الزوج يريد إسقاط المدام!

هادي جلو مرعي

المصريون والتوانسة والليبيون واليمنيون والبحارنة والسوريون، رفعوا صوتهم عاليا بأن الشعب يريد إسقاط النظام، وشعوب عربية أخرى وعلى إستحياء تطالب بإسقاط كافة الأنظمة السائدة، ولعل عامل الخوف هو المحرك لمشاعرها المكبوتة، ولم تصرح بما تريد كما فعلت الشعوب التي ثارت، وحطمت عنفوان أنظمتها الجبارة وصنعت لها ثورات بأسماء وعناوين وتواريخ لا يمكن للزمن أن يغفلها مهما تطاول ومهما تغير فعل الناس وتنوعت مشاربهم وتوزعت رغباتهم.

ما يحدث في المنظومة العربية ليس فعلا شعبيا إستثنائيا تلقائيا، بل هو نتاج حركة كونية إلهية وجدت إن شعوب الأمة العربية لاحول لها ولا قوة وإنها لن تغير من حالها ولن تبدل.. وحتى الآية المباركة.. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. ربما لم تكن عنوانا لفعل العرب أي إنهم لم يغيروا ما بأنفسهم وظلوا خائفين ولذلك دفعتهم السماء دفعا ليغيروا من تلك الأنفس الخاملة الضعيفة المستسلمة لإرادة الحكام المتجبرين وأسرهم المستهترة ودون أن تتحرك فيها جذوة الثورة..

السماء تتدخل لتفاجئ شخصا معتوها مثل القذافي، وموروثا مثل القائد اليمني، ومتجبرا فارغا مثل زين الهاربين بن علي، او جنرالا خرفا مثل مبارك.. فاجأت السماء هؤلاء وأرعبتهم وسخرت منهم ثم سلطت عليهم ضعاف شعوبهم والفقراء والجياع حتى صارت ثورات تلك الشعوب كأنها الرحلة التي قطعها أتباع الرسول الأمي محمد في مكة حين هزأت منه قريش وقالت : لم يؤمن به سوى سفهاؤنا وفقراؤنا وعبيدنا. وهؤلاء الضعاف هم الذين كسروا هيبة قريش وكبرائها وجبابرتها..

القدر يسخر من هؤلاء وكلما عاندوا وحاولوا التشبث بالسلطة صاروا محل هزء وتندر الشعوب لأنهم ماضون في كل الأحوال..

بعض النساء يتندرن على أزواجهن من الخائفين لسلطاتهن التشريعية والتنفيذية ويسخرن قائلات الزوج يريد إسقاط المدام..

شعارات الثورات العربية صارت جزءا من ثقافات شعوب المنطقة في الأغاني والنكات والقصائد والعلاقات الاجتماعية والحوارات والكتابات وقضايا أخرى تفوق الحصر، هذه الثورات نقلت البلاد العربية الى عالم جديد ورسمت لها خارطة جديدة قد يتوه فيها الكثير ممن عجزوا عن تقبلها..

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/آيار/2012 - 25/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م