتخابات عامة في هذا البلد وارسال المساعدة الانسانية للتخفيف عن السكان". وايران هي الحليفة الرئيسية لسوريا في المنطقة. وتتهم طهران الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية لأسقاط النظام. بينما يتهم المعارضون السوريون والولايات المتحدة ايران بدعم النظام السوري عسكريا.

ومن بريتوريا قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنيتون ان على العالم ان يجد سبلا للتسريع بأنهاء العنف في سوريا والبدء بالتخطيط لعملية انتقال سياسي في هذا البلد. وقالت "علينا ان نقرر كيف نسرع للوصول الى اليوم الذي تتوقف فيه اراقة الدماء وتبدأ عملية الانتقال السياسي" في سوريا. وردت انقرة على مواقف ايرانية توقعت ان ينتقل النزاع في سوريا الى تركيا، وذلك قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الايراني علي اكثر صالحي الى تركيا في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "ندين بشدة الاتهامات التي لا اساس لها والتهديدات التي في غير محلها ضد بلادنا من جانب العديد من المسؤولين الايرانيين، بمن فيهم رئيس الاركان الايراني حسن فيروز ابادي". وكانت الخارجية تشير الى ما قاله فيروز ابادي متهما تركيا ودولا اخرى مجاورة بتسهيل تحقيق "الاهداف العدوانية للشيطان الاكبر، الولايات المتحدة" وانه "بعد سوريا، سيحين دور تركيا ودول اخرى".

وحذر سيد حسن فيروزابادي قائد القوات المسلحة الإيرانية الدول الثلاثة من مساعدة واشنطن في "أهداف تأجيج الحرب" في سوريا. وأضاف في تصريحات نشرها موقع الحرس الثوري الايراني على الانترنت "إن السعودية وقطر وتركيا مسؤولة عن الدماء التي تراق في سوريا. "لا يحق للدول المجاورة لسوريا أن تساعد أهداف أمريكا لتأجيج الحرب.. وإذا كانت هذه هي القاعدة فعليها أن تعلم أن الدور سيأتي بعد ذلك على تركيا والدول الأخرى." واتهم زعماء ايرانيون الغرب بالتآمر مع دول عربية للإطاحة بالقيادة السورية وتعزيز وضع إسرائيل في المنطقة من خلال دعم جماعات متطرفة مسلحة.

وبعيد وصوله الى انقرة اعلن صالحي ان بإمكان تركيا ان تلعب "دورا كبيرا" في الافراج عن الزوار الايرانيين الذين خطفوا في دمشق وذلك بفضل علاقاتها مع المعارضة السورية. وقال صالحي لدى وصوله الى مطار انقرة "انا هنا لمتابعة قضية الايرانيين ال48 الذين ذهبوا الى سوريا" مضيفا ان لدى تركيا "علاقات مع المعارضة السورية ولهذا نحن نعتقد ان بإمكانها ان تلعب دورا كبيرا في الافراج عن زوارنا". واعلنت المجموعة التي تبنت عملية احتجاز 48 ايرانيا في سوريا مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق، بحسب ما جاء في بيان صادر عنها على صفحة "لواء البراء" الذي تنتمي اليه على موقع "فيسبوك" للتواصل. بحسب فرنس برس.

من جانبه حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني من انكفاء القوات الموالية للرئيس السوري الى منطقة العلويين في شمال غرب سوريا. وقال في مقابلة مع شبكة "سي بي اس" الاميركية "لدي شعور انه اذا لم يتمكن الرئيس السوري من حكم سوريا الكبرى، فان خطته الثانية ربما تكون اقامة جيب علوي". وقال "بالنسبة لنا اعتقد ان ذلك سيكون اسوأ سيناريو -- لان ذلك يعني انقسام سوريا الكبرى". في باريس اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان فريق استطلاع فرنسيا الى الاردن للبدء بتقديم مساعدات طبية طارئة الى ضحايا المعارك في سوريا. وقالت الوزارة في بيان ان "طليعة الجرحى السوريين ستتم معالجتهم اعتبارا من نهاية الاسبوع".

ايران تحذر

في السياق ذاته ذكرت وسائل اعلام ايرانية ان طهران حذرت من التدخل الاجنبي في سوريا وقالت ان الصراع هناك قد يشمل اسرائيل ايضا. واتهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني الولايات المتحدة ودولا بالمنطقة لم يسمها بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد حليف ايران. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية عن لاريجاني قوله "النار التي اشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الخائفين (الاسرائيليين)." واضاف "ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟"

وينظر الى لاريجاني على انه محافظ معتدل ومقرب من الزعيم الأعلى الايراني اية الله علي خامنئي. وهو أيضا من منتقدي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ويتوقع على نطاق واسع ان يخوض انتخابات الرئاسة عام 2013. ونقلت الوكالة عن غلام علي حداد عادل وهو حليف رئيسي لخامنئي وحمو مجتبى نجل الزعيم الاعلى قوله ان الشعب السوري يجب الا يسمح للولايات المتحدة واسرائيل بكسر "جبهة المقاومة". وقال "بما ان الامريكيين و (الاسرائيليين) لا يريدون حل المشكلة السورية فإنهم يواصلون العمل على تقويض أمن المنطقة."

ونقلت الوكالة عن حسين امير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني قوله بعد زيارته لموسكو لمناقشة الازمة السورية ان "جماعات ارهابية" تعمل في دمشق وحلب بدعم من قوى أجنبية. واضاف ان "عشرات الالاف من قطع الاسلحة" دخلت سوريا من دول مجاورة وتستخدمها جماعات من بينها تنظيم القاعدة. وتابع امير عبد اللهيان "للأسف لا تتخذ امريكا ولا دول المنطقة ... خطوات للسيطرة على الحدود." واضاف انه لا يعتقد ان سوريا ستتعرض لهجوم من قوى اجنبية لكن اذا حدث ذلك فلن تحتاج الى مساعدة ايران للدفاع عن نفسها. ونقل عنه قوله "سوريا مستعدة منذ سنوات للرد على أي هجوم عسكري من (اسرائيل) أو أي دولة أخرى ويمكنها الرد بقوة على أي عمل عسكري بنفسها وباستعداد تام."

وتدعم ايران وروسيا خطة النقاط الست لحل الازمة التي قدمها مبعوث الامم المتحدة السابق للسلام في سوريا كوفي عنان. واستقال عنان المحبط من المهمة وانحى باللائمة في ذلك على "تبادل الاتهامات والسباب" داخل مجلس الامن. والقت ايران باللائمة في فشل خطة عنان على الولايات المتحدة ودول بالمنطقة.

من جانب اخر ذكرت وسائل اعلام ايرانية ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد سيحضر قمة لزعماء دول اسلامية في السعودية يتوقع ان تركز على سوريا. وتصاعدت التوترات بين طهران والرياض بشأن مواقفهما المتعارضة من الانتفاضات التي تشهدها المنطقة. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن محمد رضا فرغني مدير الشؤون الدولية في مكتب أحمدي نجاد قوله "محمود أحمدي نجاد سيحضر هذه القمة تلبية لدعوة من الملك عبد الله عاهل السعودية."

ويتهم المسؤولون في السعودية ايران بإذكاء ما يرون انه اضطرابات طائفية في المنطقة. وعبرت ايران عن تأييدها للاحتجاجات التي تزعمها الشيعة في البحرين ضد اسرة ال خليفة السنية الحاكمة. ونقلت وكالة انباء فارس الايرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمان باراسات قوله في الآونة الاخيرة انه يجب ان تركز منظمة التعاون الاسلامي على اضطرابات البحرين. بحسب رويترز.

وتختلف القوتان الاقليميتان ايضا بشأن سوريا حيث يقاتل المعارضون السنة من اجل الاطاحة بحكومة الرئيس بشار الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية. وقالت وسائل الاعلام الايرانية ان النائب الايراني البارز علاء الدين بوروجيردي صرح بأنه من غير المرجح ان تثمر قمة السعودية عن أي نتائج بسبب "مواقف (الرياض) المعادية" لسوريا. وقام أحمدي نجاد بأول زيارة رسمية للسعودية في مارس اذار 2007 عندما اتفق هو والملك عبد الله على التصدي لانتشار الصراع الطائفي.

المخطوفين في سوريا

على صعيد متصل اكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي وجود عسكريين "متقاعدين" من الجيش والحرس الثوري بين "الزوار" الايرانيين الذين خطفهم مقاتلون معارضون سوريون بحسب ما افادت وكالة الانباء الطلابية الايرانية. وقال صالحي ان "عددا من هؤلاء (المخطوفين) متقاعدون من الحرس الثوري والجيش وكذلك من ادارات اخرى". وشدد صالحي امام صحافيين على ان المخطوفين الايرانيين هم "زوار" قصدوا سوريا لزيارة عتبات شيعية مقدسة فيها. وتابع صالحي "لحسن الحظ اننا نرى في التسجيل ان الاشخاص من الزوار ولم يكن لديهم سوى ملابس واغراض شخصية وبطاقات هوية".

واضاف "عندما عاد الهدوء الى دمشق، بدانا بأرسال زوار الى سوريا خصوصا متقاعدين من الحرس الثوري او من ادارات اخرى". وشدد على انه "يوجه رسالة" الى المقاتلين المعارضين في سوريا لمطالبتهم بإطلاق سراح المخطوفين الايرانيين. ومضى صالحي يقول "نحن في شهر رمضان والخاطفون والمخطوفون من المسلمين، لذلك نوجه اليهم رسالة عبر وسائل الاعلام بان يتعاملوا تعامل الاخوة في الاسلام ويفرجوا عن مواطنينا".

وكانت كتيبة تابعة "للجيش السوري الحر" تبنت خطف 48 ايرانيا واعلنت الاثنين ان ثلاثة منهم قتلوا في قصف للقوات النظامية على احد احياء دمشق. غير ان دبلوماسيا في الخارجية اكد للتلفزيون الايراني الناطق بالعربية "العالم" انه لم يقتل احد من ال 48 ايرانيا المخطوفين. وفي تسجيل فيديو عرض اعلن مقاتلون من "كتيبة البراء" ان المخطوفين هم "من شبيحة ايران" وكانوا في مهمة "استطلاع ميدانية" في دمشق، مضيفين "اثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط ايرانيين عاملين في الحرس الثوري الايراني"، واظهر بطاقات هوية واخرى لحمل السلاح.

واكدت طهران ان واشنطن مسؤولة عن حياة المخطوفين الايرانيين بسبب دعمها للمعارضة المسلحة في سوريا. ذكرت وكالة الانباء الرسمية الايرانية ان مذكرة في هذا الاتجاه سلمت الى السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الاميركية في ايران. ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان ان "هذه المذكرة تقول انه نظرا الى الدعم الفاضح الذي تقدمه الولايات المتحدة للمجموعات الارهابية ولإرسال اسلحة الى سوريا، فان الولايات المتحدة مسؤولة عن حياة الزوار الايرانيين ال48 المخطوفين في دمشق". وتابع المسؤول "نتوقع من الدول المسؤولة بشكل ما عن الاحداث في سوريا ان تتخذ الاجراءات الضرورية لضمان امن الزوار الايرانيين وعودتهم الى ايران" مشيرا الى ان طهران طلبت منذ من تركيا وقطر التدخل للتوصل الى اطلاق سراحهم. بحسب فرنس برس.

من جهته اتهم رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني "الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة بانهم مسؤولون عن قتل الزوار الايرانيين"، وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية. واضاف "سيتلقون ردا مناسبا في الوقت المناسب". وفي بيان ارسل الى قناة العالم الايرانية التي تبث بالعربية، رفضت وزارة الخارجية الايرانية تأكيدات الجيش السوري الحر حول مقتل الزوار الثلاثة في عمليات قصف. وقال البيان ان "الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية اي مساس بحياة الزوار لانها الداعم الرئيسي للارهابيين المسلحين في سوريا".

وقالت الولايات المتحدة انها لا تعرف مكان وجود الايرانيين الذين خطفوا في سوريا كما انها ليست على علم بهوياتهم. واكد صالحي ان ايران ستوجه قريبا الدعوة "الى مجموعات المعارضة السورية لزيارة طهران" لإجراء "حوار مع الحكومة السورية التي عبرت عن موافقتها" على الحوار.

وطلب وزير خارجية ايران من الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون مساعدته في جهود للإفراج عن عشرات الزوار وعمال الإغاثة الإيرانيين الذين تم احتجازهم في الآونة الاخيرة في سوريا وليبيا. وكتب علي اكبر صالحي الى بان في رسالة يقول "أود ان أطلب تعاونكم ومساعيكم الحميدة يا صاحب الفخامة لتأمين الإفراج عن هؤلاء الرهائن." بحسب رويترز.

وقال صالحي "وسيكون التعاون الكريم من هيئات الأمم المتحدة المعنية استجابة لهذا الطلب من حكومة (إيران) وأسر الرهائن موضع تقدير كبير." وقال صالحي "حكومة جمهورية ايران الإسلامية تدعو الى الإفراج الفوري عن رعاياها المخطوفين وترى ان استخدام الرهائن دروعا بشرية ينتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان لهؤلاء المدنيين الأبرياء."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/آب/2012 - 22/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م