الطعام واحوال الانسان... سلوكيات بحاجه الى المراجعة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: لعل كثيرون منا يتساءلون عن كيفية التوفيق بين تناول الكميات المناسبة من الغذاء وتتمتع بصحة جيدة، لذا يقفز إلى الذهن هذا السؤال، الذي يتعلق بمدى علاقة الغذاء والصحة والعادات والسلوكيات في التغذية السليمة، إذ ان الإفراط بتناول الطعام او الإخلال بالتغذية مما لاشك ينتج عنها مخاطر صحية عديدة، فيما قدمت أخر الدراسات والبحوث الطبية والبيولوجية المختصة بالصحة الغذائية للإنسان بأن تناول السكر بكميات مفرطة سام تماما كالكحول، وكذلك الإكثار من تناول الأرز يزيد الإصابة بالسكري، في حين المواد الغذائية المستوردة قدت سبب لآلام البطن، بينما يشكل العنب والصويا سلاحان فعالان للوقاية من ارتفاع ضغط الدم، ويبقى البيض المخفوق أفضل وجبة للإفطار، أذن التغذية السليمة سلاحك لمواجهة جميع الامراض. فعندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، تحسِّن حياة الانسان، ولذا أصبحت الصحة مطلبا عالميا.

تناول السكر بكميات مفرطة

فقد حذر ثلاثة علماء أميركيون من تناول السكر بشكل مفرط معتبرين الأمر ساما تماما كما ادمان الكحول ودعوا الى وضع قيود مساوية لتلك التي تستهدف الكحول والتدخين من قبيل الضرائب، وبهدف خفض نسبة هذا الاستهلاك، اقترح هؤلاء فرض ضرائب على المشروبات والأطعمة التي تحتوي سكرا مضافا خصوصا الفروكتوز أو سكر الفاكهة، وذلك في مقال نشرته المجلة البريطانية العلمية "نيتشر"، وهذه الإجراءات التي من شأنها ضبط الاستهلاك المفرط للسكر الذي يشكل خطرا على الصحة، قد تصل إلى منع بيع تلك المنتجات في المدارس ومنع بيع المشروبات المحلاة إلى القاصرين الذين لم يبلغوا بعد السابعة عشرة من عمرهم، على ما أوضح روبرت لاستنغ ولورا شميت وكلير برينديس، وتؤدي الأمراض غير المنقولة من قبيل أمراض القلب والسكري والسرطانات دورها في وفاة 35 مليون شخص سنويا في العالم أي ما يوازي عدد الوفيات الناجمة عن أمراض معدية، على ما شرح هؤلاء العلماء الذي أشاروا إلى دور السكر في تفاقم هذه الأمراض. بحسب السي ان ان.

وشددوا على أن تأثير الاستهلاك المفرط للسكر قد تأتي مطابقة لتلك الناجمة عن إدمان الكحول، لافتين إلى الضرر الذي يلحقه بالكبد، فتناول السكر بكميات كبيرة يزيد من احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري ومخاطر الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى زيادة في دهون الكبد، وتطال هذه التأثيرات السلبية لغاية 40% من الأشخاص من ذوي الأوزان العادية في حين لا توفر سوى 20% من الذين يعانون من البدانة، وكان استهلاك السكر قد تضاعف ثلاث مرات في العالم خلال السنوات الخمسين الماضية، ومن بين الاقتراحات الأخرى التي يقدمها هؤلاء العلماء، تحديد عدد مطاعم الوجبات السريعة في الأحياء الفقيرة والتشجيع على استحداث أسواق للمنتجات الطازجة ومحلات لبيع الخضار والفاكهة.

هل يجعلك السكّر.. أبلهاً؟

فيما وجدت دراسة أجريت على الجرذان، أن اتباع نظام غذائي غني بسكّر الفاكهة "الفركتوز" لمدة تصل إلى 6 أسابيع، قد يجعل الشخص أبلهاً، لكن لحسن الحظ فإن النظام الغذائي الغني بالحمض الدهني "أوميغا-3" يمكن أن يبطل هذا الضعف في الذكاء، وذكر موقع "لايف ساينس" الأميركي، أن الباحثين في جامعة "كاليفورنيا" وجدوا أن الجرذان التي ركزت في غذائها على شراب الذرة الغني بالفركتوز، أصيبت بضرر في خلاياها الدماغية، وشراب الذرة هو سائل تزيد حلاوته 6 مرات عن سكر القصب السكري الذي يضاف عادة للأغذية المصنّعة بما فيها المشروبات الغازية، والتوابل، وعصير التفاح، وأطعمة الأطفال، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة فرناندو غوميز بينيلا، إن "نتائجنا تظهر أن ما تأكله يؤثّر على كيفية تفكيرك.. فتناول الأغذية الغنية بالفركتوز على مدى طويل يغير قدرة دماغك على التعلم وتذكر المعلومات، لكن إضافة الأحماض الدهنية أمويغا-3 لوجباتك يمكن أن تساعد في التخفيف من الضرر، وقد أجري البحث على الجرذان، لكن الباحثين يعتقدون أن الكيمياء الدماغية لهذه الحيوانات هي شبيهة بشكل كاف للبشر، وأشار غوميز بينيلا إلى أن الباحثين لا يتكلمون عن الفركتوز الطبيعي الموجود بالفاكهة، لافتاً إلى أن هذا النوع منه يحتوي على مضادات مهمة للأكسدة، بل هم قلقون بشأن شراب الذرة الغني بالفركتوز الذي يضاف إلى المنتجات الغذائية المصنّعة كالمحليات والمواد الحافظة. بحسب يونايتد برس.

وقبل البدء بالاختبار جرى تعليم الجرذان على طريقة للعبور من خلال متاهة، وقسمت بعدها الحيوانات بين مجموعتين أعطيت نظاماً غذائياً غنياً بمحلول الفركتوز بدلاً عن الماء، لكن نصفهم استهلك أيضاً الأحماض الدهنية أوميغا-3 الذي يظن بأنه يحمي ضد تضرر نقاط الاشتباك العصبي بين خلايا الدماغ التي تسمح بالتذكر والحفظ، وبعد 6 أسابيع، اختبر الباحثون نسبة تذكر الجرذان للطريقة التي تعلمتها للعبور من خلال المتاهة، وتبين أن المجموعة الثانية استطاعت تذكر الطريقة بشكل أسرع من لمجموعة الأولى التي لم تتناول الأوميغا-3، وظهر تراجع عن المجموعة الأولى في نشاط نقاط الإشتباك العصبي بين الخلايا الدماغية، كما تبين أن هذه الجرذان تطورت لديها مقاومة ضد الأنسولين، وهو ما ظنه العلماء السبب الكامن وراء تضرر خلايا الدماغ.

الإكثار من تناول الأرز

كما كشفت دراسة صادرة عن باحثين في جامعة هارفرد، أن الإكثار من تناول الأرز يرفع من احتمال الإصابة بداء السكري، ولكن بنسب متفاوتة تعتمد في الأغلب على المعدل العمري للفرد، وجاء في الدراسة، التي نشرتها مجلة التايم الأمريكية، أن تناول كميات أضافية من الأرز بأنواعه، وخصوصا الأرز الأبيض، يوميا يرفع من نسبة الإصابة بمرض السكري بنسبة 10 في المائة على الأقل، ونقلت مجلة التايم على لسان رئيس فريق البحث، ومقدم الدراسة، البروفيسور في كلية هارفرد للصحة العامة، كي سن، قوله: "هناك بدائل عديدة ومتاحة للأفراد الذين يحتوي نظامهم الغذائي اليومي على معدلات كبيرة من الأرز الأبيض، وعلى رأسها الاستعاضة بالأرز البني عوضا عن الأبيض. بحسب السي ان ان.

كما أثبتت الدراسة، التي شملت أشخاص من الصين واليابان وأستراليا بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أن الأفراد من الأصول الآسيوية والذين يحتوي نظامهم الغذائي اليومي على كميات من الأرز، ترتفع عندهم احتمال الإصابة بداء السكري بنسبة 27 في المائة، ونوهت الدراسة التي بنيت على أربعة ابحاث سابقة في المجال ذاته، شملت أكثر من 352 ألف شخص، بين أعمار 4 و 22 عاما، على وجود علاقة قوية بين الكميات المستهلكة من الأرز يوميا وتأثير ذلك على قدرة الجسم على التعامل مع معدلات السكر الإضافية في الدم.

المواد الغذائية المستوردة

الى ذلك كشفت دراسة نشرت على مجلة التايم الأمريكية، أن المواد المستوردة والتي تستخدم في تحضير أنواع مختلفة من الغذاء، أحد أسباب تفشي عدد من الأمراض التي تسببها أنواع من البكتيريا والطفيليات الغريبة عن الجسم، وجاء في الدراسة الصادرة عن مركز التحكم والوقاية من الأمراض، أن الأرقام تشير إلى تفشي 2.348 حالة مرضية بين الأعوام 2005 و 2010 مرتبطة بصورة مباشرة بتناول طعام مستورد كالأسماك، أو تناول أطعمة استخدمت فيها بعض المكونات المستوردة كالبهارات، وأشارت الدراسة إلى أن هناك العديد من أنواع البكتيريا والطفيليات الغريبة عن الجسم والتي تنتشر في الدول التي يتم استيراد الأطعمة منها، تؤدي إلى  تفشي العديد من الأمراض في أغلبها حالات تسمم غذائي وآلام في المعدة وغيرها، وذلك بسبب عدم تأقلم الجسم للتصدي لها في الماضي. بحسب السي ان ان.

وأكدت الدراسة على أن معدلات استيراد الأطعمة ومكوناتها يرتفع على مستوى العالم بمعدلات عالية سنويا، حيث في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال أرتفع حجم المستوردات الغذائية إلى 86 مليار دولار بعد أن كانت 41 مليار دولار في العام 1999، وحذر الباحثون في الدراسة من أن العديد من معايير الصحة والسلامة لا يتم تطبيقها في عدد من الدول المصدرة للمواد الغذائية، ولابد من أخذ إجراءات صارمة للحد من استيراد أنواع البكتيريا المختلفة.

فقدان الذاكرة المبكر وتنشيط الدماغ

في حين كشفت دراسة نشرت على مجلة التايم الامريكية، ان تناول السمك بصورة مستمرة، يحمي من عوارض فقدان الذاكرة بصورة جزئية أو كلية وما يعرف بـ مرض الزهايمر، بالاضافة الى تنشيط الدماغ والتفكير، وأكدت الباحثون في الدراسة على أن الاسماك تحتوي على خلطة ممتازة من الفيتامينات والبروتينات بالاضفة الى الاحماض الزيتية مثل أمويغا 3 أس، وخصوصا في سمك السلمون، وأشير في الدراسة التي شملت 1575 شخص، إلى أن الأفراد الذين يرتفع مستوى حامض الاوميغا 3 أس في دمائهم، تنعكس قدراتهم بصورة جلية على امتحانات الذاكرة، بمعدلات أعلى من أولئك الذين تنخفض لديهم مستويات الحامض. بحسب السي ان ان.

وبين الباحثون أن صور الرنين المغناطيسي "MRI،" لدماغ الأفراد المتمتعين بمعدلات عالية من حامض الأوميغا في دمائهم، أشارت إلى ارتفاع في كثافة الدماغ، الأمر الذي ينعكس على النشاط الدماغي لديهم، بالإضافة إلى قوة الدم، وأداء الوظائف التي تحتاج إلى تركيز عالي، وجاء في التقرير نقلا على لسان الباحث في شؤون مرض الزهايمر "فقدان الذاكرة" في جامعة كاليفورنيا، زالدي تان، "إن المعادلة بسيطة للغاية، وتنص على أن انخفاض معدل حامض الاوميغا 3 اس، يؤدي إلى ضعف في أداء الوظائف الدماغية، والتي تقود في بعض الحالات إلى فقدان الذاكرة مع تقدم العمر."

العنب والصويا

على الصعيد نفسه يشكل العنب الغني بالبوتاسيوم وبمضادات الأكسدة بالإضافة إلى الصويا، سلاحين فعالين للوقاية من ارتفاع ضغط الدم الذي يشكل عامل خطر أساسيا في ما يتعلق بالإصابة بأمراض القلب والشرايين، على ما جاء في دراستين تم الكشف عنهما خلال منتدى حول أمراض القلب، وقد عرضت نتائج الدراستين خلال الدورة السنوية الحادية والستين لمؤتمر الكلية الأميركية لأمراض القلب التي عقدت في مدينة شيكاغو (ولاية إيلينوي شمال الولايات المتحدة)، في ما يتعلق بالعنب، تعتبر هذه الدراسة الأولى المثبتة علميا والتي تبرهن تأثير الاستهلاك اليومي لهذه الفاكهة على خفض ضغط الدم لدى أشخاص الذين يسجلون ضغط دم أعلى من المعدل لكنهم لا يعتبرون مصابين بارتفاع ضغط الدم، تناولت الدراسة 46 رجلا وامرأة تناول نصفهم العنب ثلاث مرات في اليوم، في حين تناولت مجموعة المقارنة البسكويت ووجبات خفيفة أخرى لا تحتوي على أي فاكهة وخضار، أما بالنسبة إلى الصويا، فقد حلل الباحثون دراسة كانت قد أطلقت في العام 1985 بهدف تحليل مخاطر الإصابة بأمراض تاجية لدى البالغين الأميركيين من الشباب، وهذه الدراسة التي مولها المعهد الوطني للصحة تناولت 5115 أميركيا من البيض والسود ترواحت أعمارهم بين 18 و30 عاما. وقد تمت متابعة هؤلاء وفحصهم في فترات مختلفة، وركزت الدراسة على آثار مادة إيزوفلافون. فالصويا يحتوي على كميات كبيرة منها، بهدف خفض ضغط الدم، والإيزوفلافون هي مادة قريبة من الإستروجين البشري وهو الهرمون النسائي الذي يساهم في إنتاج أكسيد النيتريك المعروف بخصائصه التي من شأنها توسيع الأوعية الدموية والتخفيف من ارتفاع الضغط، أميركي واحد تقريبا من كل ثلاثة أميركيين يسجل ضغط دم أعلى من المعدل من دون أن يعتبر مصابا بارتفاع ضغط الدم، وشرح الدكتور هارولد بايز المعد الرئيسي للدراسة ومدير مركز الأبحاث في لويزفيل (كنتاكي) حول تصلب الشرايين وعملية الأيض، أن "دراستنا تبين أنه في حال خيرتم بين تناول العنب أو البسكويت مع الشوكولاته، من الأفضل اختيار العنب، أقله بهدف خفض مستوى ضغط الدم". بحسب فرانس برس.

وقد بينت نتائج الدراسة أن الاشخاص الذين استهلكوا العنب سجلوا انخفاضا واضحا في ضغط الدم الانقباضي في الأسابيع الرابع والثامن والثاني عشر من الدراسة، لم يكشف الدكتور بايز عن كيفية تأثير العنب على ضغط الدم، لكنه لفت إلى أن هذه الفاكهة هي غنية جدا بالبوتاسيوم وبمضادات الأكسدة مثل الفينولات المتعددة، وأشار الطبيب إلى أن "العنب غني بالبوتاسيوم الذي يعرف بخصائصه المخفضة لضغط الدم". وقد مولت هذه الدراسة منظمة تشجع استهلاك هذه الفاكهة، مدعومة من قبل منتجين زراعيين في كاليفورنيا، وشدد بايز على ضرورة إجراء دراسات سريرية أشمل بهدف تأكيد هذه النتائج، قائلا أنه "متحمس جدا" لتطبيق أساليب علمية بهدف تخمين الخصائص العلاجية الوقائية للمنتجات الطبيعية، في الدراسة حول الإيزوفلافون، سجل الأشخاص الذين استهلكوا يوميا كميات أكبر من هذه المواد (أكثر من 2,5 مليغرام) ضغط دم انقباضيا منخفضا بشكل واضح مقارنة مع الأشخاص الذي استهلكوا كميات أقل من 0,33 مليغراما، ويكفي أن يتناول المرء يوميا كوبا واحدا من حليب الصويا الذي يحتوي على 22 مليغراما من الإيزوفلافون، بحسب ما أوضحت صفية ريتشاردسون المعدة الرئيسية للدراسة التي تنال قريبا شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة كولومبيا (نيويورك، شرق)، وكانت هذه الدراسة قد بينت للمرة الأولى أن الأميركيين الأفارقة وهم المجموعة العرقية التي تسجل أعلى تواتر في ارتفاع ضغط الدم، قد استفادوا من تأثيرات الإيزوفلافون، وبحسب هذه الباحثة، فإن من شأن هذه الدراسة أن تسهل الدراسات السريرية الخاصة بفحص تأثير الإيزوفلافون على ضغط الدم علميا.

لتتذكر أحلامك.. أكثر من تناول الموز

في سياق متصل فإذا كنت ممن ينسون أحلامهم عند اليقظة، بات أمامك سبيل لتذكّرها وهو الإكثار من تناول الفيتامين (ب6)، وذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية أن الباحثين بمجموعة "مايو كلينيك" الأميركية للأبحاث وجدوا من خلال دراستهم الأولية أن تناول الفيتامين "ب6" بإمكانه ليس فقط أن يعطيك القدرة على مزيد من الأحلام الواضحة بل يساعدك أيضاً على تذكرها في الصباح، ومن المفترض أن نكون جميعنا نحلم بـ 4 إلى 6 أحلام في الليلة، لكننا غالباً ما نشعر بصعوبة في تذكرها، وخصوصاً بشكل كلي، ويعتقد منذ وقت طويل أن الفيتامين "ب6" الموجود في اللحوم والحبوب الكاملة، والخضار، والمكسرات، والموز، يساعد على تذكر الأحلام ووضوحها، لكن ذلك كان يعتمد على النظرية وليس على دراسة دقيقة، وفي العام 2002 أجريت دراسة صغيرة لبرهنة هذه النظرية، وشملت 12 طالباً جامعياً أُعطوا كميات متنوعة من الفيتامين "ب6" على مدى 5 أيام، وأخذ 4 من الطلاب 100 ميليغراماً من الفيتامين المذكور، و4 أخذوا 250 ميليغراماً، في حين أعطي الباقون دواء وهمياً. بحسب يونايتد برس.

وتبيّن أن الأشخاص الذين تناولوا الكميات الأعلى من الفيتامين "ب6" ظهرت لديهم معدلات أعلى من الأحلام الواضحة، ويعتقد العلماء أن الفيتامين هو الذي كان له هذا التأثير لأنه يحوّل الأحماض الأمينية إلى ناقل عصبي يدعى سيروتونين، الذي يوقظ الدماغ خلال فترة النوم التي تكون فيها الأحلام أكثر وضوحاً، ويلفت الباحثون إلى أن الإكثار من تناول هذا الفيتامين من شأنه أن يحدث الأرق، ويزيد ضغط الدم، ونوبات الهلع.

البيض أفضل وجبة للإفطار

من جهة أخرى كشفت دراسة علمية صدرت مؤخرا عن أن تناول البيض المخفوق الممزوج مع قطع من الخضراوات كوجبة الفطور الأولى التي تدخل الجسم بعد الاستيقاظ من النوم، تعتبر أكثر الأطعمة الصحية فائدة للجسم، وجاء في الدراسة التي نشرت على مجلة التايم الأمريكية، أن تناول البيض المخفوق مع الخضراوات صباحا يزود الجسم بما يحتاجه من البروتينات والفيتامينات التي انخفض معدلها بعد فترة النوم، ونقلت الدراسة على لسان أحد أبرز خبراء التغذية، أوز غارسيا، المسؤول عن الأنظمة الغذائية لعدد من مشاهير هوليوود، تأكيداته على أهمية وجبة الإفطار وتأثيرها على الجسم، والآثار السلبية العديدة التي يعاني منها الأشخاص الذين يمتنعون عن تناول الطعام لحين وقت وجبه الغداء. بحسب السي ان ان.

وبين غارسيا، المسؤول عن أنظمة غذاء عارضة الأزياء نعومي كامبل والنجمة هيلاري سوانك، أن وجبة الإفطار الأنسب والأمثل هي طبق مكون من بيضتين مخفوقتين مع بعض السبانخ والطماطم، بالإضافة إلى بعض التوت العضوي إلى جانب الطبق الرئيسي، وقال غارسيا في الدراسة: "هذا النوع من الإفطار يحتوي على كمية ممتازة من البروتينات التي تحافظ على الشعور بالشبع لفترة جيدة من النهار، وهو أمر ممتاز للراغبين بإتباع حميه غذائية، بالإضافة إلى أهمية التوت بمنع الأكسدة في الدم والجسم.

تناول الفاكهة والخضراوات

على صعيد أخر توصلت دراسة بريطانية الي أن الفاكهة والخضراوات ربما تقلل بشكل طفيف خطر الاصابة بالنوع الثاني من البول السكري وان تناول تشكيلة متنوعة من هذه الاطعمة الصحية ربما يكون عاملا رئيسيا في الوقاية من هذا المرض، ولم تثبت نتائج الدراسة -التي نشرت في دورية رعاية مرضى السكريDiabetes Care- ان تناول الفاكهة والحضراوات يمنع الاصابة بالمرض المرتبط بالبدانة وتقدم العمر لكن الباحثين قالوا انه يعطي الناس حافزا أكبر لتحسين نظامهم الغذائي، ووجدت الدراسة التي اجريت على اكثر من 3700 بريطاني ان من تناولوا اكبر كمية من الفاكهة والحضراوات على مدار اسبوع قل خطر اصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري على مدى 11 عاما مقارنة بمن تناولوا أقل كمية، كما انخفض خطر الاصابة بالمرض بين من تناولوا تشكيلة اكثر تنوعا من الفاكهة والخضراوات بغض النظر عن الكمية. بحسب رويترز.

وقالت نيتا فوروهي الباحثة بمعهد علم التمثيل الغذائي في كامبردج ان هذه النتائج توضح انه يتعين على الناس الا يركزوا فقط على عدد مرات تناول الفاكهة والخضراوات كل يوم، "النتيجة التي توصلت اليها الدراسة بشان تنوع الطعام جديدة ومثيرة لانها تثبت انه بمعزل عن الكمية المستهلكة فان احتمال الحصول على فوائد اضافية ومهمة من اختيار مزيج من الفاكهة والخضراوات المختلفة كجزء من نظام غذائي متوازن."

التغذية السليمة

كما يرغب الجميع، لاسيما النساء، في الحفاظ على نضارة بشرتهم وحيويتها طوال الوقت، حتى مع التقدم في العمر. ولتحقيق هذه الرغبة ينصح خبراء بالاهتمام بالتغذية السليمة والأطعمة الصحية التي تحافظ على نضارة البشرة، وتحول دون ظهور أعراض الشيخوخة عليها، بالإضافة إلى العناية المعتادة بالبشرة، وأخذ قسط كافٍ من النوم، وجرعات صحية من أشعة الشمس، وقالت طبيبة الأمراض الجلدية والبروفيسورة بجامعة كوبورغ الألمانية، ميشائيلا آكست غاديرمان، إنه بإمكان كل شخص أن يبدأ في اتباع نظام غذائي يمنح البشرة نضارةً وإشراقاً، ويحول دون ظهور أعراض الشيخوخة عليها، موضحة أن شيخوخة البشرة ترتبط إلى حد كبير بالإصابة بالتهابات تحت الجلد، والتي يُمكن علاجها طبيعياً من خلال التغذية السليمة، وأضافت غاديرمان «تُعجل اللحوم والنقانق والأطعمة الحيوانية الأخرى بظهور التجاعيد على البشرة؛ نظراً لاحتوائها على الأحماض الأراكيدونية، والتي تتكوّن داخل جسم الإنسان أيضاً عند تناول الأطعمة المحتوية على الأحماض الدهنية (أوميغا 6)، مثل السمن النباتي وزيت عباد الشمس»، وٍأشارت إلى أن جزيئات الجذور الحرة، التي تتزايد أعدادها داخل جسم الإنسان نتيجة التغذية الخاطئة والتعرض لأشعة الشمس الضارة، وكذلك بفعل التدخين، تتسبب أيضاً في مهاجمة الخلايا، ما يؤدي إلى ظهور أعراض الشيخوخة على البشرة، خبير التغذية الألماني، من مدينة ميونيخ، هانز لاوبر، رأى ان الأطعمة الصحية تتمتع بتأثير الأدوية نفسه، ويُمكن أن يظهر مفعولها بين ليلة وضحاها، لكنها تمتاز بتأثيرها الوقائي طويل المدى، مشيراً إلى وجود بعض الأغذية، التي يُمكنها الوقاية من تأثير الجذور الحرة هذه بجسم الإنسان. وتابع «تعمل الفواكه اللبية، كالتوت مثلاً، والتي تحتوي على كميات كبيرة للغاية من مضادات الأكسدة على الوقاية من تأثير الجذور الحرة على نحو فعّال، علماً بأنه كلما كان التوت داكناً، دلّ ذلك على احتوائه على كميات أكبر من مضادات الأكسدة؛ ومن ثمّ تزداد فاعليته»، وذكر لاوبر أن البروكلي أيضاً يُعد وسيلة فعّالة للغاية، تكاد تقترب من فاعلية الأدوية ذاتها؛ إذ إنه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين (ب) الذي يخفف من حدة الالتهابات، ويحافظ علىصحة البشرة ونضارتها. وبالنسبة لمَن ترغب في التمتع بجمال وإشراقة عارضات الأزياء، فينصحها بالحرص على تناول الشاي الأخضر. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

أشارت الطبيبة غاديرمان إلى أن تناول كمية صغيرة من التوت الحمضي يعمل على سد حاجة جسم الإنسان لفيتامين (ج) على مدار اليوم، ما يُسهم بطبيعة الحال في تحسين ليونة بشرته، ويعمل على تسهيل عملية هضم الطعام، لافتة إلى أن السبانخ أيضاً يتمتع بتأثير فعّال للغاية بالنسبة للبشرة، إذ إن 100 غرام منه يحتوي على قوة وقائية تعادل 240 غراماً من الجرجير و1900 غرام من الخيار، وأكدت أن الكاروتينات الموجودة في الطماطم والجزر تعمل على الوقاية من أعراض الشيخوخة، كما أنها تحتوي أيضاً على عناصر واقية من أشعة الشمس الضارة، التي يتعرض لها الإنسان يومياً. وأوصت بالمواظبة على تناول الطماطم والجزر لاحتوائهما على الكاروتين الذي يقي من أشعة الشمس الضارة، مشيرة الى أن الكاروتين يوفر للبشرة معامل حماية من أشعة الشمس، أكد عالم التغذية هارالد زايتس، من مركز خدمة استعلامات المستهلك بمدينة بون الألمانية، أن الكربوهيدرات والدهون تشكل ركائز أساسية للنظام الغذائي الصحي، مشيراً إلى أنه يمكن الحصول على الكربوهيدرات من خلال تناول منتجات الحبوب الكاملة الغنية بالألياف الغذائية، تماماً، مثل الفواكه والخضـراوات، وعن أهمية الألياف الغذائية بالنسبة للإنسان، قال إنها «تُسهم في تنظيم عملية الهضم لدى الإنسان، والتي تندرج ضمن الشروط الأساسية لنضارة البشرة وجمالها». كما أكد الخبير الألماني أيضاً ضرورة أن يحرص الإنسان على إمداد جسمه بالأحماض الدهنية المشبعة، وعلى رأسها أوميغا ،3 والتي توجد في كل من زيت الجوز وزيت الكانولا، وذلك بدلاً من أوميغا 6.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/تموز/2012 - 26/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م