الاكتئاب... بوابة دخول لبقية الامراض

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يعد الاكتئاب النفسي مرض مثله مثل الأمراض الأخرى كالسكري وضعف النظر وغيرها، كما أنه لا يرتبط دائما بعلاقة مع الفشل أو الشعور بالذنب، فالكثير من الناس يصابون بالاكتئاب خصوصا عندما يواجهون بعض الاختبارات المريرة في الحياة، مثل البطالة، الحرمان، فشل علاقات الزواج، أو أي فشل من أي نوع، فهو ليس مرضاً نفسياً فقط، وإنما يؤثر أيضاً على كل أعضاء الجسد، كما يؤثر على نوم الشخص وطعامه، والطريقة التي يفكر بها عن نفسه وعن الأشياء التي تحيط به. إذ يطلق على الاكتئاب النفسي مرض الجسم الكلي.

فيما أظهرت دراسات وبحوث علمية بأن قلة التمرينات الرياضية تزيد مخاطر الاكتئاب، وكذلك  عيش المرء بمفرده يزيد من احتمال تعرضه لهذا للإصابة بهذا المرض، ومن أثاره أيضا الشعور بألم، وضعف الذاكرة، ناهيك على أن  إدمان الإنترنت يرفع الإصابة به، بينما يساهم البيض في التخلص من الاكتئاب، وكذلك الفطر السحري قد يعالج الاضطرابات النفسية المتمثل به، كما توفر العلاج عبر الهاتف، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من أن يصبح الاكتئاب أحد أكبر التحديات الطبية التي قد يصعب علاجها حالياً وفي المستقبل، بل وتتكهن المنظمة في أن يغدو الاكتئاب ثاني أوسع عبء صحي يستلزم علاجه في العالم بحلول عام 2020.

 لكن على الرغم من انتشاره بشكل كبير والخوف غير المبرر من أعراضه وتداعياته، إلا أن إمكانية علاجه الفعال تطورت بشكل سريع في السنوات الأخيرة.

العيش وحيدا

فقد كشفت دراسة بريطانية أن عيش المرء بمفرده يزيد من احتمال تعرضه للاكتئاب، ونقل موقع صحيفة "دايلي مايل" البريطانية، عن استطلاع أجراه المكتب الوطني للإحصاءات، قوله إن ثلث البريطانيين يعيشون بمفردهم، وإن نسب الطلاق ترتفع ويقل عدد الأشخاص الذين يقدمون على الزواج، وإنه يقدر أن تكون 40% من المنازل مسكونة من أشخاص بمفردهم بحلول العام 2020 في بريطانيا، وإن هؤلاء معرضون 80% أكثر من غيرهم للاكتئاب، وقال الطبيب النفسي الدكتور أيدريان وينبو، من مستشفى "فيتزروي سكوير" في لندن، "نعلم أن الوحدة هي عامل مهم في الكآبة"، وأضاف "أعتقد أن بريطانياً من أصل 20 يستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب. ومن المحتمل أن يكون معظم هؤلاء يعيشون بمفردهم"، وأجرى باحثون فنلنديون دراسة شملت 1695 رجل فنلندي و1176 امرأة فنلندية تتراوح أعمارهم بين 30 و65 عاماً تمت متابعتهم لمدة 7 سنوات، حين عاش 14% من هؤلاء بمفردهم،  وخلصت الدراسة إلى أنه بين العامين 2002 و2008، زاد احتمال استخدام الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم للأدوية المضادة للاكتئاب 1.8 مرة بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يعيشون بمفردهم، وقد أرجع العلماء هذه الظاهرة إلى عدة عوامل منها النقص في الدعم الاجتماعي بالنسبة إلى الرجال والفقر بالنسبة إلى النساء، ولم تكن هذه النتائج مفاجئة بالنسبة إلى الخبراء في بريطانيا. بحسب يونايتد برس.

الاكتئاب الشتوي

فمع انتهاء فصل الخريف يشعر الكثيرون بالتعب والخمول بصفة مستمرة، بل إن البعض يصاب بما يسمى بـ"الاكتئاب الشتوي"، والآن، بعد أن أخرت معظم الدول الأوروبية ساعتها 60 دقيقة عملا بالتوقيت الشتوي، باتت هناك فرصة أكبر للإصابة بالاكتئاب وتثبيط الهمة، يقول الأستاذ الجامعي يورغن تسولاي، الباحث المتخصص في مجال النوم بمدينة ريجنسبورغ الألمانية، إن السبب في ذلك هو عدم كفاية وقت سطوع الشمس، اذ سرعان ما يحل الظلام في الشتاء، ورغم ذلك، فإن الليل الطويل يمثل في الواقع تطورا إيجابيا بالنسبة لإيقاعاتنا الحيوية، يقول تسولاي: "ساعتنا الداخلية تسعد كثيرا بأن اليوم زاد ساعة واصبح خمساً وعشرين ساعة، وهو ما يتناغم مع إيقاعنا الطبيعي"، إذن المشكلة هي غياب أشعة الشمس، وهو ما أوضحه تسولاي بقوله: "تفرز أجسامنا هرمون الميلاتونين أثناء ساعات الليل. وهرمون الميلاتونين هو المسؤول عن شعورنا بالتعب"، أما في ساعات النهار فإن أجسامنا تفرز هرمون "السيروتونين" الذي يحسن حالتنا المزاجية، ويوصي تسولاي بقضاء أطول فترة ممكنة في الأماكن المفتوحة ، قائلا: "يجب أن تصل (هذه الفترة) إلى 30 دقيقة على الأقل"، وأضاف: "ينبغي عليك الحصول على قدر من الهواء النقي، حتى وإن لم تشعر برغبة في الخروج عندما يكون الجو ملبدا بالغيوم. ففي اليوم الملبد بالغيوم، يكون هناك ما يكفي من الضوء لإيقاظنا. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ويظل ضوء الشمس أكثر إشراقا بكثير من الضوء المنبعث من المصباح الكهربائي"، ويقول تسولاي: "يتعين عليك إنارة الأضواء في منزلك بمجرد أن تستيقظ من النوم، نظرا لأن ذلك يمدك بالقدر الأولي من الضوء الذي يحتاجه جسمك"، ويمكنك أيضا تنشيط جهازك الدوري بالتبديل بين المياه الباردة والدافئة عند الاستحمام، ويوصي تسولاي بالمواظبة على التمرينات الرياضية حتى وإن كان الجو الممطر والبارد في الخارج سيدفعك إلى ملازمة أريكتك للاستمتاع بالدفء، يقول تسولاي: "تساعدنا التمارين الرياضية على الشعور بالارتياح والمزيد من التوازن"، ويشير الباحث إلى أن من الطبيعي للغاية أن يصاب المرء بنوع من السبات الشتوي، قائلا: "خلال أشهر الشتاء ، ينبغي عليك أن تحاول الإصغاء لإيقاعك الطبيعي وأخذ المزيد من الراحة".

التمرينات الرياضية

في سياق متصل اظهرت دراسة امريكية شملت الاف السيدات ان الاكبر سنا منهن اللواتي يعتدن على ممارسة اكبر للتمرينات الرياضية ويقللن من مشاهدة التلفزيون كن الاقل عرضة للاصابة بالاكتئاب موضحة ان النشاط البدني كان له التأثير الاكبر في النتيجة، وجاء في الدراسة التي نشرت بالدورية الامريكية لعلم الاوبئة ان الباحثين اكتشفوا ان النساء اللواتي اعتدن على ممارسة التمرينات الرياضية خلال الاعوام الاخيرة قلت لديهن بنسبة 20 في المئة احتمالات الاصابة بالاكتئاب مقارنة بغيرهن اللائي اعتدن على التمرينات الرياضية لفترات قصيرة، وعلى جانب اخر كلما قضين اوقاتا اطول كل اسبوع امام التلفزيون كلما زادت مخاطر اصابتهن بالاكتئاب، وقالت ميشيل لوكاس الباحثة بمدرسة هارفارد للصحة العامة في بوسطن ومؤلفة الدراسة "المستويات العالية من النشاط البدني ارتبطت بتراجع احتمالات الاصابة بالاكتئاب، وأوضحت الدراسة ان قضاء المزيد من الوقت في نشاط بدني قد يدعم احترام الذات واحساس المرأة بالسيطرة وايضا يزيد الاندروفين في الدم. الا ان لوكاس اوضحت ان الدراسة لم تبرهن بشكل مباشر على ان مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة وتجنب التمرينات يسبب الاكتئاب، وشملت الدراسة ما يقرب من خمسين الف سيدة قمن بملء استبيانات كل عامين في اطار دراسة "صحة الممرضات الامريكيات" وشملت الفترة من عام 1992 وحتى 2006، وسجلت المشاركات المدد الزمنية التي قضينها في مشاهدة التلفزيون كل اسبوع في عام 1992 واجبن ايضا على اسئلة بشأن عدد المرات التي اعتدن فيها على المشي وركوب الدراجات الهوائية والجري والسباحة خلال الفترة بين عامي 1992 و2000، وفي نفس الاستبيانات كتبت المشاركات عن اي تشخيص جديد عن الاصابة بالاكتئاب او اي ادوية اخذت لعلاج المرض، وشملت الدراسة سيدات لم يكن مصابات بالاكتئاب في عام 1996. وعلى مدار العقد التالي سجلت 6500 حالة اصابة بالمرض. بحسب رويترز.

وبعد ان شرح الباحثون المظاهر الصحية والحياتية المرتبطة بالاكتئاب ومنها الوزن والتدخين وبعض الامراض كانت ممارسة الرياضة لنحو 90 دقيقة او اكثر كل يوم بالنسبة للسيدات تعني تراجع بنسبة 20 في المئة في احتمالات الاصابة بالاكتئاب بالمقارنة بمن مارسن تمرينات رياضية لعشر دقائق او اقل في اليوم، وكانت السيدات اللاتي يشاهدن التلفزيون لثلاث ساعات او اكثر يوميا اكثر عرضة بنسبة 13 في المئة للاصابة بالاكتئاب بالمقارنة بغيرهن اللاتي يكدن لا يديرون مفتاح التشغيل نهائيا وقالت لوكاس ان بعض ذلك على الاقل يرتبط على الارجح باستغلال السيدات للوقت المخصص للتمرينات في الجلوس امام التلفزيون، ومن التفسيرات البديلة التي اثارها الباحثون هي ان النساء ربما عانين من بعض اعراض الاكتئاب قبل تشخيصهم بالاصابة بالمرض مما دفعهم لتقليل ممارستهم للرياضة، وقد يأتي التشخيص الرسمي فيما بعد، وقالت جيليان مياد الباحث في طب الشيخوخة بمستشفى ادنبرة الملكية لكنها لم تشارك في الدراسة "رجحت دراسات سابقة ان يكون النشاط البدني مرتبط بتراجع مخاطر الاصابة بأعراض الاكتئاب. وقالت في رسالة الكترونية لرويترز ان ما توصلت اليه الدراسة "يضيف لكم كبير من الادلة المتزايدة التي تفيد بان النشاط البدني مهم للحفاظ على صحة المخ."

اكتئاب الأم يقلق نوم الطفل

على صعيد أخر أظهرت دراسة أمريكية أن الأمهات المصابات بالاكتئاب قد يتصرفن بطريقة تزعج نوم أطفالهن ما قد يؤثر بالتالي على سلوكيات وعواطف الصغار لاحقاً، وراقب باحثون من جامعة "بنسلفانيا" 45 عائلة لها أطفال تراوحت أعمارهم بين شهر واحد وعامين، على مدى أسبوع، لجمع المعلومات حول أعراض الاكتئاب لدى الأم وجودة نوم الرضيع، كما استخدمت في الدراسة، التي نشرت في دورية "نمو الطفل"، كاميرات لرصد التفاعل بين الأم وأطفالها أثناء الليل، وجد الفريق أن أكبر مقدار لمقاطعة النوم تم ملاحظتها للرضع الذين تعاني أمهاتهم من مستويات عالية من أعراض الاكتئاب والأكثر قلقا على نوم أطفالهن، وقام بالبحث فيما إذا كانت أعراض الاكتئاب للأمهات جعلتهم يتصرفون بطريقة ما أثرت على نوم أطفالهم، أم أن إيقاظ الطفل في الليل قد جعل الأمهات أكثر اكتئابا بسبب نقص النوم. بحسب السي ان ان.

وقال بروفيسور دوغلاس تيتي، الذي قاد البحث: "يزداد الإحساس بالاكتئاب مع قلة النوم، وأوضح الباحثون أن الأمهات المصابات بالاكتئاب قد يشعرن بالارتياح العاطفي عند تفقد أطفالهن خلال الليل، وساعدت خلاصة البحث في فهم العوامل التي تؤثر في نوم الطفل بين الأسر التي تعاني فيها الأم من الاكتئاب، وكانت دراسة أخرى قد وجدت أن مشاكل النوم قد يكون لها أثار سلبية في العديد من جوانب التطور للطفل بما في ذلك الوظائف العاطفية والسلوكية للطفل.

التهاب المفاصل والاكتئاب

في حين ذكر موقع «لايف ساينس» الأميركي أنّ دراسة أجرتها مراكز مكافحة الأمراض واتقائها برئاسة الدكتورة لويز مورفي، خلصت إلى أنّ الاكتئاب منتشر بشكل مضاعف عند الأشخاص الذين يعانون داء التهاب المفاصل، بالرغم من أنها ركزت عــلى الحالة النفسية أكثر من الحالة السريرية، وأضاف الموقع أنّ أنواع التهاب المفاصل المتعددة تصيب 50 مليون مواطن أميركي، وهو السبب الرئيس للعجز بالبلاد، وأنّ دراسات سابقة أثبتت وجود الاكتئاب بشكل شائع عند الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة كداء التهاب المفاصل، إلا أن الخبراء لم يعيروا أهمية للقلق الذي هو عامل خطر بالنسبة إلى الكآبة. بحسب يونايتد برس.

وأشار إلى أنّ الدراسة أجريت على عينة من 1793 شخصاً من المصابين بداء التهاب المفاصل الذين تزيد أعمارهم على 45 سنة، وتم طرح الأسئلة عليهم لاختبار حالتهم النفسية من وحدات قياس تأثير داء المفاصل.

الإصابة بالعته

كما لفتت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الإصابة بالاكتئاب تزيد احتمالات الإصابة بالعته بشكل ملحوظ، وأن توقيت ظهور المرض النفسي قد يحدد نوعية الخرف عند التقدم بالعمر، ووجدت الدراسة، التي نشرت في "دورية الصحة النفسية العامة،" أن ظهور أعراض الاكتئاب في منتصف العمر يرفع احتمالات الإصابة بالعته بواقع 20 في المائة، وترتفع النسبة إلى 70 في المائة  بين من يجري تشخيص إصابتهم بالاكتئاب في سن متقدمة، وفي الدراسة، ركز الباحثون على رصد البيانات الصحية لأكثر من 13 ألف شخص من يعيشون شمالي كاليفورنيا، تراوحت أعمارهم بين 40 و50 عاماً حتى بلوغهم سن الثمانين. بحسب السي ان ان.

ووجد  الباحثون أن توقيت ظهور الاكتئاب يتكهن بنوعية العته، فالإصابة بالمرض النفسي في سن متأخرة يزيد من احتمالات الزهايمر، أما الإصابة به في منتصف العمر فهذا يعني إمكانية الإصابة بالخرف الوعائي vascular dementia، والخرف الوعائي هو ضعف في وظائف الإدراك والذاكرة وتحدث نتيجة اضطرابات تصيب الأوعية الدموية المغذية للدماغ، وهو ثاني أشيع شكل للخرف بعد الزهايمر، أما الزهايمر  فيسبب تزايدًا في فقدان الذاكرة والعمليات العقلية الأخرى، وتتردى القدرات العقلية مع تطور المرض، الذي يتسبب به تلف تدريجي لخلايا الدماغ. وسبب هذا التلف مجهول حتى الآن.

البيض.. علاج للاكتئاب

الى ذلك وجد باحثون إيطاليون أن أحد العناصر الموجودة في البيض قادر على التخفيف من حدة الاكتئاب. وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، بأن مجموعة من الباحثين برئاسة البروفيسور ميتسوهيرو فوريوز، من جامعة ميوشو، أجروا دراسة على عينة من الجرذان تظهر تراجعاً في معدلات الحركة، وهذا مؤشر إلى إصابتها بالاكتئاب. وعمد الباحثون إلى التدقيق في المدة التي تقضيها الجرذان في السباحة بعد تناول البيض طوال شهر كامل. وتبين أن الجرذان التي أكلت البيض سبحت فترات تقدر بأنها 1.3 مرات أطول من الجرذان التي لم تأكله. كما اتضح أن ثمة تزايداً في معدلات الحمض الأميني «تريتوفان» في الجزء الأمامي من الدماغ، وهي مادة تعرف بفاعليتها في التخفيف من حدة الاكتئاب. وقال فريق البحث إن هذه الدراسة تشير إلى احتمال أن يسهم أحد العناصر الموجودة في البيض في زيادة معدلات الحمض الأميني، وبالتالي التخفيف من عوارض الاكتئاب. ولفت فوريوز إلى أن هذه النتائج تشير إلى أهمية النظام الغذائي، على الرغم من أن هذه الدراسة تقتصر حالياً على البيض. بحسب يونايتد برس.

الفطر السحري

فيما أيدت دراسة بريطانية محدودة نتائج أبحاث علمية أخرى خلصت إلى أن "الفطر السحري" قد يكون بالفعل العلاج "السحري" لبعض حالات الاضطرابات النفسية، واختبر باحثون من جامعة "أمبريال كوليج" البريطانية تأثير مادة "بسيلوسيبين"، وهو مركب نشط في هذا النوع من الفطر (عش الغراب)، على المخ، وما قد تحمله المادة المخدرة من نتائج واعدة في علاج الاكتئاب، وقال ديفيد نات، باحث بالجامعة ساعد في إعداد الدراسة: "لقد وجدنا أن هذا المركب يغلق أجزاء الدماغ التي تعمل على دمج الأحاسيس: الرؤية، والسمع، والإحساس بجانب التفكير، ويشار إلى أن نات تولى منصب مستشار مكافحة الإدمان، ونشر عدة أبحاث مثيرة للجدل بشأن أضرار أنواع مختلفة من المخدرات، وأجبر عام 2009 على الاستقالة من منصبه نظراً لتعارض حملاته مع سياسة الحكومة التي يعمل بها، وتصنف الولايات المتحدة مادة بسيلوسيبين كمخدر من الصنف الأول، إلى جانب الهيروين وعقاقير الهلوسة، بحسب وزارة العدل الأمريكية، بيد أن الدراسات المبدئية حول العقار أظهرت نتائج واعدة في فعاليته بالتعامل مع حالات القلق التي تنتاب مرضى السرطان الميؤوس من شفائهم، وهي نفس الخلاصة التي وصلت إليها أبحاث أولية كذلك تمت حول الاكتئاب. بحسب السي ان ان.

وفي الدراسة الأخيرة قام الباحثون برصد كيفية استجابة المخ لمركب "بسيلوسيبين" باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ووجد الباحثون أن المادة تؤدي إلى "توسيع الأفاق الذهنية"، التي تعمل على زيادة نشاط الدماغ، كما يؤدي المركب المخدر الطبيعي لنشاط بعض المناطق المنخفضة بالمخ والتي لديها الكثير من الاتصالات مع المناطق الأخرى، كما أظهرت الدراسة أن المشاركين، وبلغ عددهم 30 شخصاً، ظهر عليهم انخفاض النشاط في المناطق المحورية بالدماغ التي تؤدي للاكتئاب، ورغم النتائج الإيجابية للمادة المخدرة إلا أنها قد تشكل خطراً على الصحة، ويعمل الباحثون على إجراء المزيد من الدراسات حولها لاستكشاف تأثيرها على المدى البعيد.

العلاج عبر الهاتف

على صعيد مختلف قالت دراسة أمريكية إن مرضى الاكتئاب يكونون على الارجح اكثر التزاما بالعلاج عندما يتحدث الطبيب عبر الهاتف مقارنة بالجلسات التقليدية المباشرة، لكن نتائج الدراسة التي نشرت في دورية الجمعية الطبية الأمريكية اشارت إلى أن الجلسات التقليدية لاتزال اكثر فائدة قليلا رغم أن احتمالات توقف المرضى عن تلقي العلاج عبر الهاتف تكون أقل، وقال ديفيد موهر الاستاذ بكلية فينبيرج للطب بجامعة نورث ويسترن والذي قاد الدراسة إن الكثير من الاشخاص يرغبون في العلاج من الاكتئاب لكن ربما تواجههم مشاكل في الحصول عليه، واضاف قائلا "أحد الاشياء التي توصلنا اليها على مدار سنوات هو انه يصعب جدا على الاشخاص الذين يعانون الاكتئاب الحصول على العلاج النفسي، والى جانب التكلفة -إذا لم تكن مغطاة بالتأمين الصحي- يحتاج علاج الاكئتاب التزاما فيما يتعلق بالوقت يصل احيانا الى ساعة او اكثر اسبوعيا وعلى مدى اشهر وهو ما يمثل تحديا للمرضى. بحسب رويترز.

وطلب موهر وفريقه من 325 شخصا يعانون الاكئتاب الخضوع للعلاج لمدة 18 اسبوعا لمعرفة ما اذا كان العلاج عبر الهاتف أيسر لهم للالتزام ببرنامج العلاج، وتلقى نصف المرضى العلاج بالهاتف بينما عولج النصف الاخر في مقابلات مباشرة، وتغيب 53 بالمئة من مجموعة مرضى العلاج بالجلسات المباشرة مقابل 34 بالمئة للمرضى الذين عولجوا بالهاتف، وفي نهاية الدراسة شعر مرضى المجموعتين بزوال الاكتئاب بعض الشيء. لكن بعد ستة اشهر من انتهاء الدراسة شعر مرضى العلاج بالجلسات المباشرة بمعدل اكتئاب أقل من مرضى المجموعة الاخرى، وقال ستيفان هوفمان استاذ الطب النفسي بجامعة بوسطن الذي لم يشارك في الدراسة "هذا مشجع للغاية ويشير الى ان الهاتف قد يكون مؤثرا في الاتصال مع المرضى اثناء (العلاج)، واضاف قائلا "يبدو ان هناك مزية في العلاج من خلال الجلسات المباشرة لكن السبب غير واضح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18/حزيران/2012 - 27/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م