شبكة النبأ: لاتزال موجة العنف التي
تشهدها سوريا محط اهتمام وترقب الكثير من دول العالم والتي تدخل اكثرها
بشكل سلبي من خلال دعم بعض الاطراف المعارضة التي حاولت الاستفادة من
تدهور الاوضاع في سوريا وسعت الى كسب بعض الامتيازات على حساب الدم
السوري وبمباركة بعض الدول العربية التي لم تدخر شيء في سبيل استمرار
النزاع من خلال بتقديم الدعم والمساعدة المستمرة لبعض الاطراف المتشددة
بدوافع طائفية ومنها تنظيمات القاعدة، حيث اعلنت تلك الدول وبصراحة
انها ستساعد في ايصال الاسلحة والمعدات الازمة الى ايدي ما يسمى
بالمعارضة السورية المتشتتة والتي اصبحت اليوم في موضع انتقاد شعبي
وعالمي خصوصا بعد افتضاح نوأيها واكتشاف عمالتها لبعض الاطراف والأجهزة
المخابراتية، وفي هذا الشأن قال ما يسمى بالمجلس الوطني السوري انه قبل
استقالة رئيسه برهان غليون ممهدا الطريق أمام منافسة قوية بين الاخوان
المسلمين ومنافسيهم السياسيين حول من يرأس المجلس.
ووصلت الصراعات الداخلية الى القمة حول المنصب الذي كان يشغله غليون
استاذ علم الاجتماع السياسي وهو علماني يدعمه الاخوان والذي عرض
الاستقالة من رئاسة المجلس الذي يضم 313 عضوا اذا تمكن الاعضاء من
الاتفاق على خلف له. وتسببت الصراعات الداخلية بالمجلس الوطني السوري
في اضعاف التأييد الدولي للمعارضة السورية.
ويمكن ان يكون انتخاب رئيس جديد للمجلس ضروريا لكسب الاعتراف الدولي
بالمجلس الوطني السوري ويهدئ مخاوف الغرب من صعود الاسلاميين كقوة
رئيسية. ويهيمن الاسلاميون بالفعل على المجلس الوطني السوري لكنهم
منقسمون بين الاخوان المسلمين وفصائل أخرى. وجاء في البيان الذي أصدره
المجلس ان غليون سيظل رئيسا الى حين "انتخاب رئيس جديد في اجتماع
للأمانة العامة" وأضاف ان الجمعية العامة للمجلس ستجتمع في وقت لاحق في
اطار جهود تنظيم المجلس. وأضاف البيان ان المكتب التنفيذي للمجلس
الوطني السوري قرر خلال اجتماع في اسطنبول دعوة الامانة العامة التي
تضم 55 عضوا للاجتماع في العاصمة التركية يومي 11 و12 يونيو حزيران
لانتخاب خلف لغليون.
وقال غليون انه لم يختر هذا المنصب من أجل مكاسب شخصية لكنه قبله
للحفاظ على وحدة الصف. وتابع قائلا انه غير مستعد لان يكون سببا
للانقسام. وكان المجلس الوطني السوري قد انتخب غليون رئيسا له لكن عدة
اعضاء بارزين قالوا ان اعادة انتخابه لن تساعد المجلس على الترويج
لفكرة إيجاد بديل ديمقراطي للأسد. بحسب رويترز.
ويقود غليون المعارضة في المنفى منذ تشكيل المجلس الوطني السوري
المعارض في اغسطس اب 2011 . وقوض الخلاف الداخلي وغياب التماسك السياسي
داخل المجلس الوطني السوري المعارض جهود المجلس لكسب اعتراف دولي رسمي
به كممثل شرعي وحيد للمعارضة لنظام الأسد.
المجلس منقسم جدا
على صعيد متصل قال رئيس المجلس الوطني السوري المستقيل برهان غليون
ان المجلس ابرز تحالف معارضة الذي تشقه "انقسامات" ويعتمد طريقة عمل
جامدة جدا "لم يتمكن من ان يرقى الى تضحيات الشعب السوري". واوضح غليون
الذي تعرض لانتقادات والمدرك انه لم يعد موضع "اجماع" داخل المجلس
الوطني السوري الذي كان جدد له في منصب رئاسته لولاية ثالثة، انه
استقال للتعبير عن ضرورة تغيير قوانين المجلس محذرا من الانقسامات التي
تشقه. واضاف غليون "فكرت في هذه الاستقالة لإجبار المجلس على تغيير
هيكليته والمضي قدما ودمج عناصر اخرى وتعديل قوانينه ليصبح ديموقراطيا".
واعتبر ان المجلس الوطني السوري عرقلته "قاعدة التوافق"، في حين انه
يجب ان يدار على اساس قاعدة "الانتخاب"، برايه. واوضح "ان الصيغة
الحالية هي صيغة ائتلاف عدة احزاب او تشكيلات سياسية تحتكر القرار ولا
تعطي اي فرصة للأعضاء في المشاركة فعليا في القرار، ما ادى الى جمود
كبير". وسبب ذلك بحسب غليون هو الصراعات بين مختلف تشكيلات المعارضة
السورية عموما.
واضاف انه منذ تأسيس المجلس من قبل لجان التنسيق المحلية التي تشرف
على التظاهرات الميدانية والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين
والاحزاب الكردية والاشورية والمستقلين "لم ننجح في استقطاب قوى اخرى،
نحن نتحدث عن ذلك طوال الوقت لكن في الواقع هناك مقاومة حقيقية للأمر
وكل طرف يريد الحفاظ على امتيازاته". واعرب غليون عن الاسف لكون المجلس
الوطني السوري "لم يحقق تقدما كثيرا لإدماج الشباب الذين ينظمون
التظاهرات في الميدان".
ورأى ان سبب ذلك يعود الى انقسامات بين علمانيين واسلاميين داخل
المجلس. واوضح غليون الذي يصنف ضمن اليسار القومي العربي وبرز في تشرين
الاول/اكتوبر باعتباره "الشخصية" القادرة على الجمع بتأييد من الاخوان
المسلمين، انه كتب في رسالة الاستقالة انه لا يقبل ان يكون "مرشح
الانقسام".
واوضح "قدمت استقالتي لكي اقول ان طريق الانقسام هذه بين الاسلاميين
والعلمانيين لا تجدي واعتقد ان النظام السوري هو الرابح لأنه ". واوضح
"مع الاسف ان بعض العلمانيين وحتى في اوساط المقربين مني لعبوا هذه
اللعبة وباتوا اليوم يشكلون تهديدا بشق صفوف الثورة الى جناحين قد
يتواجهان حتى قبل الفوز، بدلا من ان يتعاونا".
وفي نهاية آذار/مارس، اعترف اغلب ممثلي المعارضة السورية بالمجلس
الوطني السوري بوصفه "ممثلا رسميا" للشعب وفي نيسان/ابريل في آخر
اجتماع دولي لمجموعة "اصدقاء الشعب السوري" في اسطنبول، تم الاعتراف
بالمجلس باعتباره "ممثلا شرعيا للسوريين كافة". ويقر غليون بان الازمة
الكامنة منذ عدة اشهر لها انعكاسات على المستوى الدولي. ويقول "منذ بعض
الوقت جعلتنا عدم قدرة المجلس الوطني السوري على الانفتاح الحقيقي على
باقي القوى وعلى التقدم، نفقد شيئا من مصداقيتنا".
غير انه يقر بان المجلس ومنذ انشائه لم ينجح في ان يكون بمستوى
طموحات شعبه. وقال غليون بعدما امضى سبعة اشهر في رئاسة المجلس "لم
نتمكن ان نرقى الى مستوى تضحيات الشعب السوري". واضاف "بالتأكيد لم نلب
بالسرعة الكافية وبشكل كاف احتياجات الثورة" و"صحيح انه لم يكن هناك
تنسيق كبير (مع المعارضة في الداخل) كنا بطيئين، فالثورة تسير 100 كلم
في الساعة ونحن 100 متر في الساعة، ربما بسبب عرقلة قاعدة التوافق هذه".
وغليون استاذ في علم الاجتماع في جامعة السوربون في فرنسا حيث يقيم
منذ نحو ثلاثين عاما. وهو معروف باتجاهاته اليسارية القومية العربية.
وقد اختير رئيسا للمجلس لدى تأسيسه في تشرين الاول/اكتوبر على اساس
قدرته على الجمع بين اطياف المعارضة المتنوعة من اسلامية وليبرالية
وقومية ومستقلة. بحسب فرنس برس.
وجرى التمديد له من المكتب التنفيذي في شباط/فبراير الماضي، قبل ان
تنتخبه الامانة العامة للمجلس رئيسا لولاية جديدة من ثلاثة اشهر،
بأكثرية 21 صوتا مقابل 11 للمرشح المنافس جورج صبرا القيادي في حزب
الشعب الديموقراطي احد مكونات تجمع اعلان دمشق. واثارت اعادة انتخابه
انتقادات من بعض اركان المعارضة الذين نددوا ب"الاستئثار بالقرار"
وبعدم احترام التداول الديموقراطي. كما انتقدوا محاولة جماعة الاخوان
المسلمين، احدى اكبر مكونات المجلس، الهيمنة على قرار المعارضة.
أمريكا تعزز
على صعيد متصل قالت صحيفة واشنطن بوست إن المعارضين السوريين الذين
يقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد بدأوا يحصلون على أسلحة أفضل وأكثر في
مسعى تدفع تكاليفه بلدان الخليج وتساهم في تنسيقه الولايات المتحدة.
نقلت الصحيفة هذه المعلومات عن نشطاء للمعارضين ومسؤولين أمريكيين
واجانب. وقالت الصحيفة إن مسؤولي حكومة الرئيس باراك أوباما أكدوا ان
الولايات المتحدة لا تزود المعارضين بمواد قاتلة مثل الأسلحة المضادة
للدبابات او تقوم بتمويلها. واضافوا قولهم ان حكومة أوباما وسعت
اتصالاتها مع القوات العسكرية للمعارضة لتزويد بلدان الخليج بتقييمات
عن مصداقية المعارضين والبنية التحتية لمراكز السيطرة والتحكم. وقالت
الصحيفة إن مسؤولا رفيعا بوزارة الخارجية -وهو أحد عدة مسؤولين
أمريكيين واجانب تحدثوا عن هذه الجهود التي بدأت تتكشف شريطة عدم الكشف
عن أسمائهم- قال "نحن نزيد مساعداتنا غير القاتلة للمعارضة السورية
ومستمرون في تنسيق جهودنا مع الاصدقاء والحلفاء في المنطقة لتحقيق أكبر
أثر فيما نقوم به بشكل جماعي." |