الارهاب في العراق... ضربات موجعة تسقط رهان القوات الامنية

 

شبكة النبأ: لاتزال الخلافات السياسية في العراق تلقي بضلالها على المشهد الامني في البلاد الذي بدا متأثرا بتلك المشاكل وهذا ما تؤكده الخروقات الامنية المتواصلة والتي اسهمت بحصد ارواح الكثير من الابرياء ، ويرى العديد من المراقبين والمتخصصين ان التناحر السياسي المعلن بين الكتل والاحزاب السياسية هو بمثابة ضوء اخضر يسهم بتسهيل عمل المجاميع الارهابية التي تنشط كثيرا في مثل هكذا ظروف يضاف الى ذلك وجود مخططات الخارجية من دول اقليمية وعربية تسعى الى زيادة حدة الخلاف وافتعال المزيد من الازمات من خلال تسخير جميع امكانياتها لأجل خلق حرب طائفية، وفي هذا الخصوص لم يختلف شهر رمضان في العراق هذا العام عن باقي الشهور الدموية برغم من خصوصية هذا الشهر الكريم لدى المسلمين بجميع اطيافهم تلك الخصوصية لم تمنع الارهاب من ممارسة طقوس قتل التي اعتاد عليها بل سعى الى تكثيف عملياته الاجرامية في مثل هذا الشهر ليثبت لجميع انه بعيد عن كل القيم والاعراف والتقاليد، وفيما يخص الجانب الامني فقد قالت مصادر أمنية وطبية إنه إلى جانب عشرات القتلى أصيب 268 شخصا على الأقل في تفجيرات وحوادث إطلاق نار في مناطق شيعية من بغداد وبلدة التاجي التي تسكنها أغلبية شيعية ومدينتي كركوك والموصل بشمال البلاد وأماكن أخرى عديدة ليصبح أحد أكثر الأيام دموية منذ أسابيع.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن موجة الهجمات لكن مسؤولا أمنيا عراقيا رفيعا ألقى باللوم على الجناح المحلي لتنظيم القاعدة. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "الهجمات الاخيرة تمثل رسالة واضحة بأن القاعدة في العراق عازمة على إشعال حرب طائفية عنيفة." وأضاف "مع ما يحدث في سوريا من تطورات فإننا يجب أن نتعامل بجدية مع التهديد الذي تمثله هذه التفجيرات ضد بلدنا. القاعدة تحاول أن تدفع العراق إلى حافة حرب أهلية بين الشيعة والسنة." وبلغ الصراع الطائفي في العراق أوجه عامي 2006-2007 لكن الهجمات التي تسفر عن سقوط قتلى استمرت في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات بين الفصائل الرئيسية الشيعية والسنية والكردية منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في ديسمبر كانون الأول.

وقال رجل اسمه احمد سالم في مكان انفجار السيارة الملغومة بكركوك صارخا في غضب "أنا أسأل الحكومة عن مدى فاعلية الأجهزة الأمنية في فرض سيطرتها... مع كل هذه التفجيرات الدموية وهؤلاء الأبرياء الذين قتلوا يجب على الحكومة أن تعيد النظر في خططها الأمنية." وكثيرا ما كانت قوات الامن ذاتها مستهدفة أو ضحايا لهجمات ترتكب في أنحاء العراق.

وقال ابو محمد (40 سنة) وهو يقف على انقاض منزله المدمر " سمعنا اصوات انفجارات بعيدة فجلست امام منزلي ووجدت سيارة غريبة، سالت الجيران عنها الا ان احدا لم يتعرف عليها". واضاف "حضر شرطي وقال ان السيارة مفخخة حتما. عندها طلبنا من سكان المنازل القريبة مغادرتها، الا ان الانفجار وقع عندما بدأت العائلات تغادر ورأيت امرأة وحفيدتها البالغة من العمر سنتين تقتلان في الهجوم".

وقالت مصادر في الشرطة والجيش إن أشخاصا مسلحين ببنادق وقنابل يدوية قتلوا 16 جنديا على الأقل في هجوم على موقع تابع للجيش قرب الضلوعية على بعد 70 كيلومترا إلى الشمال من بغداد. وفي التاجي على بعد 20 كيلومترا إلى الشمال من بغداد وقعت ستة تفجيرات أحدها لسيارة ملغومة قرب مجمع سكني. وأسفر تفجير سابع هناك عن إيقاع قتلى بين أفراد الشرطة الذين وصلوا إلى مكان التفجيرات الأولى. وبلغ إجمالي عدد الضحايا هناك 32 قتيلا منهم 14 شرطيا وأصيب 48 منهم عشرة من الشرطة. وذكرت الشرطة أن سيارتين ملغومتين انفجرتا قرب مبنى حكومي في حي مدينة الصدر الذي تسكنه أغلبية شيعية في بغداد وفي منطقة الحسينية التي تسكنها أغلبية شيعية على مشارف العاصمة مما أسفر عن مقتل 21 شخصا وإصابة 73 آخرين.

وقالت مصادر في الشرطة والجيش إن تسعة أشخاص منهم ستة جنود قتلوا في هجمات بمدينة الموصل في شمال البلاد. وفي مدينة كركوك المنتجة للنفط بشمال البلاد أسفر انفجار خمس سيارات ملغومة عن مقتل ستة وإصابة 17 آخرين. وقالت مصادر في الشرطة إن تفجيرات وهجمات بأسلحة نارية على نقاط تفتيش في أجزاء مختلفة من محافظة ديالى المضطربة بشرق البلاد تسببت في سقوط ستة قتلى بينهم أربعة من الجيش والشرطة وإصابة 30 .

ووقعت هجمات أخرى أوقعت قتلى في بلدات خان بني سعد والعظيم وطوزخورماتو وسامراء والدجيل وتقع كلها إلى الشمال من بغداد إلى جانب مدينة الديوانية في الجنوب. وجاءت هذه الموجة المنسقة من التفجيرات بعد تفجير سيارات ملغومة في بلدتين إلى الجنوب من بغداد وفي مدينة النجف مما أسفر عن مقتل 20 وإصابة 80 . وفي الشهر الماضي قتل 237 شخصا على الأقل وأصيب 603 في هجمات مما جعله أحد أدمى الشهور منذ انسحاب القوات الأمريكية.

ويشعر العراق الذي تقع محافظة الأنبار به ذات الأغلبية السنية على الحدود السورية بالقلق من أثر الصراع في سوريا المجاورة. ولجأ مئات الآلاف من العراقيين الى سوريا من العنف الذي استمر لسنوات بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين. بحسب رويترز.

وحثت الحكومة العراقية اللاجئين على العودة لوطنهم للفرار من العنف الدائر في سوريا. وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن 80 حافلة على الأقل محملة باللاجئين العراقيين العائدين عبرت الحدود في الأسبوع الماضي. كما تشعر الحكومة في العراق بالقلق من تداعيات سقوط الأسد على المدى الطويل. ومن الممكن أن يؤدي صراع طائفي للسيطرة على المناصب في سوريا ما بعد الأسد إلى تزايد التوترات عبر الحدود والإضرار بفرص العراق في التغلب على التحديات الأمنية والسياسية الهائلة التي تواجهه.

هجمات 2012

فيما يلي تفاصيل الهجمات الرئيسية في العراق عام 2012:

5 يناير كانون الثاني 2012 - أسفرت أربعة تفجيرات في مناطق تسكنها أغلبية شيعية عن مقتل 73 على الأقل وإصابة نحو 150. ووقع أكبر هجوم قرب نقطة تفتيش تابعة للشرطة إلى الغرب من الناصرية حيث قتل انتحاري استهدف زوارا شيعة 44 شخصا.

14 يناير - قتل انتحاري تنكر في زي ضابط شرطة 53 شخصا على الأقل وأصاب 130 في هجوم استهدف زوارا شيعة عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة في البصرة بجنوب العراق.

27 يناير - فجر انتحاري سيارته قرب موكب جنائزي للشيعة مما أسفر عن مقتل 31 على الأقل وإصابة أكثر من 60 في حي الزعفرانية ببغداد.

23 فبراير شباط - أسفرت تفجيرات قنابل في أنحاء العراق عن مقتل 60 شخصا على الأقل منهم 32 في بغداد حيث وقعت عشرة تفجيرات في أحياء تسكنها أغلبية شيعية.

20 مارس اذار - وقع 30 تفجيرا على الأقل في مدن وبلدات في أنحاء العراق مما أسفر عن مقتل 52 شخصا على الأقل وإصابة 235 على الرغم من حملة أمنية بسبب عقد قمة جامعة الدول العربية. وأعلن جناح تنظيم القاعدة في العراق مسؤوليته عن التفجيرات.

19 ابريل نيسان - وقع أكثر من 20 تفجيرا في مدن وبلدات عراقية مما أسفر عن مقتل 36 شخصا على الأقل وإصابة نحو 150. وفي بغداد وقعت ثلاثة تفجيرات لسيارات ملغومة وقنبلتين على الطريق وسيارة ملغومة في عملية انتحارية في مناطق تسكنها أغلبية شيعية مما أسفر عن مقتل 15 وإصابة 61. وأعلن تنظيم القاعدة في العراق مسؤوليته.

31 مايو ايار - وقعت ستة تفجيرات في أحياء مختلفة ببغداد مما أسفر عن مقتل 17 على الأقل. وشملت الهجمات تفجير شاحنة ملغومة في سوق وسيارة ملغومة وعدد من القنابل التي زرعت على جانب الطريق في أحياء يسكنها خليط طائفي.

4 يونيو حزيران - فجر انتحاري سيارته الملغومة أمام مكتب الوقف الشيعي في وسط بغداد مما أسفر عن مقتل 22 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من مئة في هجوم يقول مسؤولون إنه يحمل بصمات الجماعة المنتمية لتنظيم القاعدة.

13 يونيو - أسفرت تفجيرات وأشكال أخرى من الهجمات في بغداد ومدن أخرى عن مقتل 75 شخصا. وفي أسوأ الهجمات قتلت تفجيرات استهدفت زوارا شيعة 30 على الأقل في بغداد وتفجير عند نقطة تفتيش في حي الكرادة ببغداد أسفر عن مقتل 16 شخصا مع مرور الزوار الشيعة وقنبلتين أسفرتا عن مقتل 22 شخصا على الأقل في الحلة.

16 يونيو - وقع تفجيران بسيارتين ملغومتين استهدفا زوارا شيعة في بغداد مما أسفر عن مقتل 26 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 60 في اليوم الثالث من العنف خلال مناسبة دينية رئيسية في العاصمة.

3 يوليو تموز - مقتل 40 شخصا وإصابة 75 في انفجار قنبلة في سوق بالديوانية قرب مسجد كان يتجمع فيه زوار دينيون يحضرون مناسبة شيعية. وأسفر تفجير آخر عن مقتل أربعة قرب كربلاء.

22 يوليو - مقتل 20 في تفجير سيارات ملغومة في النجف وبلدات إلى الجنوب من بغداد.

23 يوليو - وقعت تفجيرات سيارات ملغومة في التاجي إلى الشمال من بغداد وفي حي مدينة الصدر ومنطقة الحسينية التي تسكنها أغلبية شيعية وكلاهما في العاصمة العراقية. كما وقعت أربعة تفجيرات لسيارات ملغومة في كركوك. وبلغ إجمالي عدد القتلى نحو 107 إلى جانب 268 مصابا.

وقد أعلن تنظيم القاعدة في العراق المسؤولية عن عشرات التفجيرات والاغتيالات التي استهدفت الشيعة في المدن والبلدات في شتى أنحاء العراق في يونيو حزيران الماضي. وقال تنظيم دولة العراق الإسلامية في بيان وضع على مواقع إلكترونية تستخدمها جماعات إسلامية متشددة إنه مسؤول عن أكثر من 73 هجوما تستهدف أساسا زوارا شيعة ومسؤولي أمن.

وكانت الجماعة أعلنت من قبل مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت يوم 13 يونيو وسقط فيها أكثر من 70 قتيلا في سلسلة هجمات تستهدف الزوار الشيعة في شتى أنحاء العراق. بحسب رويترز.

وتستهدف جماعة دولة العراق الإسلامية في الأغلب الشيعة لإشعال فتيل عنف طائفي مثل ذلك الذي دفع العراق إلى شفا حرب أهلية وأسفر عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى في عامي 2006- 2007 . ولا تزال الجماعة قادرة على تنسيق هجمات قاتلة وتشن تفجيرا كبيرا على الأقل مرة واحدة في الشهر هذا العام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 25/تموز/2012 - 5/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م