الانفلونزا والملاريا وسات2... سلالات جديدة تهدد حياة الانسان

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يواصل علماء الـ(فايرولوجي) او علم الفايروسات ابحاثهم ودراساتهم لفهم طبيعة الفايروسات والحد من انتشارها المدمر او تحولها الغامض من التأثير على الحيوانات الى الانتقال والعدوى التي تصيب الانسان خصوصاً وان فايروس مثل أنفلونزا الطيور(H5N1) قد يغير الكثير من المعادلات ويؤدي الى هلاك اعداد ضخمة من البشر اذا تمكن من التحول بصورة اكثر فاعلية عما حدث في الاعوام السابقة سيما وان بعض هذه الابحاث قد جرت في الخفاء وبعيداً عن اعين الناس من اجل استخدامها كسلاح بيولوجي من قبل مؤسسات عسكرية تابعة لبعض الدول المتقدمة.

ولا يقتصر القلق من الامراض وظهور سلالات جديدة وخطيرة منها على الفايروسات فحسب بل ان هناك امراض اخرى تنتشر على يد الطفيليات والحمى وغيرها قد لا تقل دماراً عن الفايروسات اذ ان بعض الانواع قد تؤدي الى تغير كبير في سلسلة الهرم الغذائي اذا ما اتيح لها الانتشار والتوسع، وتعتبر مكافحة هذا النوع من الامراض امراً حيوياً يضمن سلامة الامن الغذائي بيد ان سبل المكافحة والوقاية تحتاج الى جهود دولية وتوفير علاجات مناسبة للحد من الاضرار.  

جين الانفلونزا القاتل

فقد اشارت دراسة الى ان اكتشافا جينيا قد يساعد في تفسير السبب الذي يجعل الانفلونزا تصيب بعض الاشخاص باعياء خطير او تودي بحياتهم في الوقت الذي يستطيع فيه اخرون على ما يبدو تجاوزها دون شيء يذكر اكثر من مجرد الام، وفي دراسة نشرت في دورية "الطبيعة" قال باحثون بريطانيون وامريكيون انهم وجدوا لاول مرة جينا بشريا يؤثر على كيفية استجابة الناس على عدوى الانفلونزا مما يجعل بعض الناس اكثر عرضة من غيرهم له، ويساعد هذا الاكتشاف في تفسير السبب في ان الغالبية العظمى من الناس الذين اصيبوا بالعدوى خلال انتشار فيروس اتش 1 ان 1 او"انفلونزا الخنازير" عام 2009-2010 لم تظهر عليهم سوى اعراض طفيفة في حين اصيب اخرون باعياء شديد وتوفوا وكثيرون منهم كانوا شبانا اصحاء، وقال الباحثون ان هذا الاكتشاف الجيني يمكن ان يساعد الاطباء في المستقبل في فحص المرضى لتحديد الاشخاص الذين يزيد لديهم احتمال ان تصرعهم الانفلونزا مما يسمح لهم باعطائهم اولوية في التطعيم او العلاج الوقائي خلال فترات تفشي المرض، ويمكن ان يساعد ذلك ايضا في صنع لقاح جديد او ادوية ضد الفيروسات التي يحتمل ان تكون اكثر خطورة مثل انفلونزا الطيور. بحسب رويترز.

وقال بول كيلام من معهد سانجر البريطاني والذي شارك في رئاسة هذه الدراسة وقدم نتائجها عبر الهاتف ان هذا الجين والذي يسمى "اي تي اف اي تي ام 3 " هو على ما يبدو "خط الدفاع الاول الحاسم" ضد الانفلونز، واضاف ان الناس الذين يحملون شكلا مختلفا معينا لهذا الجين يزيد لديهم بكثير احتمال نقلهم الى المستشفى عندما يصابون بالانفلونزا بالمقارنة مع الاشخاص الذين يحملون اشكالا اخرى مختلفة، وقال كيلام ان "بحثنا مهم بالنسبة للاشخاص الذين لديهم هذا الشكل المختلف لاننا نتوقع ان اجهزتهم المناعية قد يتم اضعافها امام بعض الاصابات بالفيروس"، وفي نهاية الامر مع علمنا المزيد عن الحساسية الوراثية للفيروسات فيمكن للناس حينئذ اتخاذ احتياطيات معلومة مثل اللقاح لمنع العدوى"، وقامت فرق برئاسة ابراهام براس من معهد راجون ووحدة الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس بالتخلص من جين "اي تي اف اي تي ام 3 " في فئران تجارب، ووجدت هذه الفرق انه بمجرد اصابة الفئران بالانفلونزا ظهرت عليها اعراض اشد بكثير من الاعراض التي ظهرت على الفئران التي مازال بها هذا الجين، وقالوا انه بشكل فعلي فان فقد هذا الجين بمفرده في الفئران يمكن ان يحول حالة الاصابة الطفيفة بالانفلونزا الى عدوى قاتلة، وقال براس"تشير جهودنا الى ان الافراد والسكان الذين يقل لديهم نشاط اي تي اف اي تي ام 3 ربما يواجهون خطرا متزايدا خلال وجود وباء وان اي تي اف اي تي ام 3 قد يكون حيويا في الدفاع عن البشر ضد فيروسات اخرى مثل انفلونزا الطيور".

إنفلونزا الطيور أكثر انتشارا

في سياق متصل إنفلونزا الطيور التي تعرف كمرض نادر يقضي على نصف الأشخاص الذين يصابون به، قد تكون أكثر انتشارا مما كان متوقعا كما تخلف عدد وفيات أقل، بحسب ما بينت دراسة نشرت مؤخراً في مجلة "ساينس"، وهذه الدراسة من شأنها أن تخفف من الخوف المرتبط باحتمال وفاة ملايين الأشخاص جراء جائحة محتملة من إنفلونزا الطيور، وذلك بعدما طورت مختبرات هولندية فيروسا متحولا من إنفلونزا الطيور، وكان باحثون في كلية ماونت سيناي للطب في نيويورك قد حللوا 20 دراسات عالمية ترتكز على فحوصات للدم طالت نحو 13 ألف مشارك حول العالم، وقد اكتشفوا أن ما بين 1% و2% من المشاركين يظهرون علامات إصابة سابقة بإنفلونزا الطيور، ما يعني احتمال أن يكون ملايين الأشخاص حول العالم قد أصيبوا بها من دون أن يعلمون بذلك، وتشير البيانات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية إلى 573 حالة في 15 بلدا منذ العام 2003، وبحسب هذه البيانات، فإن 58،6% من المصابين قضوا نتيجة إصابتهم بتلك الإنفلونز، ويرى الباحثون أن منظمة الصحة العالمية قد تكون أساءت تقدير واقع إنفلونزا الطيور عندما لم تركز إلا على الإصابات التي استلزمت دخول المستشفى والتي ترافقت مع أعراض حادة، لذا يوصون باعتماد مقاربة جديدة بهدف احتساب العدد الحقيقي للاصابات بإنفلونزا الطيور، واقترح معدو هذه الدراسة "إجراء تحقيق معمق وأكثر شمولية بحسب مقاربة معيارية، فيسمح بالتالي بتقدير مجموع الإصابات البشرية بإنفلونزا أتش5 أن1 بشكل أفضل". بحسب فرانس برس.

نشر بحوث مثيرة للجدل

من جهتها أعطت الحكومة الأمريكية، مؤخراً، الضوء الأخضر لنشر بحوث حول سلالة جديدة وقاتلة من أنفلونزا الطيور H5N1، بعد حظر نشرها باعتبارها تهديدا للأمن البيولوجي، ولفتت الأبحاث المثيرة للجدل، إلى طرق للتلاعب بالفيروس وتحويره بطريقة يمكن أن تسبب وباء، وقال د. فرانسيس كولينز، مدير "المعاهد القومية للصحة بأمريكا في بيان: "هذا النوع من البحوث مهم للغاية لأنه يساعد مسؤولي الصحة العامة على فهم ورصد وإعداد خطط دفاعية ضد ظهور فيروس H5N1 بشكل يعتبر فيه تهديدا للبشر"، وجاء قرار نشر البحوث بتصويت أعضاء المجلس الاستشاري للعلوم القومية للأمن البيولوجي بـ 12 صوتاً مقابل 6 أصوات معارضة، وكانت الحكومة الأمريكية قد نصحت العام الماضي بعدم نشر الأبحاث في دوريتي "العلوم" و"الطبيعة"، فيما دعت منظمة الصحة العالمية، في فبراير/شباط إلى نشرها، دون تحديد توقيت لذلك، وقد وافق الباحثون طواعية على تعليق أبحاثهم لمدة شهرين خشية استخدامها كسلاح بيولوجي إرهابي، وكان باحثون مستقلون بقيادة رون فوشييه من كلية ايراسموس للطب في هولندا وفريق آخر بقيادة يوشي كاواوكا من جامعة ويسكونسن في ماديسون، أعلنوا في ديسمبر/كانون الأول عام 2010 عن النجاح في تحوير فيروس أنفلونزا الطيور بطريقة يمكن أن تسبب وباء، فقد قام المختبران بتصنيع سلالة جديدة من فيروس المرض لديها قدرة فائقة على الانتشار السريع والتسبب بالوفاة، وذلك بموجب أبحاث على حيوانات من فصيلة النمس التي تتشابه استجابة أجسامها للأنفلونزا مع استجابة البشر. بحسب سي ان ان.

وكان من المقرر أن يقوم المختبر الهولندي بنشر تقرير عن التجربة في دورية "العلوم" على أن ينشر نظيره الأمريكي تقريره في دورية "الطبيعة، وسارع المجلس الاستشاري الطبي لشؤون الأمن الصحي، وهو هيئة مستقلة تقدم المشورة لوزارة الصحة الأمريكية، بالطلب من المراكز العلمية وقف عرض ما لديها من معلومات، وذلك خشية تسرب بعض التفاصيل التي قد تعتبر خطيرة، وأعرب المجلس عن مخاوفه حيال كشف السرية عن بعض المعلومات في التقريرين، وقال بول كيام، أحد أعضاء المجلس الذي اطلع على التقارير: "لا نعتقد أن تلك التقارير يجب أن تنشر بالشكل الذي رأيناها عليه، كما يجب حذف ما يتعلق بالأساليب المستخدمة والنتائج كي نمنع أي شخص من محاولة تكرار التجارب"، وتابع كيام بالقول: "أنفلونزا الطيور من بين أخطر الفيروسات وانتشاره بين الثدييات هو خطوة باتجاه انتشاره بين التجمعات البشرية، المرض يمكن أن ينتقل من إنسان لآخر بوسائل طبيعية أو عبر المختبرات، وفي الحالتين فإن الأمر لن يكون جيداً بالنسبة لعالمنا"، وقال كيام إن نشر التقارير لا يرتب تبعات قانونية، ولكنه أضاف أن معدل الوفاة نتيجة الفيروس الذي توصل العلماء إلى تصنيعه يبلغ 60 في المائة، وهي نسبة مرتفعة جداً ولا يمكن تفسيرها حالياً، ما يبرر القلق حيال نشر معلومات عنه، ويدافع العلماء عن البحث بدعوى إنه على قدر كبير من الأهمية في سياق الجهود  لفهم كيفية عمل فيروس أنفلونزا الطيور، والسلالات الأخرى المشابهة له.

أنفلونزا الطيور وصناعة النعام

فيما أشارت عدة تقارير مخبريه، مؤخراً، إلى تفشي فيروس أنفلونزا الطيور في منطقة "اودتشرون" في جنوب أفريقيا، مما أدى إلى نفوق أكثر من 1500 من طيور النعام في أحد المزارع العائلية المتخصصة، وأشار التقرير إلى أن مزارع النعام، التي تعتبر احد أشهر الوجهات السياحية لركوب الطيور ذات الأقدام والأعناق الطويلة في المنطقة، والتي تدر على مالكيها مبالغ مالية جيدة، أغلقت قبل أشهر، بانتظار نتائج التحاليل لمعرفة سبب نفوق هذه الطيور، وجاء في التقرير أن المواسم السياحية المهمة بالنسبة لمربي النعام، تأثرت بشكل كبير نتيجة للمخاوف من انتقال عدوى الفيروس بين السياح، مما أدى إلى خسائر فادحة أثرت بشكل مباشر على الأفراد المعتمدين على تربية الطيور في كسب الرزق، من خلال السياحة أو التجارة، وصاحب احد المزارع، ارنهولد هوبر قال: "المزرعة مغلقة حاليا، وفقدنا كل أعمالنا القائمة على تربية التجارة بطيور النعام"، وهوبر، صاحب المزرعة، هو واحد من بين المئات من المزارعين ومالكي الأراضي الزراعية، علاوة على أعداد كبيرة من العاملين في هذا القطاع، الذين تأثروا بصورة بالغة جراء تفشي فيروس "H5N2" أو ما هو متعارف عليه بفيروس أنفلونزا الطيور، ومنذ إعلان السلطات في جنوب أفريقيا عن تفشي الفيروس، تم وقف كل عمليات التصدير التي تدخل الطيور من ضمنها، وعلى رأسها النعام والدجاج، الأمر الذي فأقم من حجم الأزمة الاقتصادية، وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 41 ألف طير نعام، قضوا متأثرين بالفيروس، على أقل تقدير، حيث تعتقد السلطات أن الرقم الحقيقي اكبر من ذلك بكثير، إذ يعتقد بأن بعض المزارعين فضلوا عدم إبلاغ السلطات عن هذه الحالات في محاولة منهم للفرار بما تبقى لديهم من الطيور. بحسب سي ان ان.

قلق في آسيا

من جهة اخرى يثير ظهور طفيليات ملاريا مقاومة لأكثر العلاجات فعالية في تايلاند، مخاوف من انتشار المرض في آسيا وإفريقيا مع نسب وفيات مرتفعة، بحسب ما حذر باحثون يأملون بتفادي هذا السيناريو القاتم بفضل التقدم الذي أحرزوه في هذا المجال، ما بين العامين 2001 و 2010، أجرى فريق من معهد تكساس للأبحاث الطبية الحيوية (تي بي آر آي) دراسة شملت 3202 مصابا بالملاريا يتلقون العلاج في مراكز صحية في شمال غربي تايلاند، على بعد 800 كيلومتر من منطقة كمبودية كانت قد سجلت فيها مقاومة لعقار "أرتيميسينين" وهو أكثر العلاجات فعالية في وجه هذا المرض، ولاحظ الباحثون الذين نشرت دراساتهم في المجلة الطبية البريطانية "ذي لانسيت"، انخفاضا شديدا في فعالية العقار المضاد للملاريا خلال تلك الفترة، إلى ذلك، ومن خلال قياس فعالية هذا العقار عند المرضى المصابين بطفيليات الملاريا المعروفة علميا باسم "بلاسوديوم فالسيباروم"، بين الباحثون أن هذه المقاومة تعود إلى انتشار جينات متحولة، ويقول ستنادويل نكهوما الباحث في معهد "تي بي آر آي" والمعد الرئيسي لهذه الدراسة، "قد يشكل انتشار الطفيليات المقاومة لعقار (أرتيميسينين) في جنوب غرب آسيا بالإضافة إلى خطر تفشي المرض في إفريقيا جنوب الصحراء حيث تسجل أكبر نسبة وفيات ناجمة عن هذا المرض، كارثة على صعيد الصحة العامة وقد يوديان بحياة الملايين"، ففي الماضي، انتقلت مقاومة العقاقير المضادة للملاريا من قبيل "كلوروكوين" و"فانسيدار" من جنوب شرقي آسيا إلى إفريقيا، مخلفة سابقة مقلقة جدا. بحسب فرانس برس.

ويخشى الباحث أن "يجعلنا انتشار الطفيليات المقاومة لعقار (أرتيميسينسن)، من دون علاجات أخرى لمكافحة الملاريا"، في البداية، أمل المسؤولون في القطاع الصحي أن يتمكنوا من تفادي انتقال هذه الطفيليات المتحولة المقاومة للعلاج من كامبوديا إلى مناطق جغرافية أخرى، وقد حاولوا القضاء عليها بالكامل، بحسب ما يشرح الطبيب نيك زايت وهو أحد المسؤولين في برامج ترمي إلى مكافحة مرض الملاريا تابعة للجمعية الخيرية البريطانية "ويلكام تراست" التي ساهمت بتمويل هذه الدراسة بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية (أن آي أتش)، لكن دراسة أخرى أجراها فريق الباحثين عينه ونشرت حديثاً أيضا في مجلة "ساينس" الأميركية، تحيي بعض الأمل من جهة ثانية، فقد درس العلماء مجين طفيليات "بلاسوديوم فالسيباروم" وهي أكثر الطفيليات المسببة للملاريا فتكا، وحددوا المنطقة الأساسية حيث تسجل مقاومة عقار "أرتيميسينين"، ومن شأن هذا الاكتشاف أن يسمح قريبا باستحداث مؤشرات جزيئية فعالة لرصد انتشار هذه الطفيليات المقاومة، ويوضح الطبيب تيم أندرسون من معهد "تي بي آر آي"، "إذا نجحنا في تحديد الجينة أو الجينات التي يؤدي تحولها إلى هذه المقاومة، يمكننا بالتالي فهم آلية عملها"، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الملاريا أودى بحياة 655 ألف شخص في العام 2010، غالبيتهم من الأطفال دون الخامسة من العمر ومن النساء الحوامل في إفريقيا جنوب الصحراء.

وعلى الرغم من أن هذه الحصيلة ما زالت مرتفعة، إلا أن نسبة الوفيات الناجمة عن مرض الملاريا انخفضت 30% منذ عشر سنوات، بفضل مراقبة فعالة وتركيبة علاجية تتضمن عقار "أرتيميسينين"، وفي العام 2001، اعتبرت منظمة الصحة العالمية عقار "أرتيميسينين" المستخرج من نبتة صينية "أكبر أمل لمكافحة الملاريا"، لكن سوء استخدماه في بعض الأحيان، أدى إلى بروز هذه المقاومة، وفي العام 2006، أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم تناول هذا العقار من دون علاجات أخرى مكملة، فهو يعمل على إضعاف الطفيليات لكنه لا يقضي عليها، ما يستدعي تناوله ضمن تركيبة علاجية، وتنتقل الطفيليات المسببة للملاريا من خلال بعوض الأنوفيلية.

وفي سياق الحديث ذكرت وسائل الاعلام الفيتنامية المملوكة للدولة ان السلطات الصحية الفيتنامية ستسعى الى الحصول على مساعدة خارجية لمواجهة تجدد ظهور مرض جلدي غامض اودى بالفعل بحياة 19 شخصا في المنطقة الوسطى من البلاد واثار ذعر القرويين، وتم الابلاغ عن المرض لاول مرة فيما بين ابريل نيسان وديسمبر كانون الاول من العام الماضي ولم يستطع الاطباء تحديد سببه ثم عاود الظهور في منطقة جبلية باقليم تشيوانج نجاي، وافادت الانباء بوجود حالة رعب في احدى القري بسبب وفاة احد السكان وقالت تقارير ان 171 شخصا اصيبو، وقالت صحيفة العمال ان السكان الخائفين منعوا الوصول الى قرية ريو، وقال نائب وزير الصحة الفيتنامي نجوين ثان لونج ان الوزراة ستطلب من منظمة الصحة العالمية والمراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها خبراء للمساعدة في التحري عن سبب المرض، واضاف ان المسؤولين يتخذون خطوات لخفض معدل الوفاة. ونقلت تقارير لوسائل الاعلام عن مسؤولي صحة قولهم ان نحو واحد من بين كل عشرة اصيبوا بالمرض عانوا من خلل خطير في الكبد ولكن هذا المرض لا يمكن انتقاله الا من خلال ملامسة جروح بالجلد.

سلالة جديدة من الحمى القلاعية

الى ذلك قالت منظمة الأمم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) ان سلالة جديدة من مرض الحمى القلاعية وصلت قطاع غزة ومن الممكن أن تنتقل للمزيد من المناطق بعد رصدها للمرة الأولى في مصر وليبيا في فبراير شباط، وقالت المنظمة انه تم اكتشاف حيوانات مصابة في 19 ابريل نيسان في رفح على الحدود مع مصر، والحمى القلاعية مرض شديد العدوى وفتاك في بعض الأحيان ويصيب الحيوانات المشقوقة الظلف مثل الخراف والماعز والأبقار والجاموس والخنازير، ولا يشكل المرض خطرا مباشرا على الانسان، وقال مسؤول بوزراة الزراعة في الحكومة المقالة في غزة انه تم توزيع 20 ألف جرعة من اللقاحات على المزارعين لمكافحة المرض وهون من شأن خطورة تفشيه، واضاف المسؤول عادل عطا الله أن المشكلة ظهرت في مزرعة واحدة في رفح تم عزلها كما منعت السلطات نقل الحيوانات في غزة، وتابع قوله ان الوزارة تسلمت 20 ألف لقاح قبل مدة وان بوسعه تأكيد حقن أغلب الحيوانات باللقاحات، ومضى يقول ان الوزارة رفعت حاليا القيود على نقل الحيوانات معتبرا أن الوضع لا يدعو للقلق. بحسب رويترز.

وقالت الفاو ان تناول لحوم وحليب الحيوانات المريضة غير آمن لا لأن الحمى القلاعية تؤثر على البشر وانما لان المواد التي تدخل السلسلة الغذائية يجب أن يكون مصدرها حيوانات سليمة البدن، وقالت الفاو ومقرها روما ان نقل الحيوانات من دلتا النيل باتجاه الشرق عبر شبه جزيرة سيناء وشمالا الى قطاع غزة هو أكثر العناصر خطورة في احتمال انتشار المرض في منطقة الشرق الاوسط ككل، وقال خوان لوبروث كبير المسؤولين البيطريين في المنظمة "اذا توغلت سلالة سات2 من الحمى القلاعية أكثر داخل الشرق الاوسط فمن الممكن أن تنتشر في مساحات شاسعة مهددة دول الخليج بل وجنوب أوروبا وشرقها وربما ما أبعد من ذلك"، وقالت المنظمة ان فيروس الحمى القلاعية ينتقل عبر لعاب الحيوانات المريضة وينتشر بسهولة من خلال التبن أو الشاحنات او الملابس الملوثة، وذكرت أن قطاع غزة سيتلقى قريبا 40 ألف جرعة لقاح لحماية الخراف والماعز وأنها تتفاوض مع منتجي اللقاح تحسبا لتزايد انتشار المرض.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4/حزيران/2012 - 13/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م