الصين... نظام سياسي اعور

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تسجل الصين حالة تدهور كبيرة لأوضاع حقوق الإنسان، وكذلك في شؤون انتهاكات الحريات التي يرتكبها النظام الشيوعي، ويقول مراقبون مستقلون إن السلطات الشيوعية الصينية ستواصل تشديد قمعها للمنشقين خلال2012 ورقابتها على كل وسائل الإعلام في وقت يصل فيه جيل جديد من القيادة في الخريف الى السلطة، ففي الأشهر الأخيرة، حكم على عدد كبير من الناشطين الصينيين المنادين بالديمقراطية بعقوبات قاسية بالسجن بتهمة "التحريض على تقويض سلطة الدولة"، وهي تهمة غالبا ما تطبق على المعارضين السياسيين في الصين، حيث لا تزال الصين تعتبر تظاهرات الرابع من حزيران/يونيو "تمردا معاديا للثورة" وترفض حتى ألان الاقرار بارتكابها اي خطأ او التفكير في دفع تعويضات لعائلات القتلى، حيث لقي مئات الاشخاص وحتى الالاف مصرعهم ليل الثالث الى الرابع من حزيران/يونيو 1989 عندما ارسل الحزب الشيوعي دبابات الجيش لوضع حد لسبعة اسابيع من التظاهرات في وسط بكين التي وصفها النظام بانها "حالة تمرد على الثورة"، ويمثل هذا العام  حساسية سياسية اذ ان احداث  تيان انمين تأتي قبل تسليم السلطة الذي يجري مرة كل عشرة اعوام وشابته خلافات داخلية عنيفة داخل الحزب الشيوعي الحاكم، من جهة أخرى جاء سقوط القيادي السابق في الحزب الشيوعي الصيني بو شي لاي في وقت تبدأ فيه الصين لاول مرة في هذا العقد بأحداث تغييرات في قيادتها الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة وكان مرشحا لنيل مناصب عليا في الدولة، إذ منذ تنحيته عن مناصبه السياسية عد اكبر هزة سياسية في الصين منذ سنوات، على صعيد نفسه دعا مسؤولون سابقون الحزب الحاكم بالصين على إبراء ذمته المالية، فباتت اليوم الصين تعاني من تدهور حقوق الانسان فيها وخاصة هذا العام.

احداث تيان انمين

من جهة أخرى اعلن ناشطون حقوقيون ان السلطات الصينية اعتقلت مئات النشطاء في بكين اثناء احيائهم الذكرى الثالثة والعشرين لقمع حركة ساحة تيان انمين المطالبة بالديموقراطية في الرابع من حزيران/يونيو 1989، وجاءت هذه الاعتقالات فيما دعت واشنطن بكين الى الافراج عن جميع النشطاء الذين لا تزال تحتجزهم منذ الاحتجاجات قبل 23 عاما والتي قتل فيها مئات وربما آلاف المتظاهرين السلميين بنيران القوات الصينية، الا ان الصين عبرت اليوم عن "استيائها الشديد" من هذه الدعوة. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ليو ويمين ان هذه التصريحات تشكل "تدخلا في الشؤون الداخلية للصين واتهامات لا اساس لها من الصحة للحكومة الصينية"، كما عبرت فرنسا عن قلقها على مصير هؤلاء المعتقلين ودعت الى "اطلاق سراح سجناء الضمير الصينيين بشكل عام"، مؤكدة "تمسكها الثابت بالدفاع عن حقوق الانسان التي تشكل حرية التعبير عنصرا اساسيا فيها"، كما قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، ويتسم احياء ذكرى حملة القمع القاسية التي جرت وسط بكين بحساسية عالية، وخصوصا هذا العام اذ انها تأتي قبل تسليم السلطة الذي يجري مرة كل عشرة اعوام وشابته خلافات داخلية عنيفة داخل الحزب الشيوعي الحاكم، وقالت جو جينشيا التي شاركت في احياء الذكرى من مقاطعة لياونينغ الصينية "احضروا الكثير من الحافلات واعتقلوا المشاركين في احياء الذكرى في محطة قطارات جنوب بكين، واضافت ان "ما بين 600 والف شاركوا في احياء الذكرى من جميع انحاء الصين. سجلوا اسماءنا وبعد ذلك بدأوا في اعادة الناس الى بلداتهم الاصلية"، وتابعت ان الشرطة اوضحت ان اعتقال المشاركين في احياء الذكرى -- الذين تجمعوا في مكاتب الحكومة المركزية في بكين للمطالبة باصلاح انتهاكات الحقوق في مناطقهم -- كان بدافع منعهم من الاحتجاج في الرابع من حزيران/يونيو، وتحاول الحكومة منع اي مناقشة علنية او احتفالات لاحياء تلك الذكرى من خلال قيامها باخفاء كبار المنشقين قبل يوم الرابع من حزيران/يونيو من كل عام، واحتجازهم او فرض الاقامة الجبرية عليهم، وتحظر السلطات اي ذكر لاحتجاجات 1989 في الاعلام الرسمي في الصني حيث تعتبر هذه القضية من المحرمات. وقد تم حجب البحث عن كلمة 04 حزيران/يونيو او الرقم 23 او كلمة "شمعة" على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم الاجراءات الامنية المشددة، اقيمت العديد من النشاطات العامة في انحاء البلاد لاحياء ذكرى "مجزرة تيان انمين" والمطالبة باصلاحات ديمقراطية، وتجمع اكثر من ثمانين من نشطاء حقوق الانسان في ساحة بكين وحملوا لافتات ورددوا هتافات تدعو الى اعادة دراسة ما حدث في احداث 1989. بحسب فرانس برس.

وصرح وانغ يونغفينغ الناشط من شنغهاي الذي شارك في الاحتجاج "هتفنا +يسقط الفساد+ و+احموا حقوقنا+". واضاف "قتل العديدون في الرابع من حزيران/يونيو ونعتقد انه يجب محاسبة الحكومة عن ما حدث"، واظهرت صور احتجاج التي نشرت على المواقع الالكترونية للمتظاهرين وهم يحملون لافتات كبيرة كتب عليها "تذكروا النضال من اجل الديموقراطية والحرية والحقوق والابطال الذي كان مصيرهم ماساويا"، وحدث احتجاج مماثل في حديقة في مدينة غويانغ جنوب شرق الصين الاسبوع الماضي، اعتقلت على اثره الشرطة اربعة على الاقل من منظمي الاحتجاج، بحسب ما افادت مجموعة "المدافعين عن حقوق الانسان الصيني" على موقعها، وفي بكين قال هو جيا، احد المنشقين القدامى على مدونته الصغيرة انه وكما كان الحال في السنوات السابقة في ذكرى الرابع من حزيران/يونيو، قامت الشرطة بتعزيز الاجراءات الامنية حول منازل العديد من النشطاء السياسيين والنقاد الاجتماعيين، وقال نشطاء حقوقيون ومحامون ان الشرطة اتصلت بهم كذلك وحذرتهم من مغبة المشاركة في النشاطات الاحتفالية بذكرى حملة القمع، وصرحت يو شياومي وهي من المدافعين الاخرين عن حقوق الانسان عبر الهاتف ان ثلاثة رجال تبعوها عندما غادرت منزلها، وقالت "تعرفت على احدهم كان قد ضربني واعتقلني قبل عامين. وهربت، ولكنني لم اعد اجرؤ على الخروج الى الشارع اليوم"، وفي هونغ كونغ المكان الوحيد الذي يحي علنا ذكرى الحركة، دعا السكان الى عدم نسيان الطلاب الذين قتلوا، بينما يستعد 150 الف شخص لاحياء امسية في اكبر حديقة في المدينة.

الشرطة الصينية

على صعيد أخر تعاملت الشرطة الصينية بوحشية مع ناشطين يحيون الذكرى الثالثة والعشرين للتظاهرات المطالبة بالديموقراطية في ساحة تيان انمين في وسط بكين واعتقلت عددا منهم ، بحسب ما افاد ناشطون في مجال حقوق الانسان، وقال هؤلاء الناشطون ان الشرطة تعاملت بوحشية وسجنت ناشطين يدافعون عن حقوق الانسان في اقليم فوجيان (جنوب شرق). واعتقل نحو ثلاثين ناشطا في بكين قبل اعادتهم الى مناطقهم، كما اضافوا، واعلنت شي ليبينغ زوجة الناشط لين بينشينغ من فوزهو عاصمة اقليم فوجيان "اعتقل نحو عشرين ناشطا وتعرضوا للضرب بيد الشرطة، واضافت ان "الشرطة قالت لهم انها +ستضربهم حتى الموت+. واقتادت معها حوالى ثمانية اشخاص بينهم زوجي. اخشى ان يتعرض لضرب عنيف جدا"، نفت شرطة فوزهو ان تكون احتجزت اشخاصا، وفي بكين، اعتقلت الشرطة ثلاثين ناشطا على الاقل من اقليم زيجيانغ (شرق) في محطة للسكة الحديد في بكين قبل ان ترسلهم على متن حافلة الى مدينتهم الاصلية ووشي، واعلن شي كيمينغ احد المحتجين من على متن الحافلة "قالت لنا الشرطة انه بسبب الرابع من حزيران/يونيو وبما ان هذه الفترة حساسة بعض الشيء، كان عليهم ان يتخلصوا من العناصر المشاغبين". بحسب فرانس برس.

 واضاف "لم يتعرض احد للضرب لكن الاجراءات القانونية لم تلق الاحترام ايضا. لقد ارغمونا على الصعود الى الحافلة واعادونا الى ديارنا"، وتحظر على وسائل الاعلام الرسمية الاشارة الى حركات الاحتجاج هذه، ودعا موقع الانترنت المنشق ومقره في الخارج، انصاره الى ارتداء الاسود و"التنزه" في الاماكن العامة في المدن الصينية يومي الثالث والرابع من حزيران/يونيو.

إبراء الذمة المالية

من جهة أخرى دعا ثلاثة مسؤولين متقاعدين في الحزب الشيوعي الحاكم بالصين زعماء الصين للكشف عن ثروات عائلاتهم قبل انتقال وشيك للسلطة في البلاد، وحذروا من أن فضيحة لها علاقة بسياسي صيني شهير يدعى بو شي لاي كشفت عن استغلال خطير للسلطة، وخرج المسؤولون السابقون بقيادة ما شياو لي من السلطة منذ فترة طويلة ولن يكون لمقترحاتهم أو لمقترحات غيرهم من دعاة الاصلاح في الحزب تأثير كبير على انتقال القيادة في البلاد والذي سيتحدد في المؤتمر الثامن عشر للحزب في وقت لاحق من العام الحالي، لكن استياء الصينيين من فساد النخبة السياسية للصين يظهر أن سقوط بو عزز من مخاوف بأن يقوض فساد المسؤولين وتضخم ثرواتهم من قبضة الحزب على الحكم، وقال المسؤولون المتقاعدون صدمت هذه الواقعة على وجه الخصوص قطاع عريض من أعضاء الحزب. بحسب رويترز.

فضيحة بو شي لاي

فيما افادت صحيفة نيويورك تايمز ان القيادي السابق في الحزب الشيوعي الصيني بو شي لاي كان يدير نظاما للتنصت الهاتفي قد يصل حتى الرئيس الصيني نفسه، واوضحت ان "اكثر من 10 اشخاص على صلات بالحزب" كانوا يديرون نظام التنصت الهاتفي في بلدية تشونغتشينغ حيث كان يرأس بو تنظيم الحزب هناك، وكان موظفيه يتنصتون على المكالمات الهاتفية بما فيها مكالمات الرئيس هو جينتاو نفسه، ولم تذكر السلطات الصينية موضوع التنصت الهاتفي في تقريرها عن بو شي لاي، الذي يتواصل التحقيق مع زوجته في قضية مقتل رجل اعمال بريطاني في الصين، ويجري التحقيق مع بو في "انتهاكات انضباطية خطيرة" بينما اعتقلت زوجته غو كاي لاي للاشتباه في علاقتها بموت رجل الاعمال البريطاني نيل هايوود الذي وجد ميتا في تشونغتشينغ في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وتقول السلطات الصينية إنها تعتقد ان هايوود قد قتل، ولم يظهر بو- الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة وكان مرشحا لنيل مناصب عليا في الدولة - في اي مكان عام منذ تنحيته عن مناصبه السياسية فيما عد اكبر هزة سياسية في الصين منذ سنوات، وتقول الصحيفة ان "عملية التنصت الهاتفي لبو شي لاي بدأت منذ اعوام ماضية كجزء من حملة ضد الجريمة في تشونغتشينغ".التي كان بو يرأس بلديتها، وتولى التعامل مع قضية بو وانغ ليجون رئيس الشرطة الذي اشر لجوءه الى القنصلية الامريكية بداية سقوط بو، وتوسعت قضيته الى استهداف شخصيات سياسية، وافادت الصحيفة انه في العام الماضي تم رصد تدخل على مكالمة هاتفية بين مكتب هو وليو غوانغلي اكبر مسؤول لفرض النظام في الحزب الذي الذي حل وانغ محله رئيسا للشرط، كما تمت مراقبة مكالمة هاتفية بين الوزير ما وين الذي كان يزور بلدية تشونغتشينغ و هو جينتاو نفسه حسب قول الصحيفة. بحسب البي بي سي.

واكتشفت السلطات الصينية العلاقة بين وانغ وبو شي لاي وبدأت التحقيق في ملابساتها، ونقلت الصحيفة عن شخصيات حزبية صينية قولها إنه "ينظر الى عملية التنصت بوصفها تحد مباشر للسلطات المركزية"، وكتب مراسل بي بي سي من بكين داميان غراماتيكاس ان هذه المزاعم الجديدة تعطي احساسا اضافيا بأن هذه الفضيحة قد تسببت في شروخ عميقة واجواء من عدم الثقة في اعلى المستويات في الحزب الشيوعي الصيني، وجاء هذا السقوط لبو شي لاي في وقت تبدأ فيه الصين لاول مرة في هذا العقد بأحداث تغييرات في قيادتها في اكتوبر/تشرين الاول، ومنذ تفجر هذه الفضيحة بات اسلوب حياة بو وعائلته وتعاملاتهم التجارية والسياسية تحت مراقبة مكثفة من وسائل الاعلام، كما استقال شقيقه من منصبه مديرا لشركة مقرها في هونغ كونغ، بعد يوم واحد من نشر ابنه بيانا صحفيا يدافع فيه عن اسلوب حياته.

وفاة منشق صيني في ظروف غامضة

في حين توفي منشق صيني سجن اكثر من 21 عاما بعد حركة تياننمين الديموقراطية (1989) في ظروف مشبوهة، واعتقلت الشرطة اثنين من افراد عائلته، كما ذكر احد اقرباء المتوفي، وقد عثر على المنشق لي وانغيانغ ميتا في مستشفى شاويانغ (اقليم يونان الاوسط) من قبل شقيقته وصهره، وقال زو زيرونغ صديق لي ان الشرطة نقلت جثة المنشق (62 عاما) من دون اذن عائلته مؤكدة انه انتحر، واضاف ان "الشرطة تحدثت مع شقيقة لي وصهره وقالت لهما انه انتحر"، واوضح زو "تلقى اصدقاء العائلة وانصاره وناشطون آخرون تعليمات واضحة بألا يتسببوا في اثارة شائعات ووضعوا تحت رقابة الشرطة". وقد تعذر الاتصال بشرطة شاويانغ، وذكرت منظمة هيومن رايتس في الصين ان شقيقة وصهر لي وانغيانغ عثرا عليه وحول عنقه شريط موصول بحافة نافذة لكن قدميه كانتا على الارض، عندئذ اقتحم اربعون شرطيا الغرفة ونقلوا جثة لي، ومنعوا بذلك المستشفى وعائلته من كشف ملابسات ظروف وفاته، كما ذكر الناشط هوانغ ليهونغ. بحسب فرانس برس. 

وحتى بعد، جمعت عريضة تدعو الى فتح تحقيق حول هذه الوفاة اكثر من ثلاثة الاف توقيع، وبعد حركة تياننمين التي قمعت بالقوة، حكم على لي بالسجن 13 عاما بتهمة ارتكاب جرائم "معادية للثورة". وافرج عنه بعد 11 عاما لكن سوء المعاملة التي تعرض لها خلال سجنه جعلته عمليا اصم وضريرا، ومحاولاته لمقاضاة السلطات بتهمة اساءة معاملته رتبت عليه في 2001 عقوبة اخرى بالسجن لعشر سنوات هذه المرة.

هروب محام صيني ضرير

كما فر المحامي الضرير شين غوانغشينغ الذي ينتقد بشدة سياسة الطفل الواحد التي تنتهجها الصين، من منزله حيث كان قيد الاقامة الجبرية خاضعا لمراقبة مشددة منذ اكثر من عام ونصف العام، واكد المحامي العصامي الذي يضع نظارات سوداء، بنفسه فراره الذي اثار ضجة في الصين، باختياره وسيلة غير معهودة حيث توجه مباشرة الى رئيس الوزراء عبر الانترنت، وقال بوب فو الناشط في مجال حقوق الانسان ومقره في الولايات المتحدة وهو على اتصال مباشر مع شين، ان شين يوجد الان في مكان "آمن مئة بالمئة" في بكين دون تاكيد شائعات سرت عبر الانترنت حول احتمال تواجده في سفارة الولايات المتحدة في العاصمة الصينية، ورفضت السفارة الاميركية في بكين الادلاء باي تعليق في هذا الشأن، واكد ناشط آخر في حقوق الانسان هذا النبأ من الصين، ويحرج فرار شين غوانغشينغ ورسالته الى رئيس الوزراء الحكومة الصينية التي يقوم رئيسها وين جياباو حاليا بجولة في اوروبا ويستعد لاستقبال وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تطرقت مرارا لوضع شين، واكد شين بنفسه فراره من منزله رغم انتشار العشرات من حراس النظام الذين كانوا يمنعونه من الخروج من منزله منذ 2010، وقال شين في شريط فيديو ظهر فيه وهو يقف امام نافذة اسدل عليها ستار، بث على يوتيوب "عزيزي رئيس الوزراء، انني هربت اخيرا، وبامكاني ان اؤكد ان كل الاشاعات المتداولة على الانترنت بشان التجاوزات التي تعرضت اليها، حقيقية"، وقبل ذلك صرح بوب فو من الولايات المتحدة حيث يقيم "انه تمكن من مغادرة منزله في 22 نيسان/ابريل ونقله اصدقاؤه الى مكان آمن خارج اقليم شاندونغ"، ودعا شين غوانشينغ بصوت بدا عليه التاثر رئيس الحكومة بلهجة احترام الى عدم التنكيل بعائلته وكشف له اسماء المسؤولين المحليين الذين اساؤوا معاملة زوجته وابنه وامه وهو شخصيا منذ نهاية 2010، وفقد المحامي بصره وهو طفل بعد اصابته بالمرض، وقدم شين الى وين جياباو ثلاثة مطالب، "معاقبة المجرمين بصرامة طبقا للقانون" متحدثا عن عدة اعمال عنف وخصوصا بحق امراته التي انهال عليها "بالضرب لاكثر من عشر ساعات" عشرة رجال "لا يرتدي اي منهم زيا رسميا"، وفي الرسالة التي تدوم ربع ساعة وسجلت في مكان لم يحدد، طلب شين بعد ذلك "ضمانة امان لافراد عائلته" الذين يخشى عليهم من الانتقام وخصوصا الان بعد ان اصبح "حرا"، وقال "اذا اصاب شر عائلتي فلن اكف عن المطالبة بمحاسبة المسؤولين على ذلك"، واخيرا طلب المحامي من وين جياباو "مكافحة الفساد طبقا للقانون" ذاكرا اسماء "مسؤولين محليين من الحكومة" والشرطة في اقليمه، وقد افرج عن شين من السجن في ايلول/سبتمبر 2010 بعدما امضى عقوبة لاكثر من اربع سنوات، واودع شين الذي لقب "بالمحامي حافي القدمين" الذي ناضل خصوصا ضد ممارسات الافراط في فرض العقم على آلاف النساء واجهاضهن قسرا في مراحل متأخرة من الحمل، قيد الاقامة الجبرية في منزله في دونغشيغو في شاندونغ تحت حراسة مشددة. بحسب فرانس برس.

وقال انه تعرض الى معاملات عنيفة في جسده وانه ندد بها في شريط فيديو سنة 2011، وكل الذين حاولوا الاقتراب من منزله من اصدقائه او صحافيين صينيين او اجانب، اضطروا للعودة ادراجهم بعدما هاجمهم عشرات الحراس الذين يراقبون محيط المسكن، وطوق العشرات من الشرطيين منزله حيث توجد زوجته وامه وابته، وكذلك منزل شقيقه شين غوانغفو وابن اخ شين شين كيغوي اللذين تعرضا الى الضرب صباح الجمعة قبل ان توقفهما الشرطة حسب بوب فو، كذلك اعتقلت صينية ساعدت شين غوانغشينغ على الفرار في ناكين (شرق) على ما اضاف، واوضح بوب فو انه على اتصال مع سفارة الولايات المتحدة في الصين ووزارة الخارجية والكونغرس "لابلاغهم ومطالبتهم بمساعدة شين غوانغشينغ وكل الذين يساعدونه ويخبئونه"، واضاف ان شين خلال اقامته الجبرية عبر عن تحفظاته من احتمال خروجه من البلاد الى المنفى.

انتحارية في الصين

الى ذلك قامت امراة بتفجير نفسها في جنوب غرب الصين بينما كانت تفاوض على تعويضات مالية لقاء هدم منزلها، ما اسفر عن مقتل شخصين واصابة 14 بجروح في جنوب غرب الصين، وفق ما افادت وكالة انباء الصين الجديدة، وتثير عمليات استملاك المنازل والاراضي التي تشكل مصدر تمويل مهم للحكومات المحلية في الصين، الكثير من الاحتجاجات بعضها يتسم بالعنف. لكن الاعتداءات الانتحارية تبقى نادرة في البلاد، وقد وقع الاعتداء في مبان حكومية بمنطقة كياوجيا، في اقليم يونان. ولقيت الانتحارية حتفها على الفور، كما اوضحت وكالة انباء الصين الجديدة، وافاد شهود نقلت اقوالهم الوكالة الرسمية، "كان سيتم تأمين منزل للمرأة على اثر هدم منزلها. وقد استدعتها سلطات الاقليم لتوقيع اتفاق"، واوضحت الوكالة الرسمية "اثناء المفاوضات للحصول على تعويضات، فجرت المرأة متفجرات كانت مربوطة بجسمها"، وقال مسؤول في الحكومة المحلية رفض الكشف عن هويته، ان اربعة من الجرحى اصيبوا بجروح خطرة ونقلوا الى المستشفى في كونمينغ عاصمة يونان، وفي ايار/مايو 2011، نفذ كيان مينغكي (52 عاما) العاطل عن العمل والذي يقول انه ضحية ظلم، ثلاثة اعتداءات قرب مبان رسمية في مدينة فوزهو باقليم جيانشي (شرق) ما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى اضافة الى مقتله هو ايضا، وقبل اسبوعين، القى موظف سابق في مصرف عبوة حارقة في احد فروع المصرف في غانسو (شمال غرب) ردا على صرفه، فأصاب اكثر من 40 من زملائه السابقين بجروح، وفي 2010، شهدت الصين مجموعة من الهجمات العنيفة جدا على مدارس اسفرت عن 17 قتيلا منهم 15 طفلا واكثر من 80 جريحا. بحسب فرانس برس.

صدامات النازحين والسكان المحليين

بينما دارت صدامات بين الاف النازحين وسكان بلدة في اقليم غواندونغ في جنوب الصين اسفرت عن سقوط العديد من الجرحى، كما افادت مصادر متطابقة، وقال مركز الاعلام حول حقوق الانسان والديموقراطية في الصين ومقره في هونغ كونغ ان صدامات وقعت بين نازحين من اقليم سيتشوان (جنوب غرب) وسكان محليين وشرطة مكافحة الشغب في شاشي ببلدية جونغشان واسفرت عن سقوط ثلاثين جريحا وتضرر سيارتي شرطة، من جانبه صرح ليو تيانجين مدير مصنع نسيج في شاشي ان "اعمال الشغب اندلعت وشارك الاف الاشخاص في الاحتجاجات"، واكدت شرطة المقاطعة وقوع الصدامات وقال شرطي رفض كشف هويته "اننا مهتمين بذلك، وهناك العديد من الشرطيين خارج مقر الحكومة، اتصلوا بمسؤولين كبار اذا اردتم معرفة المزيد"، وافاد مركز الاعلام وليو ان اعمال الشغب اندلعت اثر شجار بين فتيين، احدهم مهاجر والاخر من السكان المحليين. بحسب فرانس برس.

واوضح ليو ان ثلاثة من السكان انهالوا بالضرب على عدة شبان مهاجرين وغطوا رؤوسهم باكياس من البلاستيك وان عدة جرحى نقلوا الى المستشفى ليلا، واضاف ان "هناك اكثر من ثلاثين جريحا، لست متاكدا من عدد السيارات المتضررة لكن اكيد ان بعضها تضرر"، وافاد موقع على الانترنت على مدونة سينا ويبو وشهادات جمعها مركز الاعلام حول حقوق الانسان، ان الشرطة نشرت تعزيزات كبيرة في شاشي، وتشهد منطقة غواندونغ التي تعتبر "مصنع العالم" حيث يعيش عشرات الاف النازحين الذين لا يتمتعون بنفس حقوق السكان المحليين، بانتظام اضطرابات بين هاتين الفئتين من السكان، وقبل سنة اندلعت مواجهات في شينتانغ بضواحي كانتون، وهي بلدة تعد نحو 200 الف من السكان المحليين ونحو "500 الى 600 الف عامل نازح غير مسجل" لا تتوفر لديهم الخدمات العامة، بينما يقيم هناك العديد منهم مع عائلاتهم، كما افادت وكالة الانباء الصينية الرسمية حينها، واندلعت التظاهرات بعد شجار بين شرطيين محليين وبائع متنقل وامراته الحامل المتحدرين من اقليم سيتشوان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/حزيران/2012 - 7/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م