مستقبل الاطفال مرهون برعاية الاسرة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: ان ما يتلقاه الصغار من عناية ورعاية من قبل الاسرة والام بصورة خاصة له الاثر الكبير في مستقبلهم وسلامة اجسادهم وعقولهم، فقد اكد الدراسات العلمية الحديثة هذه الحقيقة وذلك من خلال اجراء العديد من التجارب والفحوصات المختبرية.

كما ان ابعاد الاطفال عن المخاطر المحيطة بالبيئية والمتمثلة بالملوثات والمواد الكيمياوية واتباع الارشادات الطبية والعادات الصحية في المأكل والمشرب وعدم المبالغة في استخدام العلاجات والملاحظة الدائمة لصحة الاطفال كفيل بالحفاظ على صحتهم وحيويتهم.

وتشكل العناية المستمرة بصغار السن تحدياً حقيقياً لدى بعض الاسر، خصوصاً مع زيادة المشاغل الحياتية وهموم العمل وارتفاع تكاليف العلاج والرعاية الاجتماعية، اضافة الى قلة مناعة الاطفال ضد الامراض الامر الذي يجعله هدفاً سهلاً امام الفايروسات والعدوى.   

المضادات الحيوية والمبالغة فيها

فقد ذكرت دراسة امريكية أن أطباء الاطفال في الولايات المتحدة يكتبون سنويا اكثر من 10 ملايين وصفة طبية بمضادات حيوية لا داع لها لحالات مثل الانفلونزا والربو، ودرس الباحثون عينة قومية لنحو 65 الف زيارة في العيادات الخارجية بالمستشفيات للاطفال تحت سن 18 سنة في الفترة من عام 2006 وعام 2008 ونشرت النتائج في دورية طب الاطفال، وتوصلت الدراسة الى أن الاطباء وصفوا مضادات حيوية لحالة من كل خمس حالات وأن غالبية الحالات التي وصفت لها المضادات الحيوية كانت لاطفال يعانون من مشاكل في التنفس مثل التهاب الجيوب الانفية والالتهاب الرئوي، وأوضحت الدراسة أن بعض هذه الاصابات سببتها بكتيريا تستدعي المضادات الحيوية لكن ربع وصفات المضادات الحيوية تقريبا كتبت لاطفال يعانون من مشاكل في التنفس من المحتمل او من المؤكد انها كانت لا تستدعي مضادات حيوية مثل الالتهاب الشعبي والانفلونزا والربو والحساسية، وقال ادام هيرش المشرف على الدراسة بجامعة يوتا في سولت ليك سيتي ان هذا يترجم الى اكثر من 10 ملايين وصفة مضادات حيوية سنويا من المحتمل الا تأتي بنتائج طيبة بل على العكس تحدث ضررا. بحسب رويترز.

وقال "أحيانا يكون التشخيص غير الواضح هو أحد أسباب الوصف غير الضروري للمضادات الحيوية وهذا شائع في التهابات الاذن، يتخذ قرار اعطاء المضاد الحيوي على الرغم من ان التشخيص ليس مؤكد، لكن من باب الاحتياط فقط"، ونصف المضادات الحيوية الموصوفة هي ادوية "واسعة- المفعول" تعمل ضد قطاع عريض من البكتيريا لكنها تقتل أيضا عددا كبيرا من البكتيريا الحميدة في الاجسام وربما تجعل الطفل فيما بعد عرضة بشكل اكبر لاصابات وعدوى أشد خطورة لبكتيريا تحصنت ضد المضادات الحيوية، وتقول بيتسي فوكسمان المتخصصة في علم الاوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة ميشيجان في ان اربور " المضادات الحيوية رائعة، هناك اوقات تحتاج اليها حقا لكن المسألة هي ضرورة استخدام الحكمة عندما نلجأ لاستخدامها"، وأضافت ان وصف المضادات الحيوية للاطفال عندما لا يكونون في حاجة لها يعزز من خطر العدوى المقاومة للمضادات الحيوية بالنسبة للاطفال انفسهم والمجتمع ككل، وأردفت "نحن نرى المضادات الحيوية على انها مفيدة تماما لكن المضادات ليست دقيقة بمعنى انها تصيب كل شىء في جسدك حيث تجعل بعض الجراثيم التي يفترض ان تظل في جسدنا تختفي وهو ما يجعلنا نسبب لانفسنا مشاكل صحية اخرى لا نعلم عنها شيئا".

رعاية الأم ودورها في الكبر

الى ذلك غالباً ما يصبح الأطفال الفقراء أشخاصاً راشدين يشكون من سوء صحتهم، ولكن للأم دوراً في مثل هذه الحالة إذ ان تربيتها واهتمامها الكبير بأطفالها، مهما كانت حالة العائلة المادية سيئة، تنعكس صحة عليهم عندما يكبرون، وذكر موقع "هيلث دي نيوز" الأميركي ان دراسة جديدة كشفت عن ان بعض الأطفال، الذين ينتمون إلى عائلات فقيرة، قد يكونون راشدين أصحاء والسر هو رعاية والداتهم لهم وعنايتهن الشديدة بهم، وقال المعد الرئيسي للدراسة غريغوري ميلر من جامعة "بريتيش كولومبيا" الكندية ان الأطفال الفقراء أكثر ميلاً للمعاناة من مشاكل صحية عند بلوغ سن الرشد، "لكن هذا الخطر قد يتراجع إذا أعارت الأم اهتماماً كبيراً لوضع أطفالها العاطفي، وأظهرت لهم عاطفتها وحبها واهتمامها"، ويشار إلى ان الباحثين أجروا فحصاً جسدياً لـ1200 راشد وقدروا الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهم بناء على مستوى تعليمهم، كما ركز الباحثون على مدى اهتمام الأهل بالمشاركين في الدراسة يوم كانوا أطفال، وتبين في الدراسة انه كلما كانت ثروة العائلة أكبر كان وضع أفرادها الصحي أحسن في مرحلة الرشد، واعتبر الباحثون ان التخفيف من حدة الإجهاد والتحكم به خلال مرحلة الطفولة وبعدها في وقت لاحق من الحياة هو ما يحدث فارقاً في الصحة، وشدد ميلر على انه بالإمكان القيام بالكثير من الأمور لمساعدة الأطفال على تخطي الأوقات العصيبة. بحسب يونايتد برس.

ملوثات مكان العمل وخطر الربو

على صعيد مختلف ذكرت دراسة دنمركية ان تعرض الام خلال فترة حملها للملوثات الموجودة في الهواء في عملها ربما يزيد من احتمال ان يصاب ابنها الذي لم يولد بالربو فيما بعد، وخلصت مراجعة بيانات مسجلة لعدد 45658 من الاطفال في سن السابعة وامهاتهم الى ان 18.6 بالمئة من اطفال الامهات اللائي تعرضن لجزيئات منخفضة الوزن الجزيئي في العمل خلال فترة الحمل اصيبوا بالربو مقارنة بنسبة 16.1 بالمئة تعرضوا للتلوث العام، وقال بريت كريستنسن من كلية الصحة العامة بالدنمرك الذي ترأس الدراسة في بيان "هذه اول دراسة على نطاق واسع توضح وجود ارتباط بين تعرضات الامهات خلال العمل والربو في الاطفال"، وقدمت هذه الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الاوروبية للجهاز التنفسي في امستردام، وبعد الاخذ في الاعتبار العمر ومؤشر كتلة الجسم والحساسية والحساسية المفرطة والتدخين والعلاج والحيوانات الاليفة كان هناك خطر اعلى بصورة طفيفة بنسبة حوالي 11 بالمئة للاصابة بالربو في الاطفال عندما تتعرض امهاتهم الحوامل لجزيئات منخفضة او مرتفعة الوزن الجزيئي. بحسب رويترز.

ولم يجد الباحثون صلات بين الاصابة بالربو في مجموعات التعرض الاخرى، واستقبل الخبراء النتائج بحذر، وقال كلاوس بونيليكي من مركز ربو الاطفال الدنمركي الذي لم يشارك في البحث "نتائج مثل هذه يجب ان يتم تفسيرها دائما بحذر حيث ربما تتسبب في ارباك من عوامل حياة اخرى ليس من السهل تعديلها"، وقال هيلث بالبريد الالكتروني "على الرغم من ذلك فان هناك دليلا متزايدا على ان فترة ما قبل الولادة ربما تكون فترة حاسمة وتؤثر على خطر اصابة النسل فيما بعد بالربو وامراض (الحساسية) الاخرى"، واتفق كريستنسن على ان هناك حاجة الى المزيد من العمل، واضاف كريستنسن "في حين تم ايجاد صلة فان نتائجنا في هذه المرحلة متواضعة وهناك حاجة الى مزيد من البحث في مواد كيميائية ومواد خاصة لتحديد اولئك الذين ربما يكونون اكثر ضررا".

تقارير طبية

فيما وسعت الاكاديمية الامريكية لطب الاطفال مؤخراً من المبادئ الارشادية لتشخيص وعلاج الاطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وأوصت بأن يقيم الاطباء كل المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين أربع و18 عاما ممن تظهر عليهم مؤشرات لهذه الحالة، وتحدث المبادئ الارشادية الجديدة من التوصيات القائمة منذ عشر سنوات والتي ركزت على تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتعامل معه لدى الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و12 عام، لكن باحثين يقولون ان المشكلات السلوكية والحركة الزائدة والمشاكل في الانتباه يمكن أن تظهر لدى الاطفال في سن مبكرة عن ذلك وكثيرا ما يستمر هذا الاضطراب حتى فترة المراهقة بل في بعض الاحيان لما بعد ذلك، وجاء في بيان نشر في دورية طب الاطفال في موقعها على الانترنت ان اطباء الاطفال يجب أيضا أن يتحروا ظهور صعوبات التعلم ومظاهر قلق وغيرها من المشكلات التي يمكن أن تصاحب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، كما يجب أن يحددوا العلاج عن طريق تعديل السلوك والوسائل الطبية استنادا الى عمر الطفل ومدى حدة الاعراض. بحسب رويترز.

وتشير بيانات من المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها الى أن ما بين ستة وتسعة في المئة من الاطفال والمراهقين مصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مع ارتفاع المعدلات لدى المراهقين اكثر من الاطفال الاصغر سن، وقالت اودي هينين من برنامج العلاج الادراكي السلوكي التابع لمستشفى ماساتشوستس العام "يسرني أن أرى أن المبادئ الارشادية الان تقر بأن فرط الحركة وتشتت الانتباه يمكن أن يصيب سواء الاطفال في سن أصغر أو المراهقين في سن اكبر، أعتقد أن تلك الامور كان يجري تجاهلها في الماضي"، وتقول التوصيات انه في حالة تشخيص الاطفال بهذا الاضطراب فان الاباء والمدرسين وغيرهم من البالغين في المجتمع سيقومون بدور مهم في استراتيجيات العلاج خاصة بالنسبة للاطفال الصغار، ويوصى باللجوء الى تعديل السلوك والعلاج الدوائي للمراهقين المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه، ويؤكد واضعو التقرير على أن الاطباء لابد أن يتحسبوا لظهور أي مؤشر على تعاطي المخدرات أو الكحول في هذه الفئة وفي حالة استمرار تلك المشكلات فلابد أن تمثل أولوية في العلاج، ونظرا لان اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يمكن أن يستمر لفترة طويلة للغاية فان المبادئ الارشادية تشير الى ضرورة استمرار التواصل بين الاسر والمدارس والاطباء على المدى الطويل للمساعدة في التعامل مع هذه الحالة.

كما أشارت دراسة نشرتها مجلة "بيدياتريكس" الأميركية مؤخراً إلى أن غذاء أكثر توازنا قد يفيد الأطفال مفرطي الحركة الذين يعانون قصورا في الانتباه وفرط الحركة، في حال فشلت العقاقير أو العلاجات الأخرى في حل هذه المشكلة، وبحسب العلماء الذين راجعوا الدراسات الأخيرة حول هذا الموضوع، يصعب تقييم منافع الحميات القائمة على المكملات الغذائية أو التي تستثني بعض المنتجات الغذائية، وقد يكون مفعول هذه الأنظمة الغذائية "وهميا" ليس إل، وبالتالي، ينبغي اعتبار العلاجات الغذائية المتعلقة بقصور الانتباه وفرط الحركة علاجات بديلة، بحسب الدراسة التي أعدها أطباء من كلية الطب في شيكاغو، وكتب الأطباء في الدراسة أن "التركيز بشكل أكبر على حث الأهل والأطفال على اعتماد نظام غذائي سليم وتجنب الأغذية التي تعزز قصور الانتباه وفرط الحركة قد يكون العلاج البديل أو المكمل الأكثر فعالية لمعالجة هذه المشكلة"، لكن الأطباء شككوا في فائدة بعض الأنظمة الغذائية الشعبية مثل حمية فينغولد التي تقوم على عدم استهلاك الصبغات الغذائية البرتقالية والحمراء والعنب والتفاح والنقانق والهوت دوغ، وأشاروا إلى أن "الدراسات لم تؤكد فعالية هذه الحمية بقدر ما هو معلن"، وبالتالي، فإن الحميات الهادفة إلى تفادي كل المواد المثيرة للحساسية مثل بذور القمح والبيض والشوكولا والجبنة والجوز قد تكون مفيدة إلى حد ما للأطفال المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة "لكن هذا لا يلغي احتمال أن يكون تأثيرها وهميا".

التهاب الرئة يفتك بالأطفال

في سياق متصل قالت منظمة الصحة العالمية إن الالتهاب الرئوي يتصدر أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم، إذ يفت سنويا بنحو 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة، أي ما نسبته 18 في المائة من الوفيات التي تسجل في صفوف تلك الفئة، وأشارت المنظمة في بيان إلى أن "المرض يلحق أضرارا بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم، ولكنه ينتشر أساساً في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويمكن توقيه بتدخلات بسيطة"، والالتهاب الرئوي هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين، والتي تسبب امتلاء جيوب داخل جدار الرئة بالقيح والمواد السائلة تجعل التنفس مؤلما، وتحد من دخول الأوكسجين، وقالت المنظمة في بيانها إنه "يمكن، بتوقي الالتهاب الرئوي وعلاج المصابين به على النحو المناسب، تلافي وقوع مليون من وفيات الأطفال كل عام، ويمكن، بالعلاج المناسب وحده، تجنّب حدوث 600 ألف حالة وفاة"، وتشير التقديرات إلى أنّ علاج جميع الأطفال المصابين بالالتهاب الرئوي يكلّف، في البلدان الـ42 الأكثر فقراً في العالم، نحو 600 مليون دولار أمريكي، ولفتت المنظمة إلى أن علاج حالات المرض في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث تُسجّل 85 في المائة من وفيات هذا المرض، تكلّف نحو 200 مليون دولار أمريكي. بحسب سي ان ان.

اصابات الرأس عند الاطفال

من جهتها أظهرت دراسة أمريكية أن الاطفال الذين يصابون بارتجاج في المخ أو أي اصابات أخرى في الدماغ يكونون أكثر عرضة للاصابة بالصداع لما يصل الى عام بعدها مما يؤثر على أدائهم الدراسي وأنشطتهم الاخرى، وتستقبل المستشفيات في الولايات المتحدة اكثر من نصف مليون طفل سنويا باصابات في المخ وتحدث عادة نتيجة للعب العنيف لدى ممارسة الرياضة او السقوط او حوادث السيارات، وقالت هايدي بلوم من معهد أبحاث الطفولة في سياتل في الدراسة التي نشرتها دورية طب الاطفال "انها مشكلة لانهم قد يعانون مشاكل في النوم كما أن الصداع قد يصعب عليهم التركيز"، وتتبعت بلوم وزملاؤها حالة اكثر من 400 طفل زاروا غرفة الطواريء باصابات في المخ بينهم 402 باصابات طفيفة و60 باصابات متوسطة او حادة، واحتفظ أولياء الامور والاطفال بسجل يومي لأي صداع يشعر به الاطفال لمدة عام، وبعد ثلاثة اشهر اشتكى من الصداع 43 طفلا من كل 100 طفل ممن تعرضوا لاصابات طفيفة في المخ، ومن بين من عانوا اصابات متوسطة او حادة في المخ اشتكى 37 من كل 100 طفل من الصداع. بحسب رويترز.

وبالنظر الى حالة الاطفال الذين ترددوا على غرف الطواريء لاصابات في مناطق أخرى من الجسم كالذراع تبين أن 26 طفلا فقط من بين كل 100 طفل أصيبوا بالصداع بعد ثلاثة أشهر، وقالت بلوم ان الصداع يمكن ان يكون له اثر كبير على حياة الاطفال من خلال التأثير على دراستهم وعلى مسائل تتصل بجوانب الحياة مثل اجبارهم على التخلي عن ممارسة الرياضة او غيرها من الانشطة التي يحتمل أن تسبب الصداع، ويقول خبراء ان التحدي في مثل هذه الحالات يتمثل في عدم توافر وسائل عديدة لعلاج الاطفال الذين يعانون من الصداع بعد حدوث اصابة في المخ، وقالت كارين بارلو من مستشفى ألبرتا للاطفال في كالجاري بكندا والتي لم تشارك في الدراسة "في الوقت الحالي لا توجد دراسات توجه علاج الصداع الذي يحدث بعد الصدمة عند الاطفال"، وينصح عادة في هذه الحالات بالراحة.

لعب الاطفال سامة

كما ذكر تقرير اخر أجرته منظمة مدافعة عن مصالح المواطنين والمستهلكين أن ألعاب خطرة أو سامة لا تزال تعرض للبيع في المتاجر الأميركية، وقبل شهر تقريبا من عيد الميلاد الماضي، أشار التقرير السنوي السادس والعشرون لمنظمة "يو أس بي آي آر جي" المعنون "مشاكل في عالم الألعاب" إلى أن الكثير من الألعاب المطروحة في الأسواق الأميركية تحتوي على الرصاص والفتالات وهو منتج كيميائي موجود في المواد البلاستيكية، وحددت المنظمة أيضا عينة من 25 لعبة قد تؤدي إلى الاختناق لدى الأطفال وفصلتها في التقرير، وأشاد روبرت أدلر من لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية بتقرير المنظمة، موضحا أن إدارة اللجنة بذلت جهودا لتعزيز سلامة الألعاب، وقال "نعمل كل يوم لنحاول تخفيض المخاطر المرتبطة بالألعاب"، مشيرا إلى قانون جديد يفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني/يناير ويشدد على ضرورة الحد من نسب الفتالات، وقال إيفان فريشبرغ الذي حضر عرض المنظمة مع ابنته البالغة من العمر سنتين إن المجموعات المستفيدة تمنع الكونغرس من التركيز على مجال سلامة الألعاب، وشجب أيضا مشاريع قانون يدرسها الكونغرس حاليا وتهدف إلى إزالة الأنظمة والقواعد ذات الصلة، وقال المسؤولون في المنظمة إن 80% من الألعاب المباعة في الولايات المتحدة هي مستوردة وإن معظمها يأتي من الصين. بحسب فرانس برس.

المواد الكيماوية ولقاحات الأطفال

من جهة اخرى وجدت دراسة أمريكية حديثة أن بعض المواد الكيمائية في البيئة قد تقلل من فعالية لقاحات الأطفال المستخدمة لتحصينهم من الأمراض مستقبل، وركز القائمون على الدراسة  تحديداً على مركبات بيرفلورينايتد، التي تدخل في صناعة أواني الطهي غير اللاصقة وتعبئة الأكلات الجاهزة السريعة والمنسوجات المقاومة للبقع بجانب العديد من المنتجات، ووجدت الدراسة أن الأطفال ممن تتركز في أجسامهم معدلات عالية من هذا المركب، لم يحصلوا على الوقاية الأمثل من اللقاحات، وقال دكتور فيليبي غراندجين، بروفيسور الصحة البيئية بجامعة هارفارد ببوسطن، "لقاحات الطفولة الروتينية هي الدعامة الأساسية للوقاية من الأمراض العصرية، وينبغي اعتبار الأثر السلبي لمركبات بيرفلورينايتد على أنه تهديد للصحة العامة"، وتقصى فريق الباحثين في الدراسة، التي نشرت في دورية "الجمعية الطبية الأمريكية،" كيفية تأثر الجهاز المناعي للطفل بتلك المواد الكيمائية، وقاموا بتحليل بيانات تسجيل اللقاحات لـ587 طفلاً دنماركياً  يقيمون في بلدة تعتاش على صيد الأسماك، تأثرت أجساهم بتلك المادة عبر الاعتماد على أكل السمك، وقد جرى تطعيمهم بلقاحات "التيتانوس" و"الدفتيريا" في سن الخامسة والسابعة، وخلصت الأبحاث إلى أن ارتفاع  نسبة مركبات بيرفلورينايتد  في الدم إلى الضعف خفضت قدرات الاستجابة لهذه اللقاحات، بنسبة النصف، وفسر غراندجين قائل، "فقدان قدر محدد يعني بأن الجسم لا يملك المضادات الكافية للدفاع عنه ضد الأمراض"، وتقول "مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض" الأمريكية، إن تعرض الأمريكيين لتلك المواد الكيمائية في تراجع، ورغم عدم تحديد العلماء لتأثيرها بدقة على البشر، إلا أن نتائج دراسات أجريت السابق في المختبرات والحياة البرية جاءت مقلقة، إذ قد تسبب الإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض منها السرطان، وتسمم الكبد، والتأثير على وظائف المناعة بالجسم". بحسب سي ان ان.

الأكل بالأصابع

بدورها أظهرت دراسة نشرتها مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" الطبية أن الأطفال الذين يتولون بأنفسهم اختيار طعامهم من خلال الأكل بأصابعهم يميلون أكثر من غيرهم إلى تناول أطعمة صحية وهم يكبرون وإلى الحفاظ على وزن سليم، وقد أجريت هذه الدراسة الصغيرة على 155 طفلا راوحت أعمارهم بين عشرين شهرا وست سنوات ونصف السنة واستندت إلى استمارة ملأها الأهل، وتبين أن 92 طفلا قد فطم باستعمال تقنية "الفطام الذاتي" التي تقضي بالسماح للطفل بأن يأكل لوحده قطعا صغيرة من الأغذية الصلبة القابلة للذوبان في الفم، أما الأطفال الثلاثة والستون الآخرون فقد فطموا بالطريقة التقليدية أي هرس الطعام وتقديمه إلى الطفل بواسطة الملعقة، وقد أظهر الباحثون في كلية علم النفس في جامعة نوتنغهام (بريطانيا) أن الكربوهيدرات كالخبز والمعكرونة هي الأطعمة المفضلة لدى الأطفال الذين اكتشفوا الأغذية بالأكل بأصابعهم فيما يفضل الأطفال الذين فطموا بالطريقة التقليدية المنتجات التي تحتوي على السكر، ويعود السبب إلى أن هؤلاء غالبا ما يقدم إليهم بالملعقة أطعمة مهروسة تحتوي على الكربوهيدرات مثل الفاكهة والخضار والبروتينات. بحسب فرانس برس.

وبحسب الباحثين، فإن الكربوهيدرات الصلبة قد تساعد الطفل على اكتشاف تركيبة الأغذية على عكس الكربوهيدرات المهروسة، إلى ذلك، فإن الكربوهيدرات يسهل مضغها أكثر من أطعمة صلبة أخرى مثل اللحم، ولاحظ الباحثون أن عدد الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد أو البدانة أكبر في المجموعة التي "فطمت بالملعقة" (ثمانية أطفال) منه في المجموعة التي "فطمت بالأكل بالأصابع" (طفل واحد)، ويشار إلى أن هذا الفرق لا علاقة له بوزن الطفل عند الولادة أو وزن والديه أو العوامل الاجتماعية والاقتصادية، وقال الباحثون "تبين دراستنا أن تقنية الفطام الذاتي تساهم في جعل الأطفال يفضلون الأغذية السليمة مثل الكربوهيدرات وتساعد على مكافحة البدانة المتزايدة في المجتمعات المعاصرة". بحسب فرانس برس.

من جانب اخر كشفت دراسة حديثة، أن السماح للأطفال بين عمر 20 شهر وست سنوات ونصف، اختيار أغذيتهم دون قيود من الوالدين، ينعكس ايجابيا وبشكل كبير على العادات الغذائية للطفل في المستقبل ويجنب اضطرابات التغذية، وجاء في الدراسة التي شملت 155 طفلا، أن إطلاق العنان للأطفال باختيار أغذيتهم، لا يعني وجود خيارات غير صحية بين هذه الأطعمة، بل على العكس لابد للوالدين تقديم مجموعة من الخيارات التي تحتوي على قيم غذائية عالية، مثل الفاكهة والخضار بالإضافة إلى البروتينات والحديد الموجودة في البيض المسلوق جيدا وغيره، وألقت الدراسة الضوء على أن الأطفال الذين يتم إطعامهم بواسطة أيدي والديهم مباشرة دون ملعقة، يختارون الأغذية الغنية بالكربوهيدرات الضرورية لنمو الطفل، في حين أن الأطفال الذين يتم إطعامهم بواسطة ملعقة، يختارون الأغذية حلوة المذاق والتي تحتوى على نسب سكريات عالية، والتي تؤثر سلبا على صحة الطفل ووزنه، وتقول دراسة منشورة في دورية "السمنة" الأمريكية إن 59 في المائة من الأطفال الرضع وحتى بلوغهم الشهر السادس معرضون للإصابة بالسمنة عما كان عليه الوضع قبل 20 عام، ووجد البحث أن الرضع ممن يكتسبون وزناً إضافياً بسرعة خلال المراحل الأولى من الطفولة، عرضة للسمنة مع تعلم خطواتهم الأولى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/آيار/2012 - 9/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م