متمردو سوريا والجماعات السلفية المتشددة

متابعة: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: على الرغم من الخروقات الامنية التي تشهدها سوريا يرى المراقبون ان المسلحين فشلوا في ترسيخ قواعد لهم داخل الاراضي السورية بشكل دائم، فيما بدت الانشقاقات الداخلية والتناحر سمة تلازم تلك الجماعات المتمردة على النظام.

ولا يخفي العديد من هؤلاء المقاتلين تصاعد دور الجماعات الاسلامية المتشددة في ادارة عمليات الاشتباك والقتال مع الجيش السوري الحكومي، مما يثير القلق لدى معظم الفرق المسلحة الاخرى التي تقاتل الى جانبها، خصوصا ان الاسلاميين لم يترددوا في تصفية من يتحداهم جسديا.

الخلافات والشكوك

اذ يتجمع المقاتل المعارض مصطفى وجماعته المكونة بالكامل من الرجال في مكان على مقهى تركي قرب الحدود السورية وهم يلبسون الجينز الممزق وينفثون دخان سجائرهم في صمت وهم يحدقون في عربة تبيع المثلجات.

ويقع ميدان قتالهم عبر الحدود في سوريا حيث يقاتلون من اجل اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد. لكنهم كالعديد من مقاتلي المعارضة في شمال سوريا يحتاجون بشدة للسلاح والمال يبحثون عن مانحين جدد في تركيا. ويقول مصطفى الذي يبلغ من العمر 25 عاما "عندما يتعلق الامر بالحصول على السلاح تعلم كل جماعة انها يجب ان تعتمد على نفسها انها معركة من اجل الحصول على الموارد."

وتقاتل جماعة مصطفى اسميا تحت لواء ما يسمى الجيش السوري الحر لكن الجيش السوري الحر لا يتمتع بالاعتراف الدولي ولا تموله الدول بشكل مباشر مما يجعله مجرد لواء تتجمع تحته جماعات تتنافس بشراسة من اجل الحصول على التمويل الشحيح. وقد تبلغ شراسة المنافسة حد توجيه سلاحهم الى بعضهم البعض.

وقال مصطفى القادم من محافظة ادلب الشمالية الغربية التي تقع على الحدود مع تركيا "كل واحد بحاجة للسلاح. هناك توتر. هناك غضب ونعم يحدث احيانا قتال اذا بدا ان المقاتلين في بلدة ما لم يحصلوا على حصة عادلة من السلاح."

ويشترك غياب الثقة هذا مع المصالح المتضاربة للأطراف الخارجية في اضفاء المزيد من الانقسام على حركة المعارضة المسلحة. ويقول مقاتلون معارضون ان العثور على مانح يعني في العادة استخدام الاتصالات الشخصية. ويبحث المقاتلون عن اقارب او اصدقاء مغتربين ليكونوا حلقة وصل مع رجال اعمال او جماعات سورية في الخارج.

لكن بمجرد وصولهم الى افراد مانحين يبدأ المقاتلون التفاوض وغالبا ما يكون المقابل للحصول على السلاح ايديولوجيا. ويقول كثيرون ان الجماعات الاسلامية التي تتراوح بين السلفيين المتشددين وجماعة الاخوان المسلمين في المنفى تمول فرقا عديدة تشترك معها في افكارها الدينية. وحسب شهادة مقاتلين يوجد لجماعة الاخوان المسلمين ممثلون في انطاكيا مستعدون للقاء المقاتلين الراغبين في المشاركة. ويحاول سياسيون يساريون وغيرهم من معارضي الاسلاميين مواجهة هذا النفوذ عن طريق تمويل جماعات مسلحة منافسة.

وقال ناشط طلب عدم الكشف عن هويته "هذه الجماعات تشكل ميلشياتها الخاصة وهم يشبهون زعماء الميليشيات. هذا يشق صف الشعب انهم لا يفكرون في الاستراتيجيات العسكرية انما يفكرون في السياسة." ومع ترنح خطة السلام التي تدعمها الامم المتحدة يرجح ان تزيد السعودية وقطر الخصمان الاقليميان لإيران الحليف الرئيسي لسوريا  من دعوتهما لتسليح المعارضة.

وتخشى القوى الغربية التورط عسكريا في مكان جديد في الشرق الاوسط وتقول حتى الان ان تسليح المعارضة لن يكون فكرة جيدة لكنها تقترح دعمها بتقديم مساعدات غير فتاكة. لكن حتى اذا تغير ذلك فلا يعرف بوضوح كيف ستوجه المساعدات لجماعات المعارضة المتنافسة التي تفوقها تسليحا بكثير قوات الاسد المزودة بالمدافع والدبابات دون اتفاق حتى على استراتيجية عسكرية.

وانفصل عدد من الجماعات رسميا عن الجيش السوري الحر لتكوين جماعات اخرى مثل جيش التحرير السوري والجيش الوطني والحركة البديلة وهي جماعات يصعب تقييم هويتها الحقيقية ومدى نفوذها مع الحظر الذي تفرضه الحكومة السورية على الصحفيين. وتعهد الجيش السوري الحر باحترام وقف اطلاق النار الهش الذي تدعمه الامم المتحدة والذي دخل حيز التنفيذ في 16 ابريل نيسان اذا التزمت القوات الحكومية به. لكن جيش التحرير السوري يقول انه سيواصل القتال.

وقال هيثم قضيماتي المتحدث باسم جيش التحرير السوري ان الجيش لا يقبل وقف اطلاق النار وان هناك تراجعا في العمليات سببه فقط نقص السلاح لا الالتزام بوقف اطلاق النار. ويقول مقاتلون ان المانحين الذين يمكن ان يكونوا مجرد واجهة لدول خليجية مثل السعودية وقطر قدموا ملايين الدولارات للجماعات المعارضة المسلحة التي يفضلونها. ويعتقد كثيرون ان السلفيين والاخوان المسلمين يحصلون على نصيب الاسد من هذه الاموال.

واتهم قائد للمقاتلين يدعى ابو شحام (60 عاما) من مدينة حماة بوسط سوريا الاخوان المسلمين بالانسحاب من ميدان القتال لتبقى قوية في مواجهة الجماعات الاخرى لاحقا. وتساءل "الاخوان المسلمون يضخون المال للوحدات المقاتلة لكن رجالهم لا يقاتلون مثلنا. وهم في العادة اول من ينسحب. لماذا.. "انهم لا يفكرون في هذه المرحلة من المعركة. انهم مهتمون بما يأتي لاحقا. يريدون ان يدخروا انفسهم للصراع بعد سقوط الاسد ليخرجوا اكثر قوة."

وقال المحلل جوزيف هوليداي من معهد دراسات الحرب في الولايات المتحدة ان القوى الاجنبية اذا لم تشارك مع المعارضة السورية المسلحة بشكل منظم فمن الممكن ان تؤدي الصراعات بين الجماعات المعارضة الى فوضى. وقال "اذا لم نعترف بالمعارضة المسلحة فأي شخص يمكنه ان يفتح محلا في تركيا ليبدأ في تمويل الجماعات المتعارضة... لن نعرف من يسلح من واخشى ان تكون الفرصة قد فاتت عندما يقرر الغرب التدخل."

ويخشى بعض المعارضين المسلحين من ان يقوم الاصوليون الاسلاميون بإشعال التوتر بين الاغلبية السنية التي تقود الانتفاضة والاقليات العلوية والشيعية والمسيحية. وقال احد مقاتلي المعارضة بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته "هناك كثير من الجهاديين الذين يريدون المجيء من الخارج وهذه حقيقة عندها لن يكون الحديث عن قتال سوريا من اجل الحرية وانما عن حرب طائفية."

وقال ابو شحام "هناك الكثير من الجماعات التي تعمل وحدها ميدانيا وليست كلها من الطيبين... بعضهم لصوص ومجرمون يستغلون الاضطرابات. لذا فنحن نطاردهم ونقتلهم. ليست لدينا مشكلة في اطلاق النار على هؤلاء الناس." وانتقد امجد الحميد الذي يقود وحدة مقاتلة معارضة في محافظة حمص تزعم انها تتلقى تمويلا من الحركة البديلة قادة عدة جماعات اخرى. وقال امام حشد في تصوير بالفيديو نشر على يوتيوب ان هناك مسلحين بين المدنيين يمثلون عبئا على الثورة. ووصف هؤلاء بأنهم لصوص وانه من غير المسموح لاحد ان يغتصب النساء. وفي اليوم التالي قتل الحميد برصاص مجهولين. بحسب رويترز.

ولم تلق جماعة الحميد باللائمة على القوات الحكومية وانما اتهمت جماعات معارضة اخرى بقتله وتوعدت بالانتقام منها. ويتبنى بعض مقاتلي المعارضة شعار الجيش السوري الحر فقط من اجل الحصول على فرصة تمويل افضل. وقال محمود المقاتل من محافظة ادلب "شعرنا اننا مضطرون للتحالف مع الجيش السوري الحر لانه الاكثر شهرة. واذا تم الاعتراف به فسوف نحصل على دعم اجنبي." وفي مخيم للاجئين في تركيا يجلس محمود ورفاقه المتأهبون امام رجل سوري في المنفى يعرض عليهم الكمبيوتر المحمول الخاص به ويتحدث معهم عن الاستراتيجية العسكرية. ورفض الرجل الحديث عمن ارسله او المقابل الذي يريده. لكنه المح الى وجود اسلحة في العرض الذي يقدمه مازحا وهو يقول "جئت لمساعدة الشباب في شراء فاكهتهم."

رجل اعمال يعلن من باريس حكومة انتقالية

من جهته اعلن رجل الاعمال السوري نوفل دواليبي المقيم في المملكة السعودية من باريس تشكيل "حكومة انتقالية استجابة لمطالب المعارضة السورية". وصرح رجل الاعمال في مؤتمر صحافي عقده في احد اكبر فنادق باريس ان "الوضع في سوريا يتفاقم يوما بعد يوما والفوضى تزداد". وقال "اننا قررنا ابدال الهيئات الحالية بهيئة تنفيذية محضة تنسق عمليات الفرق المقاتلة من اجل الحرية استجابة لارادة الشعب السوري صاحب السيادة".

غير ان نوفل دواليبي لم يوضح كيف ستنسق هذه الهيئة عملها مع المجلس الوطني السوري الذي يراسه الاستاذ الجامعي برهان غليون والذي يعتبر الهيئة السياسية الاكثر تمثيلا للمعارضة السورية.

وقال نوفل دواليبي ان العديد من اعضاء المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر "يدعمون حكومتنا" بينما يخضع اخرون الى "ضغوط". واضاف "مع الاسف المجلس الوطني السوري الذي اختار هيئة تشريعية بينما نحن هيئة تنفيذية، لم يثبت ان الهيئة تمثل الشعب السوري والثورة". بحسب فرنس برس.

واكد رجل الاعمال ان "اهداف" هذه "الحكومة الانتقالية" تتمثل في تسليح المقاتلين والعمل على "تدخل عسكري دولي مباشر" وضمان "عودة الامن والاستقرار الى سوريا". وقال انه سيعلن عن اسماء الاعضاء ال35 في الحكومة الذين اكد انهم سوريون من الداخل بين عسكريين ومدنيين، "بعد بضعة ايام لاسباب امنية".

اعتقال ثمانية جهاديين في الاردن

الى ذلك قال ابو محمد الطحاوي، احد قياديي التيار السلفي الجهادي في الاردن ان السلطات اعتقلت مؤخرا ثمانية من ابناء التيار ممن حاولوا التسلل الى سوريا "للجهاد" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

واكد عبد شحادة، المعروف باسم ابو محمد الطحاوي، ان "السلطات اعتقلت مؤخرا ثمانية من ابناء التيار ممن حاولوا الذهاب وعلى عاتقهم الشخصي للجهاد في سوريا وهم في سجن الزرقاء الآن بانتظار توجيه الاتهام لهم". واضاف ان "على كل مسلم، ليس فقط ابناء التيار السفلي الجهادي ولا الاردنيين، بل على كل مسلم في مشارق الارض ومغاربها قادر ان يذهب للجهاد في سوريا وان يدافع عن اخوانه هناك، ان يذهب".

ونسبت دمشق غير مرة الاضطرابات التي تعيشها البلاد الى "مجموعات ارهابية مسلحة" مرتبطة بتنظيم القاعدة واتهمتها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار "مؤامرة" يدعمها الخارج. وكان المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن الشيخ همام سعيد اعتبر ان القتال في سوريا ضد نظام الاسد "واجب شرعي"، مؤكدا ان "هذا الواجب يقتضي من جميع المسلمين نصرة الجيش السوري الحر". واسفرت اعمال العنف في سوريا عن مقتل اكثر من 11100 شخص، بينهم 55 بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الخميس، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. بحسب فرنس برس.

سفينة اسلحة ليبية

من جانبه قال الجيش اللبناني ان السلطات اللبنانية عثرت على شحنة كبيرة من الاسلحة الليبية من بينها قذائف صاروخية وذخائر من أعيرة ثقيلة على متن سفينة اعترضتها في البحر المتوسط. ولم يعط الجيش اللبناني معلومات عن وجهة السفينة لكن مالكها قال ان السفينة كانت ستفرغ حمولتها في ميناء طرابلس بشمال لبنان.

وقال الجيش في بيان ان الاسلحة كانت موجودة في ثلاث حاويات تحملها السفينة لطف الله 2 التي ترفع علم سيراليون والتي اوقفت وتم اقتيادها بطاقمها الذي يتكون من 11 بحارا الى ميناء عسكري في بيروت. واظهرت الصور التي نشرها الجيش عشرات من الصناديق داخل الحاويات وبعضها ممتلئ بأحزمة الطلقات الثقيلة والقذائف الصاروخية.

واوضحت العلامات على احد الصناديق احتواءه على متفجرات وتم التعرف على ان عديدا من الصناديق مصدرها ليبيا. وكتب على احد الصناديق انها قادمة من "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى" وهو الاسم السابق لليبيا قبل سقوط معمر القذافي.

بينما دمغ صندوق بعلامات مصراته وهي البلدة الليبية التي كانت قاعدة للمعارضة المسلحة التي اطاحت بالقذافي العام الماضي في واحدة من الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي. واتهمت روسيا ليبيا في مارس اذار بتسليح وتدريب المعارضة السورية. وقال رئيس الوزراء الليبي انه لا علم له بوجود معسكرات تدريب في بلاده لكنه اكد على دعم ليبيا القوي للسوريين الذين قال انهم يرفعون اصواتهم للمطالبة بالحرية. بحسب رويترز.

وقالت السلطات السورية اكثر من مرة ان السلاح يجري تهريبه من الدول المجاورة ومن بينها لبنان لتسليح المعارضة التي تقاتل الاسد. وقال مالك السفينة محمد خفاجي انه قيل له ان الحاويات تضم شحنة من زيت المحركات وانه لم يكن يعلم بوجود اسلحة ضمن الشحنة. وقال عبر الهاتف من مصر ان القانون لا يسمح له بفتح الحاويات وتفتيشها. وقال خفاجي ان وسيطا من لبنان قام بالاتصال به لنقل شحنة من 12 حاوية من البضائع العامة من ليبيا الى لبنان. وقال ان السفينة غادرت في النهاية وبعد تأخير دام يومين حاملة شحنة من ثلاث حاويات فقط.

وكانت السفينة قد أبحرت من ليبيا الى تركيا ثم الى ميناء الاسكندرية في مصر قبل ان تتخذ طريقها الى طرابلس اللبنانية لكنها اثناء انهاء اجراءات رسوها هناك طلب من الطاقم الابحار بها الى ميناء سلعاتا لافراغ شحنتها. وقال خفاجي انه فقد الاتصال مع الطاقم منذ ذلك الوقت.

تسعة قتلى في تفجير انتحاري

فيما قالت وزارة الداخلية السورية ان تسعة أشخاص قتلوا بينهم أفراد من قوات الامن في تفجير انتحاري قرب مسجد في دمشق فيما يمثل ضربة جديدة لوقف اطلاق النار الهش الذي تدعمه الامم المتحدة بين الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة المسلحة التي تسعى الى الاطاحة به.

ووقع الانفجار مع خروج المصلين من جامع زين العابدين الذي كان يخضع لإجراءات أمن مشددة لكونه نقطة انطلاق للاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري.

وقال ساكن تحدث مع مسؤولين امنيين بالموقع انهم ذكروا ان رجلا يرتدي ملابس عسكرية كان يسير نحو المنطقة قادما من شارع قريب وعندما توجه اليه بعض الجنود فجر سترة ناسفة. واضاف أن كثيرا من الاشلاء البشرية التي تناثرت على الرصيف كانت لأفراد يرتدون ملابس عسكرية خضراء.

ولم تعلن اي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم. لكن الهجوم وقع في مكان قريب من مكان تفجير سابق وقع في السادس من يناير كانون الثاني كانت جماعة جبهة النصرة السنية المعارضة للأسد قد اعلنت مسؤوليتها عنه. وقالت وزارة الداخلية في بيان اذاعه التلفزيون الحكومي ان 26 شخصا اصيبوا في الانفجار الذي كان واحدا من عدة انفجارات.

وقال ناشط مناهض للأسد "كنا نحاول الذهاب لأداء الصلاة بالمنطقة لكنهم منعونا عند نقطة تفتيش. الامن لم يسمح لنا بالذهاب لان هناك احتجاجات دائما." وأضاف "بعد ذلك سمعنا دوي الانفجار. كان عاليا ثم مرت سيارات الاسعاف بسرعة من أمامنا.. رأيت أشلاء على الارض وتحطمت واجهة مطعم. وكان الناس يصرخون." بحسب رويترز.

وعرض التلفزيون الحكومي صورا لأشلاء بشرية على طريق جانبي بينما كان أفراد الجيش والشرطة يفتحون الطريق لمرور أطقم الاسعاف. وفي وقت سابق سمع صوت انفجار كبير في حي الصناعة بالعاصمة قرب مراب تستخدمه حافلات حكومية وميليشيا موالية للأسد تعمل على منع المظاهرات. وقال أصحاب متاجر ان النار اشتعلت في سيارة ولم يصب سوى السائق فقط.

وتحدثت وسائل اعلام حكومية عن وقوع ثلاثة انفجارات أخرى اصغر في دمشق أصيب فيها أربعة اشخاص وقالت ان خمسة من رجال الشرطة أصيبوا في انفجارين في مدينة طرطوس الساحلية.

تكتيك الارهاب

في حين دانت روسيا الدعوات الى استخدام القوة بتفويض من الامم المتحدة في سوريا الذي تحدث عنه الغربيون بسبب انتهاكات وقف اطلاق النار واتهمت المعارضة السورية باللجوء الى "تكتيك الارهاب"، مؤكدة بذلك من جديد دعمها لدمشق. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية "اعتقد انها افكار ستؤدي الى نتائج عكسية".

وكان بوغدانوف يرد على سؤال عن طلب المعارضة السورية عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي ودعوة فرنسا لمناقشة مسألة اللجوء الى القوة في سوريا. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ان "الوسيلة الوحيدة لتجنب الحرب الاهلية والطريقة الامثل هي حوار وطني" في سوريا.

وتابع ان "مسائل وقف اطلاق النار وسحب القوات مهمة بالتاكيد من حيث المبدأ لكن يجب ان تترافق عمليا بمسائل على علاقة بالعملية السياسية".

وكانت وزارة الخارجية الروسية اتهمت المعارضة السورية باللجوء الى "تكتيك الارهاب" واعتبرت المعارضين مسؤولين عن انتهاكات وقف اطلاق النار. وصرح الناطق باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش "انها مجموعات معارضة انتقلت الى تكتيك الارهاب" ورأت ان المعارضين مسؤولون عن معظم حوادث خرق وقف اطلاق النار.

وقال لوكاشيفيتش "انها مجموعات معارضة انتقلت الى تكتيك الارهاب الواسع"، معتبرا ان ذلك "يذكر بما يجري في العراق واليمن واماكن اخرى تنشط فيها القاعدة". ورأى ان السلطات السورية تنتهك وقف اطلاق النار الذي يفترض ان يحترم منذ 12 نيسان/ابريل لكن المعارضة هي المسؤولة الاولى عن المعارك الحالية. وتابع ان "انتهاكات لوقف اطلاق النار من قبل الطرفين -- القوات المسلحة الحكومية ومجموعات المعارضة  سجلت"، موضحا ان "ذلك يحدث في اغلب الاحيان بسبب اعمل المعارضة المسلحة التي تدفع قوات الامن السورية الى الرد".

1300 خرق

كما اتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود "المجموعات الارهابية المسلحة" بارتكاب اكثر من 1300 خرق لوقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الثاني عشر من نيسان/ابريل. وقال الوزير محمود "في الفترة الاخيرة صعدت المجموعات الارهابية المسلحة المجازر والتفجيرات وعمليات الخطف والاغتيال ضد المواطنين وقوات حفظ النظام، وبلغ عدد الخروقات والاعتداءات التي جرى توثيقها 1300 خرق من قبل المجموعات المسلحة منذ بدء سريان الالتزام بوقف العنف مع ان الحكومة السورية قامت بتنفيذ التزاماتها وفق خطة انان حيال وقف العنف من اي مصدر كان".

واضاف محمود ان "الموفد الاممي كوفي انان ابلغ بهذه الخروقات برسائل من وزير الخارجية السوري". واعتبر محمود ان "وقف اعمال العنف يتطلب المراقبة بحيادية وشفافية، ورصد مصادر الخرق من قبل المجموعات الارهابية المسلحة والعمل على وقفها مع احتفاظ قوات حفظ النظام بحق الرد على اي خرق او اعتداء". وقال "ننتظر من السيد انان بذل جهود حقيقة نلمس نتائجها على الارض تجاه المجموعات المسلحة والدول الجهات الداعمة لها بالتمويل والسلاح والحصول على التزامات من هذه الدول بوقف التسليح والتدريب والتمويل". بحسب فرانس برس.

واضاف "هناك دول مثل تركيا وقطر والسعودية متحالفة مع الارهاب الذي تتعرض له سوريا وشريكة في الجرائم التي تستهدف المواطنين السوريين من خلال دعمها للمسلحين بالمال والسلاح، وتتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية والسياسية تجاه جرائم القتل والمجازر التي ترتكب والاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة".

واكد الوزير ان "وزارة الاعلام منحت سمات دخول الى 98 وسيلة اعلامية عربية واجنبية منذ 25 اذار/مارس 2012" وهي مستمرة في ذلك وفق القوانين السورية علما انه دخل منذ بداية الازمة 400 وسيلة اعلامية الى سوريا من مختلف دول العالم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/آيار/2012 - 9/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م