الانسان والامراض السرطانية... كفاح مر

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: مع انتشار التوعية الصحية وتطور وسائل الطب الحديث شهد العالم مؤخراً تحسناً نسبياً في كفاح الانسان ضد السرطان والامراض الخبيثة بصورة عامة فيما اكد الكثير من الباحثين ان الامل بتحسن الوضع والتقدم نحو الافضل ما زال قائماً بشكل اكثر سيما وان فك الشفرة الخاصة بالعديد من الاورام السرطانية تم بصورة ناجحة باستثناء بعض الاورام الخبيثة التي ما زالت عصية على الاطباء والباحثين.

ان الحالات المأسوية التي نجمت عن الاصابات المنوعة بهذه الامراض ربما تغني عن الحديث حول خطورة السرطان كداء قاتل من الدرجة الاولى والتي تصيب الانسان في اغلب اجهزته الحيوية وتشل معظم وظائفها الحياتية خصوصاً وان بعض الاصابات تكون بلا اعراض -كسرطان الرئة- حتى تستفحل في جسد الانسان حيث لا ينجو اغلب المصابين به.

عموماً يختلف معدل الاصابات من بلد الى اخر نتيجة للعديد من العوامل الصحية والثقافية والبيئية وحتى الاقتصادية والتي ربما تلعب دور كبير في فرص توفير العلاج والرعاية الصحية للمجتمعات الفقيرة وبالتالي ارتفاع نسب النجاة من الاصابة.  

نسبة أمراض السرطان

فقد أشار تقرير نشرته الجمعية الأميركية لمكافحة السرطان إلى تفادي أكثر من مليون وفاة في الولايات المتحدة منذ أوائل التسعينيات بفضل انخفاض نسبة أمراض السرطان، ولا سيما سرطان الثدي والرئة والبروستات والقولون، وأوضح التقرير الذي استند جزئيا إلى أرقام وزارة الصحة الأميركية أن عدد الوفيات الناجمة عن السرطان انخفض بنسبة 23% لدى الرجال و15% لدى النساء بين العامين 1999 و2008، أما في الفترة الممتدة بين 2004 و2008، فتراجع عدد الوفيات بنسبة 1،8% سنويا لدى الرجال و1،6% سنويا لدى النساء، وسجل سرطان الرئة أعلى نسبة تراجع وساهم بنسبة 40% في انخفاض معدل الوفيات لدى الرجال فيما ساهم سرطان الثدي بنسبة 34% في انخفاض معدل الوفيات لدى النساء، لكن التقرير أوضح أن بعض أنواع السرطان الأقل شيوعا والمميتة تسجل ارتفاعا مثل سرطان الحنجرة والفم المرتبطين بفيروس الورم الحليمي الذي ينتقل عن طريق الجنس، ويشار إلى أن سرطان البنكرياس والكبد والغدة الدرقية والكلى والجلد سجل ارتفاعا بدوره في السنوات العشر الأخيرة، وقد يعزى السبب إلى البدانة وأيضا إلى إحصاء هذه الأنواع من السرطان بشكل أكبر نتيجة الكشف عنها في وقت أبكر مما مضى، وبين العامين 1999 و2008، تراجع معدل الوفيات الناجم عن السرطان لدى كل المجموعات الاثنية باستثناء الهنود الأميركيين وسكان ألاسكا الأصليين الذين بقي معدل الوفيات لديهم على حاله، وبحسب التقديرات المذكورة في التقرير، من المتوقع تشخيص نحو 1،6 ملايين حالة سرطان جديدة هذه السنة في الولايات المتحدة ووفاة أكثر من 577 ألف شخص، وبحسب الجمعية الأميركية لمكافحة السرطان، فإن ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان سنة 2012 سيعزى إلى التدخين فيما سيعود الثلث الآخر إلى الوزن الزائد والبدانة والخمول وسوء التغذية. بحسب فرانس برس.

وفيات السرطان في الاتحاد الاوروبي

في سياق متصل اظهرت دراسة لباحثين سويسريين وايطاليين نشرها المركز الاستشفائي الجامعي في لوزان ان الوفيات الناجمة عن السرطان يفترض ان تتراجع بشكل عام هذه السنة في الاتحاد الاوروبي باستثناء سرطان البانكرياس والرئة، وتفيد هذه الدراسة التي نشرتها ايضا مجلة "انالز اوف اونكولوجي" المتخصصة ان الباحثين يتوقعون 1،3 مليون حالة وفاة عائدة الى ورم سرطاني في الاتحاد الاوروبي هذه السنة اي بتراجع نسبته 10 % في صفوف الرجال و 7 % في صفوف النساء، ولدى الرجال سيتراجع معدل الوفيات في كل انواع السرطان ولدى النساء كذلك باستثناء سرطان الرئة حيث يتوقع الباحثون ارتفاعا نسبته 7 % مقارنة بارقام العام 2007، وهذا الارتفاع يظهر تعرضا اكبر للنساء لدخان السجائر في السنوات الاخيرة على ما يشير الباحثون، وتظهر الدراسة كذلك ان نسبة الوفيات في صفوف النساء الشابات اللواتي يعانين من سرطان الثدي تراجعت بنسبة 17%، وستستمر هذه النسبة بالتراجع في كل دول الاتحاد الاوروبي باستثناء بولند، وسيستمر سرطان البانكرياس بحصد الارواح مع معدل الوفيات ذاته، ويبقى سرطان الثدي السبب الرئيسي للوفيات الناجم عن الاورام السرطانية في صفوف النساء في دول الاتحاد الاوروبي باستثناء بريطانيا وبولندا حيث يتفوق عليه سرطان الرئة، وبالنسبة لسرطان الثدي اعتبر العلماء ان تراجع الوفيات عائد خصوصا الى تحسن في العلاجات وهو عامل اهم من التشخيص عبر التصوير الشعاعي للثدي المخصص للنساء فوق سن الخمسين. بحسب فرانس برس.

تفادي الإصابة بالسرطان

الى ذلك ومع مرور احياء اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان، ذكرت منظمة الصحة العالمية بأنه من الممكن تفادي قرابة 30% من حالات الإصابة بالسرطان من خلال تغيير نمط العيش، وأشارت المنظمة إلى أنه من الممكن تفادي أبرز عوامل الخطر من قبيل التدخين والبدانة والاستهلاك غير الكافي للفواكه والخضار وقلة التمارين وتناول الكحول وتلوث الهواء في المدن، ويشكل التدخين "أكبر عامل خطر مسرطن مع 22 % من الوفيات الناجمة عن السرطان"، وتوصي منظمة الصحة العالمية في اطار الوقاية، بتفادي عوامل الخطر هذه وبالتلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري المسؤول عن سرطان الرحم الذي ينتشر كثيرا في البلدان النامية بالإضافة إلى تخفيض التعرض لأشعة الشمس، ووفقا للمعطيات الأخيرة على الصعيد العالمي العائدة الى العام 2008، تسبب مرض السرطان في العالم بوفاة 7،6 ملايين شخص في انحاء العالم أجمع أي قرابة 13 % من حالات الوفيات في العالم، وتعزى هذه الوفيات بشكل رئيسي إلى سرطان الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي، وفي البلدان الفقيرة، تعزى 20% من الوفيات إلى سرطان ناجم عن أمراض فيروسية من قبيل فيروس التهاب الكبد "ب" وفيروس الورم الحليمي البشري، وتشتد وطأة السرطان على البلدان الفقيرة وتلك ذات الدخل المتوسط حيث 70 % من الوفيات، وتتوقع منظمة الصحة العالمية ازدياد الوفيات الناجمة عن السرطان بحيث تتخطى 13،1 مليون حالة وفاة في العام 2030. بحسب فرانس برس.

الختان وسرطان البروستاتا

فيما خلصت دراسة امريكية الى ان ختان الذكور ربما يخفض خطر اصابتهم بسرطان البروستاتا في مرحلة لاحقة من العمر، وتوصي منظمة الصحة العالمية بالفعل بختان الذكور -وهو اجراء مثير للجدل- استنادا الى بحوث توضح انه يقلل خطر انتقال فيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) الى الرجال اثناء العلاقة الجنسية مع الاناث، وذكر العلماء العام الماضي ايضا ان زوجات الرجال المختونين تكون لديهن معدلات اقل للاصابة بفيروس الورم الحليمي (اتش.بي.في) الذي ربما يؤدي في حالات نادرة الى سرطان عنق الرحم وانواع اخرى من السرطان، وقال جوناثان رايت في مركز ابحاث فريد هوتشينسون لابحاث السرطان في سياتل والذي قاد الدراسة ان الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية السرطان تتفق مع تلك النتائج لكنها لا تصل الى حد اثبات ان الختان سيقلل خطر اصابة الطفل بالسرطان في المستقبل، وقال رايت "لن اخرج وادعو الى ختان للذكور على نطاق واسع لمنع سرطان البروستات، رأينا ارتباطا لكنه لا يبرهن على علاقة سببية"، وعلى الرغم من ان معظم الرجال الامريكيين مختونون فان الختان اصبح اقل شيوعا على مدى العقد الماضي، وفي سبتمبر ايلول حاولت الجمعية الملكية الهولندية الطبية منع ختان الذكور ووصفته بانه "مؤذ ومؤلم"، وقارن رايت وزملاؤه بين مجموعتين تضمان اكثر من 1600 رجل في الدراسة اجابوا على اسئلة عن تاريخهم الطبي وحياتهم الجنسية واذا ما كانوا قد اجرى لهم الختان، ونصفهم مصاب بسرطان البروستاتا والنصف الاخر غير مصاب، وفي المجموعة المصابة كان 69 بالمئة من الرجال المختتنين مقارنة مع 72 بالمئة بين افراد المجموعة غير المصابة بالسرطان مما يشير الي تأثير وقائي صغير، ويصاب رجل بين كل ستة رجال امريكيين بسرطان البروستاتا خلال فترة حياته على الرغم من ان اقلية منهم تموت بالمرض. بحسب رويترز.

مزيلات التعرق

من جهته أعاد بحث علمي حديث الجدل بشأن سلامة استخدام مزيل العرق بعد شائعات حامت حوله قبل فترة من الوقت حذرت من أن استخدامه قد يسبب أوراماً سرطانية، وتحديداً سرطان الثدي، وتحتوي مزيلات العرق على مركبات كيماوية قد تتراكم في أنسجة الجسم مسببة نمو الأورام فيها، وتستخدم عادة في منطقة تحت الأبط، على مقربة من اللغدد الليمفاوية، حيث تتجمع الخلايا السرطانية، وكانت أبحاث سابقة وقد وجدت أن هذه المركبات وتعرف باسم "بارابينز" (Parabens)، التي تستخدم كمواد حافظة،  عزلت من أنسجة سيدات مصابات بسرطان الثدي، وقد يعزز أحدث علمي، ونشر في دورية "علم السموم التطبيقية"، المخاوف بشأن مزيلات العرق أو يخفف من حدتها، إذ وجد باحثون بريطانيون آثار "برابينز" في معظم خلايا المريضات بسرطان الثدي، سواء من مستخدماته أو اللائي لم يستعملنه مطلق، ومن بين قرابة 160 نموذج لخلايا من الثدي من 40 مريضة بريطانية بسرطان الثدي، وجد بين 99 في المائة من النماذج، عينة واحدة على الأقل من "برابينز"، وخمسة عينات مختلفة من المركب بين 60 في المائة من النماذج، ومن بينهن مريضات لم يستخدمن مزيل العرق على الإطلاق، ويقول الباحثون إن الكشف ليس بمستغرب إذ يدخل المركب في صناعة الشامبو، ومواد التجميل، ومرطبات الجسم والمستحضرات الصيدلانية وحتى في بعض المنتجات الغذائية حيث يستخدم كمادة حافظة، ولا تدعم الدراسة الأخيرة المفهود السائد بأن البارابينز مسبب السرطان، رغم إحتواء نسب كبيرة من خلايا مرضى السرطان لآثار من المركب، إلا أن القلق يساور الكثير من الأشخاص حيال المركب الكيمائي، الذي يشبه عمله هرمون الاستروجين الأنثوي الذي يلعب دورا مهما في زيادة خطر نمو أورام الثدي، ومن جانبها قالت دائرة الدواء والغذاء الأمريكية إنه ما من سبب يدعو لقلق المستهلكين بشأن مواد التجميل التي تحول على مركب البرابينز، وبدورها، قالت الجمعية الأمريكية للسرطان بأنه ما من علاقة مباشرة بين مزيلات العرق وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وجاء في موقعها الإلكتروني: ليس هناك دراسات وبائية قوية في الأدبيات الطبية تربط مخاطر الإصابة بسرطان الثدي واستخدام مضادات العرق، وهناك أدلة علمية ضئيلة للغاية تدعم هذا الإدعاء". بحسب سي ان ان.

عقار يهدد الأسر البريطانية

بدوره ذكر تقرير إخباري بريطاني مؤخراً أن عقارا كان يستهدف منع إجهاض الحوامل هو السبب في إصابة بنات وربما حفيدات النساء اللائي كن يتناولونه قبل عقود مضت بأنواع نادرة من سرطان المهبل وعنق الرحم بالإضافة إلى مشكلات جمة متعلقة بالخصوبة، وذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية في عددها الصادر مؤخراً أن عشرات الآلاف من الأسر البريطانية سيجري سؤالها إذا ما كانت قد وقعت "ضحايا" لعقار أعطي لنساء حوامل يمكن أن يسبب أمراض خطيرة في الجيل الثاني وربما الجيل الثالث، وأشارت الصحيفة إلى أن بعض النساء اللائي تناولن العقار في بريطانيا حصلن بالفعل على تعويضات مالية من شركات أدوية في الولايات المتحدة، وقالت الصحيفة أنه ثبت أن عقار " ثنائي إيثيل الإستيلبيسترول"(دي. إي. إس)، وهو عقار أعطي لنساء على مدار 30 عاما حتى عام 1973 ، يسبب نوعا نادرا من سرطان المهبل وعنق الرحم في بعض بنات النساء اللائي تناولنه، بالإضافة إلى مشكلات في الخصوبة، وأشارت الصحيفة إلى أنه تم دفع تعويضات تقدر بنحو 5ر1 مليار دولار في الولايات المتحدة ، كما أن هناك شكوكا في أن "دي.إي.إس" والمعروف باسم "الثاليدوميد الصامت" يمكن أن يؤثر على حفيدات النساء اللائي تناولنه منذ أربعينيات حتى سبعينيات القرن الماضي. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

سرطان الرئة بلا أعراض مُبكرة

من جهة اخرى لا شك في أن تشخيص مرض السرطان يعتبر بمثابة ضربة قاصمة للمريض، ويأخذ الأمر منحنى آخر في حال كان الشخص مصاباً بسرطان الرئة؛ إذ غالباً ما يُسْأل المريض عقب التشخيص: هل دخنت؟، تقول باربارا بايزال من جمعية المساعدة الذاتية لمرضى سرطان الرئة بالعاصمة الألمانية برلين، إن تشخيص هذا المرض في حد ذاته أمر سيئ، بالإضافة إلى ما يعقب هذا السؤال من شعور المريض بالذنب، ومن جانبه، قال البروفيسور فولف بانكوف من معهد الإقلاع والوقاية من التدخين التابع لمستشفى نويكولن الجامعي في برلين إن «التدخين يرفع في الواقع مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بشكل كبير»، مشيراً إلى أن 90٪ من مرضى سرطان الرئة من المدخنين، وأضاف بانكوف أن المشكلة تكمن في أن مرض سرطان الرئة ليست له أعراض مبكرة؛ لأن الرئة من الأعضاء غير الحساسة للألم، الأمر الذي يجعل الأورام تتطور في معظم الأحوال على مدار سنوات، ومن ثم لا يتم اكتشافها إلا في مرحلة متقدمة، ومن الممكن ألا يكون للأعراض أي خصائص مميزة وتظهر النقائل داخل الشُعب الهوائية والرئتين، وأشار بانكوف إلى أن خروج دم مع السعال يعتبر بمثابة ناقوس خطر واضح، وعلى المريض أن يذهب في هذه الحالة بأسرع ما يمكن إلى الطبيب المتخصص، في الوقت نفسه فإن أعراض الإصابة بسرطان الرئة يمكن أن تظهر في صورة آلام مزمنة في الصدر أو تغير في طبيعة السعال أو آلام في الظهر. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويؤكد مركز أبحاث السرطان DKFZ في مدينة هايدلبرغ الألمانية أهمية إجراء دراسة حديثة عن الاكتشاف المبكر للمرض إذ ان نسبة المصابين بهذا النوع من السرطان الذين يبقون على قيد الحياة لأكثر من خمس سنوات بعد اكتشاف المرض تراوح في المتوسط بين 10 و15٪ فقط، وتهدف هذه الدراسة إلى بحث ما إذا كان التصوير المقطعي باستخدام الكمبيوتر مناسبا للكشف بصورة مبكرة عن الإصابة بسرطان الرئة، مشيراً إلى إمكانية استئصال الأورام الأصغر حجماً بنجاح في حال اكتشاف المرض في الوقت المناسب، من جانبه، يقول شتيفان ديلورمه أخصائي الأشعة بمركز DKFZ ومدير معهد الدراسات الاسكتشافية لمرض سرطان الرئة LUSI، إن عملية الفحص لا تستغرق سوى دقائق قليلة ومن دون ألم حيث يتم تعريض المرضى لأشعة قليلة نسبياً مقارنة بما يحدث في حال التصوير المقطعي متعدد الشرائح بالكمبيوتر والمعروف باسم MSCT، وأوضح ديلورمه أنه أثناء إجراء الفحوص أثارت بعض الجسيمات الإيجابية القلق، حيث كان تجمع هذه الجسيمات لافتاً للانتباه في بداية الأمر لكن في النهاية اتضح أنها ليست سرطان، وانتهت نتائج الفحص إلى أن نحو 30٪ من الذين أجريت عليهم الدراسة يحتاجون إلى المتابعة اللاحقة أو إجراء اختبار خزعة وهي عبارة عن تدخل جراحي دقيق في محيط الصدر لأخذ عينة حية من الخلايا أو الأنسجة للفحص، غير أن البيانات الأولية لدراسة أميركية انتهت إلى التأكيد على الفائدة التي يمثلها الفحص الوقائي بطريقة التصوير المقطعي المتعدد الشرائح MSCT، لاسيما في حال الأورام الخبيثة التي تنمو ببطء، إذ يمكن من خلال هذه الوسيلة اكتشاف المرض في الوقت المناسب.

ويبقى الإقلاع عن التدخين هو الشيء الأكثر فاعلية في وسائل الوقاية من سرطان الرئة بالنسبة للمدخنين، ويقول بانكوف إنه «مع طول فترة الإقلاع عن التدخين تقل مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بشكل كبير»، مؤكداً أن الأفضل هو عدم التدخين من الأساس، إذ إن الشخص الذي ظل يدخن 20 سيجارة يومياً على مدار 10 سنوات مهدد بقوة بالإصابة بهذا المرض مقارنة بالشخص غير المدخن، وأوضحت الإحصاءات أن واحداً من بين كل 10 مدخنين يصاب بسرطان الرئة، وتكمل بابارا بايزال الحديث قائلة «إن معظم المدخنين يقلعون فوراً عن التدخين عندما يتلقون خبر التشخيص الصادم»، وثمة برامج للإقلاع عن التدخين تساعد هؤلاء المرضى الذين يجدون صعوبة في تنفيذ هذه الخطوة، وتعتمد هذه البرامج، كما يوضح بانكوف، على فك الارتباط بين العادات مثل تدخين سيجارة عند تناول فنجان قهوة أو عند حدوث التعرض لضغط عصبي، ويعتبر الإقلاع عن التدخين من الأمور شديدة الأهمية في علاج سرطان الرئة، إذ إن فاعلية أدوية تثبيط السرطان تكون سيئة في حال المريض المدخن مقارنة بالمريض غير المدخن، كما أنه في حالة شفاء المريض المدخن فإن خطر ظهور الورم الخبيث مرة أخرى بعد الشفاء يظل قائم، من ناحية أخرى، أشارت باربارا بايزال إلى أن خبرتها العملية في أربع مؤسسات للمساعدة الذاتية لمرضى سرطان الرئة في برلين، انتهت إلى أن ثمة عاملا مهما آخر في علاج هذا المرض، وهو تمسك المريض بالأمل، مؤكدة أن الأمل حدد مصيرها الشخصي، وذكرت أنها أصيبت بالمرض للمرة الأولى في 2001 ثم تجددت الإصابة بعد عام ونصف، واليوم تقول بابارا عن نفسها إنها أصبحت خالية من الأورام لكنها تحاشت القول بأنها شفيت تماماً.

من جهة اخرى نجح باحثون يابانيون في تحديد جينات تتسبب في أحد أنواع سرطان الرئة، وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK)، أن باحثين من جامعة «جيتشي» الطبية والمؤسسة اليابانية لأبحاث السرطان، ركزوا على بعض الجينات السليمة التي تسبب ما يعرف بسرطان نسيج الرئة، عند تحوره مع جينات أخرى، وقال الباحثون إنهم اكتشفوا ستة جينات من هذا النوع في خلايا سرطانية عند 1500 مريض، وتأكدوا أنها تولد السرطان عند الفئران، وأضافوا أن الأدوية المستخدمة لعلاج سرطان الغدة الدرقية، الذي يظهر نتيجة تحولات جينية متشابهة، تحد من وظائف الجينات الستة هذه، وتمنعها من التحول إلى خلايا سرطانية، ويشار إلى أن سرطان الرئة يقتل أكثر من 60 ألف شخص في اليابان سنوياً، و1٪ منهم تقريباً لديه أحد هذه الجينات الستة على الأقل.

"نستله" ترفض تخفيف "الأكريلاميد"

على صعيد مختلف أصدرت هيئة الأغذية البريطانية، تحذيراً لشركات الأغذية من وجود مادة كيميائية قد تسبب السرطان في 13 منتجاً، تتراوح بين رقاقات البطاطس والقهوة الفورية، وصولاً إلى الكعك بالزنجبيل وبسكويت للأطفال والرضّع، وأوضحت الهيئة في دراسة أصدرتها، اليوم، أنها رصدت في 13 منتجاً مستويات عالية من مادة "الأكريلاميد"، التي تتكون عند تحميص أو تحمير أو شي المواد الغذائية التي تحتوي على النشويات عند درجات حرارة عالية، غير أنها أكدت أن هذا الاكتشاف لا يشكّل خطراً مباشرة على الناس، ولا حاجة لتغيير نظامهم الغذائي، وأوصت الهيئة شركات المواد الغذائية، بتقليص مستوى الأكريلاميد في منتجاتها، لأن الاستهلاك الطويل الأمد لها قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وكذلك أوصت الأسر بعدم تحميص الخبز ورقاقات البطاطس كثيراً، وأن يكون لونها فاتحاً قدر الإمكان، وقالت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية، إن شركتي "هاينز" و"ماكفيتيز"، استجابتا لتوصية الهيئة، وقررت تغيير مواصفاتها الغذائية، في حين ردت شركة "نستله" المنتجة للنسكافيه، بأن تخفيف هذه المادة سيؤثر على جودة منتجاتها وطعمها. بحسب يونايتد برس.

الالتهابات سدس حالات السرطان

من جانبها قالت دراسة أمريكية إنه كان يمكن تلافي الإصابة بأنواع من مرض السرطان كونها ناجمة عن التهابات، يسهل الوقاية منها وعلاجها، وأنها المسبب لإصابة واحدة على الأقل بالمرض الخبيث بين كل ست إصابات، ووفقاً للدراسة المنشورة في دورية "لانسيت لعلم الأورام،" فإن الالتهابات ارتبطت بمليوني حالة إصابة بالسرطان في 2008، كما تسببت في 1.5 مليون حالة وفاة من بين 7.5 مليون وفاة بالمرض حول العالم، أي ما نسبته واحد إلى خمسة، وحمل البحث مسؤولية تلك الإصابات بالمرض لالتهابات مختلفة هي: الورم الحليمي البشري، والتهاب الكبد الوبائي "سي" و"بي"، وبكتيريا المعدة الحلزونية، وفيروس الورم الحليمي البشري Human Papillomavirus HPV، وهو مرض معد ينتقل عبر ممارسة الجنس يمكن الوقاية منه من خلال لقاحات، ولا يسبب السرطان لدى معظم الناس،  لكنه قد يؤدي أحيانا إلى سرطان عنق الرحم وبعض أنواع السرطان التي تصيب الرأس والعنق، والتهاب الكبد الوبائي "بي" يمكن الوقاية منه باستخدام لقاحات، على نقيض الفئة "سي"، وهي أمراض تنتشر عبر الجنس واستخدام حقن ملوثة، تؤدي إلى التهاب، وتندب وتليف الكبد، والتي يمكن أن تسبب جميعها السرطان، وبكتيريا المعدة الحلزونية bacterium Helicobacter pylori هي بكتيريا عصوية حلزونية تعد الأكثر سبباً في حدوث القرحة الهضمية، معالجتها بخليط من المضادات الحيوية قد لا يكون فاعلاً للغاية للوقاية من سرطان المعدة. بحسب سي ان ان.

إصابات كثيرة سببها العدوى

من جانب اخر قال علماء من أميركا، إن واحدة من كل ست حالات إصابة بالسرطان سببها العدوى، وهو ما يجعل من الممكن تجنب الجزء الأكبر منها بسهولة، وأشار العلماء في دراستهم التي تنشر اليوم في مجلة لانسيت أونكولوجي المتخصصة، إلى أن 7.5 ملايين شخص توفوا عام ،2008 بسبب الإصابة بالسرطان، منهم 1.5 مليون حالة سببها العدوى البكتيرية في المعدة، أو فيروسات وبائية، أو ما يعرف بالفيروس الحليمي البشري، أو غيرها من الفيروسات المسببة للعدوى، وجاء في الدراسة التي أعدتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في مدينة ليون الفرنسية والتابعة لمنظمة الصحة العالمية، أن «الالتهابات التي سببها فيروسات معينة، وبكتريا وطفيليات تمثل أحد أكثر أسباب الإصابات السرطانية الممكن تجنبها»، وأكد العلماء أن الجراثيم تتسبب في مليوني إصابة سرطانية جديدة سنوياً، منها 80٪ تحدث في الدول الأكثر فقر، واعتمدت الدراسة التي أعدتها كاثرين دي مارتل، ومارتن بلومر في الوكالة العديد من البيانات الطبية، منها إحصاءات عن 27 نوع سرطان من 184 دولة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

حالة مأساوية

فيما اتخذت امرأة أميركية قرارا باحترام رغبة طفلها الأخيرة القاضية بوقف تلقيه العلاج الخاص بورم في الدماغ، وذلك حتى يتمكن ابن السنوات التسع من الاستفادة قدر الإمكان من الوقت المتبقي له على قيد الحياة، على ما كشفت لمحطة "سي أن أن" الأحد الموافق عيد الأمهات في الولايات المتحدة، وكان مصير ريان قد أثار مشاعر عدد كبير من الأشخاص وعبأ مجموعة من الطلاب في كلاركستون (ميشيغان، الشمال) حيث يعيش الفتى، فقام الأخيرون بنشر قصته على موقع "تويتر" الأمر الذي أدى إلى موجة "عالمية من التعاطف" والدعم، بحسب ما أشارت كمبرلي موريس-كارب والدة ريان عبر قناة "سي أن أن"، وأخبرت أنه "في شباط/فبراير الماضي، أعلمنا الأطباء بأن حجم ورمه تضاعف مرتين منذ خضوعه للتصوير المقطعي في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 وبأنهم يعتزمون إجراء عملية جراحية جديدة"، وأضافت والدة الفتى "ناقشنا الأمر في العائلة. فأعلمنا ريان أنه لم يعد يرغب بتناول أقراص الدواء ولا بالخضوع إلى عمليات جراحية أخرى، إذ ان كل ذلك مؤلم جدا"، وتابعت قائلة "يريد بكل بساطة أن ينهي أيامه وهو يقوم بأمور يحبها. لذا نظمنا عطلة عائلية وذهبنا للسباحة كما كانت رغبته، وحاولنا القيام بكل ما كان ريان قادرا على فعله أو يرغب به"، وبالنسبة إليها قدم موقع "تويتر" الالكتروني "مساعدة هائلة" لولديها الآخرين، حتى يتمكنا من مواجهة هذه المحنة مظهرا أن "الناس متعاطفون جدا" مع الوضع، وشددت والدة ريان قائلة "أنا مذهولة كما العائلة جمعاء، بهذا التعاطف كله"، وأشارت إلى أن ابنها لم يكن يملك حسابا على "تويتر" ولم يعرف بوجود موقع التواصل الاجتماعي هذا من قبل، ولفتت كمبرلي موريس-كارب إلى أن ابنها هو اليوم "شخصية مشهورة على (تويتر) ليس فقط في أميركا الشمالية وإنما في كل أنحاء العالم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 6/حزيران/2012 - 15/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م