الايدز... سرية المناعة المفقودة!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: من بين المواجهات الصعبة التي عانى منها الانسان تجاه الفايروسات والاوبئة المدمرة صراعه المرير ضد فيروس نقص المناعة المكتسب "الايدز"، حيث قضى الاخير على اروح الملايين من المصابين وترك من نجا من الموت بجسد لا يقوى على تحمل الامراض والعوارض التي قد تلم به في اي وقت وزمان اضافة الى عجز الطب والابحاث حتى اللحظة عن ايجاد دواء شامل قد يقضى وبصورة نهائية على مرض الايدز، ولكن لم يستمر الحال على هذا المنوال الى الابد اذ ان العلم والعلماء قد قطعوا اشواطاً مهمة وحيوية في تقليص الفارق العلمي والمعرفي بين لغز الايدز وطموح الانسان الذي لا يقف عند حد او سد خصوصاً وان بعض العقاقير المستخدمة حالياً قد ساهمت –نوعاً ما- بإيقاف النزيف البشري المتواصل وخففت من حدة الخطورة وان كانت قائمة حتى الان.

لقد احتاج الانسان وقت اطول من الزمن للتكيف مع مرض الايدز او الاعتراف بإصابته والمباشرة بعلاجه خصوصاً في المجتمعات الدينية والعرفية لما لهذا المرض من صيت سيء رافقه منذ ظهوره بسبب ارتباط اغلب حالات الاصابة بممارسة الحالات الجنسية خارج نطاق الزواج الامر الذي انعكس على تفاقم الوضع وارتفاع نسبة الاصابة نت خلال انتقال الفايروس الى الزوجات والاطفال لاحقاً.

معدلات أيدز مرتفعة بين العرب

حيث أشار باحثون في القطاع الطبي إلى أن معدلات الإصابات بالايدز بين الأطفال في العالم العربي تعتبر الأعلى على مستوى العالم، محذرين من تزايد هذه الظاهرة، ويرجع الباحثون سبب ارتفاع معدلات الإصابة في العالم العربي إلى سببين رئيسيين هما عدم معرفة الأمهات إصابتهن بالمرض ولعدم قدرتهن على دفع الزوج لإجراء الفحص، بالإضافة إلى عدم قدرتهن على حماية أنفسهن برفض الممارسة الجنسية أو استخدام "سبل العزل"، وقال مدير برنامج الحرية من الإدمان والايدز بمصر، إيهاب الخراط "إن أعداد المصابين بالايدز في العالم بدأت في التناقص التدريجي عالميا منذ 2008 إلا أن عدد الحاصلين على الدواء في العالم العربي لا يتعدى 14 في المائة، من إجمالي عدد المحتاجين له، بسبب الخوف من "الفضيحة"، وأضاف الخراط أن عدد الخاضعين للفحوصات الكشفية لمرض الايدز في الدول العربية لا يزيد عن 55 مليون من إجمالي عدد السكان الذين يزيدون عن 300 مليون، وأشار الخراط إلى أن وجود تجارب عربية ناجحة لمكافحة الايدز، ففي المغرب هناك تحالف بين أئمة المساجد والجمعيات العاملة في مجال الإيدز انعكس بشكل زيادة في عدد المرضى الذين يحصلون على الدواء، وفي البحرين فإن الأرقام تشير إلى أن نحو 60 في المائة من المرضى هم من متعاطي المخدرات والذين يستخدموا الإبر الملوثة، وتأتي تصريحات الخراط على هامش ورشة العمل التي نظمها مكتب "اليونيدو" بالبحرين والمتخصص بمرض الايدز وسبل الوقاية والعلاج منه، بالتعاون بين الحكومة البحرينية والأمم المتحدة. بحسب سي ان ان.

من جهته قال فراس غرايبة، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالوكالة في البحرين، إن عدد ضحايا الأمراض الناتجة عن فيروس نقص المناعة "الإيدز" في الدول العربية يصل إلى 35 إلف شخص في العام بمعدل 96 حالة وفاة يوميا، وبواقع أربع حالات كل ساعة، ما يجعل الوباء من أسوأ الأمراض المعدية في التاريخ الحديث للمنطقة، وفي البحرين بلغ عدد حالات المرضى 380 حالة لغاية عام 2010، وذلك مقابل  64 حالة حتى الآن في عام 2011، بينها 13 إصابة بين البحرينيين و51 بين الوافدين، أما عدد الوفيات منذ بدء تسجيل حالات الإيدز في المملكة عام  1986 فقد بلغ 186 حتى نهاية عام 2010، وشدد غرايبة على دور الشخصيات الدينية في التعامل مع المصابين بالفيروس في البحرين، وقال إنه على مستوى العالم بلغ عدد المتعايشين مع مرض الايدز نحو 34 مليون شخص، أصيب 17 في المائة منهم منذ عام 2001، مما يعني استمرار انتشار المرض رغم انحسار أعداد الوفيات الناتجة عنه لتوفر العقاقير المعالجة و سبل الحد منه، اما إعداد الوفيات الناتجة منه فبلغت نحو 1.8 مليون عام 2010 على مستوى العالم، بأقل عن الرقم المسجل عام 2000 و البالغ 2.2 مليون ضحية، سقط 68 في المائة منهم بدول جنوب الصحراء الإفريقية بينما توزعت باقي الحالات على سائر دول العالم، كما أعلن مؤخرا أن عدد الإصابات الجديدة بنقص المناعة والوفيات نتيجة هذا المرض قد انخفضت بنسبة 20 في المائة، ذلك نتيجة زيادة الوعي المجتمعي بأخطاره و طرق الوقاية منه، علما بان تم كشف المرض في الخامس من يونيو سنة 1981 إذ تم الإبلاغ عن أول إصابة بمرض الإيدز، لتبدأ بعدها بسنوات قليلة عمليات مكافحة هذا المرض الخطير، وتدريجيا اكتسبت هذه العملية اهتماما دوليا، لتصبح موضع تركيز لمنظمة الأمم المتحدة.

إمكانية القضاء على الايدز

من جانب اخر سجل عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب رقما قياسيا سنة 2010 هو 34 مليون مصاب، وذلك بفضل نفاذ أكبر إلى العلاج الذي ساهم في خفض معدل الوفيات وإحياء الأمل في القضاء على هذه الجائحة نهائيا، على ما ذكر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، وقال ميشال سيديبيه المدير التنفيذي للبرنامج "نحن نشارف على إحراز تقدم ملحوظ في مجال مواجهة الايدز"، وأشار خبراء الأمم المتحدة في تقرير مؤلف من خمسين صفحة إلى أن "عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس الايدز لم يكن يوما مرتفعا إلى هذا الحد، ويعود السبب بشكل أساسي إلى تعزيز النفاذ إلى العلاجات"، وبالتالي، يتمتع 50% تقريبا من الأشخاص ايجابيي المصل اليوم بنفاذ إلى العلاج، ما أنقذ حياة 700 ألف مريض في العام 2010 وحده، إلى ذلك، سجل عدد الإصابات الجديدة سنة 2010 أدنى مستوياته منذ العام 1997 وبلغ 2،7 ملايين إصابة (390 ألفا منها لدى أطفال)، أي أنه تراجع بنسبة 21% مقارنة بالعام 1997 الذي بلغ فيه ذروته، وقال سيديبيه "منذ بعض سنوات، كان من المستحيل الإعلان عن نهاية وباء الايدز على المدى القريب ولكن العلم والدعم السياسي والاستجابة الجماعية بدأت تعطي نتائج ملموسة وأكيدة"، وتراجع عدد الوفيات جراء الايدز من 2،2 مليون في منتصف القرن الحادي والعشرين إلى 1،8 ملايين سنة 2010. بحسب فرانس برس.

ويقر برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز أن "وباء الايدز لم ينته بعد ولكن نهايته قد تكون قريبة شريطة أن تستثمر البلدان بذكاء"، وفي السنوات الخمس المقبلة، يمكن أن تساهم الاستثمارات الحكيمة في إحراز تقدم في مجال مكافحة الايدز وتحقيق هدف "صفر إصابة جديدة بالإيدز وصفر تمييز وصفر وفيات مرتبطة بالايدز"، بحسب ما يأمل برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، وبقي الايدز سنة 2010 منتشرا بشكل أساسي في القارة الافريقية حيث يعيش 68% من الأشخاص المصابين بالايدز في العالم. وفي هذه المنطقة، يتعايش 5% من الراشدين مع هذا المرض في حين أن هذه النسبة هي أدنى من 1% في بقية أنحاء العالم، أما نسبة النساء المصابات بالايدز فمستقرة على 50% في العالم "علما أنها أكبر في افريقيا جنوب الصحراء (59%) ومنطقة الكاريبي (53%)"، على ما جاء في التقرير، وانخفض عدد الأشخاص المصابين في 33 بلدا، 22 منها تقع في افريقيا جنوب الصحراء التي تعاني أكثر من غيرها من هذا الوباء، وذكر التقرير أن "النسب الأعلى لا تزال تسجل في جنوب افريقيا التي تضم أكبر عدد من الأشخاص المتعايشين مع المرض في العالم (5،6 ملايين)".

وتحتل منطقة الكاريبي المرتبة الثانية من حيث انتشار الوباء إذ إن مئتي ألف شخص يتعايشون فيها مع الايدز (0،9% من الراشدين)، وتبلغ نسبة الراشدين المصابين بالايدز في أوروبا الشرقية 0،9% أيضا أي 1،5 ملايين شخص ايجابي المصل و90 ألف وفاة سنة 2010.وأوضح التقرير أن الوباء يبقى "مستقرا إلى حد كبير" في أميركا الشمالية وأوروبا "على الرغم من النفاذ العالمي إلى العلاج والعناية والدعم"، ويتعايش 2،2 مليون شخص في هذه المنطقة مع الايدز علما أن أكثر من نصفهم يتركز في الولايات المتحدة، وأدت العلاجات في هذه المنطقة إلى خفض معدل الوفيات الناجمة عن المرض، وبالتالي، بقي عدد الوفيات نفسه (30 ألف سنة 2010) مقارنة بالعام 2001 فيما ارتفع عدد ايجابيي المصل بنسبة 30%، وسنة 2010، بلغت نسبة الراشدين إيجابيي المصل في العالم 0،8% وهي النسبة نفسها المسجلة سنة 2001، وأشار التقرير إلى أن "اتجاهات الشباب تدعو إلى التفاؤل في بلدان عدة ينتشر فيها الايدز بكثرة".

نزع سلاح فيروس الايدز

الى ذلك توصل علماء إلى طريقة لمنع فيروس الايدز من تدمير جهاز المناعة ويقولون ان اكتشافهم ربما يقدم نهجا جديدا لتطوير لقاح للوقاية من المرض القاتل، وخلص علماء من الولايات المتحدة وأوروبا يعملون في المختبرات على فيروس نقص المناعة البشرية الى ان الفيروس يصبح غير قادر على تدمير جهاز المناعة في حالة ازالة الكوليسترول من غشائه، وقال ادريانو بواسو من امبيريال كوليدج في لندن والذي اشرف على الدراسة "انه مثل جيش فقد اسلحته لكن لا يزال لديه رايات لذلك يمكن لجيش اخر التعرف عليه ومهاجمته"، ويخطط الفريق الان الى بحث كيفية استخدام هذه الطريقة في القضاء على الفيروس وربما تطوير لقاح، وعادة عندما يصاب شخص بفيروس (اتش.اي.في) المسبب للايدز تقوم الاستجابة المناعية الفطرية للجسم بالدفاع على الفور، لكن بعض الباحثين يعتقدون أن فيروس الايدز يجعل جهاز المناعة الفطري يبالغ في رد الفعل، وهذا يضعف خط الدفاع التالي لجهاز المناعة والمعروف باسم الاستجابة المناعية التكيفية. بحسب رويترز.

وخلال هذه الدراسة التي نشرت في دورية (الدم) قام فريق بواسو بازالة الكوليسترول من الغشاء المحيط بالفيروس ليجدوا أن هذا منع الفيروس من تشغيل جهاز المناعة الفطري، وهذا بدوره أدى الى استجابة تكيفية أقوى ينظمها نوع من الخلايا المناعية المعروفة باسم خلايا (تي)، ويقتل الايدز حوالي 1.8 مليون شخص سنويا في شتى أنحاء العالم، واصيب ما يصل الى 2.6 مليون شخص بالفيروس في عام 2009 ويعيش 33.3 مليون شخص مصاب بالفيروس، وحاول علماء من الشركات والمنظمات غير الربحية والحكومات حول العالم لسنوات عديدة انتاج لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشرية ولكن حتى الان لم يتحقق سوى نجاح محدود، فقد أظهرت دراسة عام 2009 في تايلاند شملت 16 الف متطوع لاول مرة أن لقاحا يمكن أن يمنع الاصابة بفيروس نقص المناعة في عدد قليل من الاشخاص ولكن لان الفاعلية كانت حوالي 30 بالمئة اضطر الباحثون للعودة الى بداية الطريق.

لاعبون على الانترنت ولغز الايدز

على صعيد مختلف وخلال ثلاثة أسابيع نجح لاعبو فيديو على الانترنت في فك رموز بنية إنزيم مشابه لإنزيم فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (ايدز) بعدما كان هذا اللغز قد حير كبار العلماء على مدى عشر سنوات، واحتفالا بهذا الاكتشاف، قامت مجلة "نيتشر ستراكتشورال أند موليكولار بيولوجي" العلمية التي نشرت هذا الاكتشاف في وقت سابق بذكر لاعبي "فولديت" كمشاركين في هذه الدراسة، و"فولديت" والتي تعني حرفيا باللغة الإنكليزية "إطوها"، هي لعبة فيديو تجريبية يمكن للجميع النفاذ إليها على الانترنت وقد طورت سنة 2008 بفضل تعاون بين مركزي المعلوماتية والكيمياء الحيوية في جامعة واشنطن (الولايات المتحدة)، وتهدف اللعبة إلى جعل اللاعبين البشر يحلون مشكلة لا تزال أجهزة الكمبيوتر عاجزة عن كشف لغزها وهي كيف "تنطوي" الجزيئة لتشكل بنية ثلاثية الأبعاد ويولد بالتالي البروتين، ويشرح سيث كوبر وهو أحد مطوري "فولديت" أن "البشر لديهم قدرات تحليلية أكبر من قدرات الكمبيوتر"، وأضاف أن "النتائج التي نشرت مؤخراً تشير إلى أنه من خلال مزج الألعاب والعلوم والمعلوماتية، نتوصل إلى اكتشافات لم تكن ممكنة حتى الآن"، وغالبا ما يعتبر تحديد بنية البروتين بشكل دقيق أساسيا لفهم كيفية تطور المرض (التهاب معين، مرض سرطاني...الخ) داخل الجسم ولتطوير عقار قادر على وضع حد له، لكن وللأسف، لا يقدم المجهر إلى العلماء سوى صورة غير واضحة للبروتين. بحسب فرانس برس.

وبالتالي، تقضي إحدى أصعب مهام العلماء بتفكيك صورة الجزيئة إلى صورة ثلاثية الأبعاد بغية تحديد المناطق التي يمكن أن تؤثر فيها العقاقير، وعلى مدى أكثر من عقد، لجأ الباحثون إلى كل وسيلة ممكنة لحل لغز إنزيم يستخدمه فيروس قهقري ينتمي إلى سلاسة الايدز نفسه، ويلعب هذا النوع من الانزيمات دورا أساسيا في طريقة انتشار فيروس الايدز، ويعتقد الأطباء أنهم إذا ما نجحوا في كبحها فسيتمكنون من مكافحة المرض بفعالية ولكنهم وجدوا صعوبة كبيرة في اكتشاف المواد القادرة على كبحها نظرا إلى عدم تمكنهم من تحديد بنيته، فلجأوا أخيرا إلى مهارة لاعبي "فولديت"، فتوزع آلاف الطلاب والمتقاعدين في العالم في فرق متنافسة على الانترنت وقاموا بتحريك سلاسل من الأحماض الأمينية التي تتألف منها البروتينات وبثنيها مرارا وتكرارا بكل الطرق الممكنة بغية التوصل إلى بنية قابلة للحياة، وبهدف مساعدتهم في مهمتهم، حظي هؤلاء على مساعدة برنامج معلوماتي يطلق عليه اسم "روزيتا" تيمنا بحجر الرشيد الذي سمح لشامبوليون بفك رموز الكتابة الهيروغليفية، وقد أتت نماذج البروتينات التي ينقلها اللاعبون من خلال الإنترنت مشابهة جدا للواقع، لدرجة أنه لم يلزم الباحثين سوى بضعة أيام في العمل عليها ووضع البنية الصحيحة للانزيم، ويلفت زوران بوبوفيك أستاذ محاضر في المعلوماتية في جامعة واشنطن إلى أن "(فولديت) هو الإثبات الذي يؤكد أن باستطاعة لعبة أن تحول مبتدئ إلى خبير قادر على تحقيق اكتشافات من الدرجة الأولى، نحن نلجأ إلى المقاربة نفسها في طريقة تعليم الرياضيات والعلوم في المدرسة".

الحوامل في جنوب افريقيا

من جانبه فان انتشار فيروس الايدز في صفوف النساء الحوامل في جنوب افريقيا ارتفع من 29،4 % الى 30،2 % على ما اعلن وزير الصحة ارون موتسوايلدي الذي اشار الى ان "المعركة لم تكسب بعد"، واضاف خلال تقديم تقرير سنوي مرتقب جدا حول الموضوع نشر بتأخر ثمانية اشهر، "لكننا نحرز تقدما"، واشار الوزير خصوصا الى استقرار في عدد الاصابات في صفوف النساء الشابات الحوامل في فئة 16 الى 24 عام، لكنه سجل ارتفاع في عدد حاملات الفيروس بين النساء الحوامل في الفئة التالية اي 24 الى 39 عام، وعزا الوزير الاصابات المرتفعة بالفيروس في هذه الفئة الى نقص في العلاجات القهقرية التي تؤدي الى لحد من انتشار الاصابات، واوضح "علينا ان نبذل الجهود لاخضاع الاشخاص للعلاج لخفض الاصابات"، وتسجل جنوب افريقيا الى جانب سوازيلاند اكبر عدد من اصابات فيروس الايدز في العالم، ويحمل نحو 5،38 ملايين جنوب افريقي فيروس الايدز في العام 2011 (في مقابل 4،21 ملايين قبل عشر سنوات) فيما وصل عدد الاصابات الجديدة هذه السنة في صفوف من هم فوق سن الخامسة عشر الى 316 الف اصابة على ما جاء في التقرير الاخير الصادر عن معهد الاحصاءات الوطني. بحسب فرانس برس.

اطفال اسيا ومناعة من الدواء

من جهتها قالت جماعة اسيوية ان اطفال اسيا الذين يتناولون أدوية لعلاج فيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض الايدز يظهرون علامات مبكرة على الاصابة بهشاشة العظام وانهم في سن صغيرة لا تتعدى الخامسة تتكون لديهم مناعة من تلك الادوية، والنتيجة التي توصلت اليها جماعة (تريت اشيا) ونشرت بمناسبة اليوم العالمي للايدز تشير الى انه في الوقت الذي يحصل فيه مزيد من المرضى على الادوية الاساسية للعلاج من المرض القاتل لاتزال الادوية المحسنة بعيدة عن المتناول ولازال المرضى الاطفال منهم والبالغون على حد سواء يعانون من نقص الرعاية الطيبة المناسبة، وقال صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) انه يوجد في اسيا 160 ألف طفل مصابون بفيروس (اتش.اي.في) ويحتاج 57 ألفا منهم للعلاج لكن لم يحصل سوى 30 ألفا فقط على العلاج حتى نهاية عام 2008، ووجد باحثون في جماعة تريت اشيا ان الاطفال في سن صغيرة لا تتعدى الخامسة تصبح لديهم مناعة من ادوية الايدز وربما يحتاجون سريعا لادوية محسنة اكثر تكلفة غير متاحة لهم بعد، وقالت انيت سوهن مديرة الجماعة هاتفيا "في جماعتنا فشل العلاج بأدوية الخط الاول (الاساسية) لقرابة 14 بالمئة من الاطفال، وبعض الاطفال الذين يخضعون بالفعل للعلاج بأدوية الخط الثاني (المحسنة) دون سن الخامسة"، ويتسبب ضعف الالتزام بمواعيد تناول ادوية الايدز في المناعة، لكن في اسيا ترجع المناعة ايضا الى نقص تركيبات ادوية الاطفال، وقالت سوهن "كلنا ارتكب بعض الاخطاء في كيفية التعامل مع مرضى فيروس (اتش.اي.في) في بداية انتشار المرض، استخدمنا اقراصا للبالغين، لم يكن لدينا تركيبات للاطفال في بلداننا (الاسيوية)"، واظهرت دراسة اجرتها (تريت اشيا) على 4000 مريض بالايدز تقل اعمارهم عن 23 عاما في اسيا نسبة عالية من الاطفال انخفضت كثافة المعادن في عظامهم وهي مقدمة للاصابة بهشاشة العظام. بحسب رويترز.

الصين والايدز

فيما نقل الاعلام الحكومي عن مسؤولين بقطاع الصحة قولهم ان عدد حالات الاصابة الجديدة بفيروس ومرض الايدز في تزايد كبير وان معدلات الاصابة بين طلبة الجامعات والرجال اخذة في الارتفاع، وقالت وكالة انباء شينخوا الحكومية ان المركز الصيني لمكافحة الامراض والوقاية منها اعلن احصاءات تظهر وجود 48 الف حالة اصابة جديدة في الصين في عام 2011، وقالت شينخوا ان الاصابة انتقلت الى نحو 82 بالمئة من هذه الحالات الجديدة عن طريق الاتصال الجنسي مقارنة مع 11.6 بالمئة في الفترة بين 1985 و2005، ونقلت شينخوا عن وو زونيو مدير المركز قوله "انتشار حالات الاصابة بفيروس ومرض الايدز في بلادنا الان اكثر اتساعا وتشعبا من اي وقت مضى مما يشكل صعوبات هائلة أمام جهود المكافحة والوقاية"، وقال المركز ان عدد حالات الاصابة الايجابية بفيروس الايدز بين الرجال بلغت 60 بالمئة وارتفعت من 438 حالة في عام 2005 الى 3031 حالة في 2010 او ما يساوي 8.9 بالمئة من اجمالي حالات الاصابة في البلاد، وتشكل هذه المجموعة نفسها 2546 من اجمالي عدد حالات الاصابة بالايدز او 11 بالمئة، وقالت ان الاصابة بين الطلبة الذكور الذين تتراوح اعمارهم بين 20 و24 عاما ارتفعت ايض، وقالت شينخوا انه من المتوقع ان يقفز عدد الحالات المسجلة رسميا لحاملي الفيروس ومرضى الايدز في الصين من 346 الفا الى 780 الفا بحلول نهاية عام 2011 بعد تحديث البيانات. بحسب رويترز.

الايدز والأمراض غير المعدية

في سياق متصل وعلى الرغم من التحسين الملحوظ الذي أدخلته العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية على طول متوسط العمر المتوقع بالنسبة للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري، إلا أن هذا الفيروس، وفي كثير من الأحيان العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية المستعملة في علاجه، قد يجعلا الناس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض غير المعدية من غيرهم، وفيما يلي ستة أمراض غير معدية من المرجح أن تؤثر على المصابين بفيروس نقص المناعة البشري:

1.أمراض القلب: أثبتت العديد من الدراسات وجود صلة بين مرض الشريان التاجي والإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، حيث توصلت إحدى تلك الدراسات، التي تم طرحها خلال المؤتمر الثامن عشر عن الفيروسات القهقرية والأمراض الانتهازية (CROI) في مارس 2011، إلى أن المصابين بفيروس نقص المناعة الذين شملتهم الدراسة يواجهون خطراً أكبر للإصابة بمرض "احتشاء عضلة القلب الحاد" - أي الأزمة القلبية - بالمقارنة مع المشاركين الآخرين في الدراسة المماثلين ديموغرافياً وسلوكياً ولكنهم غير مصابين بفيروس نقص المناعة البشري، كما خلصت دراسة أخرى أجريت في عام 2011 إلى أن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري تمثل أحد عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى فشل القلب، في ظل التكاثر المتواصل للفيروس والذي يرتبط نوعاً ما بتزايد مخاطر الإصابة بقصور في القلب، إلا أن ارتباط أمراض القلب بالعلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية يعتبر أقل وضوح، فقد وجدت دراسة عُرضت هي الأخرى أثناء المؤتمر الثامن عشر عن الفيروسات القهقرية والأمراض الانتهازية أن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، ولكن العقاقير المضادة للفيروس وزيادة تعداد خلايا CD4 (الخلايا اللمفاوية تي)، التي تمثل مقياساً لقوة جهاز المناعة، أدت إلى تراجع هذا الخطر بقدر كبير، ومع ذلك، وجدت دراسة كندية أجريت في 2011 أن العديد من العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية- مثل أباكافير، وايفافيرنز، ولوبينافير، وريتونافير - مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

2.سرطان عنق الرحم: وهو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم، بعد سرطان الثدي، وتحدث أكثر من 80 بالمائة من الحالات الجديدة والوفيات الناجمة عن هذا المرض في البلدان النامية، وقد وجدت بعض الدراسات أن النساء المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشري أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، التي تعد تمهيداً للإصابة بسرطان عنق الرحم، ويبدو أن النساء اللاتي يعانين من انخفاض تعداد خلايا CD4 معرضات بشكل خاص للإصابة، وبالإمكان الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري باستخدام لقاح يوصى به في مرحلة ما قبل مراهقة الفتيات، أي قبل وصولهن إلى بداية الحياة الجنسية، ولكن هذا اللقاح مكلف للغاية بالنسبة لمعظم النساء في البلدان النامية، وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال مستويات الكشف عن سرطان عنق الرحم منخفضة للغاية في كثير من البلدان الفقيرة، فعلى سبيل المثال، تخضع 3،2 بالمائة فقط من النساء الكينيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و69 سنة للاختبار كل ثلاث سنوات، بينما تصل هذه النسبة إلى 70 بالمائة من النساء في العالم المتقدم.

3.أنواع أخرى من السرطان: إن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بعدة أنواع من السرطان - بما في ذلك كابوسي ساركوما، وسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين واللاهودجكين، وسرطان الشرج وسرطان الجلد وسرطان الكبد، حسب دراسة جديدة، حيث وجدت الدراسة التي نشرت في "وبائيات السرطان: المؤشرات الحيوية والوقاية منها" أن نقص المناعة مرتبط بجميع أنواع السرطان التي تمت دراستها، باستثناء سرطان البروستات، وأوصى الكتاب ببدء العلاج المضاد للفيروسات مبكراً للحفاظ على ارتفاع مستويات خلايا CD4.

4.الأمراض العقلية: تشير بعض الدراسات إلى أن انتشار الأمراض العقلية بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشري الذين يتابعون علاجهم في العيادات الخارجية أو الداخلية في الولايات المتحدة يتراوح بين 5 و 23 بالمائة، مقارنة مع 0،3-0،4 بالمائة في عموم السكان، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وبصرف النظر عن الأثر النفسي لفيروس نقص المناعة البشري، فإن للفيروس آثاراً مباشرة على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى مضاعفات نفسية عصبية تشمل اعتلال الدماغ المرتبط بفيروس نقص المناعة، والاكتئاب والهوس، والاضطرابات الإدراكية، والخرف، كما تبين الدراسات أيضاً أن الاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات مرتفعة المخاطر تشمل ممارسة تجارة الجنس، وسوء معاملة الشركاء، وقلة استخدام الواقيات، ومع ذلك، يتغاضى مقدمو الرعاية الصحية عن الاكتئاب في كثير من الأحيان، كما أن النقص الحاد في العاملين في مجال الصحة النفسية في البلدان النامية يعني أن المرضى غالباً ما يضطرون للمعاناة في صمت. بحسب ايرين.

5.أمراض الكلى: تعرف باسم أمراض الكلى المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشري، وتعد أمراض الكلى شائعة نسبياً بين الأشخاص المصابين بالفيروس، ويعوق الفيروس قدرة الكلى على العمل بشكل صحيح، لا سيما لدى الأشخاص الذين تطور لديهم الفيروس والذين يعانون من انخفاض تعداد خلايا CD4، وارتفاع عدد الفيروسات، فضلاً عن كبار السن، وقد يتسبب سوء أداء الكلى في متاعب صحية أخرى، بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الأعصاب وأمراض العظام وفقر الدم، كما تم الربط بين عقاقير معينة مضادة للفيروسات القهقرية، ولا سيما تينوفوفير، وتدهور وظائف الكلى.

6.أمراض الكبد: هي أحد الأسباب الرئيسية للمرض والوفيات بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشري. ويتمثل السبب الرئيسي للإصابة في الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي بي أو سي، أو تعاطي الكحول، أو مقاومة الانسولين أو الآثار الجانبية للأدوية، ويرى الخبراء أن الكشف المبكر والإدارة السليمة لأمراض الكبد بين المرضى المصابين بالإيدز ضروريان لتحسين النتائج على المدى الطويل.

المصادقة على أول علاج وقائي

من جهة اخرى أوصت لجنة استشارية من الخبراء المستقلين إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية الخميس بطرح عقار "تروفادا" في الأسواق وهو اول علاج يقي من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، وصوت الخبراء البالغ عددهم 22 خبيرا بغالبيتهم لصالح طرح هذا العقار في الأسواق، والذي تصنعه المختبرات الأميركية "جيليد ساينسيس"، وتضمنت عملية التصويت ثلاث أسئلة فرعية، وقد أوصى الخبراء بـ19 صوتا مقابل 3 أصوات معارضة بطرح هذا العلاج الوقائي في الاسواق لمثليي الجنس الذكور سلبيي المصل، وصوت 19 خبيرا مقابل معارضين اثنين وامتناع واحد عن التصويت، لصالح بيع هذا الدواء للأزواج مغايري الجنس عندما يكون أحد الشريكين إيجابي المصل، وصوت 12 خبيرا مقابل 8 معارضين وامتناع اثنين عن التصويت، على تسويق هذا العقار "للافراد الآخرين المهددين بالإصابة بالفيروس نتيجة نشاطاتهم الجنسية". بحسب فرانس برس.

وقد تم التصويت على هذه المسائل بعد يوم طويل من العرض والمناقشات، ولا تعتبر إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية ملزمة بالتقيد بهذه التصويت، لكنها غالبا ما تلتزم به، يوصف عقار "تروفادا" وهو مزيج من مضادين للفيروسات القهقرية للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب الذي يتسبب بمرض الإيدز، وقد ثبت فعالية هذا العقار الوقائي بعد دراسة سريرية أجريت بين تموز/يوليو 2007 وكانون الأول/ديسمبر 2009 في ستة بلدان منها البرازيل وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة، مولتها بصورة رئيسية المعاهد الوطنية الأميريكية للصحة، وقد ساهم هذا العقار في خفض خطر انتقال العدوى في اوساط الرجال مثليي الجنس الذين يستخدمون كانوا يستخدمون أيضا الواقي الذكري، بنسبة 44%، وكانت دراسة سريرية أخرى قد أظهرت أن العقار خفض احتمال انتقال العدوى بنسبة 75% بين الازواج مغايري الجنس عندما يكون أحد الشريكين إيجابي المصل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/حزيران/2012 - 11/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م