ارتفاع حرارة الارض... خطر يحدق بسكانها

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: اجمع العلماء ان العقد الماضي من اكثر العقود التي مرت على الكرة الارضية حرارة فيما اكد المختصين ان هذا الارتفاع في درجات الحرارة والمصحوب بالتقلبات المناخية التي ادت الى ظواهر مناخية عدة كالاحتباس الحراري والتصحر والجفاف وقلة الامطار وذوبان الثلوج ليس سوى البداية او المقدمة لتغيرات ارضية قد تكون اشد وطئه على الانسان والحيوان والنبات خصوصاً وان اعراض تدهور صحة الارض باتت ملموسة للجميع حيث يعاني اليوم الملايين البشر والمليارات من الكائنات الحية من عواقب الاهمال للمناخ نتيجة للملوثات الصناعية والغازات السامة والتي اثرت بشكل مباشر على الارض وغلافها الجوي، وقد اشارت العديد من التجارب العلمية التي اجريت على الكائنات الحية لمعرفة مدى تأثرها بتغير العوامل الطبيعة وكانت النتائج والتجارب كلها تؤكد حقيقة ان الحياة على الكرة الارضية واقعة تحت تهديد حقيقي مالم يتم العمل بجهود عالمية واستثنائية لتدارك الباقي وتقليل الخسائر وتعويض الاضرار من اجل الحفاض على الطبيعة والحياة على الكوكب الحي.

دراسة نباتية حول حرارة الارض

حيث أظهر بحث في الولايات المتحدة أن النباتات تزهر أسرع مما توقع العلماء استجابة لتغير المناخ وهو ما قد يكون له آثار مدمرة غير مباشرة على سلاسل الغذاء والنظم البيئية، ويقول العلماء إن ظاهرة الاحتباس الحراري سيكون لها تأثير كبير على مئات الانواع النباتية والحيوانية في مختلف أنحاء العالم مما يغير بعض أنماط التربية والهجرة والتغذية، وقد تؤثر زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الناجمة عن حرق الوقود الاحفوري على انتاج النباتات للاوكسجين في حين أن ارتفاع درجات الحرارة وأنماط هطول الامطار قد تغير من سلوكه، وقال باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو وعدة مؤسسات أمريكية أخرى "توقع استجابة الانواع لتغير المناخ يمثل تحديا كبيرا في علم البيئة"، وقالوا إن النباتات كانت محور الدراسة لان استجابتها لتغير المناخ قد تؤثر على السلسلة الغذائية ووظائف النظام البيئي مثل التلقيح ودورات التغذية وإمدادات المياه وتعتمد الدراسة التي نشرت على موقع ناتشر على الانترنت (Nature) على أدلة من دراسات عن دورة حياة النبات وتجارب في أربع قارات شملت 1634 نوع، وكشفت أن بعض التجارب قللت تقدير سرعة الازهار بمقدار 8.5 مرة ونمو الاوراق بمقدار 4 مرات. بحسب رويترز.

وذكرت الدراسة "في جميع الانواع توقعت التجارب مقدار نمو أقل - في الاوراق والزهور- ناجم عن ارتفاع درجات الحرارة"، وأضافت أن اجراء تجارب في المستقبل قد يحتاج الى تحسين من أجل التنبؤ على نحو أفضل كيف ستكون استجابة النبات للتغير المناخي، والنباتات ضرورية للحياة على الارض، فهي قاعدة السلسلة الغذائية اذ تستخدم التمثيل الضوئي لانتاج السكر من ثاني أكسيد الكربون والماء، وتطلق الاوكسجين الذي تحتاج اليه تقريبا كل الكائنات الحية التي تعيش على كوكب الارض، ويقدر العلماء أن درجة حرارة العالم ارتفعت حوالي 0.8 درجة مئوية منذ عام 1900 وحوالي 0.2 درجة كل عشر سنوات منذ عام 1979، وحتى الآن ليست الجهود المبذولة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري كافية لمنع ارتفاع درجة حرارة الارض لأكثر من درجتين مئويتين هذا القرن وهو الحد الذي يقول العلماء انه يعرضنا لخطر مناخ غير مستقر تشيع فيه تقلبات المناخ الشديدة مما يؤدي إلى نوبات جفاف وفيضانات وتلف المحاصيل وارتفاع مستويات البحار.

درجات الحرارة الى مستويات قياسية

فيما سجلت أوروبا الوسطى والشرقية السبت درجات حرارة مرتفعة تشبه تلك المعهودة في فصل الصيف، بلغت مستويات قياسية بالنسبة إلى شهر نيسان/أبريل إذ قاربت أو حتى تخطت في بعض الأحيان 30 درجة مئوية في النمسا وألمانيا والجمهورية التشيكية على وجه الخصوص، وكانت درجات الحرارة "مرتفعة بصورة استثنائية" بالنسبة إلى شهر نيسان/أبريل في النمسا، بحسب ما لفت مركز الأرصاد الجوية "زامبغ" الذي سجل حرارة قياسية وصلت إلى 32 درجة مئوية في منطقة النمسا السفلى (الشمال)، وأوضح المركز أن موجة الحر الاستثنائية هذه تعزى إلى رياح شبه مدارية آتية من الصحراء الكبرى، ووصلت الحرارة السبت إلى 28 درجة مئوية على ضفاف نهر الدانوب في فيينا حيث سادت أجواء صيفية تحت سماء صافية، ويتوقع علماء الارصاد الجوية في مركز "زامبغ" أن يستمر الطقس على هذه الحال، وسجلت هذه الأجواء الصيفية أيضا في المجر وسلوفاكيا والجمهورية التشيكية حيث حطم الرقم القياسي للحرارة المسجلة في الثامن والعشرين من نيسان/أبريل مع 27،7 درجات مئوية في براغ، لم يشهد لها البلد مثيلا منذ 212 عام، وكان الرقم القياسي في درجات الحرارة لهذا اليوم قد سجل في العام 1800 (وتكرر في العام 1866) مع 25،9 درجات مئوية في محطة الارصاد الجوية التابعة لمجمع كليمانتينوم في وسط المدينة التاريخي، وشهدت بولندا أيضا درجات حرارة مماثلة، شأنها في ذلك شأن غالبية الأراضي الألمانية، وقد احتشد السياح والسكان في منتزهات برلين المتعددة وعلى ضفاف نهر سبري لإقامة حفلات شواء مرتجلة، وسجلت موسكو أيضا رقما قياسيا للحرارة في الثامن والعشرين من نيسان/أبريل مع 25 درجة مئوية، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية في العاصمة الروسية، وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية أن يكون شهر أبريل/نيسان من العام 2012 أشد الأشهر حرا في تاريخ موسكو، منذ بداية تسجيل درجات الحرارة أي منذ أكثر من قرن. بحسب فرانس برس.

كما بلغت الحرارة في موسكو مستوى قياسيا في 28 نيسان/ابريل مع 25 درجة مئوية في حين ان اخر الثلوج ذابت قبل اسبوعين فقط على ما اعلنت هيئة الارصاد الجوية في العاصمة الروسية، واوضحت الهيئة على موقعها الالكتروني "سجلت 24 درجة مئوية عند الساعة 13،00 بالتوقت المحلي (الساعة التاسعة ت.غ.) وكان المستوى الاعلى السابق ليوم 28 نيسان/ابريل سجل في العام 1986 وبلغ 23،9 درجة مئوية"، وقرابة الساعة 16،00 وصلت الحرارة الى 25 درجة ويتوقع ان تتجاوز الحرارة هذا المستوى الاحد قبل ان تنحدر الى 14 درجة كحد اقصى الاثنين وفق المصدر ذاته، وسيكون نيسان/ابريل 2012 من اكثر الاشهر حرا في تاريخ موسكو منذ بدء تسجيل درجات الحرارة قبل اكثر من قرن على ما تفيد هيئة الارصاد الجوية، وادى ارتفاع الحرارة السريع في منطقة موسكو الى ازهرار الكثير من انواع الاشجار كانت وراء "اجتياح للطلع" في الايام الاخيرة على ما افادت وزارة الحالات الطارئة، وقد تكون هذه الظاهرة الطبيعية وراء تشكل سحابة خضراء الخميس في سماء موسكو ادت الى حساسية في العين والأنف والحنجرة عن بعض الاشخاص على ما قالت السلطات في حين تحدث بعض اوساط المدونين عن احتمال عن ان تكون ناجمة عن حادث صناعي.

أمريكا ومستوى قياسي للدفء

من جهتها قالت الادارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي مؤخراً ان الولايات الامريكية المتجاورة سجلت درجات حرارة قياسية مرتفعة في الفترة من مايو أيار 2011 الى ابريل نيسان من العام الجاري وان الجفاف انتشر في اكثر من ثلث هذه المنطقة خلال الاشهر الاولى من هذا العام، وقالت الادارة في بيان ان متوسط درجات الحرارة في الولايات الثماني والاربعين بلغ 13.2 مئوية من مايو 2011 حتى ابريل الماضي بزيادة قدرها 1.6 درجة مئوية عن المتوسط في القرن العشرين، وكانت الفترة من مايو الى ابريل الاكثر دفئا على الاطلاق في تلك الولايات كما كان فصل الصيف خلالها ثاني اكثر فصول الصيف حرارة في حين ان الشتاء كان رابع اكثر فصول الشتاء دفئا فيما كان شهر مارس اذار اكثر الشهور دفئ، وسجلت 22 ولاية مستويات قياسية لدرجات الحرارة في تلك الفترة، وكانت الاشهر الاربعة الاولى من العام الجاري الاكثر دفئا منذ ان بدأ الاحتفاظ بسجلات، وبلغ متوسط درجات الحرارة في الولايات الثماني والاربعين المتجاورة في هذه الاشهر 7.4 مئوية بزيادة قدرها 3 درجات مئوية عن المتوسط العادي، وقالت الادارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي ان 22 ولاية تقع جميعها شرقي جبال روكي سجلت مستوى قياسيا للدفء خلال الفترة من مايو 2011 الى ابريل 2012، وكان متوسط درجات الحرارة في الولايات المتحدة في ابريل ثالث أعلى متوسط مسجل، واضافت الادارة أن 38.2 بالمئة من الولايات المتجاورة تشهد جفافا في الاول من مايو ارتفاعا من 31.9 بالمئة في بداية العام، وزادت معدلات الجفاف في مناطق الشمال الشرقي والجنوب الشرقي والغرب الاوسط. بحسب رويترز.

تغير درجة ملوحة المحيطات

الى ذلك رصد العلماء تغيرا ملحوظا في درجة ملوحة مياه المحيطات في العالم وتوصلوا الى ان مكونات دورة الامطار والبخر باتت أكثر شدة عما كان يعتقد من قبل وذلك بسبب ظاهرة ارتفاع درحة حرارة كوكب الارض، والنتائج التي نشرت يوم الجمعة تساعد في ضبط التقديرات الخاصة بمدى تأثر المناطق الجغرافية المختلفة في العالم بزيادة معدلات هطول الامطار او تفاقم حدة الجفاف مع ارتفاع حرارة الكوكب مما يؤثر بدوره على المحاصيل وموارد المياه ومكافحة الفيضانات، ورصد العلماء بقيادة بول دوراك من معامل لورانس ليفرمور القومية تغيرا واضحا في أنماط ملوحة مياه محيطات العالم خلال الفترة بين عامي 1950 و2000 .وتغطي مياه المحيطات 71 في المئة من مساحة سطح الارض وتعمل على تخزين 97 في المئة من مياه العالم لذا فانها المصدر الرئيسي للرطوبة في الغلاف الجوي من خلال عملية البخر، وتتألف دورة الامطار من عدة مكونات منها تبخر المياه من أسطح المحيطات والمسطحات المائية فيما تبدو بعض المناطق مثل المناطق المدارية ذات طبيعة رطبة الا ان مناطق اخرى مثل قطاعات شاسعة من استراليا والولايات المتحدة وشمال افريقيا أكثر جفاف، وتتسم بعض المحيطات بزيادة درجة ملوحة مياهها مما يعني قلة هطول الامطار والعكس صحيح مما يجعل من تقدير درجة ملوحة مياه المحيطات مؤشرا دقيقا على تغير انماط سقوط الامطار. بحسب رويترز.

وتوصل دوراك وفريقه البحثي في دراسة نشرت نتائجها في دورية (ساينس Science) الى ان دورة الامطار زادت بنسبة 4 في المئة خلال الفترة بين عامي 1950 و2000 اي ضعف التقديرات السابقة الخاصة بالانماط المناخية، وقال دوراك في بيان "تشير هذه التغيرات الى ان المناطق الجافة صارت أكثر جفافا وباتت المناطق ذات الكثافة العالية من سقوط الامطار أكثر كثافة وذلك بسبب زيادة درجة حرارة الارض"، وكان العلماء قد توصلوا منذ زمن بعيد الى العلاقة التي تربط بين عوامل البخر وسقوط الامطار ودرجة ملوحة المسطحات المائية الا انهم ظلوا يبذلون جهودا مضنية في تقنين هذه العلاقة على وجه الدقة، وجمع دوراك وفريقه البحثي بيانات عن الملوحة بين عامي 1950 و2000 ورصدوا العلاقة بين الملوحة وسقوط الامطار والبخر في الانماط المناخية ليجدوا ان ثمة علاقة رياضية تؤكد ان زيادة درجة حرارة الارض درجة مئوية واحدة تؤدي الى زيادة دورة الامطار بواقع ثمانية في المئة، وتشير بيانات درجة حرارة الارض الى ان حرارة الكوكب زادت بواقع نصف درجة مئوية بين عامي 1950 و2000 الا ان الانماط المناخية تقول ان زيادة درجة حرارة الارض ستصل الى ثلاث درجات مئوية من انتهاء القرن الحالي ما لم تتوقف على وجه السرعة الزيادة الهائلة في الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ويعني ارتفاع درجة الحرارة بواقع ثلاث درجات مئوية زيادة كثافة دورة المياه بنسبة 24 في المئة مما يعني زيادة المناطق الرطبة رطوبة والمناطق الجافة جفاف، وقال دوراك انه يعتقد ان ما توصل اليه فريقه يمثل اول مرة يتم فيها تقنين العلاقة بين دورة الامطار والتغير في درجة الملوحة.

ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي

في سياق متصل تظهر السجلات شهرًا تلو الآخر حدوث ارتفاع في درجات الحرارة التي تسبب تغير المناخ العالمي ، ولكن أكبر دليل على التغير البيئي يظهر في المحيط المتجمد الشمالي، فازدياد ذوبان الجليد في المحيط المتجمد الشمالي خلال فصل الصيف أصبح يفتح ممرات بحرية جديدة، ويخلق فرصًا جديدة ومخاطرَ جديدة للدول التي لها مصالح في المحيط الواقع في أقصى شمال الكرة الأرضية، وقال الأدميرال البحري في سلاح البحرية الأميركية ديفيد تيتلي، متحدثًا في ندوة نقاش عقدت خلال مؤتمر علمي برعاية الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي في واشنطن في الأول من أيار/مايو، "إننا نعتبر ما يحدث إلى حد ما كما لو أن هناك محيط جديد ينفتح للمرة الأولى منذ 500 عام"، ووصف الأستاذ في جامعة كالغاري، روب هيوبرت، التغييرات المتوقعة للذوبان المتزايد للجليد خلال فصل الصيف في المحيط المتجمد الشمالي بأنها تشكل "تحولا هائلا"، وأضاف، "إننا نشاهد تحولات فيزيائية لم يشهد مثلها الجنس البشري من قبل"، وشارك هيوبرت في كتابة التقرير الذي نشر حديثًا بعنوان "تغير المناخ والأمن الدولي: القطب الشمالي كعامل رائد"، الذي أُعدّ لمركز حلول المناخ والطاقة.

ووافق تتيلي على تكهنات هيوبرت بشأن التحولات المترتبة على وجود مصادر مياه مفتوحة جديدة في قمة العالم، وقال تتيلي "إن وجود مياه حيث كان يوجد جليد يغير أنظمة النقل البحري، وربما يغير كيف تفكر روسيا في مناطقها الشمالية، ويغير طريقة استخراج الموارد، لذلك فهو حقًا عالم مختلف تمامًا"، واتفق المشاركون في الندوة على أن صناعات متنوعة سوف تجد فرصًا للاستفادة بشكل أكبر من موارد القطب الشمالي، بحيث تشمل استخراج النفط والغاز، والسياحة، والشحن البحري، وصيد الأسماك، وسوف يولد هذا التطور تأثيرات حتمية على الملايين الأربعة الذين يعيشون في منطقة القطب الشمالي وكذلك الأمر بالنسبة للدول الثماني التي تعتبر من دول القطب الشمالي وهي كندا والولايات المتحدة وغرينلاند، البلد الذي يتمتع بالحكم الذاتي ضمن مملكة الدانمارك، والنرويج، وفنلندا، وأيسلندا، وروسيا، والسويد. هذه الدول الثماني هي أعضاء في مجلس المحيط المتجمد الشمالي، وهو منتدى بين الحكومات أنشئ بمقتضى الاتفاق المتبادل في عام 1996 كوسيلة لتعزيز التعاون والتنسيق والتفاعل بين الأعضاء، وتشير بعض التقديرات إلى أن نسبة 13 بالمئة من كميات النفط غير المكتشفة في العالم موجودة في القطب الشمالي، كما توجد فيه نسبة 30 بالمئة من الغاز الطبيعي غير المكتشف.

ومع نمو الفرص لتحقيق الأرباح والاستكشافات في القطب الشمالي، سوف تنمو أيضًا احتمالات الاختلافات والنزاعات عندما تتنافس الدول والمصالح للمطالبة بالحقوق، غير أن تتيلي أشار إلى أن الدول المتجاورة حول البحر الكاريبي تتقاسم المياه بالاتفاق فيما بينها، وهو ما يدل على أن التعاون حول الموارد المشتركة أمر ممكن، ومع بروز الفرصة لتحقيق المزيد من الأرباح تأتي المخاطر. فالقطب الشمالي يعتبر مناخًا غير ودّي للعمل إذ لا يوجد سوى عدد محدود من الخرائط الدقيقة التي رُسمت له مع وجود طيف هائل من المخاطر، من ضمنها درجات الحرارة القاسية والتقنيات غير الدقيقة للتكهن بقوة الجليد وحركة الجليد البحري، وسوف يعني النشاط الاقتصادي المتزايد بالتأكيد تعرض أعداد متزايدة من البشر للمخاطر نتيجة لهذه العوامل المجهولة، وحذر تتيلي من أنه مع قيام بواخر الرحلات السياحية بزيادة رحلاتها في الممرات البحرية للمحيط المتجمد الشمالي التي فُتحت خلال المواسم العديدة السابقة، من المحتمل أن تحدث "كارثة مماثلة للباخرة تايتنك" عند نقطة ما من المياه القطبية، وتجذب شركات بواخر الرحلات البحرية الزبائن الذين يرغبون في أن يشاهدوا عن قرب جبال الجليد والحيوانات التي تقطن المحيط المتجمد الشمالي، فتبحر في مياه مجهولة، رغم وجود مخاطر كامنة تحت سطح البحر مباشرة.

ولقد واجهت عدة بواخر الرحلات البحرية مشاكل في المحيط المتجمد الشمالي ومياه منطقة القطب الجنوبي وتم إنقاذ من تبقوا على قيد الحياة لأنه تصادف وجود سفن أخرى قريبة منها كانت لديها القدرة على الإنقاذ. وحذّر الأدميرال تتيلي من أنه مع زيادة الرحلات البحرية في هذه المياه فقد لا تتوفر مثل هذه الحظوظ للسفن الأخرى، وخلص تتيلي إلى القول إن الارتكان على الأمل ليس استراتيجية جيدة عندما يكون عليك التعامل مع عمليات البحث والإنقاذ، فعند نقطة ما، وفي يوم ما، سوف تحصل كارثة"، لا تملك قوات خفر السواحل الأميركية سوى قدرة محدودة على القيام بعمليات البحث والإنقاذ في المحيط المتجمد الشمالي والقطب الجنوبي، وكشف هيوبرت أيضًا أن المنظمة البحرية الدولية لم تضع معايير أعلى لإضافة قوارب النجاة إلى البواخر التي تبحر في المياه الباردة، على الرغم من أنه جرى تقديم هذا الاقتراح للمرة الأولى بعد مقتل ما يزيد عن 1500 شخص عندما اصطدمت الباخرة تايتنك بجبل جليدي قبل مئة عام.

أكبر مختبر في العالم

من جهة اخرى دشنت النروج مركزا قدمته على أنه المركز الاختباري "الأكبر في العالم" لحجز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، في خطوة لا بد منها لمكافحة التغير المناخي شاركت فيها مجموعات كبيرة من قبيل "ستات اويل" و"شل" و"ألستوم"، والهدف من مركز التكنولوجيات هذا الواقع في منطقة مونغستاد على الساحل الغربي هو اختبار السبل المتعددة التي تسمح بحجز ثاني أكسيد الكاربون الصادر عن المحطات الحرارية التقليدية والمنشآت الصناعية الكبيرة وطمره تحت الأرض لمنعه من الانتشار في الغلاف الجوي، وصرح رئيس الوزراء النروجي ينس ستولتنبرغ خلال تدشين المنشأة "ينبغي التوصل إلى طريقة تسمح في التوفيق بين تلبية حاجات الطاقة وتخفيض الانبعاثات"، وأضاف "تكنولوجيا حجز ثاني أكسيد الكربون هي المفتاح"، مذكرا بأن هذه الطريقة قد تؤدي إلى تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20 %، وهذا التخفيض ضروري للحد من الاحترار المناخي بحلول العام 2050، وقد أشار رئيس الوزراء إلى أن هذا المختبر الذي كلف 5،9 مليارات كورونة (780 مليون يورو) مولتها الدولة بصورة رئيسية، هو "الأكبر والاكثر تقدما في العالم"، ويعود هذه المختبر لكل من المجموعة العامة "غاسنوفا" (75،12% من الأسهم) والمجموعة النفطية النروجية "ستات اويل" (20% من الأسهم) والشركة البريطانية الهولندية "شل" والشركة الجنوب إفريقية "ساسول" (2،44%)، وستختبر فيه تكنولوجيات للشركة الفرنسية "ألستوم" (الحجز بالاستناد إلى الامونياك المبرد) والنروجية "اكر سولوشنز" (المذوب الأميني)، ويندرج هذا المختبر في إطار مشروع طموح أطلقه رئيس الوزراء في العام 2007 بغية جعل النروج دولة ريادية في مجال حجز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه. بحسب فرانس برس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/حزيران/2012 - 14/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م