الاستثمار في كربلاء... دوران متوقف وعصي مجهولة!

 

شبكة النبأ: محافظة كربلاء المقدسة لها مكانتها المعروفة والأزلية في قلوب المسلمين، فقد تطهّرت وتشرفت تربتها بأزكى الدماء وأكثرها نبلا وإيثارا في التأريخ الاسلامي والبشري عموما، حيث تحتضن مرقديّ الامام الحسين وأخيه العباس بن علي -عليهم السلام-، فأصبحت بذلك محط انظار المسلمين والعالم أجمع، يؤمونها سنويا ملايين الزوار، في مناسبات دينية عديدة.

هذا الجانب وحده، ناهيك عن سكنة المدينة الدائمين، يستوجب أن تكون كربلاء المقدسة مدينة معاصرة تليق أولا بالدم المزكّى الذي تطهّرت وتشرفت به، ثم تليق بملايين الزوار المقبلين عليها في كل يوم بل في كل ساعة على مدار الزمن، فهل هي مدينة كما يتمناها زائروها الآن؟.

هذا السؤال نطرحه اولا على حكومتها المحلية، ثم على جميع الجهات الخدمية التي تعمل فيها من اجل اظهارها بالمظهر الذي يليق بها، من أصغر دائرة وموظف الى أكبر دائرة، هل أنتم مقتنعون بمظهر وشوارع وساحات وبنايات وحدائق كربلاء المقدسة؟ سيأتي الجواب حتما بالنفي، فالجميع حكومة ودوائر وجهات معنية رسمية او اهلية تقول، كربلاء تستحق الافضل والاكثر تميزا، إذن أين هو دوركم؟ ولماذا هذا التلكّؤ في الاستثمار، هناك مقولة تتردد بين الناس تقول (إن مدينة كربلاء طاردة للاستثمار) والدلائل تثبت ذلك، حيث يمكننا تثبيت هذا الرأي من خلال مقارنة سريعة بين مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف في ما يتعلق بالاستثمار، فإذا كانت الاولى طاردة للاستثمار، فإن الثانية حاضنة له، والواقع والصور والبناء والعمل الذي نشاهده في المدينتين يؤكد كلامنا هذا.

إذن نكرر التساؤلات التي يطلقها الناس لاسيما الزوار القادمين الى كربلاء والخارجين منها، لماذا لا تحتضنوا الشركات والمشاريع التي تتقدم لكم فتبنون هذه المدينة المقدسة التي تستحق منكم اهتماما اكبر بكثير مما تولونه لها الآن، إن كثيرا من الزوار يأتون الى المدينة ويخرجون منها بتصورات سلبية ومؤلمة، فيما يخص العمران والبناء، إنهم يتساءلون، لماذا هذا الاهمال؟، حيث الفوضى تسود في شوارعها وساحاتها، خاصة ما يتعلق بالاحياء السكنية والازبال التي تنتشر في أزقتها، إذ من النادر أن ترى شارعا يخلو من الحفر أو حديقة تحتضن الناس في اوقات الراحة خاصة ان العطلة الصيفية بدأت وان موجات الحر تتصاعد، ثم لماذا غياب الخدمات وضعفها، وغياب المشاريع العملاقة التي تتعلق بالبناء عموما، مثل بناء الفنادق الكبيرة والمجمعات السكنية والشوارع والساحات والحدائق الكبيرة؟؟.

لقد أعلنت الحكومة المحلية قبل شهور إن ميزانية كربلاء المقدسة لهذا العام تعد الميزانية الأكبر في تأريخها كما هي الحال مع ميزانية العراق، ولكن حين يسألك الزائر الفلاني عن أسباب البطء الشديد في البناء، وكذلك في الاستثمار الذي لا يتعلق بحجم الميزانية، واقامة المشاريع التي تليق بمكانة المدينة، لا تستطيع أن تنكر هذا التلكّؤ، خاصة أن الجهات ذات العلاقة أكدت وجود مافيا فساد في احدى الدوائر الخدمية المهمة في المدينة حيث أشارت وكالة انباء المستقبل قبل مدة، في خبر نشرته حول هذا الموضوع جاء فيه، أن (الحكومة المحلية في كربلاء، عزت ما وصفته التلكؤ الذي يواجه قطاع الاستثمار في المدينة الى وجود مافيا فساد تهيمن على مرافق مديرية بلدية المحافظة. وقال رئيس لجنة رقابة الاستثمار في مجلس المحافظة الشيخ زهير كاظم مرهون في تصريح خاص لمراسل وكالة أنباء المستقبل اليوم الخميس، "تقف وراء تلكؤ الحركة الاستثمارية في محافظة كربلاء مافيا فساد تهيمن على مفاصل مديرية البلدية". مبينا، "تم عرقلة عشرات المشاريع الاستثمارية المهمة من قبل تلك المافيا كانت ستسهم بشكل ايجابي على اقتصاد المدينة بشكل خاص والاقتصاد العراقي بشكل عام". وأضاف، "عقدت الحكومة المحلية اكثر من لقاء مع مدير بلدية كربلاء لتجاوز العراقيل التي توضع امام قطاع الاستثمار، الا ان ذلك لم يسفر عن نتائج ملموسة". موضحا، "غالبا ما نواجه بحجج واهية من قبل تلك الدائرة مع كل مشروع جديد").

إذن لا يصح أن تبقى قضية الاستثمار في كربلاء المقدسة كما هي عليه الآن، حيث البطء الشديد ووضع المعرقلات التي تشكل حالات طاردة للشركات والمستثمرين من داخل وخارج العراق، وتؤدي الى خسارة مؤسفة للمشاريع الخدمية التي تحتاجها المدينة، ليس لسكانها فقط وانما خدمة لزوارها القادمين لزيارة المراقد الطاهرة فيها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/حزيران/2012 - 19/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م