حروب في العالم... فوضى وتداعيات

 

شبكة النبأ: اشارت دراسة إلى أن واحدا من بين كل ثمانية جنود بريطانيين يرتكب عمل عنف لدى عودته وشملت الدراسة التي مولتها وزارة الدفاع البريطانية 13 الف جندي، وخلص الباحثون إلى وجود صلة بين القتال والصدمة الناجمة عنه يرتبطان بالسلوك العنيف عادة ازاء الازواج. وقال القائد السابق للجيش الجنرال ريتشارد دانيت إنه يجب اجراء تغير ثقافي في الجيش. وقالت وزارة الدفاع إن لديها اجراءات للحد والتعامل مع العنف.

وخلصت الدراسة التي اجراها الدكتور ديدر ماكمانس في مركز كينغز لأبحاث الصحة العسكرية إلى وجود صلة بين تجربة الجنود في العراق وافغانستان والسلوك العنيف لدى عودتهم. وتوصلت الدراسة إلى أن عدد الجنود الذين اشتركوا في القتال المباشر واعترفوا بضرب احد الاشخاص عند عودتهم كان مثلي غيرهم من الجنود. وفي ثلث الحالات كان من الشخص الذي تعرض للعنف احد افراد العائلة وعادة ما كان هذا الشخص الزوجة او الصديقة. وقال الدكتور ماكمانس "العلاقة بين ممارسة دور قتالي والعنف اثر العودة تكاد تكون مضاعفة". واضاف ماكمانس "توصلنا أيضا إلى ان من المرجح ان يكون الجنود الذين شهدوا اكثر من حادث صادم اكثر عنفا".

وسجن جندي سابق لقتل مالكة مسكنه اثر اطلاق النار عليها بعد مهمة قتالية في افغانستان. وقتل الجندي ارون ويلكينسون، 24 عاما، جوديث جاريت، 52 عاما، في مزرعتها في ليدز. وكان طبيب في الجيش قال إن ويلينسون يعاني من توتر ناجم عن الصدمة وان الحالة تدهورت دون ان يكون تحت الملاحظة. واعترف ويلكينسون بالقتل غير العمد وجرت تبرئته على اساس عدم الاهلية من تهمت القتل. وتقول اماندا هولي، احدى صديقات غاريت، إن ويلكينسون كان يجب ان يعالج. وقالت وزارة الدفاع إنه لا يوجد ما يدل على ان الجنود لديهم مشكلة مع العنف المنزلي اكثر من غيرهم من غير العسكريين.

من جانب اخر أعلن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند إلغاء 17 وحدة أساسية في الجيش مما يؤدي إلى فقدان نحو 20 ألف جندي وظائفهم بحلول عام 2020. وبموجب خطة تقليص الجيش الحالية فإن عدد الجنود سوف ينخفض من 102000 في عام 2010 إلى 82000 بحلول عام 2020.، مما يعني أن حجمه سيكون نصف ما كان عليه أيام الحرب الباردة عندما كان يضم 163000 في عام 1978. وأبلغ هاموند مجلس العموم البريطاني أن "سلاح المشاة سيفقد 5 كتائب في وحداته القتالية، غير أنه سيكون الأقوى والأفضل فاعلية من حيث التجهيزات القتالية".

وقال وزير الدفاع إن بريطانيا ستحتفظ بقوة عسكرية فعالة ومجهزة تجهيزا جيدا لكنها ستعتمد بشكل كبير على الجنود والضباط الاحتياط والتعاون مع الحلفاء والمتعاقدين الأهليين. ويقول مراس البي بي سي الاقتصادي، جوناثان بيل، إن خطة التفكير الاستراتيجي لجيش عام 2020 يقودها أحد النجوم الصاعدة في الجيش وهو الجنرال نكلوس كارتر، إلا أن هذه المراجعة تسيرها فكرة تقليص النفقات. ويقول مراسل بي بي سي إن الجيش سوف يقسم إلى قسمين هما "قوات الرد" التي تتمتع بجنود متدربين تدريبا عاليا وهي مستعدة للانتشار بسرعة، و"القوات المتكيفة" التي تضم جنودا عاديين وآخرين احتياطا. وتقوم هذه القوات بالمهمات التشريفية والالتزامات التقليدية كحماية جزر الفوكلاند على سبيل المثال وتضم "قوة المساعدة الأمنية" التي بإمكانها أن ترسل قوات صغيرة للقيام بمهمات التدريب والاستشارة وحفظ السلام في مناطق مختلفة من العالم.

وقال اللورد دانت، الذي كان قائدا للجيش في الفترة 2006-2009، للبي بي سي إن تقليص النفقات مخيب للآمال بالنسبة للجيش. وأضاف أن هناك على الأقل 11 ألف شخص ممن توقعوا أن يمضوا حياتهم المهنية كاملة في الجيش سوف ينتقلون إلى الحياة المدنية وإن هؤلاء يحتاجون إلى المساعدة والتسهيلات اللازمة لهذا الانتقال وأن المهارات التي تعلموها في الجيش يجب أن يعترف بها.

وقال البروفيسور مايكل كلارك، مدير المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن الجيش الجديد سيكون قادرا على الذهاب إلى أماكن معينة لأداء مهمته بمستوى عال وبسرعة أكبر لكن الانتشار لفترات طويلة لن يكون سهلا إلا إذا كانت الحكومة مستعدة لإنفاق المزيد من الأموال. وأضاف "إنهم يحاولون بناء جيش قادر على التمدد السريع ثم الانكماش السريع".

ويقول النائب في البرلمان، بوب ستيوارت، وهو عقيد سابق في الجيش، إنه مستاء لهذا الإجراء وإنه لا يحبذ هذا التقلص في الإنفاق ويعتقد أن تقليص تعداد الجيش إلى 8200 سيحوله إلى جيش صغير جدا. ويضيف ستيوارت: "الإجراء الصحيح هو أن يكون لنا المزيد من القوات المسلحة لكن مشكلتنا هي كيف نمول هذه القوات ونجهزها بالأسلحة المتطورة".

العالم أكثر سلاما

الى جانب ذلك كشفت دراسة انه بالرغم من تصاعد الصراع في سوريا والاضطرابات المدنية في أوروبا أصبح العالم أكثر سلاما خلال العام المنصرم بعد تحسن ملحوظ في أفريقيا. وأظهر مؤشر السلام العالمي الذي اصدره معهد الاقتصاديات والسلام الذي يتخذ من كل من استراليا الولايات المتحدة مقرا له أول تحسن منذ عامين. وللمرة الاولى لم تعد منطقة افريقيا جنوب الصحراء أقل مناطق العالم سلاما وفقدت هذا التعريف الذي انتقل الى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بعد انتفاضات الربيع العربي.

ورصدت الدراسة 23 مؤشرا في 158 دولة منها مستويات الاضطرابات المدنية والجريمة الى الانفاق العسكري والتورط في صراع مسلح والعلاقات بين دول الجوار. وبخلاف التدهور الذي شهده الشرق الاوسط طرأ على كل منطقة اخرى من العالم نوع من التحسن على الاقل. وقال ستيف كيليليا وهو رجل اعمال استرالي أسس المؤشر المبدئي قبل ست سنوات ان وراء ذلك فيما يبدو عددا من الاسباب منها انخفاض الانفاق العسكري على مستوى العالم ويرجع ذلك جزئيا الى الازمة المالية العالمية في الوقت الذي تحسنت فيه العلاقات بين الدول بدرجة كبيرة مع ميل الزعماء الى الدبلوماسية بدلا من العنف.

وقال "تحسن العلاقات بين الدول والعزوف الكبير عن الحرب أصبح قويا جدا خاصة في أفريقيا. لقد شهدنا انخفاضا ملموسا جدا في الصراع حين توجهت الى أوغندا لأول مرة منذ 15 عاما او نحو ذلك كانوا يخوضون على سبيل المثال أربع حروب. الان لا يخوضون اي حرب." وأظهر التقرير ان أشد تدهور في السلام حدث في سوريا مع انضمام عدد من دول المنطقة الى القائمة.

وكشف تقرير العام الماضي ان اعمال العنف ذات الصلة بالربيع العربي جعلت العام أقل سلاما بينما أظهرت دراسة عام 2010 ان الازمة الاقتصادية تزيد من الاضطرابات العالمية. وقال كيليليا ان هذين العامين أوقفا تحسنا دام ثلاث سنوات وان مستوى السلام العالمي عام 2012 هو مماثل تقريبا للمستوى الذي كان موجودا قبل ست سنوات.

وقال التقرير ان الصومال مازال أقل دول العالم سلاما لكن بصفة عامة كانت الدول الافريقية من بين الدول الاسرع تقدما التي شملها المسح. وحققت زيمبابوي أفضل النتائج وبدأ الاستقرار يعود اليها بعد سنوات من المعارك السياسية بل وأحيان محاولات تتسم بالوحشية من جانب الرئيس روبرت موجابي للاحتفاظ بالسلطة. كما طرأ تحسن كبير على مدغشقر بعد انقلاب العام الماضي.

وذكر التقرير انه في امريكا اللاتينية كان التحسن الذي طرأ على العلاقات بين فنزويلا وكولومبيا من أبرز نماذج التحسن. وفي اسيا رغم مخاوف من تصاعد سباق التسلح والتنافس في مجال الجغرافيا السياسية بين الصين والولايات المتحدة الا ان الانفاق العسكري استقر عند مستواه بشكل عام وانخفض قليلا مستوى الصراع. ويرى كيليليا ان الصورة في أوروبا مختلطة بوضوح. فقد تراجع مركز اليونان بشكل خاص في القائمة وهبطت نحو 40 مركزا في القائمة خلال اربع سنوات في مواجهة تصاعد الاضطرابات المدنية والجريمة وهي تجاهد لتطبيق اجراءات التقشف ومخاوف من احتمال خروجها من منطقة اليورو. بحسب رويترز.

ويرى كيليليا ان الاحجام عن اللجوء الى الصراع المسلح سيستمر الى مدة طويلة. وقال "يمكن ان نتوقع...بعض التصاعد في العنف الداخلي لكن التوجهات التي نراها فيما يتعلق بالصراع الخارجي ستثبت مرونتها على ما اعتقد. هناك قناعة -ربما بعد العراق وأفغانستان على وجه الخصوص- ان هذه الصراعات يصعب التكهن بنتائجها بدرجة كبيرة وهي مكلفة للغاية حتى لو كنت قويا جدا."

من جهة اخرى اعلنت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) ان توقعات الانتاج الزراعي والامن الغذائي في العام 2012 "جيدة عموما" لكنها حذرت من ان بعض المناطق مثل الشرق الاوسط والساحل جنوب الصحراء الكبرى ستعاني من تبعات "النزاعات المسلحة وحركات نزوح السكان". وذكر المدير العام للفاو خوسيه غراتسيانو دا سيلفا في شكل خاص حالة اليمن وسوريا لافتا الى ان وضعهما "يذكر بالرابط الوثيق بين الامن الغذائي والسلام". وقال "هنا النزاعات الداخلية هي التي تتسبب بانعدام الامن الغذائي، لكن العكس هو صحيح ايضا".

وبوجه عام تتوقع النشرة الفصلية الاخيرة لمنظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة "زيادة قياسية بنسبة 3,2% لإنتاج الحبوب العالمي في 2012" بحسب بيان للوكالة الاممية التي مقرها في روما. واضافت الفاو "ان التوقعات الجيدة للعرض ادت الى مرونة في اسعار القمح والحبوب الثانوية في ايار/مايو" الماضي. وبالرغم من التوجهات الايجابية "فان بلدان الساحل ما زالت تصطدم بمشكلات خطيرة لجهة الامن الغذائي بسبب اسعار السلع المرتفعة على المستوى المحلي والنزاعات الاهلية".

واحصى التقرير 35 بلدا (منها 38 في افريقيا) تحتاج لمساعدة غذائية خصوصا افغانستان والعراق وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وهايتي ومالي. كذلك ما زالت افريقيا الغربية ضحية "انعدام الامن الغذائي وسوء التغذية بصورة متزايدة في بلدان عدة" بحسب الفاو. ولفتت الفاو الى ان تصاعد النزاعات في مالي التي تسببت بحركات نزوح للسكان الى البلدان المجاورة، وانتشار الجراد المتوجه الى الجنوب آتيا من افريقيا الشمالية تشكل مخاطر اضافية على الانتاج الزراعي في 2012 في منطقة الساحل وخصوصا النيجر ومالي وتشاد. بحسب فرنس برس.

وفي الشرق الاوسط فان تدهور وضع الامن الغذائي الناجم عن الاضطرابات الداخلية يثير مخاوف كبيرة في سوريا واليمن. ويقدر عدد الاشخاص المحتاجين لمساعدة غذائية في سوريا بحوالي المليون وذلك بسبب وقع الاضطرابات على الاسر وشبكات توزيع المواد الغذائية في مختلف الاسواق. وفي اليمن يعاني حوالى خمسة ملايين شخص من انعدام الامن الغذائي ويحتاجون لمساعدة غذائية عاجلة نظرا الى مستويات الفقر والنزاعات المستمرة والاسعار المرتفعة للمواد الغذائية والمحروقات. وفي آسيا واميركا الشمالية واميركا الوسطى واميركا الجنوبية يتوقع تقرير الفاو زيادة قياسية او ارتفاعا للمحاصيل. اما المخزونات العالمية للحبوب للمواسم التي تنتهي في 2013 فيتوقع ان تبلغ 548 مليون طن، اي بارتفاع 7%، وهي اعلى نسبة منذ 2002.

ما بعد الحرب

على صعيد متصل وبعد ثلاث سنوات على انتهاء الصراع في شمال سريلانكا، ما زال عدة آلاف من المدنيين بمعزل عن بطاقات هوياتهم والوثائق الرسمية الأخرى التي فقدت في خضم المعارك، وبالتالي فهم غير قادرين على الحصول على مجموعة من الخدمات الحكومية الأساسية. وقال الناجون الذين عانوا كثيراً من القتال الذي استمر عدة أسابيع بينما كانوا محاصرين في مقاطعة مولايتيفو الشمالية، أنه عندما حانت الفرصة أخيراً للهروب ترك معظمهم وراءهم جميع ممتلكاتهم.

ففي هذا السياق، قال سيفاسيلان، من قرية بوليانكولام في مقاطعة فافونيا، والذي طلب ذكر اسم عائلته فقط: "عندما تهرب لإنقاذ حياتك لا تفكر في مثل تلك الأمور". وحين عاد إلى قريته في نهاية عام 2009، بدأ بإعادة إثبات هويته. ولكن لا يستطيع سيفاسيلان أن يحصل على إغاثة ما بعد الحرب من أجل إعادة بناء منزله أو تسجيل أولاده في المدرسة أو حتى التصويت، إن لم تكن لديه الوثائق الصحيحة. وأضاف "تصبح مثل الأجنبي في قريتك. ولا تستطيع فعلاً إنجاز أي شيء بشكل رسمي". وقد بدأت المكاتب الحكومية، مثل دائرة تسجيل الأفراد ودائرة المفوض العام للأراضي، بتلقي طلبات من الشمال في بداية عام 2010 من أجل إعادة إصدار الوثائق. وتم تقديم معظم الطلبات بلغة التاميل وهي ثاني أكثر لغة شيوعاً على مستوى البلاد، واللغة الأولى التي يتم التحدث بها في منطقة النزاع السابقة، حيث قاتل نمور تحرير تاميل إيلام من أجل دولة مستقلة خلال حوالى من 30 عاماً.

وقد أدى ارتفاع عدد الطلبات ونقص المسؤولين الذين يتحدثون اللغة التاميلية في كولومبو- مقر الحكومة التي تقع على بعد 270 كم- إلى حدوث أزمة واضحة. وقد ساعدت الأمم المتحدة في تعيين موظفي الحكومة المتقاعدين من أجل تخفيف تكدس الطلبات مثلما فعلت بعد موجات التسونامي عام 2004 عندما فقد آلاف الناس وثائقهم. وفي شهر مارس 2009، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإطلاق "مشروع العدالة في متناول الجميع" الذي تقيم من خلاله وحدات متنقلة مزودة بموظفين حكوميين مكاتب مؤقتة في المناطق النائية في جميع المناطق الشمالية. ولا تقوم تلك المكاتب بإصدار أوراق الهوية التي تأتي من الدائرة الحكومية لتسجيل الأفراد، وإنما تقوم بتقديم الطلبات. وقال روبافاثي كيثيسواران، وهو مسؤول حكومي كبير في مقاطعة كيلينوتشي أن الخدمة المتنقلة جعلت عملية إعادة إصدار الأوراق بأكملها أكثر سهولةً، وخاصة لهؤلاء الذين عادوا إلى قرى دمرت فيها البنية التحتية للمواصلات. وتعتبر بطاقات الهوية الوطنية أكثر الوثائق المطلوبة حيث ساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تحويل السجلات الشخصية من ورقية إلى رقمية لكل من مقاطعة مولايتيفو وكيلينوتشي وفافونيا ومانار، حيث كان الدمار الذي خلّفته الحرب هائلاً.

ويحتاج العائدون الذين يريدون بناء منازل سواء بمساعدة أو بقرض من البنك إلى وثائق لتسجيل الأراضي. وقد أشار مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في كولومبو إلى أنه "بالنسبة لهؤلاء الذين يطلبون المساعدة من أجل الإسكان غالباً ما يكون إثبات ملكية الأراضي أمراً أساسياً". ولكن صكوك الملكية ووثائق التسجيل الأخرى هي الوثائق الأكثر صعوبة في إعادة الإصدار، لأنها تتطلب فحص السجلات الوطنية والإقليمية. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال كيثيسواران أنه غالباً ما يدعي العديد من الناس ملكيتهم لنفس الأرض غير المأهولة، علماً أنهم ليسوا الملاّك الأصليين لها. ولكن لا بد من أن يكون لدى الناس سندات الملكية إذا أرادوا أن يحصلوا على قرض من البنك. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين"

وقد تمت تلبية طلبات أكثر من 100 ألف شخص يسعون للحصول على وثائق حتى أبريل 2012. ومن المتوقع استمرار تقديم هذه الخدمات حتى نهاية عام 2012 مع وجود مرحلة جديدة تبدأ في أوائل عام 2013. وقال مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سريلانكا في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "ضمان المساواة في الحصول على العدالة أمر هام لكي تُسمع أصوات الناس ويمارسوا حقوقهم ويعترضوا على التمييز ويحاسبوا صناع القرار".

في السياق ذاته يلوح نابليون بونارت قصير القامة بقبعته المقرنة في دعوة الى القتال موجهة الى مئات من الجنود الذين استعادوا خلال عطلة نهاية الاسبوع بدء الحملة الفاشلة للجيش الفرنسي الكبير على روسيا قبل مئتي عام. وقال "الامبراطور" الفرنسي من على صهوة حصان "تحيا فرنسا، تحيا بولندا" وسط تصفيق القوات المتحمسة التي ارتدت الزي العسكري للقرن التاسع عشر مستعدة لخوض القتال على ضفتي نهر نييمن في كوناس وسط ليتوانيا.

وقد تجمع اكثر من الف شخص من الشغوفين بالتاريخ واستعادوا زحف نابليون بونابرت على روسيا القيصرية في 24 حزيران/يونيو 1812...لكن هذه المرة بقيادة اوليغ سوكولوف الاستاذ في جامعة السوربون في باريس. ويقول سوكولوف الروسي الاصل "الاحداث من هذا النوع هي كل حياتي، فانا مؤرخ". وقد ارتدى "نابليون" بفخر بزة الجنرال مع شريط احمر ودعمات الكتف المذهبة. مع اعطائه شارة البداية انطلق مئات الرجال عبر النهر على متن مراكب او اطواف خشبية فيما صفق لهم مطولا الاف المتفرجين واستقبلتهم مدافع جنود الجيش الروسي.

صوت المدفع الذي يخلف غيوما من الدخان تضفي "طابعا حقيقيا" على هذه المعركة-المسرحية. وقد اضطر "الروس" في نهاية المطاف الى التراجع امام هجمات "الفرنسيين". ويوضح ارفيداس بوسيوناس وهو شغوف بالتاريخ يجسد قائد اركان جيش القيصري الروسي "استعادة معركة مع مدافع وجياد وسيوف يشكل تحديا اكبر بكثير من انجاز مسرحية او فيلم. يجب مراقبة كل شيء في كل لحظة". وجمع العرض اكثر من الف مشارك اتوا خصوصا من فرنسا وروسيا ودول اخرى من المنطقة مثل ليتوانيا وبولندا وبيلاروسيا ولاتفيا واوكرانيا وجمهورية تشيكيا.

وكان الجيش الفرنسي الاصلي الذي عبر نهر نييمن في 24 حزيران/يونيو يضم 220 الف جندي.

وقبل المعركة سار "الجنود" على انغام الطبول في متنزه كوناس المركزي حيث رفرفرت الاعلام الفرنسية على خيم بيضاء نصبت لغرض هذا التجمع. ويقول فرنسوا فورجيه وهو سائح بلجيكي في الخامسة والثلاثين انضم الى جموع المتفرجين الذين اعتمروا قبعة نابليون "انها اشبه بمسرحية في الهواء الطلق مع اجواء رائعة". وقرب الخيم رافقت نساء ارتدين ملابس تلك الحقبة الجنود الذين نام بعضهم قرب النار على كومات من التبن. وتقول سفيتلانا بانتشينكو وهي مؤرخة من جيب كاليننغراد الروسي مع زوجها الكسندر الذي ارتدى بزة خضراء تحمل نسرا برأسين رمز روسيا القيصرية.

وشكل عبور نهر نييمن (نيموناس في اللغة الليتوانية) خطوة اولى في حملة نابليون الروسية. رغم نجاحها في البداية، اتى الشتاء الروسي وتكتيك الارض المحروقة التي مارسها جيش القيصر، على جيش نابلويون. وبالنسبة لليتوانيا وهي من دول البلطيق الان والبالغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، شكل وصول قوات نابليون بصيص امل من اجل تحقيق الحرية. فبعد تقاسم الدولة البولندية-الليتوانية العام 1795 بين روسيا وبروسيا والنمسا، كان الجزء الاكبر من ليتوانيا خاضعا لحكم القيصر. واشارت وزيرة الدفاع الليتوانية راسا جوكفسيين السبت الى ان "الامبراطور بهزيمته في حملة روسيا عاد الى فرنسا فتلاشى امل ليتونيا باستعادة استقلالها". لم تستعد ليتوانيا وبولندا استقلالهما الا بعد نهاية الحرب العالمية الاولى، في 1918. بحسب فرنس برس.

من جانب اخر عثرت إيطاليا على بارجة استخدمتها خلال الحرب العالمية الثانية وأغرقتها طائرة ألمانية في العام 1949 قبالة ساحل سردينيا، بحسب ما جاء في بيان صادر عن القوات البحرية الإيطالية. وقد تم العثور على السفينة على بعد 30 كيلومترا من ساحل سردينيا الشمالي، وعلى عمق ألف متر بواسطة الروبوت الغواصة "بلوتا بيلا" الذي صممه المهندس الإيطالي غيدو غاي. وجاء في البيان أن "طائرة ألمانية أغرقت بارجة روما في 9 أيلول/سبتمبر في حادثة أدت إلى مقتل 1352 شخصا، من بينهم قائد القوات البحرية الاميرال كارلو بيرغاميني. ولم ينج من هذه الحادثة إلا 622 شخصا". وكانت البارجة تعتبر في تلك الفترة من أحدث السفن الحربية المستخدمة في الحرب العالمية الثانية، وهي سلمت للقوات البحرية الملكية رسميا في حزيران/يونيو 1942، أي قبل 15 شهرا من حادثة غرقها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 29/تموز/2012 - 9/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م