مسلمو أمريكا... أزمة انسجام مستمرة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يعاني المسلمون في الولايات المتحدة من صورة سلبية تروجها معظم وسائل الإعلام، منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، فكثير من المسلمين المندمجين في المجتمع قرروا مواجهة هذا التمييز بالانفتاح والعمل الاجتماعي وخدمة المحتاجين، وتلعب وسائل الإعلام هناك دوراً كبيراً في تقوية هذه الشكوك، لاسيما عند تغطيتها لما يقوم به المتطرفون الإسلاميون، فعلى الرغم من اندماج مسلمي الولايات المتحدة في المجتمع بشكل جيد، إلا أن غالبية الأمريكيين يقابلون الدين الإسلامي بالشك، حيث تشن بعض الأوساط الأمريكية بشكل مستمر حملات تحرض على الكراهية ضد المسلمين، بالتعصب والعنصرية، إلا أن كبرى المنظمات الإسلامية، والناشطين في الولايات المتحدة الأمريكية، دعوا للتهدئة، للوصول إلى صيغة، بشأن مكافحة التعصب ضد المسلمين ومواجهته في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتشير بعض الاستطلاعات التي أجريت مؤخرا على انحسار موجة الكراهية بشكل نسبي التي سادت الشارع الأمريكي في الفترة الماضية إزاء المسلمين، حيث خلصت تلك الدراسات والأبحاث التي نشرت في الآونة الأخيرة، بأن الصوت المسلم قد يحسم هوية رئيس أمريكا المقبل، كما ذكرت ولأول مرة في التاريخ، تفوق أعداد المسلمين على اليهود في أمريكا، وازدياد عدد المساجد بنسبة 74% خلال 10 سنوات في الولايات المتحدة، كل هذه الأمور أشاعت شيئا من الارتياح لدى تلك الجاليات في تلك الدولة، على الرغم من بقاء استمرار بعض الإعمال العنصرية والاستفزازية التي تجهد الجهات المتطرفة على القيام بها اتجاههم، مثل وقف إنتاج الموسم الثاني من برنامج الواقع "كل المسلمين الأمريكيين" الذي أثار جدلاً واسعاً بالولايات المتحدة بزعم أنه يروّج للشريعة الإسلامية، كما بينت دراسة جديدة بأن التمييز ضد مسلمي أمريكا أسوأ مما حصل للسود، ناهيك عن نشر الأفلام المسيئة للإسلام ، وكذلك الهجمات المتكررة التي تستهدف مواقع دور العبادة وكذلك تحرش ملحدين أمريكيين بالجالية المسلمة في الولايات المتحدة. كل هذه الأمور تسعى للنيل من الإسلام والمسلمين وتشويه صورتهم إعلاميا، في المقابل يسعى المسلمون في ذلك البلد لمواجهة هذا التمييز بالانفتاح والعمل الاجتماعي لظفر بمستقبل اقل عدائية.

الصوت المسلم

فقد قالت دراسة متخصصة في مجال توزيع أصوات الناخبين إن الصوت الإسلامي في الولايات المتحدة قد يلعب دوراً حاسماً في تحديد هوية الرئيس الأمريكي المقبل خلال انتخابات هذا العام في نوفمبر/تشرين الثاني بسبب الانقسامات الواضحة في اتجاهات التصويت، وذكرت الدراسة التي أعدها الباحث فريد سنزاي، أن المقترعين المسلمين لا يشكلون أكثر من واحد في المائة من الأصوات، ولكن بوسعهم ترجيح كفة على أخرى خلال التنافس المحموم المنتظر، وأضاف سنزاي أن الولايات منقسمة بشكل واضح على صعيد اتجاهات التصويت، فولاية فلوريدا مثلاً، شهدت تنافساً شرسا بين الرئيس السابق، الجمهوري جورج بوش، ومنافسه الديمقراطي، آل غور، انتهى لصالح الأول بفارق 537 صوتاً فقط، في حين يمتلك المسلمون قاعدة انتخابية فيها تصل إلى 23 ألف صوت، وقال نعمان عباسي، رئيس جمعية "إيمرج أمريكا" التي دعت الناخبين المسلمين في السابق إلى المشاركة بكثافة، إن الجهود التي تبذلها جمعيته، والنشاطات المماثلة، ستزيد من حضور أصوات المسلمين في الانتخابات، وبحسب دراسة سنزاي، فإن قوائم الناخبين في الولايات المتحدة تضم 1.2 مليون ناخب مسلم، وتشير الدراسة إلى أن المسلمين الأكثر إقبالاً على التصويت هم الأكثر التزاماً على المستوى الديني لجهة ترددهم على المساجد، وتتواجد الكتل الإسلامية الانتخابية الأكبر في الولايات المتحدة وكاليفورنيا، والتي لا يرجح أن تشهد تنافساً حامياً خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكن الناخبين المسلمين يتواجدون بشكل كبير أيضاً في الولايات "الساخنة" انتخابيا، وعلى رأسها بنسلفانيا وميتشيغان وفيرجينيا، كما يتواجد الناخبون المسلمون بأعداد كافية لقلب المعادلات في ولايات سبق لها أن شهدت فوز طرف على آخر بأعداد محدودة للغاية من الأصوات، مثل فلوريدا وأوهايو. بحسب السي ان ان.

غير أن الدراسة أشارت إلى أن المسلمين ليسوا الكتلة الوحيدة التي يمكن لها إدعاء القدرة على حسم المعارك في عدة ولايات، بل يمكن لأصحاب الأصول الأسبانية والنساء وتجمعات العاطلين عن العمل لعب الدور نفسه، إلى جانب أن المسلمين لديهم اهتمامات عامة مشتركة مع سائر نظرائهم في البلاد، كقضايا الاقتصاد والشؤون الداخلية، وكانت المسلمون قد صوتوا بكثافة للرئيس السابق، جورج بوش، في انتخابات عام 2000، ثم تبدلت اتجاهات تصويتهم لتصب في صالح الديمقراطيين، فصوتوا لصالح جون كيري عام 2004، ومن ثم الرئيس الحالي، باراك أوباما، عام 2008، يشار إلى أن الدراسة من إعداد معهد "السياسة الاجتماعية والتفهم،" وهو مؤسسة بحثية مركزها واشنطن، وتركز على قضايا المسلمين، وقد استندت بشكل كبير إلى أرقام سابقة قدمتها مصادر مثل "غالوب" و"زغبي انترناشونال" ومركز "بيو" للأبحاث.

لأول مرة في التاريخ

فيما كشف إحصاء للأديان في الولايات المتحدة الأمريكية أن عدد المسلمين الأمريكيين ارتفع خلال العقد الماضي ليفوق أعداد اليهود المتواجدين هناك لأول مرة في التاريخ، كما ذكر الإحصاء أن معظم أهم الكنائس المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية فقدت أتباعها، ويقول احد المشرفين على الإحصاء أن عدد المسلمين زاد من مليون مسلم في عام 2000 إلى 2.6 مليون مسلم في عام 2010 بفضل الهجرة المسلمة الدائمة للولايات المتحدة واعتناق الكثير من الأشخاص للدين الإسلامي هنا، وأشارت البيانات إلى أن حوالي 55 بالمائة من الأمريكيين يحضرون الطقوس الدينية بانتظام. وبالمقارنة تقدر معظم الاستطلاعات أن حوالي 85 بالمائة من الأمريكيين يعتنقون العقيدة الدينية رغم عدم حضور الطقوس. وذكرت الدراسة أن حوالي 158 مليون أمريكي جرى تصنيفهم على أنهم لا ينتمون لأي دين. وبين الديانات الرئيسية كشف الإحصاء أن عدد الكاثوليك وهم أكبر كتلة دينية انخفض 5 بالمائة إلى 58.9 مليون خلال السنوات العشر.

مساجد الولايات المتحدة

كما اكد تقرير ان عدد المساجد ازداد "بسرعة لا تصدق" (74%) في خلال عشر سنوات في الولايات المتحدة لكن لا شيء يدل على ان الاصولية اشتدت لدى الشبان المسلمين، وبحسب هذه الوثيقة بعنوان "مسجد 2011" تعد البلاد 2106 مساجد في 50 ولاية اضافة الى واشنطن العاصمة، اي بزيادة 74% مقارنة بالعام الفين، قبل سنة من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر عندما كان عددها 1209 مساجد، ويوجد 192 مسجدا في منطقة نيويورك و120 في كاليفورنيا الجنوبية و166 في تكساس و118 في فلوريدا وحتى اثنين في مونتانا حيث اقل من واحد في المئة من السكان ليسوا مسيحيين، واكد التقرير الذي اعد بمبادرة تجمع الطوائف اليوم "ان عدد المساجد ارتفع بسرعة لا تصدق خلال العشر سنوات الاخيرة" وفسر ذلك بوصول مهاجرين جدد خصوصا من الصومال والعراق وافريقيا الغربية والبوسنة، وبالازدهار المتنامي للطائفة، لكن عددها يبقى اقل من الكنائس المسيحية التي يبلغ عددها 322 بحسب تقدير معهد هارتفورد للابحاث الدينية. بحسب فرانس برس.

ولفت التقرير الى ان الغالبية العظمى لمسؤولي المساجد -87%- كانوا يعتبرون في 2011 ان الاصولية لم تتزايد لدى الشبان بل على العكس "فان مشكلتهم الرئيسية هي اقناعهم بالذهاب الى المساجد"، ويعتقد ربعهم ان "المجتمع الاميركي معاد للاسلام" اي اقل بكثير من ال50% في العام الفين، ويعتقد 99% ان على المسلمين ان ينخرطوا في المؤسسات الاميركية و91% في السياسة، وقال كاتب التقرير احسان باغبي (جامعة كنتاكي) في مؤتمر صحافي "ان المسلمين في اميركا يمتلكون طاقة كبيرة ويشكلون اكثر فاكثر جزءا من المشهد الاميركي"، واضاف نهاد عواد مسؤول مجلس العلاقات اميركا-الاسلام "ان المسلمين الاميركيين يشعرون انهم في وطنهم" و"يؤمنون بالحلم الاميركي ويثقون بشركائهم في الوطن.

أسوأ مما حصل للسود

في سياق متصل تحدثت ليندا صرصور، المديرة التنفيذية للجمعية العربية الأميركية في نيويورك، و مديرة الدفاع الوطني للشبكة الوطنية للجاليات العربية الأميركية، عن وجود حاجة ملحة، للوصول إلى صيغة تفاهم، بشأن مكافحة التعصب الذي يمارس ضد المسلمين في الولايات المتحدة، وأخذ موقف واضحاضده وشجبه، وأكدت أن توجيه أي إساءة لأي مسلم في الولايات المتحدة إهانة واعتداء على جميع المسلمين، وأثارت صرصور، في مقال كتبته قضية مقتل شيماء العوضي، السيدة العراقية المسلمة التي وجدت غارقة في دمائها، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وبجوارها رسالة كتب فيها "عودي إلى بلدك، أنتِ إرهابية،" ما تسبب بموجة استياء وخوف لدى مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية، وقالت صرصور: "أنا امرأة عربية أمريكية مسلمة، وأم لثلاثة أولاد، وبعد سماع خبر مقتل العوضي، فكرت في نفسي ومصير عائلتي، فموت العوضي وضع أمام وجهي مرآة، خاصةً مع وجود أوجه كثيرة للشبه بيننا، فأنا في نفس عمرها، وأرتدي الحجاب مثلها، وأعيش في حقبة يواجه فيها المسلمون عداءً شديداً في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ أحداث 11 سبتمبر، وأشارت صرصور إلى حادث أخر سبق مقتل العوضي، وشكل جريمة كبيرة أثارت استياء الرأي العام، هي مقتل ترايفون مارتن، الفتى الأسود الذي قتل في السادس والعشرين من الشهر الماضي، برصاص حارس كان يقوم بدورية مراقبة في الحي الذي تقيم فيه، في منطقة سانفورد السكنية، بضاحية اورلاندو وسط فلوريدا.

وعلقت قائله: "أنا شخصياً كنت حزينة ومتعاطفة جداً مع قضية الفتى مارتن، لكن العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة مختلفةٌ تماماً عن التعصب ضد المسلمين، فالحديث أو أظهار العنصرية ضد السود مرفوض علناً في الولايات المتحدة حتى إن وجد في الخفاء، لكن للأسف التعصب ضد الإسلام مقبول تماماً، وروجت له وسائل الإعلام عبر تصريحات مرشحين الرئاسة الأمريكية، التي تحمل بعضها كراهية للإسلام والمسلمين، وبحسب صرصور، فإن مصطلح "الإرهاب" أصبح مرادفاً للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وبدا ذلك بوضوح في الرسالة التي تركت إلى جانب العوضي. إلا أن السلطات التي تتولى التحقيق في القضية، قالت إنها لا تستبعد وجود شبة جريمة كراهية في القضية، لكنها أيضاً أكدت أنه حادث عرضي فردي، تساءلت صرصور قائلة: "كيف يكون حادثت عرضيت؟ فوفقا للتقرير الصادر عن مكتب التحقيقات الفدرالي FBI عام 2011، فإن جرائم الكراهية ضد المسلمين زادت بنسبة تقارب الـ50 في المائة في عام 2010. كما أشارت أحدث الإحصاءات إلى ارتفاع عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين من 107 قضية في عام 2009 إلى 170 جريمة في عام 2010، وأضافت: "شهد العام الماضي اغتيال اثنين من كبار شيوخ السيخ، اللذين بدا من هيئتهما أنهما مسلمين، والعام قبل الماضي قُتل سائق تاكسي بعد إخباره لأحد الركاب بأنه مسلم، وبصفة عامة لا أستغرب هذه الأحداث بعد الاستماع إلى حركات عدائية علنيةً ضد المسلمين داخل الكونغرس، ومعادة الطقوس الإسلامية، التي ولدت زيادة بالاحتقان والتعصب ضد المسلمين، لكن الخطير أن نجد أشخاص عاديين لا علاقة لهم بالدين أو السياسة  يمارسون التعصب الأعمى ضد المسلمين المدنيين خوفاً من المجهول. بحسب السي ان ان.

وفي ظل وجود محاولات من بعض المسلمين في الولايات المتحدة للربط بين قضية مارتن، وقضية العوضي، بالتعصب والعنصرية، إلا أن كبرى المنظمات الإسلامية، والناشطين في الولايات المتحدة الأمريكية، دعوا للتهدئة، وعدم استباق النتائج قبل انتهاك التحقيقات، اعترضت صرصور على ذلك قائلة: "كيف نتوقف على الربط وافتراض الاستنتاجات، ففي قضية مارتن، وضع الجميع الافتراضات، ودفعوا الرأي العام للتضامن مع القضية، على الرغم من عدم وجود أدلة واضحة، فهل العثور على جثة سيدة مسلمة، وبجانبها رسالة موجود فيها رسائل كراهية واضحة، فيه من الغموض ما يمنع افتراض وجود جريمة كراهية أو تعصب؟، وأضافت: "الأغرب من ذلك بدلاً من تضامن المسلمين هنا في الولايات المتحدة لتغيير الصورة النمطية عن المسلمين والإسلام، وإظهار التعصب الذي نعاني منه، قرأت تدوينات وتعليقات، من بعض المسلمين، تشير ضمنياً إلى وجود احتمالات أن تكون قضية العوضي، مجرد جريمة عنف منزلي، أو جريمة شرف. نحن نحتاج إلى تضافر الجهود، للوصول إلى صيغة، بشأن مكافحة التعصب ضد المسلمين ومواجهته في الولايات المتحدة الأمريكية.

فيلم مسيء

من جهة أخرى طالبت جماعات أمريكية مسلمة معنية بالدفاع عن الحقوق المدنية باستقالة قائد شرطة نيويورك راي كيلي وسط جدل حول فيلم مسيء للمشاعر، وأعلن كيلي أسفه للتعاون مع منتجي فيلم (الجهاد الثالث.. رؤية اسلامية متطرفة لامريكا) والذي يعرض لقطات لهجمات انتحارية ويقول ان "الاجندة الحقيقية لمعظم قيادات المسلمين في امريكا" هي "اختراق امريكا والسيطرة عليها، وتعرض كيلي لانتقادات شديدة بعد ظهور تقارير عن عرض الفيلم لعدد من المرات اكبر مما تم الاعتراف به من قبل. وحين خرج الى النور منذ عام قالت الشرطة انه لم يعرض الا لبضع مرات، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الفيلم عرض على 1400 ضابط على مدى عدة أشهر كما كشفت وثائق تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات، وقال مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية وهو منظمة بارزة معنية بالدفاع عن الحريات المدنية ان كيلي لا يصلح ليرأس أكبر وأبرز قوة شرطة في البلاد، وقال نهاد عوض المدير التنفيذي للمجلس في بيان"بوصفهما قياديين بأكبر قسم للشرطة في البلاد فان تصرفات المفتش كيلي ونائب المفتش (بول) براون تحدد نبرة العلاقات مع اجهزة انفاذ القانون تؤثر على المسلمين الامريكيين على مستوى البلاد. بحسب رويترز.

وقال المجلس وعدد من جماعات الحقوق المدنية الاخرى انهم سيعقدون مؤتمرا صحفيا في مبنى بلدية مدينة نيويورك، وثار الجدل فيما كان كيلي المرتبط بصلات وثيقة برئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج يحاول تحسين العلاقات المتوترة بين الشرطة والاقلية المسلمة، وقال بلومبرج للصحفيين في اشارة الى الفيلم "هناك من أساء الحكم بشدة، بمجرد أن اكتشفوا الامر أوقفوه، وقال بول براون المتحدث باسم كيلي ونائبه ان فيلم (الجهاد الثالث) كان يعرض بشكل مستمر على شاشة تلفزيونية في مقر للشرطة في بروكلين. وأضاف أن الفيلم لم يستخدم في الدورات التدريبية ولم يعرض قط في أكاديمية الشرطة، علاوة على ذلك تعترف الشرطة الان بأن متحدثا باسمها ساعد في ترتيب مقابلة أجراها منتجو الفيلم مع كيلي وعرضت خلاله. كانت الشرطة قد قالت فيما سبق ان كيلي لم يتعاون في صناعة الفيلم وان المقابلة مأخوذة من الارشيف، وقال براون ان المفتش يجد المنتج النهائي "بغيضا" ويأسف للمشاركة، ولم يرد منتجو الفيلم على الفور على طلب بالتعليق.

القاء قنبلة حارقة على مسجد

في حين قالت شرطة نيويورك ان رجلا من مواطني المدينة اعترف بانه نفذ سلسلة هجمات بقنابل حارقة استهدفت مواقع من بينها مسجد ومنزل يستخدمه الهندوس للعبادة، وقالت الشرطة انها ألقت القبض على المشتبه به في الهجمات التي شنت ليل الاحد وانه اعترف بعد استجوابه، واضافت الشرطة ان المشتبه به اعترف بانه الفاعل في الهجمات الخمس متذرعا بانه له شكوى شخصية ضد كل من هذه المواقع، ويجري التحقيق في تلك الهجمات على انها جرائم محتملة للكراهية، وامتنعت الشرطة عن الكشف عن هوية المشتبه به الذي القي القبض عليه بناء على تقارير لشهود عيان وتسجيل مصور التقطته كاميرات للمراقبة، واصابت احدى القنابل الحارقة مدخل المسجد الواقع في مؤسسة الامام الخوئي وهي منظمة شيعية في حي كوينز بمدينة نيويورك بينما كان حوالي 75 الى 80 شخصا في الداخل. بحسب رويترز.

واصابت قنبلة اخرى منزلا خاصا تقام فيه طقوس دينية هندوسية. واصيب ايضا متجر ومنزلان باضرار، ولم ترد تقارير عن اصابات، وعقب الهجمات كلف حاكم نيويورك اندرو كومو مسؤولين من سلطات انفاذ القانون بالولاية بمساعدة سلطات مدينة نيويورك في التحقيقات قائلا ان الهجمات "تتعارض مع كل قيمنا كمواطنين من نيويورك وكأمريكيين، وأدان مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية الهجمات ودعا الشرطة لزيادة دورياتها لحماية المساجد، وقال ابراهيم هوبر المتحدث باسم المجلس "الهجمات على أماكن العبادة لمواطنينا يجب أن يدينها جميع الامريكيين ويجب التحقيق فيها وملاحقة مدبريها باستخدام كل سبل انفاذ القانون.

وقف إنتاج "كل المسلمين الأمريكيين" المثير للجدل

الى ذلك أعلنت قناة "تي ال سي" التلفزيونية الأمريكية، وقف إنتاج الموسم الثاني من برنامج الواقع "كل المسلمين الأمريكيين" الذي أثار جدلاً واسعاً بالولايات المتحدة بزعم أنه يروّج للشريعة الإسلامية، ويصور برنامج "كل المسلمين الأمريكيين" All -American Muslim الحياة اليومية لخمس عائلات مسلمة في ولاية ميشيغن، ويهدف البرنامج إلى تسليط الضوء على  حياة المسلمين في الولايات المتحدة، وإظهار صورتهم الحقيقية بعيدا عن النمطية التي ارتبطت بهم، وكيفية الموازنة بين عقيدتهم وتقاليدهم ونمط الحياة الأمريكية، ولم تشر الشبكة إلى تفاصيل تتعلق بأسباب القرار، وهو ما كشف بعض العاملين بالبرنامج لصحيفة "ديترويت فري برس" بأنه اتخذ بناءا على تقييمات، ونجح البرنامج في اجتذاب 1.7 مليون مشاهد، لدى بدء عرضه في نوفمبر/تشرين الأول، ليتراجع المعدل إلى 900 ألف مشاهد مع بث الحلقة الأخيرة منه في 18 ديسمبر/كانون الأول، وأثار "كل المسلمين الأمريكيين" جدلاً واسعاً بالولايات المتحدة، بعدما أدعت جمعية مسيحية محافظة، أنه يروج للشريعة الإسلامية، ورأت "جمعية الأسرة في فلوريدا،" في البرنامج ترويجا للإسلام ومبادئه، ويمثل خطراً على الحريات الأمريكية وقيمها التقليدية، ودفع الجدل بالعديد من الشركات لسحب إعلاناتها التلفزيونية من البرنامج، كان آخرها شركة "لويز" التي أكدت بحزم إن قرارها "لم يتخذ استناداً إلى شكاوى من أي جماعة بعينها. بحسب السي ان ان.

تحرش ملحدين

على صعيد أخر تحرش ملحدين أمريكيين بالجالية المسلمة في الولايات المتحدة لافتات استفزازية في قلب تجمع للجالية المسلمة في نيوجيرسي، قام ملحدون أمريكيون باستفزاز مشاعر الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة بنشر يافطات إلحادية تتهجم فيها على الذات الإلهية وتستفز مشاعر المسلمين في أحيائهم في ولايات عدة منها ضاحية باترسون في نيوجيرسي، وتتهجم اليافطات باللغتين العربية والإنكليزية على الذات الإلهية، وعبر سكان الحي المسلمين عن غضبهم من هذه اللافتات قائلين إنها مشينة رغم أنهم قالوا أن للجميع حرية المعتقد، وجرى نصب هذه اللافتات في شارع رقم 33 برودواي في قلب تجمعلات مسلمة في ولاية نيوجيرسي.  ويزعم جماعة الملحدين الأمريكيين أنهم يقصدون بهذه اللافتات أن يظهروا أنه لا يوجد مكان معزول في الولايات المتحدة. . بحسب السي إن إن.

مسلمة تفوز بحكم للتمييز

من جانب أخر ذكر قرار صادر عن قاض ان هيئة محلفين منحت خمسة ملايين دولار لامراة في كانساس سيتي تحولت من المسيحية الى الاسلام كتعويض عن اضرار لحقت بها بعد ان وجدت هيئة المحلفين ان عملاق الاتصالات ايه.تي اند تي خلقت "بيئة عمل عدائية" بعد اعتناقها الاسلام، واقامت سوزان بشير (41 عاما) وهي ام متزوجة دعوى على ساوث ايسترن بيل وحدة ايه. تي اند تي عما وصفته بنمط للسلوك العدائي والتمييزي من قبل مشرفيها بدأ عندما اعتنقت الاسلام في 2005 بعد ست سنوات من بدء عملها في الشركة كفنية شبكة عمل، وقالت محاميتها امي كوبمان انه بعدما بدأت بشير في ارتداء الحجاب وحضور صلاة الجمعة اطلق عليها مدراؤها وزملاؤها في العمل اسماء من بينها "ارهابية" وقالوا لها انه ستدخل النار، وطبقا للقضية فقد طلب منها أحد المديرين مرارا خلع الحجاب واهانها لارتدائها اياه وذات مرة جذبها وحاول تمزيق الحجاب من على رأسها، وشكت بشير للموارد البشرية ثم قدمت شكوى رسمية تزعم التمييز الى لجنة تكافؤ فرص العمل وفصلت بعد ذلك في 2010. بحسب رويترز.

وبعد عدة ايام من سماع الشهادة والتداول امرت دائرة محكمة مقاطعة جاكسون.تي اند تي بدفع خمسة ملايين دولار كتعويض عقابي عن الاضرار التي لحقت ببشير بالاضافة الى 120 الف دولار كتعويض فعلي عن الاضرار التي لحقت بها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/آيار/2012 - 23/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م