نفط العراق... أزمة عقود تنذر بنكسة اقتصادية

 

شبكة النبأ: يمر العراق في الوقت الحالي بحالة صراع محتدم بسبب أزمة عقود النفط بين بغداد وأربيل، وزاد من حدة الخلاف مؤخرا قرار الإقليم بوقف تصدير النفط، مبررا الخطوة بأنها جاءت لعدم وفاء الحكومة المركزية في بغداد بتسديد مستحقات شركات النفط العاملة بالإقليم، في الطرف المقابل استبعاد العراق العقود النفطية من شركة شيفرون بعد اتفاقها مع كردستان، وحذر شركة اكسون موبيل بمنع تطبيق عقودها النفطية في كردستان العراق، وفي الوقت ذاته افتتاح العراق حقلا نفطيا جنوب البلاد، كما واقع العراق عقدا مبدئيا مع شركتين روسية ويابانية لاستثمار رقعة نفطية، ومع ائتلاف روسي بريطاني وشركة باكستانية ايضا، في حين أفادت بيانات الشحن ومصادر بالصناعة انخفاض صادرات النفط العراقية للشهر الثالث على التوالي في يوليو تموز إلى أقل من 2.4 مليون برميل يوميا في نكسة للآمال في إمدادات عراقية تعوض عن انخفاض الإنتاج من إيران بسبب العقوبات، فقد تسببت هذه الخلافات والاضطراب بشأن أزمة النفط الحالية، نذير وخطر محتدم يشير بعواقب وخيمة على صعيد الاقتصاد العراقي اذا ما تحسنت الأوضاع السياسية بين الخصوم.

ومن الجدير بالذكر بأن النفط يعد المورد الرئيسي للميزانية العراقية اذ يشكل 94 بالمئة من عائدات البلاد التي تملك ثالث احتياطي من النفط في العالم بعد السعودية وايران، ويبلغ معدل انتاج النفط العراقي اليومي اكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا وتقدر صادراته بمليونين و400 الف برميل في اليوم.

شيفرون كورب

فقد قالت وزارة النفط العراقية في بيان إنها قررت حظر شيفرون كورب ومنعها من توقيع أي صفقات نفطية مع الوزارة بعدما اشترت الشركة الأمريكية الكبرى حصصا في امتيازين في اقليم كردستان العراق، وقال البيان "تماشيا مع سياسة وزارة النفط المستندة إلى أحكام الدستور فإن الوزارة تعلن عن إلغاء تأهيل شركة شيفرون الأمريكية ومنعها من الدخول في أي عقد أو إتفاقية مع وزارة النفط الاتحادية وشركاتها، وأكدت شيفرون الأسبوع الماضي أنها اشترت 80 في المئة في إمتيازين في كردستان العراق لتصبح ثاني أكبر شركة نفطية أمريكية تسير على خطى إكسون موبيل في تلك المنطقة التي تشهد نزاعا مريرا بشأن حقوق النفط، واشترت شيفرون إمتيازي سارتا وروفي من ريلاينس إندستيريز الهندية لتصبح الشريك الجديد لاو.إم.في النمساوية التي تملك نسبة 20 في المئة المتبقية، ودخلت بغداد في نزاع طويل الأجل مع حكومة إقليم كردستان حول النفط والأراضي والمشاركة في الإيرادات وتصر على أن لديها دون غيرها السلطة لإدارة الحقول النفطية وإبرام الصفقات في الشمال، وقال البيان "إن سمعة ومصداقية شركة شيفرون وشركات أخرى تمتحن اليوم ونحنى على ثقة تامة بأن نتيجة امتحانها هي الفشل التام وعليها أن تشعر بالخجل مما قامت به، وستراقب شركات نفطية أخرى عن كثب تحرك شيفرون في كردستان والإجراء الذي إتخذته بغداد اليوم ومن بين تلك الشركات توتال الفرنسية التي يتوقع على نطاق واسع أن تكون هي الشركة النفطية الأجنبية التالية التي تبرم صفقات في كردستان، وليس لدى شيفرون ثاني أكبر شركة نفطية أمريكية بعد إكسون ما تخسره في جنوب العراق. بحسب رويترز.

وتأهلت شيفرون للمشاركة في الجولة الرابعة من عقود النفط والغاز العراقية لكنها اختارت عدم المشاركة، وقالت مصادر نفطية إن شيفرون وجدت الشروط التجارية لعقود الخدمة العراقية غير عملية لكنها مثل مستثمرين آخرين وجدت عقود المشاركة في الإنتاج المطروحة في كردستان أكثر إغراء، وقالت شيفرون إنها ستواصل السعي وراء فرص في شمال وجنوب العراق. وقال مسؤولون عراقيون إن الشركة أبدت اهتماما بتطوير حقل الناصرية النفطي الجنوبي العملاق الذي لم يطرح في أي مناقصة، وقالت مصادر صناعية إنه بالإضافة إلى توتال فإن شتات أويل النرويجية تسعى هي الأخرى وراء امتيازات تنقيب في كردستان.

اكسون موبيل

فيما جددت الحكومة العراقية تحذيرها لشركة اكسون موبيل النفطية الاميركية من المضي بعقودها مع اقليم كردستان، مؤكدة انها ستتخذ "كافة الاجراءات" لمنعها من تطبيق تلك العقود، وقال بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء العراقية "نجدد تأكيد ضرورة التزام الشركة بتعهداتها وبتوصيات الحكومة العراقية اضافة الى توصيات الادارة الاميركية لها بهذا الشان"، واضاف "خلافا لذلك، الحكومة ستتخذ كافة الاجراءات الكفيلة بتطبيق القانون ومنع الشركة من تنفيذ تلك العقود"، ووقعت اكسون موبيل في 18 تشرين الاول/اكتوبر الماضي عقدا مع حكومة سلطات اقليم كردستان العراق لاستثمار ستة حقول نفطية، بعضها يقع ضمن مناطق متنازع عليها في نينوى، الامر الذي رفضته بغداد واعتبرته غير قانوني، وفي 19 حزيران/يونيو قال علي الموسوي، المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي، ان بغداد ترى "في هذه الصفقات بادرة خطيرة للغاية قد تؤدي الى اشعال حروب". بحسب فرانس برس.

وذكر ان رئيس الوزراء نوري المالكي "بعث رسالة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما يحثه فيها على التدخل لمنع اكسون موبيل من الذهاب بهذا الاتجاه"، واوضح بيان رئاسة الوزراء اليوم ان المالكي تسلم "رسالة تحريرية من (...) اوباما جوابا على الرسالة التي بعثها اليه"، وتابع البيان "نود التاكيد ان الرسالة الجوابية كانت ايجابية ومقنعة وتؤكد احترامها للدستور والقوانين العراقية".

رد إيجابي من أوباما

من جهته قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان إن الرئيس الأمريكي باراك اوباما قدم ردا ايجابيا على مخاوف بغداد بشأن اتفاقات اكسون موبيل النفطية مع اقليم كردستان وأكد احترام بلاده لدستور وقوانين العراق، جاء البيان في الوقت الذي اكدت فيه شركة النفط الأمريكية العملاقة شيفرون شراء 80 في المئة من منطقتي امتياز في كردستان في خطوة من المرجح ان تثير غضب الحكومة العراقية المركزية التي تقول إن جميع الاتفاقات النفطية يجب ان تحصل على موافقتها، وتخوض بغداد نزاعا مع اقليم كردستان شبه المستقل بشأن صادرات الخام وطلبت من أوباما منع اكسون من التنقيب عن النفط في الاقليم قائلة إن هذا من شأنه أن يهدد الاستقرار. وأثنت بغداد يوم الخميس على رد أوباما، وقال البيان الصادر عن مكتب المالكي "نود التأكيد أن الرسالة كانت ايجابية ومقنعة وتؤكد احترامها للدستور والقوانين العراقية وفي الاتجاه ذاته الذي تسعى إليه الحكومة العراقية، واضاف "الحكومة ستتخذ كافة الاجراءات الكفيلة بتطبيق القانون ومنع الشركة من تنفيذ تلك العقود" في إشارة إلى العقود التي وقعتها الشركة مع اقليم كردستان، ورفضت اكسون التعليق، وكانت كردستان توقعت الشهر الماضي ان تحذو شركات نفط كبرى أخرى حذو اكسون في الشهور القليلة القادمة وتبرم اتفاقات هناك، وقالت توتال الفرنسية بالفعل إنها مهتمة بالاستثمار في المنطقة. بحسب رويترز.

واصبحت اكسون اول شركة كبرى تعمل في المنطقة في منتصف اكتوبر تشرين الأول عندما وقعت اتفاقا مع حكومة الاقليم. وقالت مصادر في قطاع النفط إن شركة شتات اويل النرويجية تبحث أيضا اتفاقات تنقيب مع حكومة الاقليم، وقالت شيفرون ثاني أكبر شركة نفط امريكية إنها ترى فرصا واعدة بدرجة كبيرة في كردستان. وقالت مصادر إنها اشترت حصة مسيطرة في منطقتي امتياز سارته وروفي من ريليانس اندستريز الهندية لتكون شريكا جديدا لشركة او.ام.في النمساوية التي تملك العشرين بالمئة المتبقية.

حقل نفطي جديد

كما افتتح نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حقل الحلفاية للنفط في محافظة ميسان الجنوبية والذي يستثمره ائتلاف شركات "سي  نبي سي"الصينية و"توتال" الفرنسية و"بتروناس" الماليزية، وقال حسين الشهرستاني خلال حفل الافتتاح في الحقل الذي يقع جنوب مدينة العمارة (305 كلم جنوب بغداد) "نحتفل بانجاز وطني مهم كنا نحلم به (...) بافتتاح هذا المشروع المهم لتطوير حقل الحلفاية"، واضاف ان "انتاج حقل الحلفاية وصل اليوم الى مئة الف برميل يوميا وسيصل انتاجه الى 500 الف برميل خلال السنوات القليلة القادمة"، وكان فيصل عبد الله المتحدث باسم الشهرستاني قال في وقت سابق ان "الحقل بدأ الانتاج منتصف شهر حزيران/يونيو الماضي بمعدل سبعين الف برميل يوميا واستمر سير الاعمال خلال الاسابيع الاربعة الماضية حتى تم الافتتاح الرسمي اليوم"، من جانبه، قال وزير النفط عبد الكريم لعبيبي في كلمة القاها بالمناسبة ان "احتفالنا اليوم مميز لانه تحقيق لانجاز في حقل مكتشف غير مطور"، واوضح ان "خطة تطوير الحقل تتكون من اربعة مراحل، اليوم نحتفل بتحقيق المرحلة الاولى منها"، مضيفا "الاخيرة فهي بالوصول بمعدل الانتاج الى 535 الف برميل يوميا في نهاية عام 2016"، وحضر حفل الافتتاح اضافة لوزير النفط السفير الصيني في بغداد  نبييي ومسؤولون في محافظة ميسان واعضاء في البرلمان العراقي، واكد عبد الله "انها المرة الاولى التي يستثمر فيها حقل الحلفاية الذي يضم ثمانية مواقع نفطية، منذ اكتشافه عام 1979". بحسب فرانس برس.

وتعمل شركة نفط الجنوب الوطنية كشريك في العمل الكلي مع الائتلاف، ويقدر احتياطي حقل الحلفاية الذي يقع جنوب مدينة العمارة (305 كلم جنوب بغداد) بحوالى 4,1 مليار برميل من النفط، وفاز ائتلاف شركات "سي  نبي سي" الصينية (50%) و"توتال" الفرنسية (25%) و"بتروناس" الماليزية (25%) بعقد تطوير حقل الحلفاية خلال جولة التراخيص الثانية التي جرت في كانون الاول/ديسمبر 2009، وتم التوقيع النهائي لعقد الاستثمار بين العراق والائتلاف في اذار/مارس 2010، واستطاع الائتلاف بالتعاون مع شركة نفط الجنوب العراقية، انجاز اعمال المشروع خلال 14 شهرا بدلا من المدة الاساسية التي حددت بثلاث سنوات، والعرض الذي قدمه الائتلاف هو 1,40 دولارا للبرميل مع سقف انتاجي يصل الى 535 الف برميل يوميا على مدى ست سنوات.

استثمار روسي وياباني

على الصعيد نفسه اعلنت وزارة النفط العراقية توقيع عقد "مبدئي" مع ائتلاف شركتي لوك اويل الروسية وانبكس اليابانية لاستثمار رقعة استكشافية للنفط جنوب البلاد، وقال عاصم جهاد المتحدث باسم الوزارة في بيان "وقعت وزارة النفط بالاحرف الاولى عقدا اوليا مع ائتلاف شركتي لوك اويل الروسية وانبكس اليابانية لتطوير وتأهيل الرقعة الاستكشافية النفطية العاشرة ضمن جولة التراخيص الرابعة التي طرحتها الوزارة"، وكان الائتلاف الذي تقوده الشركة الروسية بنسبة 60 في المئة قد فاز بتاهيل الرقعة 10 التي تقع ضمن محافظتي المثنى وذي قار بمساحة 5500 كلم (...) وباجر ربحي قدره 5,99 دولار للبرميل"، واضاف ان "الوزارة ستحيل العقد الى مجلس الوزراء للمصادقة عليه"، واحيلت ثلاث رقع استشكافية عرضت في جولة التراخيص الثالثة التي جرت في 31 ايار/مايو الماضي ضمن 12 رقعة عرضت للاستثمار الى شركات عالمية، فيما قبل لاحقا ائتلاف روسي بريطاني بعقد رابع. بحسب فرانس برس.

ووقعت وزارة النفط خلال جولات التراخيص السابقة عقودا مع شركات عالمية لتطوير عشرة حقول كبيرة، ويعتبر النفط المورد الرئيسي للميزانية العراقية اذ يشكل 94 بالمئة من عائدات العراق الذي يملك ثالث احتياطي من النفط في العالم بعد السعودية وايران، وذكر وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي في وقت سابق، ان "انتاج العراق يبلغ حوالى ثلاثة ملايين برميل يوميا وتقدر صادراته بمليونين و400 الف برميل في اليوم".

ائتلاف روسي بريطاني

من جهة أخرى اعلنت وزارة النفط العراقية ان ائتلافا روسيا بريطانيا قبل استثمار رقعة استكشافية نفطية تقع في جنوب البلاد كانت ضمن الرقع ال12 التي عرضت في جولة التراخيص الرابعة التي اجرتها بغداد نهاية ايار/مايو الماضي، وقال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد لوكالة فرانس برس ان الائتلاف يضم الروسية بشناف والبريطانية برميير اويل، واضاف ان "شركة بشناف الروسية وافقت على سعر الذي عرضته وزارة النفط البالغ خمسة دولارات للبرميل لاستثمار الرقعة الاستكشافية رقم 12 الواقعة في محافظة المثنى جنوب البلاد"، واشار الى ان "شركة برمير اويل البريطانية انضمت الى الشركة الروسية بنسبة 30 بالمئة لتشكل ائتلاف لتنفيذ العقد"، وكانت الشركتان عرضتا سعر 9,84 دولار لاستثمار الحقل خلال الجولة التي جرت في 31 ايار/مايو، وتابع جهاد "سيتم تحديد موعد لتوقيع العقد بالاحرف الاولى ثم سيحال الى مجلس الوزراء من اجل المصادقة عليه"، وكانت الوزارة اجرت التراخيص الرابعة ل12 رقعة استشكافية نفطية وغازية، الا ان الشركات العالمية تقدمت لاستثمار ثلاثة فقط منها، وتقع الرقعة النفطية التي قبل بها الائتلاف الروسي البريطاني في محافظة المثنى وتمتد على مساحة ثمانية الاف كيلومتر مربع الى الجنوب الغربي من مدينة السماوة. بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى، اعلن المتحدث باسم وزارة النفط انتهاء توقيع العقد الثاني ضمن جولة التراخيص الرابعة الذي فاز به ائتلاف بقيادة شركة كويتية. وقال لفرانس برس ان "ممثلي الشركات وقعوا بالاحرف الاولى"، وفاز ائتلاف بقيادة "كويت انرجي" (40 بالمئة) بالرقعة الاستكشافية الواقعة في محافظة البصرة على الحدود العراقية الايرانية، وهي رقعة نفطية، وتقدم الائتلاف الذي يضم شركة "تي بي ايه او" التركية (30 بالمئة) ودراغون اويل (30 بالمئة) الاماراتية باجر يبلغ 6,24 مقابل كل برميل، ووقعت وزارة النفط خلال جولات التراخيص السابقة عقودا مع شركات عالمية لتطوير عشرة حقول كبيرة، ويعتبر النفط المورد الرئيسي للميزانية العراقية اذ يشكل 94 بالمئة من عائدات العراق الذي يملك ثالث احتياطيا من النفط في العالم بعد السعودية وايران، وذكر وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي في وقت سابق، ان "انتاج العراق يبلغ حوالى ثلاثة ملايين برميل يوميا وتقدر صادراته بمليونين و400 الف برميل في اليوم".

استثمار رقعة غاز استكشافية

على صعيد أخر اعلن مدير عام دائرة العقود والتراخيص في وزارة النفط العراقية عبد المهدي العميدي قيام وزارة النفط بتوقيع عقد "مبدئي" مع شركة باكستان بتروليوم لاستثمار رقعة استكشافية للغاز في وسط البلاد، وقال العميدي لوكالة فرانس برس انه "يجري الان التوقيع بالاحرف الاولى، بين وزارة النفط العراقية وشركة باكستان بتروليوم لاستثمار الرقعة الاستكشافية رقم ثمانية"، واضاف ان "الوزارة ستحيل العقد الى مجلس الوزراء للمصادقة عليه" مشيرا الى ان ذلك سيجري في غضون شهر من الان، وفازت باكستان بتروليوم خلال جولة تراخيص لاستثمار رقعة الاستكشاف الغازي رقم ثمانية التي تمتد على مساحة ستة الاف كيلومتر مربع في محافظتي ديالى (شمال شرق) وواسط (جنوب)، وجاء فوز الشركة الباكستانية، في جولة التراخيص الرابعة لحقول النفط والغاز التي نظمت في بغداد يومي 30 و31 ايار/مايو الماضي، واثمرت عن ثلاثة اتفاقات لاستكشاف ثلاث رقع من بين 12 رقعة استكشافية عرضت على شركات عالمية، ووقعت وزارة النفط خلال جولات التراخيص السابقة عقودا مع شركات عالمية لتطوير عشرة حقول كبيرة، ويعتبر النفط المورد الرئيسي للميزانية العراقية اذ يشكل 94 بالمئة من عائدات العراق الذي يملك ثالث احتياطي من النفط في العالم بعد السعودية وايران، وذكر وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي في وقت سابق، ان "انتاج العراق يبلغ حوالى ثلاثة ملايين برميل يوميا وتقدر صادراته بمليونين و400 الف برميل في اليوم". بحسب فرانس برس.           

تراجع صادرات النفط العراقية

في حين أفادت بيانات الشحن ومصادر بالصناعة أنه من المنتظر أن تنخفض صادرات النفط العراقية للشهر الثالث على التوالي في يوليو تموز إلى أقل من 2.4 مليون برميل يوميا في نكسة للآمال في إمدادات عراقية تعوض عن انخفاض الإنتاج من إيران بسبب العقوبات، وأظهرت البيانات أن متوسط الصادرات من جنوب العراق بلغ 2.07 مليون برميل يوميا في أول 18 يوما من يوليو وهذا أدنى من مستوى بينما قال وكلاء شحن ومسؤول عراقي إن صادرات الشمال لخام كركوك تراجعت أيضا، وتحدث مسؤول عراقي كبير في قطاع النفط عن صادرات خام كركوك قائلا "ليس لدينا ما يكفي من الخام المتاح للتصدير... صادرات كركوك في يوليو تتراوح بين 300 ألف برميل يوميا و350 ألفا ومن المتوقع أن تظل عند هذا المستوى في الشهر المقبل، وبدون حدوث انتعاشة في الايام المتبقية من يوليو فإن هذا سيعني تراجع صادرات العراق للشهر الثالث من مستواها القياسي المرتفع بعد الحرب والذي سجلته في ابريل نيسان والبالغ 2.5 مليون برميل يوميا. وكانت زيادة صادرات العراق في وقت سابق من العام قد ساعدت في تهدئة اسعار النفط مع استهداف العقوبات الغربية للصادرات الايرانية، وتراجعت الصادرات الجنوبية حتى الان في يوليو من 2.14 مليون برميل في يونيو حزيران مع عرقلة سوء الاحوال الجوية للشحنات في الجزء الاول من الشهر. وكانت الزيادة في الصادرات الجنوبية مع تشغيل مرافئ جديدة على الخليج ادت الى قفزة في صادرات ابريل، وانخفضت الشحنات الشمالية مما يزيد على 400 الف برميل يوميا في وقت سابق من هذا العام. ويرجع هذا لاسباب من بينها اعلان اقليم كردستان العراق شبه المستقل في ابريل انه اوقف صادراته لان الشركات العاملة هناك لم تحصل على مستحقاتها من الحكومة المركزية. بحسب فرانس برس.

وقال المسؤول العراقي الكبير ان صادرات كركوك تدور بين 300 الف برميل يوميا و 350 الفا لكن بيانات الشحن تشير الى ارقام اقل، وطبقا لمصادر ملاحية وتجار لم يجر تصدير سوى 260 الف برميل يوميا تقريبا من خام كركوك من ميناء جيهان وخط الانابيب حتى الان في يوليو انخفاضا من برنامج تحميل يصل حجمه الى نحو 400 الف برميل يوميا، وقالت مصادر رسمية عراقية انه بسبب خفض الامدادات هناك فقد تأجل التحميل لفترات تتراوح بين عشرة ايام و 15 يوما وان بعض العملاء الغوا شحناتهم من كركوك في اغسطس، ومع ذلك فإن المسؤول قال إن العراق يهدف الى بلوغ صادراته الاجمالية ما بين 2.4 مليون الى 2.5 مليون برميل يوميا هذا الشهر والشهر المقبل عن طريق زيادة الشحنات الجنوبية. وينتج حقل الحلفاية النفطي الذي تشغله شركة البترول الوطنية الصينية ما لا يقل عن 80 الف برميل يوميا الامر الذي يساعد في زيادة الصادرات، وبالاضافة الى النفط المحمول بحرا يصدر العراق كمية صغيرة من الخام بالشاحنات الى الاردن تصل الى عشرة الاف برميل يوميا. وقالت تركيا في وقت سابق من الشهر الجاري انها بدأت استيراد ما بين خمس وعشر شاحنات صهريجية من الخام من شمال العراق يوميا.

توقف النفط العراقي الى تركيا

الى ذلك نقلت وكالة انباء الاناضول عن مصادر رسمية قولها ان انفجارا متعمدا، ألحق اضرارا بخط انابيب النفط العراقي-التركي في جنوب شرق تركيا وادى الى توقف وصول النفط العراقي، وقد وقع الانفجار الذي استهدف خط الانابيب الذي يربط مدينة كركوك العراقية (شمال) بمرفأ جيهان-يومورتاليك التركي (جنوب) بين قريتي سوغوتلو وسنكوي في محافظة ماردين، كما قال لوكالة انباء الاناضول حاكم ماردين تورهان ايفاز الذي تحدث عن عملية "تخريب"، ونقلت الوكالة عن ايفاز قوله "اوقفنا وصول النفط. لم يقع قتلى او جرحى. وبدأت فرق الاطفاء عملها". بحسب فرانس برس.

وغالبا ما يتعرض خط انابيب كركوك-يومورتاليك لاعتداءات تنسب الى المتمردين الاكراد في حزب العمال الكردستاني. وقد وقع آخر اعتداء في نيسان/ابريل وتسبب بتوقف وصول النفط العراقي بضعة ايام، وفي اواخر حزيران/يونيو، وقع انفجار على خط انابيب لنقل الغاز يربط ايران بتركيا، ويبلغ طول خط الانابيب بين كركوك وجيهان 970 كلم. ومن مرفأ جيهان على الساحل المتوسطي التركي، ينقل النفط على متن ناقلات الى الاسواق العالمية، وحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره كل من انقرة وعدد كبير من البلدان منظمة ارهابية، يقوم منذ 27 عاما بأعمال مسلحة من اجل الحكم الذاتي في جنوب شرق وشرق تركيا الذي تسكنه اكثرية كردية. ويقول الجيش ان النزاع الكردي اسفر عن اكثر من 45 الف قتيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/آب/2012 - 13/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م