الرياضة النسوية... رغبات ومحظورات

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تواجه الرياضة النسوية صعوبات عديدة وتهميشا كبيرا  خاصة  في السنوات الأخيرة في بعض الدول العالمية وخاصة الدول الإسلامية، مع وجود نظره مجتمعية سلبية تحد من الطموح الرياضي للمرأة أو المشاركة في البطولات الدولية.

وقد أصدر اتحاد كرة القدم الدولي فيفا في وقت سابق قراراً يمنع ارتداء الحجاب في المباريات الدولية، بسبب تأثيره على  سلامة اللاعبات، الذي اثر جدلا حادا بين الأواسط الرياضية فهو قرار يتحتم عليه احترام قوانين اللعبة، إلى جانب الاعتبارات الثقافية، مع السماح لكافة السيدات بممارسة كرة القدم دون تمييز، مما سيعطي فرصة للرياضيات المتميزات للتأكيد على أن ارتداء غطاء الرأس ليس عقبة في طريق التميز في الحياة والرياضة.

من جهته يسعى الأمير علي بن الحسين جاهداً لإقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتراجع عنه، كما قدمت مصممة أزياء هولندية تصميماً لحجاب خاص بالرياضيات للتغلب على المخاوف المتعلقة بالسلامة. لكن هل نزول اللاعبات المحجبات إلى الملعب أمر يحمل فعلاً خطراً عليهن؟

وعليه فلا يزال الاهتمام بالرياضة النسوية خجولا في بعض الدول العالمية، بسبب النظرة المجتمعية التي تعتبر بأن الرياضة ذكورية بامتياز، لذا فأن الرياضة النسوية يحتاج الى انطلاقة جديدة تنمح حقوق نص المجتمع الأخر بشرط ان يكون ضمن حدود الحرية المشروعة.

إنهاء حظر الحجاب

فقد دعت الأمم المتحدة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إلى إنهاء الحظر المفروض على الحجاب في ملاعب كرة القدم النسائية، معتبرة أن قراراً بهذا الشأن يدخل في إطار "التمييز"، كما يشكل عقبة أمام ظهور لاعبات متميزات، وقبل يوم من بدء اجتماع دولي، تأتي قضية الحجاب ضمن جدول أعماله، أعرب المستشار الخاص للأمين العام للمنظمة الأممية، والمعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام، ويلفريد ليمكه، عن تأييده للحملة الداعية لرفع الحظر عن الحجاب في كرة القدم، وبعث ليمكه برسالة إلى رئيس "الفيفا"، جوزيف سيب بلاتر، أعرب فيها عن الدعم لحقوق ارتداء اللاعبات غطاء الرأس، كما أعرب عن أمله في أن يتم "حل المسألة بطريقة تحمل قدراً من  الاحترام لقوانين اللعبة، إلى جانب الاعتبارات الثقافية"، مع "السماح لكافة  السيدات بممارسة كرة القدم دون تمييز، وأشار ليمكه، في رسالته، إلى أن قراراً بهذا الشأن سيبعث برسالة تفيد بأن كل لاعبة تمتلك الحرية لتقرر ما إذا كانت لديها الرغبة في ارتداء الحجاب أثناء وجودها في الملعب، مما سيعطي فرصة للرياضيات المتميزات للتأكيد على أن  ارتداء غطاء الرأس ليس عقبة في طريق التميز في الحياة والرياضة. بحسب السي ان ان.

وذكرت إذاعة الأمم المتحدة أن المجلس الدولي لكرة القدم سيعقد اجتماعه السنوي في الثالث من يُشار إلى أن بعض الألعاب الأولمبية، مثل الرجبي والتايكواندو، تسمح للاعبات المسلمات بارتداء غطاء للرأس أثناء المنافسات، بينما تعارض كرة القدم هذا الأمر لأسباب تتعلق بـ"سلامة اللاعبات"، بحسب الفيفا.

اللاعبات المسلمات

من جهته قال الامير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إن ادلة اطباء الفيفا الخاصة بأسباب استمرار منع لاعبات كرة القدم المسلمات من ارتداء الحجاب لا اساس لها من الصحة، وقال الامير علي، الذي ادت الوثائق التي قدمها للمجلس التشريعي للفيفا إلى الموافقة على ارتداء الحجاب بعد اجتياز اختبارات الصحة والسلامة، إنه "مصدوم ومنزعج" من الادلة التي قدمت، وقال للصحفيين "لو كانت (الادلة) صحيحة، كنت ساقبلها. ولكني اعتقد الا اساس لها"، وقال البلجيكي ميشل دهوغي، رئيس اللجنة الطبية للفيفا، انه سيوصي في الاجتماع غير العادي للمجلس التشريعي للفيفا، الذي سيعقد في الخامس من يوليو / تموز في زيورخ، باجراء المزيد من الاختبارات، ورفض الامير على، وهو اصغر اعضاء المجلس التنفيذي للفيفا سنا، التعليق عندما سئل عما اذا كان يواجه معارضة من اعضاء اللجنة الاكبر سنا والاكثر محافظة، ولكن غضبه كان واضحا عندما تحدث، وقال الامير على "صدمت عندما سمعت بالمؤتمر الصحفي للدكتور دهوغي. لقد غطينا كل النقاط المطروحة حول تصاميم الحجاب بما في ذلك الحرارة المنبعثة من الرأس والخامات المصنوع منها وآلام الرقبة، واضاف الامير على " اشعر بالانزعاج الشديد بسبب تعليقاته. انا عادة ما اسيطر على مشاعري ولكن هذا امر في غاية الاهمية، وقال "هناك نساء يعملن في مناطق حروب في مناطق كثيرة في العالم والكثيرات منهن ترتدين الحجاب ولهذا انا غاضب لمثل هذا الرأي. كل ما اطلبه هو السماح للنساء بلعب الكرة، واضاف " هذا الامر يؤثر على الكثير من النساء المسلمات. يرجى معاملة هذه القضية بالاحترام والجدية التي تعامل بها القضايا الاخرى مثل استخدام التكنولوجيا عند خط المرمى". بحسب البي بي سي.

وعلى الرغم من موافقة المجلس التشريعي للفيفا على الحجاب شريطة اجراء المزيد من التجارب في القرار النهائي سيتخذ في يوليو / تموز ويمكن ان يتم تغيير اعضاء المجلس في الفترة بين الاجتماعات، ويخشى الامير علي ان ينضم للمجلس اعضاء يعارضون الحجاب ويمنعون الموافقة على ارتداء الحجاب لأن اي تغيير في قانون الفيفا يحتاج إلى اغلبية ثلثي المجلس، وقال الامير على إن معاهد مستقلة ومصممين من هولندا وكندا قدموا ادلة لدهوغي ولجيري دفوراك كبير اطباء الفيفا، ولكنهم عندما ما حدث في اجتماع اصيبوا بصدمة مماثلة، وقال دهوغي في مؤتمر الفيفا الطبي "تلقينا بعض نماذج اغطية الرأس وقال اطباء بعضهم من بلدان اسلامية إنها تمثل خطرا"، واضاف دهوغي"عندما تجري اللاعبة بسرعة كبيرة فانه يمكن لاحدى اللاعبات ضرب غطاء الرأس مما يسبب اصابات"، واضاف إنه "عندما تجري اللاعبات وتجذب احداهن حجاب لاعبة أخرى فهذا قد يؤدي إلى التواء الرقبة. ولا احب ان اكون مسؤولا عن ذلك"، ولكن الامير علي رد قائلا "لا أعرف ما هذا كله".

حجاب هولندي

على الصعيد نفسه قامت مصممة هولندية بتصميم حجاب الهدف منه إقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالسماح للاعبات كرة القدم بارتداء الحجاب أثناء المباريات، ويحظر على اللاعبات ارتداء الحجاب في الأدوار المتقدمة من البطولات لأسباب تتعلق بالسلامة وبسبب حظر ارتداء الرموز الدينية، ويقول منتقدون إن حظر الحجاب يعزز من الشعور بالتمييز في اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وتسود تكهنات باحتمال رفع الحظر المفروض على الحجاب خلال صيف هذا العام إذا حصل الحجاب الهولندي التصميم على موافقة الفيفا، كانت 14 فتاة، تترواح أعمارهن بين 8 و12 سنة، يلعبن على ساحة أحد الملاعب بمدينة أوتريخت الهولندية في مباراة بين "DVSU" و"VV Hoograven". وتنتمي لاعبات الفريق المضيف إلى أسر مسلمة من أصول مغربية، وإذا استمر الحظر المفروض على ارتداء الحجاب، لن تستطيع بعض هؤلاء الفتيات المشاركة بأي بطولة خارج أرض ملعبهن، الأمر الذي يثير قلق المدربة السابقة للفريق النسائي الأردني هيسترين دو ريوس، تقول دو ريوس: "سعيت كثيرا من أجل تشيجع الفتيات في الأردن على المشاركة، وعلينا تشجيع الفتيات المسلمات على اللعب، وتضيف دو ريوس، "مشاركتهن في الانشطة الرياضية ضعيفة، وأعتقد أننا نزيد الوضع سوءا في لعبة كرة القدم من خلال اعتماد هذه القواعد، وكانت دو ريوس مدربة للفريق النسوي الأردني في مباراة مقررة ضد الفريق النسوي الإيراني في تمهيدي أوليمبياد 2012. لكن قبل لحظات من انطلاق المباراة، مُنع الفريق الإيراني من اللعب لإصرار لاعبات الفريق على ارتداء الحجاب. بحسب البي بي سي.

وتسبب القرار في حالة من الغضب في إيران، واتهم الرئيس الإيراني الفيفا بالتصرف مثل "المستعمرين والديكتاتوريين، بحسب ما تذكره الفيفا، يمارس لعبة كرة القدم أكثر من 29 مليون امرأة وفتاة في مختلف أنحاء العالم، وتؤكد الفيفا أن هذا العدد "يتزايد بشكل سريع طوال الوقت، لكن ثمة مخاوف من التأثير على زيادة فرص انتشار اللعبة في مجتمعات إسلامية في ضوء الحظر المفروض على الحجاب، وخلال العام الماضي تمكنت مجموعة يتزعمها نائب رئيس الفيفا الأمير الأردني على بن الحسين من إقناع مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم بأن الحجاب جزء من ثقافة وليس رمزا دينيا، ويعني ذلك أن المخاوف المتعلقة بالسلامة هي التي تحول دون مشاركة المحجبات في المنافسات الدولية.

لهذا قامت المصممة الهولندية سيندي فان دن بريمن بتصميم حجاب يدرسه مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم كسبيل للتغلب على المخاوف المتبقية، خصوصا تلك المتعلقة بالسلامة، وتوضح فان دن بريمن أن طريقة تثبيت الحجاب الجديد على الرأس تجعل من السهل سقوطه إذا قام أحد الخصوم بجذبه، وبذلك يقلل من احتمال حدوث اختناق، ولكن من الضروري أن يلبي هذا الحجاب رغبات اللاعبات أيضا، وتشير مدربة "VV Hoograven" يسرا السلاوي إلى إنها ارتدته، وتقول: "أحببته، فهو أكثر أمنا من التصميم التقليدي ...وأعتقد أن الفتيات تواقات لارتدائه، لا تزال كرة القدم لعبة يسيطر عليها الرجال، ولا يقبل بعض المسلمين فكرة لعب نسائهم كرة القدم، وترى نعيمة الوكيلي، التي جاءت لتشاهد ابنتها أثناء اللعب مع "VV Hoograven"، أن المانع اجتماعي أكثر منه دينيا، وتقول: "هذا شيء لم يذكره الإسلام، ولكنه أمر مرتبط بالثقافة، فالاسلام يشجع المرأة على الخروج وممارسة الرياضة. أشعر بالسعادة لتوفر الفرصة لابنتي للقيام بذلك، وتثير فكرة إجراء تعديل محتمل على قواعد لعبة كرة القدم الدولية نقاشا دينيا لايخلو من السياسية، إذ يقول جيرت توملو، العضو السابق في حزب الحرية الهولندي المناوئ للهجرة: "أنا سعيد بالسماح للنساء في الدول الإسلامية بلعب كرة القدم، فهذه خطوة للأمام، لكنه يضيف: "المشكلة تبرز عند ممارسة الضغط وإصدار الأوامر أو ابتزاز النساء لارتداء الحجاب، إذ يعد حينئذ رمزا للقمع، وتؤكد المصممة فان دن بريمن أن الحجاب الذي صممته يهدف الى تمكين النساء ومنحهن حرية الاختيار، وتقول: "معظم النساء والفتيات اللاتي تحدثت إليهن كن حريصات على ارتداء الحجاب في الملعب، بخلاف الصورة التي في ذهني، وترى أن للمرأة حرية الاختيار لنفسها، ولا يتوقف الأمر على أحد – بما في ذلك الفيفا.

ماري العظيمة

على صعيد مختلف فما إن بدأت الحرارة ترتفع في النادي الرياضي في الهند حتى انقطع التيار الكهربائي... فسارع معالج فيزيائي إلى إحضار مصباح للطوارئ واستأنفت نجمة الملاكمة أم سي ماري كوم تمرينها بضرب كيس الملاكمة، وعلى الرغم من أن التمرين في ظروف مماثلة لا يعتبر مثاليا بالنسبة إلى شخص يتطلع إلى الألعاب الأولمبية، إلا أن النجاح لم يكن يوما سهلا بالنسبة إلى كوم، فمنذ بداياتها كابنة مزارعين فقيرين في بلدة نائية ومضطربة في الهند، كافحت كوم الملقبة ب"ماري العظيمة" كي تفوز ببطولة العالم في الملاكمة خمس مرات، واليوم، تعتبر كوم وهي أم لولدين الأوفر حظا في بلدها للفوز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية التي ستنظم في لندن في العام 2012، علما أن الكثيرين شككوا في نجاحها عندما بدأت تتعلم الملاكمة، وقالت كوم في مدينة بومي الغربية حيث تتمرن حاليا "كان الناس يحبطون عزيمتي قائلين أن ما من نساء ملاكمات في الهند. كان هذا التحدي الأول بالنسبة إلي. فقبلت التحدي لأنه كان علي أن أثبت نفسي"، ولدت كوم واسمها الكامل مانغتي شونغنيجانغ ميريكوم قبل 29 عاما في ولاية مانيبور الشمالية الشرقية وهي الابنة البكر في عائلة مؤلفة من أربعة أولاد، كافحت لتأمين لقمة عيشها بالعمل في الحقول، كانت كوم تعشق أفلام الحركة في صغرها وتحب جاكي شان وتعتبر محمد علي بطلها. وسرعان ما أدركت أن شغفها بالرياضة قد يمهد لها الطريق للخروج من الفقر، وتقول "فتخليت عن الدراسة وركزت على التدريب. مارست كل أنواع الرياضة كالركض ورمي الأقراص والرماح. يمكنني فعل كل شيء"، وعندما سمعت أن الملاكمة النسائية ستضاف إلى بطولات الولاية في مانيبور في العام 2000، شاركت وفازت في المسابقة بعد أربعة أشهر فقط، حاولت كوم أن تخفي نشاطها الجديد عن أهلها، لكن عندما نشرت الصحيفة المحلية خبر فوزها، طلب والدها التحدث معها، وتقول "خشي أن أتعرض لإصابة وأن يعجز عن إعالتي ماديا. لكنني تمكنت من إقناعه ووافق في النهاية"، وقد أعطى عزم كوم ثماره إذ إنه أتاح لها الحصول على ألقاب دولية عدة في الملاكمة وعلى جوائز تكريمية وطنية وأخرى مادية لمساعدة عائلتها. بحسب فرانس برس.

ووجدت كوم الوقت لتأسيس أكاديمية للملاكمة وللزواج وإنجاب توأمين صبيين يبلغان من العمر اليوم أربع سنوات، يهتم والدهما بهما في مانيبور بينما تكون هي منشغلة بالتمرن في النادي، وعلى الرغم من حماستها وموهبتها، تقول كوم إنها لم تحصل على رعاية من أحد وإن هذا النقص في الدعم يزعجها، وتضيف "لا أدري إن كان السبب يتعلق في أننا لا نبدو هنودا"، في إشارة إلى سكان ولايتها الذين يعيشون قرب الحدود مع ميانمار ويشبهون الصينيين أو سكان جنوب شرق آسيا، تضم مانيبور 2,7 مليون نسمة وقد شهدت طوال عقود أعمال عنف يومية، ولا سيما أنها تأوي مجموعات ثورية مختلفة تتراوح مطالبها بين الحكم الذاتي والانفصال وتتواجه في اشتباكات دموية بسبب مشاريعها المتناقضة، وأصبحت كوم بطلة محلية وبصيص أمل في مانيبور حيث أسست أكاديمية لتقدم إلى الفتيات والفتيان الأقل حظوة فرصة السير على خطاها، وتقول "أتى الأولاد إلي وطلبوا مني التمرن ولم أستطع أن أرفض طلبهم. فمعظم فقير جدا"، وتأمل كوم اليوم أن تصبح مصدر فخر أكبر بالنسبة إلى مسقط رأسها، وبغية المشاركة في الألعاب الأولمبية في لندن، لكن كوم التي يبلغ طولها 157 سنتمترا قد تجد نفسها أمام منافسات أطول بعد أن انتقلت من فئة 48 كيلوغراما إلى فئة 51 كيلوغراما التي تعتبر الأخف وزنا من بين الفئات الثلاث في لندن، واستعدادا للألعاب الأولمبية، تتمرن كوم اليوم مع رجال أطول وأثقل منها، ومع اقتراب الموعد، تعتمد كوم على عزمها وإصرارها على أن تكون بمستوى الرجال كي تحافظ على حظوظها في النجاح في بلد "يستخف عادة بالنساء"، على حد قولها، وتختم "إذا كان الرجال قادرين على الملاكمة، فلم لا تستطيع النساء فعل ذلك أيضا؟ هذا هو التحدي الأول بالنسبة إلي".

الاولمبياد بالحجاب للمرة الأولى

بنيرة لاتخلو من الخجل والادب حاولت آية مدني لاعبة الخماسي الحديث المصرية الاعتذار لفريق بي بي سي لتأخرها على الموعد المحدد للتصوير في المجمع الاوليمبي في حي المعادي بالقاهرة، وبررت ذلك بالزحام المروري الشديد الذي تحاول الإفلات منه طيلة الوقت للحاق بمواعيد تدريبها، لكن الزحام ليس العقبة الوحيدة التي تعترض آية مدني البطلة ذات الاسم الكبير في عالم هذه الرياضة، بدأت آية في حصد البطولات الدولية منذ عام الفين واثنين باحراز المركز الثاني في بطولة العالم تحت 18 سنة ومنذ ذلك الحين لم تغادر آية منصات التتويج في بطولات العالم المختلفة في الفئة العمرية نفسها لمدة خمس سنوات متتالية احرزت خلالها 3 مياداليات ذهبية وفضيتين، وعندما انتقلت للمشاركة في بطولات العالم تحت 21 سنة تمكنت مع حصد ثلاث ذهبيات وفضية، آية مدني المعيدة في الاكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا شاركت في اولمبياد اثينا وكانت آنذاك اصغر لاعبة في البعثة الاوليمبية المصرية ، والى جانب هذا اللقب حصلت على لقب اصغر لاعبة خماسي حديث في العالم و اول لاعبة خماسي حديث مصرية تصل الى الاولمبياد في تاريخ الالعاب الاوليمبية، آية مدني لاعبة الخماسي الحديث المصرية، المشاركة في اولمبياد لندن بالنسبة لمدني ستكون الثالثة لها في الاولمبياد لكنها ستكون الاولى التي سترتدي فيها حجابها كاملا في لعبة الخماسي الحديث التي تتألف من السباحة والرماية والعدو وركوب الخيل والمبارزة، قرار الاتحاد الدولي للسباحة في الفين وعشرة بفرض حظر على ارتداء اللاعبين ملابس سباحة ذات اكمام وسراويل طويلة اثر على اية واربكها بعد ان قررت ارتداء الحجاب في اواخر عام الفين وثمانية لكنها ظلت تشارك في بطولات العالم مرتدية الحجاب كاملا عدا مسابقات السباحة. بحسب البي بي سي.

وتشير في هذا الصدد انها كانت ما بين خيارات ثلاثة: اما ان تعتزل الرياضة او ان تتخلى عن الحجاب او تشارك في المسابقات وتلتزم قدر استطاعتها بلوائح الاتحاد الدولي وهو الخيار الذي شجعتها عليه اسرتها فقط بعد ان تخلى عنها الاتحاد المصري للعبة ونظيره الافريقي والقائمون على الرياضة في مصر على حد تأكيدها، ويعرب مدربو آية عن اعتقادهم بأنها كان من الممكن ان تحرز في السنوات الاخيرة مراكز اكثر تقدما في بطولات العالم الا انه في بعض الاحيان يمثل ماترتديه اية من ملابس اضافية لازمة لحجابها عائقا لسرعتها وادائها خصوصا وان تلك الملابس تزن مايزيد على كيلو ونصف الكيلو، لكن آيه لاتتفق مع وجهة النظر هذه وتؤكد ان ارتدائها الحجاب لايمثل عائقا على الاطلاق بل دفعة نفسية قوية خصوصا وانها ارتدته عن قناعة كاملة وتقول انها تتمرن يوميا وتشارك ايضا في البطولات بنفس الزي وتشعر بالراحة والسعادة وهي ترتديه، ثورة الخامس والعشرين من يناير اثرت سلبا على آية على حد قولها حيث لم تتمكن من المشاركة في بطولتي عالم بسبب ماتلاها من احداث اسفرت عن توقف النشاط الرياضي في مصر لعدة اشهر، ويقول مدرب ايه مدني للفروسية اللواء سيد معوض إن الظروف التي تمر بها البلاد تعد احد العوامل المهمة التي تؤثر على مسيرة مدني الرياضية ومستواها العالمي فضلا عن وجود حالة من الفوضى الادارية وضعف الامكانات المادية.

فتيات السعودية

من جانب أخر ذكرت تقارير أن إحدى مدارس البنات في السعودية تحدت الحظر الذي تفرضه المؤسسة الدينية على ممارسة الفتيات للرياضة بالسماح لطالباتها بلعب كرة السلة في أوقات الاستراحة بعد أن وفرت لهن المعدات اللازمة للعبة، وعارض علماء الدين السعوديون الذين يتمتعون بنفوذ كبير على الدوام السماح للفتيات بممارسة الرياضة بل وأفتى أحدهم عام 2009 بأن ممارسة الألعاب الرياضية قد يفقد البنات عذريتهن، وقالت وكالة رويترز "لا يسمح للنساء في السعودية بالعمل ولا بفتح حسابات مصرفية أو الخضوع لبعض أنواع الجراحات إلا بموافقة أحد أفراد أسرتها الذكور، كما لا يسمح للنساء بقيادة السيارات في المملكة"، أن المدرسة تقع في المنطقة الشرقية أصبحت الآن مدرسة البنات الحكومية الأولى في المملكة التي تشجع علنا على ممارسة الرياضة، ونقلت الصحيفة عن إحدى المشرفات بالمدرسة قولها إن الرياضة تساعد على "صرف الطاقة بطريقة ايجابية، وتقدم مدارس البنات الخاصة بالفعل فصولاً للتربية البدنية، وواجهت السعودية في الشهور الأخيرة انتقادات لعدم إرسال أي رياضيات للمشاركة في الدورات الاولمبية ودعت منظمة هيومان رايتس وتتش إلى منع المملكة من الاشتراك في أولمبياد لندن هذا العام، ومع تزايد الاهتمام بالموضوع على المستوى الدولي ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن وكيلة وزارة التعليم لشؤون الفتيات تبحث إطلاق برامج متكاملة للتربية البدنية للطلبة والطالبات، وعن أمينة بو بشيت المشرفة بالمدرسة قولها إن "إدارة المدرسة تهدف من وراء هذه الفكرة إلى تنمية الحس بأهمية الرياضة لدى الطالبات والتعريف بفوائدها إلى جانب قضاء وقت الفراغ فيما هو نافع ومفيد للطالبة، كما قالت المشرفة أن المدرسة التي لم تذكر اسمها لا تقدم فصولاً للتربية البدنية لكن الطالبات يمارسن لعبة كرة السلة "في حصص النشاط الأسبوعية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/حزيران/2012 - 23/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م