كوريا الشمالية والطموح النووي... خيار مفروغ منه

شبكة النبأ: لايزال البرنامج النووي لكوريا الشمالية محط اهتمام ومراقبة من قبل العديد من دول العالم التي تتخوف من انتشار مثل هكذا برامج يمكن ان تؤثر على الامن والاستقرار العالمي، ويرى بعض المراقبين انه وبرغم التنازلات الاخيرة التي قدمتها كوريا الشمالية والتي اعلنت فيها عن تعليق انشطتها النووية تجارب وتخصيب اليورانيوم والموافقة على عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من تجميد البرنامج النووي مقابل حصولها على بعض المساعدات الغذائية فلا تزال الشكوك قائمة حول مصداقية تلك القرارات وفي هذا الشأن فقد كشفت صور حديثة التقطتها أقمار صناعية عن نشاط ملحوظ في أحد المفاعلات النووية "المثيرة للجدل" في كوريا الشمالية، في الوقت الذي جددت فيه كل من واشنطن وسيؤول وطوكيو دعوتهم لحكومة بيونغ يانغ، بوقف أنشطة الصواريخ الباليستية.

وأظهرت الصور التي حصلت عليها الشبكة من GeoEye، التي توفر صوراً عالية الدقة لرصد الأرض، مع تحليل للخبير بمؤسسة HIS Jane's، أليسون بوشيوني، أعمال التوسعة التي تقوم بها سلطات الدولة الشيوعية في مفاعل "يونغ بيون" النووي، والذي يعمل بالماء الخفيف، منذ استؤنف العمل به الربيع الماضي. كما أظهرت الصور، التي يعود تاريخها إلى 24 يونيو/ حزيران الماضي، أنه تم إضافة أقسام جديدة إلى مبنى المفاعل النووي، بما في ذلك وضع القبة على الجزء العلوي من المفاعل، بالإضافة إلى ظهور "ونش عملاق"، يُعتقد أنه تم تزويد المفاعل به في أبريل/ نيسان الماضي.

وأشار بوشيوني إلى أن "هذا الونش يمكنه التأرجح فوق مبنى المفاعل للمساعدة في أعمال الإنشاءات"، وأضاف أنه "من المرجح أن يساعد أيضاً في مراقبة وضع القبة أعلى المفاعل".. ويمكن مشاهدة القبة على الأرض بجوار المبنى الرئيسي للمفاعل. وفي العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول، قال مسؤول حكومي إن بلاده تعتقد أنه لم يتم تركيب مكون رئيسي في مفاعل كوريا الشمالية النووي في "يونغ بيون"، ومن ثم فمن المرجح ألا تتمكن بيونغ يانغ من تشغيله، وفق ما أورد راديو كوريا الدولي على موقعه.

وتعليقاً على تقارير إعلامية أشارت إلى أن كوريا الشمالية قد انتهت تقريباً من بناء المفاعل النووي في "يونغ بيون"، قال المسؤول الجنوبي إنه تم بالفعل وضع القبة على الجزء العلوي من المفاعل، ولكن يعتقد أن الجزء الخارجي فقط للمفاعل قد اكتمل. وأشار المسؤول الكوري الجنوبي، الذي لم يكشف الراديو عن هويته، إلى أنه بسبب عقوبات مجلس الأمن الدولي، فإن بيونغ يانغ لن تتمكن من إنتاج مكونات المفاعل الرئيسية، دون الدعم التكنولوجي من روسيا والصين. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد دعت في بيان مشترك مع نظيريها الكوري الجنوبي، كيم سونغ هوان، والياباني كويشيرو غيمبا، حكومة كوريا الشمالية إلى وقف أنشطة الصواريخ الباليستية، تعليقاً على إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً طويل المدى في أبريل/ نيسان الماضي. بحسب CNN.

وأكد وزراء خارجية الدول الثلاثة، في بيان صدر خلال مؤتمر صحفي مشترك على هامش المنتدى الإقليمي لرابطة "آسيان" بالعاصمة الكمبودية بنوم بنه، على ضرورة أن تتخلى كوريا الشمالية عن جميع برامج أسلحتها النووية، بما في ذلك تلك المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، بطريقة كاملة يمكن التحقق منها. من جانبه، رد وفد بيونغ يانغ للمنتدى الإقليمي، بقوله "إن المزاعم بأن كوريا الشمالية انتهكت قرارات مجلس الأمن من خلال القيام بإطلاق صاروخ في أبريل (نيسان الماضي)، تعزز السياسات العدائية".

قوة نووية

في السياق ذاته يشير دستور كوريا الشمالية الجديد للمرة الاولى الى وضعها كقوة نووية بحسب نص رسمي ما يعقد بشكل اضافي جهود المجموعة الدولية لأقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن السلاح النووي. ونشر نص الدستور الجديد الذي تمت مراجعته خلال الجلسة البرلمانية في 13 نيسان/ابريل، على الموقع الرسمي الكوري الشمالي ناينارا (امتي) على الانترنت.

 وبحسب النص فان "رئيس لجنة الدفاع الوطنية كيم جونغ ايل جعل من بلادنا دولة لا تقهر في مجال الايديولوجية السياسية، دولة تمتلك السلاح النووي وقوة عسكرية لا تغلب ما يمهد الطريق امام بناء امة قوية ومزدهرة". والدستور السابق الذي تمت مراجعته في 9 نيسان/ابريل 2010 لا يتضمن كلمة "دولة تملك السلاح النووي". ولجنة الدفاع الوطني تشكل جزءا من ابرز اجهزة النظام الكوري الشمالي. وكان يرأسها كيم جونغ ايل زعيم البلاد الى حين رحيله في كانون الاول/ديسمبر 2011. ويرئس البلاد حاليا ابنه كيم جونغ اون.

واعتبر شيون سونغ ون من المعهد الكوري للوحدة الوطنية، الذي تموله سيول، ان هذه التصريحات "تؤكد ان الشمال لا ينوي صراحة التخلي عن برامجه النووية مهما كانت الظروف". واضاف "اذا كان هناك طلب على طاولة المفاوضات للتخلي عن السلاح النووي، فان الكوريين الشماليين سيردون ان ذلك يخالف دستورهم".

وهذا النص الذي تمت مراجعته "هو بالتاكيد نبأ غير سار للمشاركين في المفاوضات السداسية" كما قال كيم كون-سيك الاستاذ في جامعة كيونغنام في شانغوون. وتضم المحادثات السداسية الكوريتين وروسيا والولايات المتحدة واليابان والصين وتهدف الى اقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي مقابل مساعدة كبرى. وهذه المفاوضات التي تستضيفها بكين متوقفة منذ كانون الاول/ديسمبر 2008. وقد انسحبت بيونغ يانغ رسميا منها في نيسان/ابريل 2009 قبل شهر من قيامها بتجربة نووية ثانية.

على صعيد متصل افادت تقارير لوسائل الاعلام اليابانية ان الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ ايل امر علمائه بتصنيع "كمية هائلة" من قنابل اليورانيوم، بحسب وثائق داخلية للنظام نشرتها صحف يابانية. واوردت صحيفتا "ماينتشي شيمبون" و"طوكيو شيمبون" ان الامر ورد في وثائق تم تجميعها على ما يبدو خلال شباط/فبراير من هذا العام لمسؤولين كبار في حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية.

وازاء شكوك الاسرة الدولية، تصر بيونغ يانغ دائما على انها تقوم بتخصيب اليورانيوم فقط لتوليد الطاقة. الا ان الوثيقة التي تتضمن تفاصيل حول السياسة الداخلية والخارجية تقول ان كيم جونغ ايل، الذي توفي في كانون الاول/ديسمبر الماضي، امر بتصنيع اسلحة نووية من اليورانيوم والبلوتونيوم.

كما تشير الوثيقة الى عمليات تفتيش لمنشآت يتم فيها تخصيب اليورانيوم قام بها خبراء اميركيون في تشرين الثاني/نوفمبر 2010 بعد التجارب على قنابل البلوتونيوم في 2006 و2009. واضافت صحيفة "ماينتشي" نقلا عن الوثيقة ان "الولايات المتحدة وغيرها من القوى المعادية كانت تشتكي من اننا نحاول تصنيع اليورانيوم لانتاج اسلحة نووية".

وتابعت نقلا عن الزعيم الراحل "في الحقيقة لسنا بحاجة لتطوير تقنية تخصيب اليورانيوم لاستخدامها من اجل الصناعات المدنية"، مثل توليد الطاقة. وجاء في الوثيقة ايضا "من وجهة نظر عسكرية، من الطبيعي ان علينا استخدام البلوتونيوم واليورانيوم العالي التخصيب لإنتاج قنابل ذرية"، مضيفة ان كيم جونغ ايل امر ب"انتاج كمية هائلة من الاسلحة النووية". بحسب فرنس برس.

وتابعت الصحيفة ان الهدف من الوثيقة على ما يبدو التوضيح لمسؤولين في الحزب ان الزعيم الحالي كيم جونغ اونغ تبنى استراتيجية والده القائمة على تطوير اسلحة نووية لحماية النظام. من جهتها، افادت صحيفة "طوكيو شيبمون" ان هذه هي المرة الاولى التي يكشف فيها عن اوامر صريحة من كيم جونغ ايل لتصنيع اسلحة نووية. والمحت الصحيفة الى ان الامل ضئيل بحصول تغيير جذري في السياسة الخارجية لكوريا الشمالية في ظل نظام كيم جونغ اون في الوقت الحالي.

الى جانب ذلك تعهدت كوريا الشمالية بتعزيز قوة الردع النووي ردا على ضغوط دبلوماسية من واشنطن بشان تجربة اطلاق صاروخ فاشلة اجرتها مؤخرا. وحذرت الولايات المتحدة -مدعومة من مجلس الأمن الدولي- كوريا الشمالية من انها ستواجه مزيدا من العقوبات اذا شرعت في تجربة نووية جديدة.

وحتى الصين حليف بيونجيانج الوثيق ضغطت عليها للتراجع عن اي خطط بشان اجراء تجربة نووية ستكون هي الثالثة لكوريا الشمالية ويخشى خبراء ان يستخدم فيها لاول مرة يورانيوم عالي التخصيب مما يتيح لها طريقا ثانيا لإنتاج قنبلة نووية لاكمال مخزونها المحدود من البلوتونيوم.

وقالت كوريا الشمالية ان "شائعة اجراء تجربة نووية" انطلقت من واشنطن

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان أذاعته وكالة الانباء المركزية الكورية الرسمية ان كوريا الشمالية "ستعزز قوتها للردع النووي مادامت الولايات المتحدة مستمرة في سياساتها العدائية" وانها خططت "لاجراءات مضادة" في اعقاب ضغوط واشنطن. . بحسب رويترز.

وفي ابريل نيسان مضى الزعيم الجديد لكوريا الشمالية كيم جونج اون قدما في عملية اطلاق صاروخ طويل المدى قالت الولايات المتحدة انها كانت بالاساس تجربة لصاروخ قادر على حمل رأس نووي رغم ان بيونجيانج قالت انها عملية سلمية لاطلاق قمر صناعي. وانتهج كيم سياسات "الجيش أولا" التي كان ينتهجها والده الراحل وألغى اتفاقا في فبراير شباط مع واشنطن كان يتضمن تقديم مساعدات غذائية مقابل السماح بالتفتيش النووي وانهاء اطلاق الصواريخ بالإضافة الى امور أخرى.

هوية سيدة

من جانب اخر يتساءل الخبراء في شؤون كوريا الشمالية التي تعد من البلدان الاكثر انغلاقا في العالم، بشأن هوية سيدة تظهر بانتظام الى جانب الزعيم الجديد الشاب كيم جونغ اون والتي يمكن ان تكون شقيقته او صديقته. وبث التلفزيون الكوري الشمالي الاحد صور شابة الى جانب كيم جونغ اون اثناء حفل تكريم لكيم ايل سونغ جد الزعيم الحالي ومؤسس كوريا الشمالية التي توفي في العام 1994.

والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الذي تسلم مقاليد البلاد بعد وفاة والده كيم جونغ ايل، كان برفقة عدد من كبار شخصيات النظام بينهم الرئيس (منصب فخري) كيم يونغ نام والقائد الاعلى للجيوش ري يونغ هو.وسارت الى جانب كيم جونغ اون شابة في العشرين او الثلاثين من العمر.

وهذه السيدة نفسها صاحبة الشعر القصير والتي كانت ترتدي زيا اسود جلست الى جانب جونغ اون اثناء حفلة موسيقية للاوركسترا الوطنية الجمعة بحسب صور الصحافة الرسمية.

و توقعت بعض الصحف الكورية الجنوبية ان تكون الشابة شقيقة كيم جون غون، يو-جونغ التي درست معه في سويسرا في تسعينات القرن الماضي. فيما رأت اخرى ان تكون صديقة زعيم كوريا الشمالية. ولم تشأ وزارة التوحيد الكورية الجنوبية المكلفة العلاقات بين الكوريتين واجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية الادلاء باي تعليق في هذا الصدد.

وتشير هذه التساؤلات الى السرية التي تحيط عموما بهذا البلد لاسيما قادته. فعلى سبيل المثال لا يعرف سن كيم هونغ اون الذي اكتفت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية بتقدير عمره باقل من 30 عاما. واعتبرت صحيفة جونغ آنغ ايلبو الكورية الجنوبية ان السيدة الغامضة قد تكون هيون سونغ وول المغنية الشهيرة في كوريا الشمالية التي يمكن ان تكون عشيقة كيم جونغ اون.

وكانت قد غابت عن الظهور علنا منذ 2006، قبل ان تشاهد مجددا في اذار/مارس الماضي حاملا. وكتبت الصحيفة نقلا عن مصدر من اجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية "ان هيون صديقة كيم (جونغ اون) منذ سن المراهقة وثمة شائعة في اوساط النخب الكورية الشمالية تقول انها عشيقته". بحسب فرنس برس.

لكن يانغ مو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول يرى ان "الاحتمال ضئيل" ان تكون المرأة الغامضة عشيقة الزعيم. وذكر بان "السيدات الاول" في كوريا الشمالية نادرا ما تظهرن في العلن. واضاف ان هذه السيدة قد تكون شقيقته "او ربما ابنة احدى عشيقات الزعيم السابق، ما يتيح لكيم جون اون ابداء التضامن داخل الاسرة الحاكمة".

قائد الجيش

على صعيد متصل اعلنت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان قائد الجيش الكوري الشمالي ري يونغ-هو "اعفي من مهامه بداعي المرض"، في قرار لم يكن منتظرا ويشكل اشارة الى عزم الزعيم الجديد للبلاد على تولي القيادة العسكرية بحسب محللين. ويعتبر ري يونغ-هو (69 عاما) أحد القادة الاساسيين الذين دعموا الزعيم الشاب خلال مرحلة انتقال السلطة اليه اثر وفاة والده كيم جونغ ايل في كانون الاول/ديسمبر الماضي.

وهو ايضا شخصية اساسية في النظام وعين في 2009 قائدا للجيش الذي يبلغ عديده 1,2 مليون جندي في بلده عدد سكانه 24 مليون نسمة. وغالبا ما شوهد ري يونغ-هو في الاشهر الاخيرة بصحبة الزعيم الشاب يتفقدان قواعد عسكرية. كما كان حاضرا في مطلع تموز/يوليو خلال مراسم تكريم كيم ايل سونغ مؤسس الامة في ذكرى رحيله في العام 1994.

وشكك يانغ مو-جين الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول في السبب الرسمي مذكرا بان بيونغ يانغ نادرا ما تعفي مسؤولين في النظام من مهامهم لأسباب صحية. وقال الخبير "ربما لم يعد محظيا لدى كيم جونغ اون او خسر في صراع قوى مع مسؤولين عسكريين اخرين".

واعتبر بايك هاك-سون من معهد سيجونغ ان الزعيم الشاب يريد تعزيز سلطة الحزب الشيوعي على الجيش الذي تعاظم نفوذه برايه بعد سياسة "الجيش اولا" التي اعتمدها والده حتى العام 2010، اي قبل عام على وفاته. واضاف المحلل ان "ري شخصية من جيل الاب. ومن دون شك ان جونغ اون سيستبدله بمسؤول شاب واقرب الى الحزب، اي شخص يمكنه السيطرة عليه بسهولة".

وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية التي يلتقط بثها في سيول انه خلال اجتماع عقده المكتب السياسي للحزب الحاكم تقرر "اعفاء ري يونغ هو من جميع مهامه بداعي المرض". والمناصب التي اعفي منها ري يونغ هو-هي "عضو رئاسة المكتب السياسي، عضو المكتب السياسي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوري ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية". وحزب العمال الكوري هو الحزب الوحيد في كوريا الشمالية التي تحكمها سلالة كيم منذ العام 1948 بيد من حديد.

واشارت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية والمكلفة العلاقات بين البلدين الى الجانب "غير الاعتيادي" للإعلان. وصرح متحدث باسم الوزارة لصحافيين "ان يتم الاعلان بهذه السرعة امر غير معتاد ابدا. نحن نتابع الوضع باهتمام كبير". وكان ري يونغ-هو أحد القياديين السبعة الكبار في الحزب والجيش الذين ساروا مع كيم جونغ-اون الى جانب السيارة التي وضع على متنها نعش والده كيم جونغ ايل خلال جنازته الرسمية العام الفائت.

ومنذ تولي جونغ-اون الحكم، يحاول الخبراء والمحللون الذين يتابعون كوريا الشمالية احدى اكثر الدول عزلة في العالم، تفسير نوايا الزعيم الشاب: هل يريد السير في خط جده ووالده او يريد الانتقال نحو الانفتاح؟ والسؤال يرتدي اهمية كبيرة بالنسبة الى سيول وواشنطن وبكين والمنطقة بشكل عام، لان كوريا الشمالية تملك اسلحة نووية وكيميائية والاف الصواريخ وجيشا كبيرا.

والاشارات الصادرة عن كيم جونغ اون لا تزال متناقضة. فبيونغ يانغ تعتمد منذ كانون الثاني/يناير لهجة اكثر تشددا وانتقادا ازاء سيول وتهددها باستمرار بشن "حرب مقدسة" ضدها. وبعد التوصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة للحصول على مساعدة غذائية، اطلقت بيونغ يانغ صاروخا اعتبرته الاسرة الدولية تجربة لصاروخ بالستي. الا ان بيونغ يانغ اقرت على الفور وللمرة الاولى بفشل المحاولة ولم تقم بعد بتجربة نووية ستكون الثالثة لها والتي يتوقعها غالبية الخبراء.

وقررت كوريا الشمالية ترقية جنرال مقرب من النظام الى رتبة نائب ماريشال، حسبما اعلنت وكالة الانباء الرسمية كجزء من اجراءات الهدف منها على ما يبدو تكريس سلطة الزعيم كيم جونغ اون على راس الجيش النافذ في البلاد. ورقي الجنرال هيون يونغ تشول الى "رتبة نائب ماريشال في الجيش الشعبي الكوري" ليصبح بذلك احد اربع مسؤولين عسكريين في هذا المنصب، بحسب الوكالة. ويرى المحللون انه من المرجح ان يعين هيون قائدا للجيش البالغ عديده 1,2 مليون عسكري.

وقال الاستاذ يانغ مو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول انه "من المتوقع ان يحل هيون محل ري يونغ هو" قائدا للجيش. ويرى المحللون انه يمكن ان يتولى هيون ايضا المناصب الاخرى التي كان يشغلها ري اي عضو في المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوري ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية.

وقال تشونغ سونغ تشانغ من معهد سيجونغ ان هيون ومنذ ترقيته الى رتبة جنرال في العام 2010، يعتبر من الشخصيات الاساسية التي من المتوقع ان تلعب دورا لاحكام سلطة كيم جونغ اون على الجيش. واضاف تشونغ "يبدو ان كوريا الشمالية تتخذ اجراءات لتعيين هيون محل ري". الا انه اشار الى ان هيون ليس من اعضاء اللجنة العسكرية المركزية ولم يظهر ابدا الى جانب الزعيم الجديد في اطلالاته التلفزيونية منذ مطلع العام. وفي المقابل، ري كان شخصية معروفة ومن كبار مؤيدي كيم ورافقه خلال مراسم تشييع والده كيم جونغ ايل في كانون الاول/ديسمبير.

ومع ان تشو لا يتمتع بالكثير من الخبرة، الا انه رقي ايضا الى رتبة نائب ماريشال. كما انه عين احد النائبين لرئيس مجلس ادارة اللجنة العسكرية المركزية وهي هيئة اساسية تتولى الشؤون العسكرية ويتراسها الزعيم كيم جونغ اون. والنائب الاخر لرئيس مجلس ادارة اللجنة كان ري.

وقال يو دونغ ريول كبير الباحثين في معهد العلوم التابع للشرطة ان "كل ذلك جزء من اجراء يقوم به جونغ اون للحد من سلطة الجيش". واضاف "لا بد ان ري اعترض على تولي تشو السيطرة على الجيش وان شكواه بلغت مسمع جونغ اون". وهيون شخصية غامضة ويقال انه من اسرة حاربت قوات الاحتلال اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية الى جانب مؤسس الامة كيم جونغ ايل. بحسب فرنس برس.

وكان الجيش الكوري الشمالي صعد لهجته العدائية ضد كوريا الجنوبية ورئيسها لي ميونغ باك، ومرد ذلك جزئيا الى محاولة منه لتعزيز موقف كيم جونغ اون. وكان ري وصف خلال تجمع ضخم في بيونغ يانغ ضد سيول في اذار/مارس القادة في كوريا الجنوبية ب"كلاب مسعورة" واعلن "الحرب المقدسة" ضد سيول لأنها اهانت برايه القيادة الكورية الشمالية.

كما اعتبرت كوريا الشمالية ان المناورات الاميركية والكورية الجنوبية على حدودها تشكل استفزازا وتعهدت بتعزيز "قوتها النووية الرادعة". ويعزز الجيش الكوري الشمالي ترسانته النووية وهو يسعى الى توسيع نطاق صواريخه مما اثار ادانة وعقوبات دولية. وكانت كوريا الشمالية اطلقت في 13 نيسان/ابريل ما اشارت اليه على انه صاروخ يحمل قمرا اصطناعيا الا انها فشلت في وضعه في المدار. وتشتبه الاسرة الدولية بان الامر كان يتعلق بتجربة لصاروخ بالستي تحظره قرارات لمجلس الامن الدولي حول كوريا الشمالية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/تموز/2012 - 1/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م