الايدز... جهود دولية لحلول قد تكون مثالية

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: في الوقت الذي تسجل المعركة ضد مرض الايدز تقدما في معظم انحاء العالم، لا تزال مكافحة وباء الايدز تعاني من مشكلة التمويل، إذ تفتقر البلدان المانحة الرئيسية التي أحرزت تقدما كبيرا في مجال مضادات الفيروسات القهقرية وتوفيرها إلى المرضى في البلدان الأكثر فقرا، إلى السيولة اليوم وهي غير مستعدة لزيادة مساهمتها المالية، من جهة أخرى وافقت الوكالة الاميركية للاغذية والعقاقير (اف دي ايه) على تسويق العقار القهقري "تروفادا" ما قد يساهم بحسب السلطات الامريكية في خفض الاصابات الجديدة، في حين تشهد وفيات الايدز في العالم انخفاضا محلوظا مع زيادة الحصول على الادوية مما يدعى الجهات المسوؤلة للتفاءل، فيما يحذر الخبراء من ارتفاع عدد المصابين بالفيروس "اتش آي في" في العالم العربي نتيجة النقص في التوعية والعناية الصحية، إذ بلغ عدد المصابين بمرض الايدز في المغرب العام 2011 حوالي اربعة الاف مصاب، اما السعودية فقد بلغ عدد الاصابات فيها حوالي 1195 إصابة للعام نفسه، إذ يشكل متعاطو المخدرات بواسطة الحقن والمثليون والعاملون في مجال الدعارة وزبائنهم، الاكثر عرضة للاصابة بالفيروس، فعلى الرغم من معاناة الدولية بسبب هذا المرض فقد تفتح فرص التمويل الجديدة بابا جديدا لمكافحة مرض الايدز.

ألازمة التمويل جديدة

في سياق متصل يعتبر بعض الخبراء أن الوضع يذكر بأزمة التمويل الكبيرة التي وقعت قبل اثنتي عشرة سنة والتي أدت إلى وفاة ملايين مرضى الايدز في البلدان النامية، لكن الخبر السار هو أن التمويلات الوطنية تشهد ارتفاعا، ولا سيما في البلدان النامية الكبيرة، ويتم استعمالها بفعالية أكبر، وقد ذكرت الصحيفة الطبية "لانست إينفكشويس ديزيزز" أنه "بعد سنوات من الاستثمارات الدولية، ما زال النجاح غير مضمون مع أننا نملك التكنولوجيات والعقاقير الملائمة والمقاربة الصحيحة للقضاء على الوباء"، وفي العام 2011، أنفق 16,8 مليار دولار لمكافحة الايدز، أي أكثر ب11 % من العام 2010، بحسب الأرقام التي نشرها برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز، وسمح هذا الارتفاع ل1,4 ملايين مريض فقير إضافي بالاستفادة من مضادات الفيروسات القهقرية، ما رفع عدد المرضى المستفيدين من العلاج إلى أكثر من 8 ملايين مريض، أي 54 % من المرضى الذين يحتاجون إلى علاج، لكن 7 مليارات دولار لا تزال ناقصة، نصفها لإفريقيا جنوب الصحراء حيث يعيش 69 % من الأشخاص إيجابيي المصل الذين يبلغ عددهم 34 مليونا في العالم، وللمرة الأولى، شكلت المساعدات الدولية الآتية من البلدان الغربية والوكالات العالمية أقل من نصف المساهمات العالمية السنة الماضية، وزادت الاقتصاديات الناشئة مساهمتها، ما سمح للبلدان المتطورة بتوجيه التمويل نحو البلدان الأقل حظوة، وفيما تمول البرازيل والمكسيك وروسيا العلاجات بنسبة 100 %، تعهدت الهند ببلوغ عتبة التسعين في المئة. أما الصين فتتجه بدورها نحو تمويل 100 % من العلاجات، وزادت جنوب إفريقيا التي تضم أكبر عدد من المصابين تمويلها خمسة أضعاف في السنوات الأخيرة. وفي العام 2011، أنفقت ملياري دولار، فأصبحت المساهم الوطني الأول من بين البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. بحسب فرانس برس.

وتنجح بلدان أقل حظوة في جمع الاموال بدورها بفضل تجارب غير مسبوقة، كفرض ضرائب على الهواتف المحمولة في رواندا وأوغندا، لكن من الضروري استعمال الأموال بحكمة وتوخي الاقتصاد من خلال تطوير عقار موحد واللجوء إلى الطاقم الصحي لتوزيع العلاجات والوقاية من الإصابات، ومع إنقاذ عدد أكبر من الأشخاص، ترتفع الفاتورة لأن مرضى الايدز يحتاجون إلى تناول العلاجات يوميا وطوال حياتهم، وبغية توفير علاجات إلى الأشخاص الذين سيحتاجون إليها سنة 2015 والبالغ عددهم 15 مليونا، على بلدان العالم إنفاق 24 مليار دولار في تلك السنة بالذات، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن تنحفض الفاتورة سنة 2020 إلى 21,5 مليارات دولار لأن مضادات الفيروسات القهقرية لا تساهم في معالجة المرضى فحسب، بل تحد أيضا من خطر انتقال الفيروس، يذكر أن عدد الاصابات الجديدة انخفض بنسبة 21 % السنة الماضية، مقارنة بسنة 1997 التي بلغ فيها الوباء أوجه.

مكتشفة فيروس HIV

فقد قالت العالمة الفرنسية فرانسواز باري سينوسي الحائزة على جائزة نوبل في الطب لاكتشافها فيروس نقص المناعة المكتسبة (اتش.آي.في) انها تعتقد انه بالامكان ايجاد علاج للاصابة بهذا الفيروس، وأكدت الاخصائية في علم الفيروسات سينوسي انها لا تستطيع تحديد زمن محدد لانتاج هذا العلاج الا ان العلماء يبذلون بما وسعهم لاكتشافه، مضيفة "اننا نعلم ان العديد من المرضى الذين يخضعون الى علاج طويل لمرض نقص المناعة المكتسبة يعانون من عوراض صحية عديدة مما يعني اننا بحاجة الى علاج جديد في القريب العاجل"، واشارت سينوسي الى عدم قدرتها على تحديد الوقت اللازم لهذا العلاج الجديد، مضيفة "انا صادقة .... وعلى العلماء ان يكونوا صادقين ... لا نعرف متى سيكون هذا العلاج متاحاً"، ومن المقرر ان تستلم سينوسي رئاسة الجمعية الدولية للايدز وستواظب على ايجاد التمويل المطلوب لاجراء مزيد من الدراسات والابحاث لايجاد دواء لفيروس الايدز. بحسب البي بي سي.

وكانت سنوسي عبرت عن غضبها الشديد جراء اقتطاع قسم كبير من التمويل العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز)، وكانت العالمة الفرنسية نالت جائزة نوبل في الطب في 2008 بالاشتراك مع العالم الفرنسي لوك مانتانييه لاكتشافهما فيروس (اتش آي في) في عام 1981.            

علاج وقائي لمكافحة الايدز

كما وافقت الوكالة الاميركية للاغذية والعقاقير (اف دي ايه) على تسويق العقار القهقري "تروفادا" وهو اول علاج للوقاية من الايدز موجه للاشخاص المعرضين للاصابة ما قد يساهم بحسب السلطات في خفض الاصابات الجديدة، ووافقت الوكالة بناء على توصية من لجنة خبراء على هذا العقار الذي تنتجه مختبرات "جيلياد ساينسز" الاميركية "لخفض خطر نقل فيروس الايدز (ايتش اي في) الى اشخاص اصحاء لكنهم معرضون كثيرا للاصابة"، وشددت الوكالة على ان عقار تروفادا الذي يؤخذ يوميا "يجب ان يستخدم بشكل وقائي قبل التعرض لفيروس +ايتش اي في+ مترافقا مع ممارسات جنسية آمنة مثل استخدام الواقي واجراءات اخرى مثل الفحوصات المنتظمة للكشف عن احتمال الاصابة او معالجة امراض زهرية اخرى لمنع انتقال الفيروس لدى بالغين معرضين جدا" للاصابة، واكدت الوكالة في بيانها ان "عقار تروفادا لا يمكن ان يحل مكان ممارسات جنسية آمنة"، واتى الضوء الاخضر هذا قبيل المؤتمر العالمي حول الايدز الذي يعقد في واشنطن من 22 الى 27 تموز/يوليو، وقالت مارغريت هامبرغ مديرة الوكالة الاميركية للاغذية والعقاقير ان "الموافقة على تروفادا يشكل مرحلة مهمة في مكافحتنا لفيروس ايتش اي في"، واوضحت في بيان "في كل سنة تشخص اصابة نحو 50 الف اميركي بالغ ومراهق بفيروس ايتش اي في رغم توافر وسائل الوقاية واسترايجيات التوعية وفحوصات الكشف عن الاصابة والخدمات الطبية التي تقدم للاشخاص المصابين"، وقالت الطبيبة ديبرا بيرنكرانت مديرة دائرة المنتجات القهقرية في الوكالة خلال مؤتمر صحافي ان هدف السلطات الاميركية هو "خفض عدد الاصابات الجديدة بنسبة 5 % بحلول العام 2015"، واضافت "نتوقع ان تساهم الموافقة على تروفادا في تحقيق هذا الهدف"، وتراوح كلفة هذا العلاج الوقائي بين 12 و14 الف دولار سنويا، وقد بزرت فعالية تروفادا الوقائية من خلال نتائج تجربة سريرية شملت 2499 رجلا مثليا جنسيا سلبي المصل من 2007 الى 2009 في ست دول من بينها البرازيل وجنوب افريقيا والولايات المتحدة. وقد مولت التجربة بجزء كبير منها المعاهد الوطنية الاميركية للصحة، وقد تبين من خلال هذه التجربة تراجع بنسبة 44 % في نسبة الاصابة لدى المشاركين الذين كانوا يستخدمون ايضا الواقي الذكري مقارنة مع مجموعة اخرى تلقت علاجا وهميا، واجريت دراسة سريرية اخرى شملت 4875 ثنائيا متغايرا جنسيا احد طرفيه مصاب بفيروس الايدز. وقد اظهرت النتائج تراجعا في خطر الاصابة بنسبة قد تصل الى 75 % لدى الشركاء سلبي المصل الذين تناولوا عقار تروفادا مقارنة بالمجموعة المقابلة التي لم تحصل على العقار. بحسب فرانس برس.

وكانت وكالة الاغذية والعقاقير الاميركية وافقت في الاساس على تروفادو وهو خليط من عقارين قهقرين في آب/اغسطس 2004 لكي يسخدم مع عقاقير قهقرية اخرى لمعالجة بالغين مصابين بفيروس الايدز والاطفال فوق سن الثانية عشرة، ولم يسجل اي تأثير جانبي جديد خلال التجارب السريرية الاخيرة الهادفة الى تقييم قدرات تروفادا الوقائية، والتأثيرات الجانبية الاكثر شيوعا لهذا العقار هي الاسهال والغثيان واوجاع البطن والرأس وخسارة في الوزن. اما اكثر التأثيرات الجانبية خطورة فتطال الكلى والعظام الا انها نادرة جدا، واعتبر مايكل وينشتان المسؤول عن منظمة "ايدز هيلث ير فوانديشن" غير الحكومية ان قرار الوكالة الاميركية "غير مسؤول" لانه لا يترافق "مع الزام اجراء فحص للكشف" عن احتمال الاصابة بفيروس الايدز، وقال ان "ذلك سيؤدي الى تراجع في جهود الوقاية التي تبذل منذ سنوات عدة".

وفيات الايدز في العالم

من جهة أخرى قال برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز إن عددا أقل من المصابين بفيروس (اتش.آي. في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب يموتون لأن المزيد منهم يحصلون على ادوية فعالة مضادة للفيروس وخصوصا في الدول الواقعة جنوبي الصحراء في افريقيا، وتقدر الامم المتحدة ان حوالي 34 مليون شخص مصابون بالفيروس. وقالت في تقرير صدر قبل الاجتماع السنوي للجمعية الدولية لمكافحة الايدز المقرر في واشنطن إن عدد الوفيات بالايدز انخفض الى 1.7 مليون العام الماضي من أعلى مستوى مسجل وهو 2.3 مليون في 2005 ومن 1.8 مليون في 2010، وساهم في هذا التراجع زيادة فرص الحصول على الادوية التي تساعد المزيد من الاشخاص على التعايش مع المرض. ويحصل حوالي ثمانية ملايين شخص في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل الان على ادوية مضادة للفيروس وتهدف الامم المتحدة الى زيادة العدد الى 15 مليونا بحلول 2015، وقال جوتفريد هيرنشال مدير قسم مكافحة فيروس الايدز بمنظمة الصحة العالمية للصحفيين في جنيف "احدى الرسائل الاساسية التي اعتقد انها ستخرج عن المؤتمر هي التفاؤل والامل باننا سنكون قادرين على تحقيق هدف الخمسة عشر مليونا بحلول 2015، وقال بول دي لاي نائب المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز إن التقدم الاجمالي في علاج المرض يمكن ان يتلاشى بسبب زيادة في معدلات الاصابة في تجمعات اصغر للمرضى كما في بلدان أوروبا الشرقية والولايات المتحدة، ولازال علاج المزيد من الاشخاص المصابين يمثل اولوية.. ففي المنطقة جنوبي الصحراء في افريقيا والتي تضم دولا مثل كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا قدر برنامج الامم المتحدة أن عدد من ماتوا لاسباب مرتبطة بالايدز في 2011 كان منخفضا بنسبة 31 بالمئة مقارنة بعام 2005. بحسب رويترز.

وتباين عدد الوفيات بالايدز قليلا في غرب ووسط اوروبا وكذلك أمريكا الشمالية -حيث يتوافر العلاج المضاد للفيروس على نطاق واسع- وبلغ اجمالا حوالي 29 ألف حالة في العام الماضي، وظلت معدلات الوفيات مستقرة في آسيا عند 330 ألف حالة بينما استمرت في الارتفاع في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والشرق الاوسط وشمال أفريقيا، وسجلت حالات الاصابة الجديدة بالمرض بين الاطفال هبوطا حادا للعام الثاني على التوالي مع تركيز الجهود على حمايتهم وامهاتهم من فيروس (اتش آي في). واصيب حوالي 330 ألف طفل بالفيروس في 2011 إنخفاضا من 570 ألفا في 2003.

مرض الايدز في المغرب

من جهته قال وزير الصحة المغربي الحسين الوردي ان هناك حوالى اربعة الاف اصابة جديدة بفيروس الايدز في المغرب، 80 % منها "لا علم لهم باصابتهم بالفيروس"، معتبرا ان ذلك يشكل عاملا أساسيا لانتقال العدوى، وقال الوزير المغربي خلال انطلاق الحملة الوطنية لمحاربة فيروس الإيدز في الرباط، انه يحتمل ان تكون هناك اربعة الاف اصابة جديدة بالفيروس قد حدثت سنة 2011، بينما لم يكشف منها إلا عن 753 حالة، وأضاف الوزير في كلمة بمناسبة اعطاء انطلاقة الحملة، ان عدد الأشخاص الذين يحملون الفيروس في المغرب يقدر حسب آخر إحصائيات انجزت سنة 2011 بحوالي 29 الف شخص، في حين لم يتعد عدد الحالات المصرح بها 6453حالة، وتستمر هذه الحملة حتى 27 حزيران/يونيو الحالي مع استمرار خدمة الكشف بعد انتهاء الحملة. بحسب فرانس برس.

وتهدف الحملة حسب الوزير الى توعية المواطنين لاسيما الشباب والنساء بخطورة الإصابة بهذا الداء واهمية الكشف المبكر عنه من خلال إجراء تحليل الدم، وستغطي هذه الحملة الوطنية جميع مناطق المغرب، وحسب آخر أرقام نشرتها المنظمة الافريقية لمحاربة الإيدز فإن النساء هن الاكثر اصابة بالداء بنسبة 48 %، وتنتشر غالبية الاصابات في ثلاث مناطق من المغرب، هي سوس ماسة درعة (جنوب غرب) بنسبة 25 %، ومراكش تانسيفت (وسط) بنسبة 18 % والدار البيضاء الكبرى، بنسبة 12 %، وتشهد المناطق الحضرية اعلى نسبة من المصابين، بنسبة تفوق 78 %، وتعد العلاقات الجنسية غير المحمية على راس قائمة طرق انتقال العدوى بالداء في المغرب، بنسبة 89 في المائة، وحسب تقديرات وزارة الصحة المغربية فإن هناك ما يزيد عن 14000 متعاطي للمخدرات عبر الحقن وهذه المجموعة البشرية تعتبر أكتر تعرضا من غيرها للاصابة بفيروس الايدز والالتهاب الكبدي" سي".

الإيدز في السعودية

من جانبه قال مسؤول في قطاع الصحة السعودي إنه تمّ اكتشاف إصابة 459 مواطناً بالإيدز عام 2011 بزيادة تقدر بـ 4.5بالمئة على الحالات المكتشفة في 2010 وتقل بـ 4.7بالمئة عن العام 2009، ووفقاً لصحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم الخميس، قال الدكتور رأفت الحكيم مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية "إن عام 2011 شهد اكتشاف 1195 حالة مصابة بالإيدز في السعودية، منها 459 سعودياً و736 غير سعودي، مشيراً إلى أن نسبة الإصابة في السعودية 2 لكل 10 آلاف وهي من أقل النسب عالمياً"، وأضاف إن هذه الحالات تحتاج إلى متابعة في مراكز متخصّصة ومجهزة؛ ومن هذه المراكز مستشفى الملك سعود في جدة، ومدينة الملك سعود الطبية في الرياض، ومجمع الدمام الطبي في الدمام، ومستشفى الملك فهد في المدينة المنورة، ومستشفى الملك فهد في الهفوف، ومستشفى عسير المركزي في عسير، ومستشفى صبيا العام في جازان، وبحسب صحيفة "الاقتصادية" اليومية، ذكر إن العمل جار على إنشاء مراكز معالجة في العاصمة المقدسة (مكة)، ووزارة الصحة تبذل جهوداً كبيرة ومضنية في سبيل الحد من انتشار الفيروس، وأضاف إنه من الطبيعي جداً أن يتم سنوياً حصر جميع الحالات المصابة بالإيدز في السعودية، لكن الأهم أن هذه الحالات التي يتم تسجيلها ليست إجمالي الحالات المصابة في السعودية، إذ إنه توجد حالات مصابة لا تعلم عن إصابتها شيئاً، وكذلك حالات لم يتم التوصل إليها وتسجيلها في السجل الوطني، وكانت السلطات السعودية أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي انخفاض الحالات المكتشفة لمرضى الإيدز بين السعوديين في العام 2010 بنسبة تقل عن 9 بالمئة عن الحالات المكتشفة للعام 2009 وبنسبة 13 بالمئة عن الحالات المكتشفة للعام 2008 حيث تم اكتشاف 1121 حالة إيدز جديدة في العام 2010.

برلمانيون بزيمبابوي يجرون جراحة ختان للتوعية بالايدز

على صعيد أخر ضمن حملة قومية للتوعية بمرض الايدز في زيمبابوي خضع 44 عضوا في برلمان البلاد للختان، في استعراض نادر للوحدة الوطنية اصطف أعضاء البرلمان من حزب الاتحاد الوطني الإفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس روبرت موجابي ومن حركة التغيير الديمقراطي التي ينتمي إليها رئيس الوزراء مورجان تسفانجيراي وأخذوا يتحدثون بهدوء مع الصحفيين أمام عيادة أقيمت داخل مجمع البرلمان، وقال عضو البرلمان بلسينج تشيبوندو من حركة التغيير الديمقراطي لرويترز بعد دقائق من خضوعه للجراحة "عندما دخلت كنت خائفا ولكن بعد أن اوضحوا لي ما سيحدث هدأت... الآن لا أشعر بأي ألم. يمكنني حتى أن أخرج وألعب كرة قدم، وكانت أبحاث نقلتها منظمة الصحة العالمية أوضحت أن ختان الذكور يمكن أن يقلل من فرص إصابة الرجل بمرض الايدز بما يصل إلى 60 بالمئة. بحسب رويترز.

جهاز الكشف عن الإصابة بالايدز

الى ذلك وافقت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية على طرح جهاز منزلي للكشف عن الإصابة بمرض نقص المناعة "الايدز" في الأسواق، ومن المتوقع أن يطرح جهاز " اوراكويك" للبيع أمام الجماهير في غضون الأشهر المقبلة، ويعمل " اوراكويك" عن طريق الحصول على عينة من اللعاب وتظهر نتائج الفحص في غضون 20 إلى 40 دقيقة، وتقدر الحكومة الأمريكية عدد المصابين بفيروس الايدز في الولايات المتحدة بحوالي مليون ومئتي ألف شخص ولكن ما يقرب من عشرين في المئة منهم لا يعرفون حقيقة إصابتهم بالفيروس، وتأمل هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية أن يصبح هذا الجهاز، الذي يمكن الحصول عليه دون شهادة طبية، في متناول كل الناس وبخاصة الذين لم يخضعوا لفحوصات من قبل، ولكنها أشارت إلى أن نتائج هذا الاختبار لن تكون دقيقة بنسبة 100 في المئة وطالبت أي شخص بضرورة إجراء فحوص إضافية في مراكز طبية للتأكد من النتائج. بحسب رويترز.

ومن المتوقع أن يباع جهاز " اوراكويك" فيما يقرب من 30 ألف صيدلية ومتجر في أنحاء البلاد، إضافة إلى طرحه للبيع على شبكة الانترنت، ولم تعلن شركة " اوراشور" المصنعة للجهاز عن سعره حتى الآن ولكنها أكدت أنه لن يتعدى 60 دولارا، وقال دوغلاس مايكل الرئيس التنفيذي للشركة إنه " يتوقع أن يعرض هذا المنتج في كافة منافذ البيع الكبرى" مضيفا أن شركته ستقوم بحملة تسويق ضخمة، وفور الإعلان عن تسويق المنتج، أعربت جماعات مكافحة مرض الايدز عن سعادتها بهذا القرار، ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن توم دونهيو مؤسس منظمة " هو از بوسيتيف" "who is positive" قوله إن " جهاز الاختبار سيمكن الفرد من معرفة حقيقية إصابته بفيروس الايدز على طريقته"، يذكر أن المراكز الطبية والمتخصصة تستخدم جهاز " اوراكويك" منذ عام 2002 ولكن هذه هي المرة الأولى التي سيطرح في الأسواق ليكون في متناول الجميع.

مقاومة الايدز

في حين أشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى ارتفاع مقاومة فيروس الايدز لمضادات الفيروسات القهقرية لدى الأشخاص إيجابيي المصل في البلدان الأكثر تأثرا بالايدز، لكن الوضع لا يدعو إلى القلق، واعتبرت المنظمة أنه "من الضروري بذل جهود متناسقة للحفاظ على فعالية العلاجات القهقرية المضادة للفيروسات في المستقبل"، وأضاف التقرير الذي نشر قبل الدورة التاسعة عشرة من المؤتمر الدولي حول الايدز الذي سيعقد في واشنطن من 22 إلى 27 تموز/يوليو أن "انتقال فيروس الايدز المقاوم في أوساط الأشخاص المصابين الذين يتناولون مضادات قهقرية لا يزال يعيق فعالية العلاج"، لكنه شرح أن "البيانات المتوافرة تبين أنه على الرغم من الارتفاع المتسارع في عدد الأشخاص المصابين الذين يتناولون مضادات الفيروسات القهقرية، إلا أن ارتفاع مقاومة الايدز لهذه العلاجات لم يتخط التوقعات"، وبالتالي، "لا داعي في الوقت الحالي إلى تغيير إرشادات استعمال مضادات الفيروسات القهقرية"، بحسب منظمة الصحة العالمية. بحسب فرانس برس.

يذكر أن أكثر من 8 ملايين شخص مصاب بالايدز في البلدان الفقيرة وذات الدخل المتوسط كانوا يستهلكون مضادات الفيروسات القهقرية في نهاية العام 2011. ويعتبر هذا الرقم قياسيا إذ إنه ارتفع بنسبة 20 % مقارنة بالعام 2010، ومنذ العام 2004، تضاعف عدد الأشخاص ايجابيي المصل الذين يخضعون لهذه العلاجات في البلدان المذكورة، 26 مرة، وبحسب منظمة الصحة العالمية، ارتفعت نسبة مقاومة الفيروس للمضادات القهقرية لدى الأشخاص الذين يخضعون للعلاج في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بنسبة 6 % تقريبا بين العامين 2003 و2010.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/تموز/2012 - 8/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م