حراك وَفمُ الثعبان

عبدالعزيز حسن آل زايد

ثعبان يتغلغل في الأحشاء وبيوضه تنتظر الفقس، يمرق في أعطاف الأمة النائمة ليمسك بالصولجان جيداً، في كل شبر له عرش عظيم، (الدجال) يحلو للبعض تسميته فعيونه تسكن رأس الهرم، كناية للهيمنة التي يتربع بها فوق أنوف البشر.

همفر في مذكراته يبسط الحديث عن مخططات هذه الأفعى الشرسة، فيميط عن خبايا محرمة تكشف عن جذور المُلك العضوض، الحقيقة واضحة لمن يراقب الذهب أين يذهب؟!، فأبناء العم سام يتمغطون في شوارعنا والقدس عاصمة أصبحت لهم، هكذا نجحت حيلة الهولوكوست والمحرقة المزعومة، أسياداً جعلهم الدولار والأحجار تتحرك ليحكمون العالم ..

يثرب مغنم آخر يسيل لها لعابهم فهي جزء من أرض الميعاد، أرأيت فم الثعبان؟! تزحف هذه السحلية وتحرك الدمى عن بعد، رموت الجزيرة في قبضتها فتارة تستخدم السكين للقطع وأخرى تبتلع باسم الإتحاد، مقامرة بوادي الليل ليس في صحنها غير أشلاءنا الممزقة والملاعق والشوك تصب فوقها أنزيم الشره العفن.

آه لشعبنا المعصب الدماغ، وهل تسرق ثورة التغيير إلا لمن يعشق الوثير؟!، الدماء تستنجد بالثأر وعيون الشهداء تستحلفنا أن لا نضيع رآية الظفر، فالنفوس لا تقارن بالنفيس وإن جد الخطب، الجولة الرابحة لركب الصمود، فالزبد الغفير لا يشد الجراح، والقلة في كتاب الله موعودة بالنصر.

يقزمون الحراك والإحباط ليس من شأننا، (أتحسب أنك جرم صغير؟! وفيك أنطوى العالم الأكبر) نفحة تولد فينا الإصرار، أوليس الله نفخ فينا من روحه؟!، وأن للأديم أن يطفئ نور الجليل، لنرجم الشيطان ووسوسته فالأفعى التي تعصرنا من الخارج ستخور، والبركان الخامد في أعماقنا سيزأر.

 الكبريت الذي ننتظره سيشرق عن قريب، أما يهزنا نور الرحمن الذي يحثنا نحو الرواح : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ) !!، فالصبر يقلب الموازين، ولا صبر للجبناء : (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُر)، خلف الصفائح والمدرعات والمباني، والحقد يعصر قلوب بعضهم على بعض، وأحاديث الألفة والاندماج زائفة فـ ( بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)، فصول الحكاية ستنتهي بقطع لسان الثعبان ليكون السم وبالاً عليها ولا يستقر إلا في أمعائها.

الإيمان هو ما نراهن به وعليه تتغير المعادلات، أي عاقل يؤثر الفاني على الباقي؟! الشهادة والظفر جناحان لطائر الحرية والكرامة، فأيهما سنختار (جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ) أم حصيرة يتلاعب بها جلاد ؟!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 20/آيار/2012 - 28/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م