اصدارات جديدة: القبلة وتقاليد التقبيل

 

 

 

 

الكتاب: القبلة وتقاليد التقبيل

في شرائع الحب والدين والسياسة

الكاتب: حسين علي الجبوري

الناشر: دار آراس للطباعة والنشر / اربيل / العراق

عدد الصفحات: 330 صفحة من القطع المتوسط

عرض: حيدر الجراح

 

 

 

شبكة النبأ: من المحتمل، كما ترى الموسوعة البريطانية، ان تكوّن نزعة التقبيل قد نشات عند الانسان منذ ان صار يقف على قدميه ويقابل الاخرين وجها لوجه، واصبحت ذراعاه مستعدتين للعناق. ان تبدل الوضع البايولوجي للانسان من الحبو الى انتصاب القامة وتحرر اليدين من وظيفة الارتكاز قد يؤدي الى تحول في السلوك والطباع. ولما كانت قدرة هذا النوع من الاناسي الذي يطلق عليه علماء الاجناس اسم (الانسان المنتصب) على التفاهم مع انداده ضعيفة لقصور لغته عن التعبير فان الملامسة بالشفاه على مواضع مختلفة من جسم المقابل قد اسعفته كثيرا في التعبير عن عدة اغراض يروم البوح بها لمن يقابله.

وتمضي الموسوعة البريطانية فتعرّف القبلة بانها ضم الشفاه على الشفاه او على الخد او اليد او القدم لشخص اخر كدلالة تعاطف او تبجيل او انجذاب جنسي.

بينما يرى باحثون اخرون بان القبلة كانت فقط في المرحلة الاخيرة من تطور طويل بدأ بتلامس الوجوه وشمها مثلما يفعله الاسكيمو والماوري، فانهم لايزالون بفركون انوفهم مع بعضهما ولايقومون بتقبيل بعضهم بعضا. وقد لوحظ ان الناس في بعض القبائل الهندية يتبادلون التحية بطريقة شم الوجوه واعتادوا ان يقولوا (شمّني) بدلا من ان يقولوا (قبلني).

ان الشم في حقيقته نوع من الملامسة الحميمية كما ترى ذلك من بعض العراقيات حين يعمدن الى شم خدود بعضهن دون تقبيلها، ولكن بعض العراقيين من المحبين بخاصة يقبّلون اولا ثم يشمون. يقول شاعرهم:

بوسة واشمنّه واشمّ العطر منّه

ومع ذلك فان القائلين باسبقية اللمس يذكرون انه اصل المشاعر، وقد اظهرت التجارب بان اخفّ الملامسات مع الاخرين تنبه الدماغ وتستثيره. فنرى الكثير من الحيوانات تتعارف مع بعضها باللمس حينما تتلاقى. فالقطط والكلاب تدلك اجسامها باجسام اصحابها او اجسام نظائرها. والطيور تدلك مناقيرها بمناقير بعضها عند التجاذب، والحمام يزق بعضه بعضا في حالة التواصل ومطارحة الحب، والفيلة تجدل خراطيمها بخراطيم بعضها البعض، وحتى الحشرات تتعارف بالتلامس بقرون الاستشعار وكذلك الحلازين.

ويرى باحثون اخرون ان التقبيل بدأ اول مابدأ بين الام وطفلها وذلك عندما تحاول تبسيط الطعام وتدفئته بمضغه بفمها قبل ان تنقله بطريقة – قبلة – الى فم طقلها. ويربط فرويد القبلة بالرضاعة ويقول ان منشأ القبلة متات من اللذاذة التي يشعر بها الطفل عند مصه حلمة ثدي الام طلبا للغذاء ويسمي فرويد هذه المرحلة بالمرحلة الفمية وهي تمتد من ميلاد الطفل الى بلوغه 18 شهرا حيث يكون الفم مركزا للذة، وعندما يكبر يحن الى ذلك الماضي ويتحول المص الى تقبيل الاخر.

والتقبيل في اللغة: مصدر قَبَّلَ، والاسم منه القُبلة، والقُبلة بالضم اللثْمّة، والقِبلة بالكسر الجِهة، والقَبلة بالفتح وتحريك اللام الخَبّاز، ويبدو أن القبلة بالضم والقبلة بالكسر لفظان مشتركان بالمعنى العام للإقبال على الشيء، واللثمة مشتقة من اللثام، وهو موضع النِّقاب على الشفتين، وليس في لغتنا العربية بالمترادفات سوى هذين اللفظين: القبلة بالضم، واللثمة بالفتح، فاضطر العرب إلى استخدام (البوسة)- وهي كلمة فارسية معرّبة- على سبيل الإغناء، وشاعت في العاميات العربية، وظل أهل الفصاحة مع القبلة واللثمة، متجاهلين ما أثبتته المعجميات العربية في مادة (بَوْس) وجواز استخدام المُعرَّب. والكلمات المُعرّبة عن الفارسية واردة في القرآن الكريم كالاستبرق والزبرجد، وواردة في الحديث الشريف والشعر الجاهلي.

 والقُبلة: هي ملامسة الشفتين للشفتين، أو لأي منطقة أخرى من الوجه، كالخَدّ والجبين والعين والأنف والذقن والشوارب، وقد تكون القبلة لليد والقدم، وقد تكون لبعض كائنات الطبيعة، كالوردة أو أي حيوان أليف، وقد تكون لأشياء مصنوعة، كالهدية تُهدى، فيقبلها المُهدى إليه على سبيل الشكر، وقد تكون قبلة في الهواء تطيّرها اليد لمن هو بعيد، أو قبلة في الهواء يُسمع صوتها في الأذنين كأنه الهمس، حين تلتقي النساء في استقبال النسوان حتى لا تحمِّر إحداهن الأخرى بصباغ شفتيها، وقد تكون القبلة ملامسة أنف لأنف، أو فم لكتف، أو فم لطرف ثوب الحاكم. وبعض الناس في الأحياء الشعبية يحمد الله بتقبيل يده وجهاً وقفا، مع قوله) الحمد لله، مستورة (.

جاء ت عناوين الكتاب مبوبة على احد عشر عنوانا مع عناوين فرعية كثيرة هي كالتالي:

الباب الاول: استهلالات معرفية

الباب الثاني: القبلة في الكتاب المقدس انواعها واغراضها

الباب الثالث: القبلة في نشيد الاناشيد

الباب الرابع: الحب في بلاد وادي الرافدين

الباب الخامس: القبلة في نشيد الملك امرؤ القيس

الباب السادس: القبلة بين الاباحة والتحريم

الباب السابع: بنو عذرة وبنو عامر. سمو الحب وسقوطه

الباب الثامن: مداواة الداء بالداء

الباب التاسع: عندما يعز تقبيل المحبوب بذاته

الباب العاشر: القبلة في محيط النبوة

الباب الحادي عشر: تقبيل المقدسين

الباب الثاني عشر: القبلة في الرسوم السياسية

الباب الثالث عشر: العودة الى القبلة الغربية

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/آيار/2012 - 24/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م