الامن الدولي وهواجس القلق من تنامي القوى النووية

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: على الرغم من التخفيضات المعلنة من قبل دول القوى النووية في العالم للحد من انتشار الأسلحة النووية لا تزال هذه الأسلحة تهدد العالم، في الوقت الذي باتت الموارد الطبيعية مصدر توتر رئيساي ايضا، حيث تسعى دول العالم الى سباق التسلح النووي الذي تشهده الساحة الدولية في الآونة الأخيرة، بحيث أصبح مثار جدلا واسع حول مسألة الانتشار النووي التي تمثل تهديداً بالغاً للسلم والأمن الدوليين، الأمر الذي دعا كثيرا من الأوساط الأكاديمية والسياسية إلى ضرورة إعادة النظر في سياستها إزاء تلك المسالة وأولها الدول غير النووية التي تضغط على القوى الكبرى للاسراع بالتخلص من الاسلحة، ودول أخرى كالصين التي بدورها دعت الولايات المتحدة وروسيا الى إجراء خفض "أكبر" في الترساناتين النوويتين للبلدين، وتملك الولايات المتحدة وروسيا الأغلبية العظمى من الرؤوس النووية في العالم، في حين استضافت كوريا الجنوبية نحو 50 زعيما من أنحاء العالم في قمة الامن النووي لبحث سبل تأمين المواد والمنشات النووية من الجماعات الارهابية، وهي ثاني قمة من نوعها بعد أن استضاف الرئيس الامريكي باراك أوباما قمة مماثلة في واشنطن عام 2010، وقد خيمة عليها مشروع اطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، ناهيك عن البرنامج النووي الإيراني الاكثر جدلا، فيما شدد مسوؤلون بأن هذه القمة النووية في سيول يتوقف على نتائجها وقراراتها امن العالم، فهل ستحقق قمة سيول النووية  اهدافها ام تكون مجرد صفقة عالمية عابرة؟ في ظل الجدلية والازدواجية بين أجندة دول القوى النووية في العالم.

امن العالم

فقد اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان امن العالم يتوقف على نتيجة القمة النووية المنعقدة في سيول والتي تشارك فيها 53 دولة، وصرح اوباما في كلمة بالقمة ان "امن العالم يتوقف على الاعمال التي سنقررها، وطغى على القمة البرنامج النووي الايراني ومشروع كوريا الشمالية المثير للجدل لاطلاق صاروخ بعيد المدى، وسيكون التركيز على الارهابيين "من الافراد وغير الدول" والذين يشكلون خطرا كبيرا بحسب الدول المشاركة في القمة، وكان اوباما اعلن في العام 2009 عن امله في اقامة عالم خال من الاسلحة النووية واستضاف في العام التالي قمة في واشنطن من اجل تامين او تدمير المخزون العالمي من البلوتونيوم واليورانيوم العالي التخصيب بحلول 2014، وقال اوباما "اننا نحقق الالتزامات التي قمنا بها في واشنطن"، مشيرا الى تعزيز الامن في المنشآت النووية وان المعدات الحساسة ازيلت او تم تدميرها، واضاف "نتيجة لذلك، بات المزيد من المواد النووية في العالم في منأى عن الارهابيين الذين لن يترددوا في استعماله ضدنا، وتابع "وما لا يمكن انكاره ايضا هو ان التهديد لا يزال موجودا. لا يزال هناك العديد من العناصر السيئين الذين يبحثون عن هذه المواد الخطرة التي لا تزال غير آمنة في اماكن عديدة، واضاف اوباما "الامر لا يتطلب الكثير اذ تكفي حفنة من تلك المواد لقتل مئات الاف الابرياء، لكن وبفضل قمة سيول "فعدد اكبر من مواطنينا سيكون بامان متزايد من خطر الارهاب النووي، من جهته، اشار الرئيس الصيني هو جينتاو ايضا الى تحقيق تقدم جيد منذ العام 2010 لكن الوضع "لا يزال خطيرا، واضاف ان بلاده ستعزز تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وستساعد الدول التي تريد تحويل مفاعلاتها لتستخدم يورانيوم مخفض التخصيب بدلا من يورانيوم عالي التخصيب اما الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك الذي يستضيف القمة فقال ان انتشار الاسلحة النووية والتهديد الارهابي النووي "يشكلان تحديان كبيرا" للسلام، واضاف امام القمة ان "الارهابيين لا يعرفون الرحمة ولا التسوية ولن يترددوا للحظة في قتل ابرياء لتحقيق غاياتهم، وقال لي انه لا يزال في العالم 1600 طن من اليورانيوم العالي التخصيب و500 طن من البلوتونيوم اي ما يكفي صنع اكثر من 100 الف سلاح نووي، واضاف "في هذا العصر لم يعد هناك مكان امن من التهديد النووي وسنتقاسم المصير نفسه معا"، داعيا الى التزامات حازمة في القمة، من جهته، اعتبر رئيس الحكومة الفرنسي فرانسوا فيون انه "لا يمكن الاستغناء عن فوائد الطاقة النووية" لان خطر الاحترار المناخي قد يكون اكبر من "اي حادث فني، واضاف في مؤتمر صحافي ان "الاحترار المناخي والنقص في موارد الطاقة ... يدفعاننا الى مواصل الابحاث في المجال النووي، لكنه شدد على ضرورة ان "تخضع تلك الابحاث لرقابة مشددة من قبل الاسرة الدولية، وتعد هذه القمة اكبر حدث دبلوماسي تستضيفه كوريا الجنوبية، ومن المفترض ان تنظر القمة ايضا في التهديد الذي تشكله المواد الاشعاعية التي لا تخضع لحراسة كافية في المستشفيات وغيرها من الاماكن والتي يمكن ان تستخدم مع مواد شديدة الانفجار لصنع قنبلة قذرة، وفي وقت نفسه، اعلنت فرنسا وبلجيكا وهولندا وهي ثلاثة من اكبر الدول المصنعة للنظائر المشعة للاستخدام الطبي في العالم، عن مشاريع للخفض التدريجي لاستخدام اليورانيوم العالي التخصيب في عملية الانتاج وذلك بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

وكان اوباما بدا رحلته الى كوريا الجنوبية بزيارة الى المنطقة الحدودية مع كوريا الشمالية في تعبير رمزي عن التزام الولايات المتحدة مساعدة في الدفاع عن حليفتها،  وتوجه في نداء مباشر غير معتاد الى القادة الجدد في كوريا الشمالية طالبا منهم "التحلي بالشجاعة لاحلال السلام"، وقال اوباما ان الاستفزازات لن تكون لها مكافاة، في اشارة الى مشروع بيونغ يانغ اطلاق صاروخ في اواسط نيسان/ابريل، وكانت كوريا الشمالية اعلنت انها ستضع قمرا اصطناعيا في المدار لاغراض سلمية. الا ان الولايات المتحدة وغيرها من الدول تشتبه ان العملية ستار لتجربة اطلاق صاروخ مما يشكل انتهاكا لقرارات الامم المتحدة وللاتفاق الذي توصلت اليه كوريا الشمالية مع الولايات المتحدة ، واعرب الرئيس الصيني الذي تعتبر بلاده الحليفة الوحيدة لكوريا الشمالية عن قلقه العميق ازاء مشروع بيونغ يانغ خلال لقاء مع اوباما، ولم ترد اي من كوريا الشمالية او ايران رسميا على جدول القمة لكن المسؤولين في كوريا الجنوبية اكدوا انه سيتم توجيه رسالة بضرورة نزع السلاح النووي.

التخلص من الأسلحة النووية

في سياق متصل طالبت الدول غير النووية البلدان المسلحة نوويا بتسريع وتيرة التخلص من أسلحتها النووية في الوقت الذي قالت فيه القوى النووية انها تحقق "تقدما لم يسبق له مثيل" في ذلك وهو الخلاف الذي ظهر في اجتماع لمناقشة معاهدة حظر الانتشار النووي، وعبر رئيس الوفد المصري سامح ابو العينين عن "خيبة امله الشديدة ازاء استمرار غياب تقدم ملموس في مجال نزع السلاح النووي" وقال ان هذا يمكن ان يقوض الغرض من الاتفاقية التي انضمت اليها 189 دولة، وبموجب المعاهدة التي انضمت اليها أغلب الدول وافقت القوى الخمس التي تملك اسلحة نووية على العمل من أجل التخلي عن اسلحتها بينما تعهدت الدول التي لا تملك اسلحة نووية بعدم السعي لامتلاكها. ومن المقرر عقد مؤتمر لمراجعة الاتفاقية في 2015، ويقول منتقدون ان هناك تركيزا على هدف منع الانتشار النووي أكثر من التركيز على وفاء القوى الخمس وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا بالتزاماتها، وقال دبلوماسي من بلد صغير عضو في الاتحاد الاوروبي "البون شاسع بين ما تقوله القوى المسلحة باسلحة نووية وما نعتقده نحن الباقون. بحسب رويترز.

وقال سفير جنوب افريقيا عبد الصمد منتي للموفدين متحدثا بالنيابة عن ائتلاف البرنامج الجديد الذي يضم سبع دول بينها البرازيل والمكسيك وايرلندا والسويد "في حين جرى تعزيز اجراءات منع الانتشار النووي على مر السنين لم يتحقق بعد الجزء الخاص بنزع السلاح في المعاهدة، واضاف أن الدول السبع ترفض "أي تبرير لاستمرار الاحتفاظ" باسلحة نووية، وأصدرت الدول الخمس المسلحة نوويا بيانا مشتركا يجدد التأكيد على "استمرار التزامها" بالوفاء بتعهداتها بموجب الاتفاقية، واضاف البيان "نذكر بالتقدم الذي لم يسبق له مثيل والجهود التي بذلتها البلدان المسلحة نوويا في خفض الاسلحة النووية وبناء الثقة والشفافية، وقال البيان ان مخزونات الاسلحة حاليا أقل بكثير من مستواها في أي وقت من الخمسين عاما الماضية.

الصين

الى ذلك دعت الصين الولايات المتحدة وروسيا الى إجراء خفض "أكبر" في الترساناتين النوويتين للبلدين، وتملك الولايات المتحدة وروسيا الأغلبية العظمى من الرؤوس النووية في العالم، وعقد دبلوماسي صيني كبير اجتماعا في فيينا قال فيه أيضا انه ينبغي التخلي عن تطوير أنظمة دفاع صاروخي "تخل" بالتوازن الاستراتيجي العالمي وذلك في إشارة محتملة لخطط أمريكية في أوروبا أثارت غضب روسيا، وتقضي معاهدة أمريكية روسية جديدة لخفض الاسلحة بخفض عدد الاسلحة النووية الاستراتيجية بعيدة المدى للبلدين الكبيرين الى أقل من 1550 سلاحا لكل منهما وذلك في غضون سبع سنوات من دخول المعاهدة حيز التنفيذ في فبراير شباط من عام 2011، وأكد الممثل الصيني في المؤتمر أن الولايات المتحدة وروسيا ستظلان الى حد كبير تملكان معظم الاسلحة النووية في العالم. بحسب رويترز.

ويهدف المؤتمر الى مناقشة معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعت عام 1970 بهدف منع انتشار القنابل الذرية، والصين وبريطانيا وفرنسا هي الدول الثلاث الأخرى التي تعلن امتلاكها أسلحة نووية لكن حجم ترساناتها النووية لا يتعدى المئات أي أقل بكثير من ترسانتي الولايات المتحدة وروسيا اللتين تملكان آلاف الرؤوس النووية، وقال السفير الصيني تشينغ جينغي رئيس الوفد الصيني في المؤتمر ان كل الدول التي تملك أسلحة نووية يجب "ألا تسعى الى امتلاك دائم" للقنابل الذرية، وذكرت نسخة من الكلمة التي ألقاها جينغي "وبصفتهما الدولتان اللتان تملكان أكبر ترسانتين نوويتين يجب أن تستمر الولايات المتحدة وروسيا في اجراء خفض كبير في ترسانتيهما النوويتين بطريقة يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها.

روسيا

من جهته قال رئيس شركة الطاقة النووية الروسية (روساتوم) ان روسيا ضاعفت العام الماضي عقود بناء المفاعلات النووية في الخارج ولديها طلبيات بقيمة 50 مليار دولار للسنوات العشر القادمة على الرغم من حالة الهلع التي اثارتها كارثة فوكوشيما، واضاف سيرجي كيرينكو -وهو رئيس وزراء سابق- ان حجم العقود لبناء محطات نووية في الخارج تضاعف تقريبا العام الماضي بفضل الطلب من اسيا، وأبلغ كيرينكو الصحفيين ان روساتوم تبني حاليا محطات نووية في الصين والهند وفيتنام وتركيا. وفي يناير كانون الثاني كان لديها 21 عقدا لبناء مفاعلات مقارنة مع 12 عقدا قبل عام، وقال ان قيمة العقود الموقعة والتي سيجري تنفيذها على مدى السنوات العشر القادمة في الداخل والخارج تبلغ أكثر من 50 مليار دولار، واضاف كيرينكو ان روساتوم تستهدف ان تصل قيمة المبيعات الخارجية الي 50 مليار دولار سنويا بحلول 2030 أو ثلاثة اضعاف القيمة الحالية، وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الاستخدام العالمي للطاقة النووية قد يتضاعف على مدى العقدين القادمين على الرغم من ان عدد المفاعلات الجديدة التي بدأ تشييدها هبط الي ثلاثة فقط العام الماضي من 16 في 2010، واثارت الكارثة التي وقعت في محطة فوكوشيما النووية في اليابان في مارس اذار من العام الماضي علامة استفهام بشان هل الطاقة النووية امنة وقررت المانيا وسويسرا وبلجيكا التحول من الاعتماد على الطاقة النووية الي الطاقة المتجددة. بحسب رويترز.

وقال كيرينكو ان روسيا تملك حوالي 40 بالمئة من طاقة تخصيب اليورانيوم في العالم وتصدر ما قيمته حوالي 3 مليارات دولار من الوقود النووي سنويا وتعرض خصومات على العملاء لشراء مفاعلاتها، واضاف ان ارباح روساتوم وصلت الي 500 مليار روبل تقريبا (17 مليار دولار) العام الماضي وفي حين زاد انتاجها من اليورانيوم بنسبة 35 بالمئة.

امريكا وايران

من جهة اخرى، حذر الرئيس الاميركي طهران مجددا من انه لم يعد هناك وقت طويل كي تظهر ايران حسن نيتها وان تحل بالطرق الدبلوماسية خلافها مع الغربيين حول برنامجها النووي، وقال اوباما "لا يزال هناك وقت لحل هذا الامر عبر الدبلوماسية، ولا ازال افضل حل هذه المسائل بطريقة دبلوماسية" لكن "الوقت يضيق". واضاف اوباما ان على ايران ان تتصرف بجدية، وتشتبه الدول الغربية واسرائيل في ان ايران تسعى لامتلاك السلاح النووي تخت غطاء برنامجها النووي المدني، واشار مسؤول اميركي الى ان اوباما سيقدم على اقتراحا جديدا للحد من الاسلحة النووية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد في ايار/مايو، وقال هذا المسؤول ان اوباما سيسعى ايضا الى متابعة المعاهدة من اجل تقليص الاسلحة الاستراتيجية (ستارت) الموقعة مع الرئيس الروسي الحالي ديمتري مدفيديف الذي سيعقد اخر اجتماع له مع الرئيس باراك اوباما الاثنين في سيول، وصرح اوباما انه ومنذ القمة النووية الاولى في العام 2010 والتي كان الهدف منها الحؤول دون وقوع البلوتونيوم او اليورانيوم العاليي التخصيب بين ايدي ارهابيين، فقد وضعت دول عدة مثل كزاخستان في اماكن امنة بينما تخلصت المكسيك واوكرانيا من كل مخزونهما من اليورانيوم العالي التخصيب، واوضح اوباما ان "الاف الكيلوغرامات من المواد النووية ازيلت من اماكن عدة في مختلف انحاء العالم وهي مواد تشكل خطرا كبيرا لكنها في امان الان ولا يمكن استخدامها ضد مدينة مثل سيول".

حقائق القوى النووية في العالم

فيما يلي القوى النووية الرسمية وغير الرسمية ومخزوناتها من السلاح النووي:

القوى النووية الرسمية:

* الولايات المتحدة

استخدمت الولايات المتحدة الاسلحة النووية في كل من هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين في أغسطس اب عام 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية لتصبح البلد الوحيد الذي يستخدم سلاحا نوويا على الاطلاق خلال صراع.

- بموجب معاهدة جديدة تحل محل معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت) من المقرر أن تخفض الولايات المتحدة وروسيا عدد الرؤوس النووية المنتشرة الى 1550 بواقع 30 في المئة أقل من الحد الاقصى الذي كان مفروضا في 2002 بموجب معاهدة موسكو التي التزم بها الجانبان. ودخلت المعاهدة الجديدة حيز التنفيذ في فبراير شباط 2011 .

- وذكرت معاهدة 2002 (معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية الهجومية أو سورت) أن على كل بلد خفض قواتها النووية الاستراتيجية المنتشرة الى ما بين 1700 و2200 رأس حربي بحلول عام 2012 .

- وبموجب قواعد ستارت لاحصاء الرؤوس النووية فان الولايات المتحدة حتى يناير كانون الثاني 2009 كان لديها ما يقدر بنحو 5113 رأسا نوويا.

- وفي الماضي نشرت الولايات المتحدة أسلحة نووية في دول أوروبية تابعة لحلف شمال الاطلسي في اطار التزامها بتمديد عنصر الردع. وفي 2010 كان هناك نحو 200 رأس نووي ميداني تابع للولايات المتحدة منتشرة في بلجيكا وألمانيا وايطاليا وهولندا وتركيا. لكنها أزالت أسلحتها النووية من المانيا في يوليو تموز 2007 ومن بريطانيا في يونيو حزيران 2008 .

- وألزم "خطاب براج" الذي ألقاه أوباما في ابريل نيسان 2009 الولايات المتحدة بالتخلص من الاسلحة النووية على المدى الطويل.

* روسيا

بدأ البرنامج النووي السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية وبلغ أوجه في تجربة للقنبلة الذرية عام 1949 .

- بحلول أكتوبر تشرين الاول 2010 كان قد تم خفض الترسانة النووية الاستراتيجية لروسيا الى نحو 2660 رأسا حربيا. ومطلوب المزيد من الخفض بموجب معاهدة ستارت الجديدة التي صدق عليها البرلمان الروسي في يناير كانون الثاني 2011 .

- لكن الاجمالي الحالي لمخزون موسكو من الرؤوس الحربية النووية سواء الاستراتيجية أو الميدانية ما زال غير مؤكد نظرا لعدم وجود احصاء دقيق للاسلحة النووية الميدانية. وورثت روسيا مجمعا هائلا لانتاج الاسلحة النووية ومخزونات كبيرة من المواد الانشطارية المستخدمة في صنع الاسلحة. وتقدر مبادرة الخطر النووي أن روسيا لديها حاليا نحو 770 طنا متريا من اليورانيوم عالي التخصيب المستخدم في صنع الاسلحة ونحو 128 طنا متريا من البلوتونيوم الذي له استخدامات عسكرية.

* فرنسا

فجرت فرنسا أولى قنابلها النووية في فبراير شباط عام 1960 ونفذت اخر تجاربها النووية في يناير كانون الثاني عام 1996 وهي تجارب أجريت في مواقع بمنطقة الصحراء الكبرى في شمال افريقيا وفي جزر مرجانية بالمحيط الهادي.

- وفرنسا طرف موقع على معاهدة حظر الانتشار النووي منذ عام 1992 . وفي 2008 أعلن الرئيس نيكولا ساركوزي أن البلاد ستبقي على ترسانتها من صواريخ الغواصات بينما ستخفض مخزونها من الاسلحة التي تطلق جوا بواقع الثلث الى نحو 290 رأسا حربيا.

- وحتى سبتمبر أيلول 2008 كانت فرنسا قد خفضت بالفعل ترسانتها الى نحو 300 رأس حربي.

* بريطانيا

يتكون المخزون النووي الحالي من أقل من 180 رأسا استراتيجيا يمكن نشرها على متن أربع غواصات تعمل بالطاقة النووية ومزودة بصواريخ باليستية من طراز فانجارد.

- أسفرت المراجعة الدفاعية في 2010 عن خفض الحد الاقصى من الصواريخ المنتشرة الى 40 صاروخا لكل غواصة في اطار خطة للحد من الاسلحة النووية الى 120 خلال السنوات المقبلة.

- نظرا لان أول غواصتين من أسطول الغواصات فانجارد من المقرر احالتهما للتقاعد عام 2024 فقد أبدى أعضاء البرلمان البريطاني عام 2007 تأييدهم المبدئي لخطة لتصميم فئة جديدة من الغواصات المزودة بسلاح نووي تحل محل الغواصات فانجارد. لكن نتيجة خفض ميزانية الدفاع فان القرار النهائي حول منصة التسليم الجديدة تأجل حتى 2016 .

* الصين

بدأ البرنامج النووي الصيني عام 1955 ومنذ ذلك الحين أجرت 45 تجربة نووية بما في ذلك تجارب على الاسلحة النووية الحرارية وقنبلة نيوترونية.

- تتكتم الصين بشأن المعلومات عن ترسانتها النووية. لكن وزارة الدفاع الامريكية تقول ان الصين لديها ما بين 130 و195 صاروخا باليستيا له قدرات نووية.

- ترددت انباء عن أن الصين فرضت حظرا على انتاج المواد الانشطارية وان كان ذلك بشكل غير رسمي. وقدرت اللجنة الدولية للمواد الانشطارية أن الصين أنتجت نحو 20 طنا متريا من اليورانيوم عالي التخصيب وما زال لديها نحو 16 طنا متريا.

- وانضمت الصين الى معاهدة حظر الانتشار النووي عام 1992 باعتبارها دولة تملك أسلحة نووية.

دول أخرى معروف امتلاكها لأسلحة نووية:

* كوريا الشمالية

وعدت كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي عام 2005 لكنها تراجعت لاحقا عن الاتفاق وأجرت تجارب نووية في أكتوبر تشرين الاول عام 2006 ومايو ايار عام 2009 .

- يعتقد أن كوريا الشمالية لديها ما يكفي من المواد الانشطارية لانتاج أكثر من عشر قنابل نووية وفي نوفمبر تشرين الثاني 2010 كشفت عن منشأة لتخصيب اليورانيوم الى جانب برنامج البلوتونيوم مما يعني فتح مسار اخر لانتاج السلاح النووي.

- بدأت المحادثات السداسية بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان والصين وروسيا والولايات المتحدة عام 2003 بهدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وجرى تعليق المحادثات في ابريل نيسان 2009 بعد أن أطلقت بيونجيانج صاروخا باليستيا.

- أعلنت كوريا الشمالية هذا الشهر خطة لاطلاق قمر صناعي بصاروخ طويل المدى مما ألقى بشكوك على محادثات جديدة محتملة بعد وفاة كيم جونج ايل وتولي ابنه كيم جون أون السلطة.

* الهند

عكفت الهند على برنامج نووي عام 1968 وبلغ أوجه في مايو ايار عام 1974 عندما قامت بتفجير "نووي سلمي". وبعد خمس تجارب نووية في مايو ايار عام 1998 أعلنت الهند رسميا نفسها دولة تملك سلاحا نوويا.

- حتى 2010 كانت الهند قد أنتجت ما بين 60 و80 سلاحا نوويا منها اكثر من 50 سلاحا يعمل. وذكرت تقديرات في 2010 أن مخزون الهند من اليورانيوم عالي التخصيب ما بين 0.2 و0.5 طن ومخزونها من البلوتونيوم بدرجة نقاء تستخدم في صنع الاسلحة ما بين 0.3 و0.7 طن.

* باكستان

في منتصف السبعينات سلكت باكستان مسار تخصيب اليورانيوم حتى تكون لها مقدرة على انتاج أسلحة نووية بموجب توجيهات من العالم النووي عبد القدير خان. وبحلول منتصف الثمانينات كان لدى باكستان منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم. وأجرت باكستان تجارب نووية في مايو ايار عام 1998 وأعلنت عقب الهند أنها دولة تملك سلاحا نوويا.

- تظهر تقديرات من اللجنة الدولية للمواد الانشطارية في 2011 أن باكستان أصبح لها مخزون من نحو 2.75 طن من اليورانيوم عالي التخصيب. وقدرت المخابرات الامريكية في 2011 أن عدد الاسلحة المنتشرة ما بين 90 و 110 .

- لم توقع الهند أو باكستان على معاهدة حظر الانتشار النووي.

دول أخرى غير معلنة:

* اسرائيل

معروف أن اسرائيل تملك ترسانة نووية لا بأس بها لكنها لا تؤكد ولا تنفي هذا بموجب سياسة "الغموض الاستراتيجي" لردع أعدائها في منطقة الشرق الاوسط.

- اسرائيل شأنها شأن الهند وباكستان وكوريا الشمالية ليست أطرافا موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي لكنها على خلاف الدول الاخرى لم تعلن قط عن تجارب نووية. 

- ولدى اسرائيل مفاعلان نوويان هما ديمونة في صحراء النقب حيث يفترض أنها أنتجت ترسانتها النووية ومفاعل أبحاث يخضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ناحال سوريق قرب تل أبيب.

- استنادا الى تقديرات للقدرة على انتاج البلوتونيوم في ديمونة يعتقد أن اسرائيل أنتجت ما يكفي من المواد الانشطارية لما بين 100 و300 رأس نووي.

* ايران

ايران طرف موقع على معاهدة حظر الانتشار النووي منذ عام 1970 ولم يعلن عنها باعتبارها دولة تملك سلاحا نوويا. ولديها برنامج لتخصيب اليورانيوم تقول ان الغرض منه هو انتاج الطاقة. وتعتقد قوى غربية أن ايران تحاول الحصول على وسائل صنع قنابل نووية لانها لم تعلن سابقا عن منشاتها النووية للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة واستمرت في فرض قيود على عمليات التفتيش التي تقوم بها الامم المتحدة.

- تخضع ايران لعقوبات من مجلس الامن التابع للامم المتحدة لتعليق تخصيب اليورانيوم، وكشف تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2011 عن معلومات تشير الى أنشطة أبحاث في ايران حول الحصول على التكنولوجيا اللازمة لجمع أسلحة نووية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 9/آيار/2012 - 17/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م