الانتخابات الامريكية والناخب اليهودي... بيضة القبان الازلية

عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: تزداد حدة المنافسة وتتسع لهجة التسقيط الانتخابي في الولايات المتحدة الامريكية مع اقتراب مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية حيث تشهد هذه البلاد حملة انتخابية ازدادت حدتها بشكل مثير بهدف استمالة اكبر عدد من الناخبين ، ويرى بعض المراقبين ان الورقة الاسرائيلية قد تكون احدى اهم الاوراق الانتخابية والتي قد تسهم تعزز من فرص الفوز وتعزيز النتائج ، وهذا ما بدى واضحاً من خلال في الخطابات الاخيرة بين اوباما ورومني الذين سعيا الى طمأنة اسرائيل من خلال اعلان الولاء والدعم اللامحدود وهو ما قد يسهم باستمالة الناخب اليهودي صاحب التأثير القوي والنفوذ المباشر في الاوساط الامريكية ، وفي هذا السياق فقد قدم الرئيس الاميركي باراك اوباما استعراضا داعما لإسرائيل وفي مكتبه البيضاوي في البيت الابيض وقع اوباما محاطا بممثلين عن اللوبي الموالي لإسرائيل (ايباك) ونواب اميركيين قانونا يعزز التعاون مع اسرائيل في مجال الامن والدفاع مؤكدا دعم واشنطن "الثابت" لهذا البلد. ودعي ممثلون للصحافة الاسرائيلية لحضور هذه المراسم اضافة الى المصورين والصحافيين المعتمدين من البيت الابيض.

وقال اوباما ان هذا القانون، الذي يتيح خصوصا لإسرائيل الحصول على المزيد من الاسلحة والذخائر الاميركية "يعكس التزامنا الثابت بأمن اسرائيل". كما اشاد الرئيس بالمساهمة الاميركية الاضافية في المنظومة الاسرائيلية المضادة للصواريخ "القبة الحديدية" بمقدار 70 مليون دولار التي اعلنها وزيره للدفاع ليون بانيتا في ايار/مايو الماضي. وقد سبق ان مولت الولايات المتحدة نظام "القبة الحديدية" الذي يفترض ان يحمي اسرائيل من الصواريخ التي يطلقها حزب الله الشيعي من لبنان وحركة حماس من قطاع غزة بقيمة 205 ملايين دولار. واكد اوباما انه "برنامج حيوي لأمن الاسرائيليين وهو برنامج ثبتت فاعليته". واضاف "امل مع توقيع هذا القانون ان يدرك الكل مدى التزامنا جميعا، من جمهوريين وديموقراطيين، بصفتنا اميركيين حيال اصدقائنا والتأكد انهم في امان".

وكان البيت الابيض اشار الى ان اوباما لديه "ثقة تامة" في قدرة البريطانيين على ضمان امن دورة الالعاب الاولمبية التي تفتتح الجمعة في لندن. وعلى الاثر نفى المتحدث باسم الرئيس الاميركي جاي كارني ان يكون لهذا التصريح اي صلة بالجدل الذي اثارته تصريحات رومني في العاصمة البريطانية. بحسب فرنس برس.

وكان المرشح الجمهوري قد وصف اوجه قصور الشركة الامنية الخاصة المكلفة ضمان امن الدورة الاولمبية بالأمر "المقلق وغير المشجع" بعد ان ارغمت هذه الثغرات الجيش البريطاني على حشد مزيد من الجنود لضمان امن الالعاب الاولمبية. واثارت هذه التصريحات استياء الصحافة البريطانية في بريطانيا ورد عليها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون متهكما "ننظم الالعاب الاولمبية في واحدة من اكثر مدن العالم ازدحاما واقبالا. بالتأكيد سيكون تنظيمها اسهل في منطقة نائية" في اشارة الى سولت ليك سيتي التي اقيمت فيها دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2002 التي قام رومني بدور اساسي في تنظيمها.

على صعيد متصل وصل ميت رومني المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية الي اسرائيل تاركا وراءه زيارة للندن شابتها مشكلات ومتطلعا لتحقيق نجاح في اسرائيل التي تمثل علاقاتها مع الولايات المتحدة قضية مألوفة في برنامجه الانتخابي. وزيارة رومني لإسرائيل هي ثاني محطة له في جولة خارجية تهدف الى تعزيز مكانته في مجال السياسة الخارجية في سباقه من اجل الفوز في الانتخابات امام الرئيس باراك اوباما في السادس من نوفمبر تشرين الثاني.

وشاب الجولة صعوبات منذ البداية عندما اثار غضب البريطانيين بتشكيكه فيما اذاكانت لندن مستعدة للاولمبياد وهو تصريح اضطر للتراجع عنه بعد انتقاد من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. ويأمل رومني ان يصادف رياحا مواتية بشكل اكبر في اسرائيل من خلال العودة الى قضية مألوفة في حملته متعهدا بتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل في حالة انتخابه.

وحمل رومني معه رسالة صارمة بشأن البرنامج النووي الايراني مع تصريح دان سينور مساعده الكبير لشؤون الامن القومي بان رومني يعتقد ان تهديد طهران بصنع سلاح لابد وان يواجه بقوة.

وقال سينور "انه يرى انه لابد الا يكون هناك تسامح ابدا ازاء تخصيب اليورانيوم من حيث ارتباطه بايران. وهو يعتقد ان التهديد باستخدام القوة يجب ان يكون ذا مصداقية في نظر القيادة الايرانية. "نوع الاتفاق الوحيد (مع ايران) الذي يعتبره مقبولا يتضمن عدم تخصيب اليورانيوم.وبامكاننا ولابد من تطبيق عقوبات صارمة.توجد عقوبات صارمة. وبوسعنا وضع عقوبات اكثر صرامة." بحسب رويترز.

وبالنسبة لاحتمال قيام اسرائيل بشن هجوم من جانب واحد على المنشآت النووية الايرانية والتي تسعى ادارة اوباما لتفاديه قال سينور للصحفيين على طائرة رومني ان رومني يعتقد ان تطوير ايران لقدرات في مجال الاسلحة النووية يشكل تهديدا لوجود اسرائيل وتهديدا ايضا للولايات المتحدة. وقال سينور"الدول التي تتشابه في تفكيرها يجب ان تعمل معا وتتشارك في معالجة هذا التهديد. وهو يقول دائما انه اذا كانت اسرائيل ترى انها تحتاج لاتخاذ اجراء للدفاع عن بلدها وحماية بلدها فانه سيكون داعما لذلك."

في السياق ذاته كشف استطلاع للرأي تفضيل يهود أمريكا للرئيس، باراك أوباما، وبفارق قوي، على خصمه الجمهوري في السباق الرئاسي المقبل، ميت رومني، وفق نتيجة المسح التي كشف عنها عشية بدء الأخير زيارة لإسرائيل. وبحسب نتائج استبيان "غالوب"، فقد أبدى 68 في المائة من اليهود الأمريكيين دعمهم لأوباما، مقابل 25 في المائة لرومني.

وكان اليهود الأمريكيون قد أبدوا انحيازهم لأوباما إبان السباق الرئاسي السابق، إذ أبدى 78 في المائة منهم دعمهم له، في مقابل 21 في المائة لصالح جو ماكين، خصمه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2008، وفق المجلس اليهودي الديمقراطي الوطني. ويشار إلى أن 57 في المائة من الناخبين اليهود الأمريكيين الذين يحق لهم التصويت، كانوا قد شاركوا بالاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. بحسب CNN.

وجاء قرار أوباما بتوقيع القرار المدعوم من الكونغرس منذ 17 يوليو/تموز الجاري ليفاجئ المراقبين ويثير النقاش حول كونه أحد تكتيكات السباق الانتخابي، خاصة وأن البرنامج الأسبوعي المقرر مسبقا للبيت الأبيض لم يكن يشر إلى ذلك. وقد نفى الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، وجود أي خلفيات سياسية للخطوة، قائلا إن أوباما لم يوقع القرار خلال الأيام الماضية بسبب سفره بجولاته الداخلية. وكان رومني قد انتقد أوباما مؤخرا، قائلا إنه فشل في تقديم الدعم الكامل لإسرائيل، الأمر الذي نفاه البيت الأبيض بقوة. وأشار أوباما، لدى توقيعه القرار، إلى ما قال إنه "التزام لا يمكن أن يتزعزع" من قبل حكومته بأمن إسرائيل.

اتهامات متبادلة

على صعيد متصل اتهم فريق حملة باراك اوباما فريق منافسه ميت رومني ب"بلوغ الحضيض" بعد ان قال احد الجمهوريين انه كان يامل ان يتعلم الرئيس الديموقراطي "كيف يصبح اميركيا". وقالت المتحدثة باسم لجنة حملة اوباما ليس سميث في بيان ان "فريق حملة رومني بلغ رسميا الحضيض".

وكانت شبكة سي.ان.ان ذكرت في وقت سابق ان حاكم نيو هامشير (شمال شرق) السابق جون سنونو قال في مؤتمر عبر الهاتف "كنت اتمنى لو ان هذا الرئيس (اوباما) تعلم كيف يصبح اميركيا". وياتي هذا التطور في الوقت الذي بلغ فيه التوتر اشده بين فريقي الحملتين. وكان فريق اوباما اتهم رومني بالكذب بادعائه ترك شركة باين كابيتال للاستثمار قبل ان يرتبط اسمها بعمليات صرف مكثفة بين 1999 و2002.

كما طالب الديموقراطيون رومني بان يكشف المزيد من المستندات حول وضعه المالي وخاصة امواله المودعة في جنات ضريبية الامر الذي يرفضه المرشح الجمهوري. واعتبرت سميث انه بعد حديث سنونو فان "السؤال هو معرفة ما الذي سيخرجونه الان من جعبتهم لتفادي الرد على التساؤلات الخطيرة بشان مسؤولية رومني في باين كابيتال واستثماراته في جنات ضريبية وحساباته في الخارج".

وقالت ان تصريحات الحاكم السابق "ليس من شانها سوى جذب الانتباه الى محاولتهم (الجمهوريين) اليائسة لتغيير النقاش". وقد سبق ان استخدم رومني وفريقه هذا الاسلوب ضد اوباما معتبرين انه يفضل شن الهجمات الشخصية عن الرد على حصيلته السيئة في مجال الوظيفة. ويتفق هجوم سنونو على "اميركية" اوباما مع اراء بعض اعضاء الجناح اليميني في الحزب الجمهوري الذين يشككون في ان يكون اوباما ولد حقا على الاراضي الاميركية. وفي ربيع 2011 سعى البيت الابيض الى وضع حد لهذا الجدل الى حد الذهاب الى نشر شهادة الميلاد الكاملة للرئيس الذي ولد في 4 اب/اغسطس 1961 في ولاية هاواي الاميركية الواقعة في المحيط الهادئ.

من جهة اخرى اتهم الجناح اليميني للحزب الجمهوري مساعدة مسلمة لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأنها على صلة بالإخوان المسلمين المصريين، وقد رد السناتور جون ماكين هذا الاتهام بشدة . وهوما عابدين هي منذ فترة طويلة احدى اقرب مساعدات هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية، وكانت مديرة مكتبها خلال حملة الانتخابات الرئاسية للسيدة الاميركية الاولى السابقة في 2008.

وبعث خمسة من اعضاء الكونغرس، منهم المرشحة السابقة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري الى البيت الابيض ميشيل باكمان، برسالة الى وزارة الخارجية لطلب فتح تحقيق حول الصلات بين عبدين والاخوان المسلمين الذين اصبحوا الحركة السياسية الاولى في مصر منذ سقوط الرئيس حسني مبارك. ولدى القاء كلمته في مجلس الشيوخ ، دافع الجمهوري جون ماكين المرشح السابق للانتخابات الرئاسية منافسا لباراك اوباما، عن عبدين حيال الاتهامات التي وجهها فريقه.

وقال ماكين "اعلن البعض في الفترة الاخيرة ان هوما وهي اميركية مسلمة ستشارك في مؤامرة دنيئة للتأثير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة لمصلحة الاخوان المسلمين والتيار الاسلامي عموما". وانتقد السناتور "هجوما مجانيا ولا اساس له على امرأة شريفة وهي اميركيو مخلصة لبلادها وموظفة متفانية". واضاف ماكين ان "هذه الانتقادات لا اهمية لها ولا اساس. ومن الضروري ان تتوقف على الفور". بحسب فرنس برس.

وبلسان المتحدث باسمه قال باتريك فنترل ان كلينتون وصفت هذه الانتقادات بأنها "غريبة". وقد التقت كلينتون السبت في القاهرة الرئيس المصري الجديد محمد مرسي. وكررت في هذه المناسبة تأكيد "الدعم الحازم" للولايات المتحدة للعملية الانتقالية الديموقراطية في مصر.

وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه ان المعتقدات الدينية للرئيس باراك اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني ليس لها تأثير يذكر على انتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر تشرين الثاني. ووفقا للاستطلاع الذي اجراه مركز ابحاث بيو فان 60 في المئة يدركون ان رومني ينتمي لطائفة المورمون وقال 81 في المئة ان هذا الامر لا يهمهم. وبقي مستوى الالمام بهذا الامر كما هو دون تغيير عما كان عليه قبل اربعة اشهر اثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. وقال تقرير بيو "عدم الارتياح لديانة رومني ليس له تأثير يذكر على توجهات التصويت." بحسب رويترز.

وأضاف "الجمهوريون والبيض الانجليكان يؤيدون بأغلبية كاسحة رومني بغض النظر عن رأيهم في معتقداته والعلمانيون الديمقراطيون يعارضونه بأغلبية كاسحة بغض النظر عن انطباعاتهم."

ولم يتول شخص ينتمي لطائفة المورمون منصب الرئيس في الولايات المتحدة من قبل. واوباما مسيحي لكن الاعتقاد بأنه مسلم مستمر بعد نحو أربع سنوات في الرئاسة حيث يقول 17 في المئة من الناخبين انه مسلم. ويقول 49 في المئة انه مسيحي بانخفاض من 55 في المئة قرب نهاية حملته الانتخابية في عام 2008 ويقول 31 في المئة انهم لا يعرفون ما هي ديانة اوباما.

تراجع شعبي

من جهة اخرى اظهر استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ومنافسه المرشح الجمهوري ميت رومني، يواجهان برد فعل معاكس من الرأي العام الاميركي، بعد الدعايات السلبية التي يبثها فريقاهما منذ ايار/مايو الماضي. وفي الاستطلاع الذي اجرته شبكة "ان بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال"، ابدى 43 بالمئة من الناخبين رأيا شخصيا سلبيا (32 بالمئة يبدون رأيا "سلبيا جدا") بالرئيس الديموقراطي، بينما ينظر 40 بالمئة بسلبية الى رومني الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس (شمال شرق)، منهم 24 بالمئة بنظرة "سلبية جدا".

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المتخصص في الاستطلاعات الجمهوري بيل ماكينتورف قوله ان هذه النسب السلبية "غير مسبوقة في العصر الحديث". واشارت الصحيفة الى ان كلا من اوباما ورومني "انهال على الناخبين بحجم غير مسبوق من الحملات التي تهاجم" منافسة. وفي حين سجلت نسبة البطالة انخفاضا، كشف الاستطلاع قلق الاميركيين على مستقبل بلادهم. فنسبة 60 بالمئة منهم -- اعلى بنقطتين من ايار/مايو الماضي -- تعتقد ان الولايات المتحدة "على المسار الخاطئ"، بينما اكد 32 بالمئة فقط انها تسير "في الاتجاه الصحيح". بحسب فرنس برس.

ووفق الاستطلاع، أبدى 36 بالمئة فقط من الاميركيين ثقتهم بأوباما لتحسين الوضع الاقتصادي، بينما وصلت نسبة الذين يأتمنون رومني على هذا الموضوع الاساسي الى 43 بالمئة. لكن الرئيس الديموقراطي الذي تنتهي ولايته هذه السنة، بدا في موقع افضل من منافسه في مجالات السياسة الخارجية والصحة والملف الافغاني والضرائب والهجرة. كما منح الاستطلاع افضلية لأوباما في مواجهة رومني اذا ما اجريت الانتخابات الرئاسية اليوم، علما انها مقررة في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وقال 49 بالمئة من المستطلعين انهم سيصوتون لصالح ولاية ثانية لاوباما، بينما سيختار 43 بالمئة منهم استبداله برومني. وبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع ثلاث نقاط، كما هي الحال في أيار/مايو الماضي عندما قال 47 بالمئة من المستطلعين انهم سيصوتون لأوباما في مقابل 43 بالمئة لرومني، وفق ارقام "ان بي سي" و"وول ستريت جورنال".

وأظهر الاستطلاع انه من بين الجمهوريين المحافظين يقول 34 في المئة ان اوباما مسلم.وبصفة عامة يشعر 45 في المئة بالارتياح ازاء ديانة اوباما ويقول خمسة في المئة ان الامر لا يهم بينما لا يشعر 19 في المئة بالارتياح. شمل الاستطلاع 2973 شخصا بالغا بينهم 2373 مسجلين كناخبين. وكان هامش الخطأ بالنسبة للبالغين 2.1 نقطة مئوية و2.3 نقطة للناخبين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 31/تموز/2012 - 11/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م