اصدارات جديدة: فلسفة سبينوزا

 

 

 

 

 

الكتاب: حياة سبينوزا.. من الطائفة الى الدولة

الكاتب: عبد القادر جموسي

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر

عدد الصفحات: 111 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

شبكة النبأ: يقول الباحث المغربي الدكتور عبد القادر جموسي ان فلسفة الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا هي مشروع معرفي يهدف الى تقديم قراءة شاملة للوجود.

وقال عبد القادر جموسي "ان فلسفة باروخ سبينوزا عبارة عن مشروع معرفي يسعى الى تقديم قراءة شاملة للوجود.. قراءة تنطلق من ايمان راسخ بقدرة العقل الانساني على فهم نظام الطبيعة الشامل." اضاف يقول "لكن هذا الطموح المعرفي العقلاني اثار حول الفيلسوف جدلا واسعا دفع بالعديد من قرائه الى اتهامه بتعليم الالحاد فيما اعتبره آخرون -ويا للمفارقة- فيلسوفا منتشيا بحب الله."

وكان جموسي يتحدث في كتابه "حياة سبينوزا..من الطائفة الى الدولة" الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في 111 صفحة متوسطة القطع. بحسب رويترز.

والمؤلف من مدينة القنيطرة في المغرب وله كتب سابقة منها "عودة جلجامش" و"الامير .. نيكولو ماكيافيلي" و"رباعيات اربع" للشاعر ت. اس. اليوت وغير ذلك.

وقال الكاتب "وتكاد تكون النقطة التي لا يختلف حولها الدارسون على مدى تعاقب الازمنة هي سمة "العمق" و"التعقيد" التي تميز طروحات سبينوزا ورؤيته للعالم التي ما تزال تثير الاسئلة وتعدد التأويلات. وهي السمة نفسها التي دفعت بأقرب اصدقائه ومحاوريه اثناء حياته الى التعبير عن دقة موضوعاته فكانوا يلحون عليه لتقديم المزيد من الايضاحات لتسليط الضوء على آرائه ونظرياته الفلسفية المستجدة."

اضاف يقول متحدثا عن اسالب يعود بعضها الى القراء انفسهم لا الى الفيلسوف "وفي تقديري الشخصي فإن الاسباب التي جعلت اعمال هذا الفيلسوف العظيم تتسم بالغموض وتستعصي على الفهم تعود الى اعتبارات عدة نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:

"اولا: اختياره للمنهج الهندسي في عرض افكاره ومعالجة اشكالاته الفلسفية.

"ثانيا: انطلاق قرائه من احكام عقائدية وأيديولوجية مسبقة تعوق ادراكهم لافكاره في سياقها وأفقها المعرفي الجديد.

"ثالثا: اقتصار معاصريه على نصوص محددة مما جعل قراءتهم تكون مجزأة ولا تلم بمبادىء ومقاصد فلسفته في نسقها وشموليتها.

"رابعا: اختلاف السياقات التي ارتبطت بها فلسفته من سياق ديني واسكولاتي ودكارتي وسياسي."

وتابع قوله "اما اليوم فتبدو المسافة النقدية مع مشروع سبينوزا الفلسفي ملائمة لاعطاء فكرة اوضح عن الفيلسوف وحجم اسهامه في تاريخ الفكر الفلسفي الانساني. وما هذه السيرة التي اقدمها بين ايدي القارىء العربي سوى محاولة لرسم صورة حية للفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا اتتبع فيها اطوار مساره الفلسفي في علاقتها مع حياته الشخصية.

"ذلك على قاعدة ان سيرة حياة اي فيلسوف هي بمثابة مفتاح لولوج عالمه واستقبال افكاره ونظرياته. ولعل القارىء يتبين من هذه السيرة مصدر نشوء العديد من افكار سبينوزا من رحم تفاعله وسجالاته مع رجالات عصره من علماء وفلاسفة امثال كريستيان هيجنز وروبرت بويل وليبنز."

وتحدث عن بداية سبينوزا على خط الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت. وقال "ابتدأ سبينوزا مساره الفلسفي ديكارتيا في وقت كانت فيه الديكارتية هي المعبر الصريح عن الفكر العلمي الصاعد مقابل الفكر المدرسي (الاسكولائي) وتقاليد اللاهوت اليهودي - المسيحي السائدة. وهو ما اكسب ديكارت لقب مؤسس الفلسفة الحديثة دون منازع.

"ويعزو الفيلسوف الانجليزي برتراند راسل شرعية اطلاق هذا اللقب على ديكارت الى كون هذا الاخير يمثل اول فيلسوف استطاع ان يصوغ عناصر فلسفته على اساس نتائج علم الفيزياء وعلم الفلك الحديثين. ويضيف راسل ان فلسفة ديكارت ظلت تحتفظ في طياتها على رواسب من الجدل المدرسي وان الفيلسوف الفرنسي دأب على بناء صرحه الفلسفي على قواعد تفكير جديدة تماما."

وفي فصل بعنوان "ملحق: المنهج التأملي وإصلاح العقل" يقول المؤلف "يشكل كتاب "رسالة في اصلاح العقل" سيرة ذاتية فلسفية فاصلة بين مرحلتين من مسارالتطور الفكري لسبينوزا: مرحلة ما قبل فلسفية ومرحلة فلسفية.

"ينطلق سبينوزا في "اصلاح العقل" بروح ايجابية مدركة لهدفها ومصممة على تحقيق الطفرة الوجودية اللازمة لسن حياة جديدة وعلاج النفس من كل شر على اساس ان الشر ليس من طبيعة رافضة لكل علاج. ثم ان تحصيل الفهم الصحيح -بما هو ماهية الفكر- لا يتأتى الا عن طريق تطهير العقل وشفائه من كل متعلقات الحياة اليومية.

"يبتدىء الفيلسوف بحثه من صميم التجربة الشخصية ليتخذ بعد تأمل عميق موقفه الحاسم من الاوضاع الانسانية المتقلبة والفانية التي لا تورث النفس سوى الاحباط والحزن. وعلى هذا الاساس يستنهض سبينوزا قدراته العقلية الفطرية في سبيل البحث فيما اذا كان يوجد شيء يكون خيرا حقيقيا تزهد النفس فيما عداه ولا تتأثر بسواه بحيث يجعلها اكتشاف هذا الخير وامتلاكه مبتهجة ابدا اعظم ابتهاج."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4/حزيران/2012 - 13/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م