احياء الذكرى الرابعة لرحيل الفقيه الشيرازي في مختلف دول العالم

 

شبكة النبأ: مرت اربع اعوام كاملة على رحيل الفقيه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي نجل الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي (رضوان الله تعالى عليهما)، ولازالت ومضات شخصيته تأسر قلوب الناس وافكارهم، حيث يتجدد الحزن على فقده وكأنه قد رحل الآن، ولازالت كلماته تدلف قلوب المنين وعقولهم وهي تبني سلوكيات تتناسق مع منهجية اهل البيت عليهم السلام، ولايمكن التشكيك بان السيد رضا الشيرازي قد نال الاجماع بمحبته وعظمته ونموذجيته.

وقد احيى المؤمنون المحبون في مختلف دول العالم الذكرى السنوية الرابعة لرحيله لأخذ العبرة والدروس والنهل من عذب افكاره المتألقة والمتجددة، في تجسيد عظيم للمحبة التي كان يكنها الملايين لهذا العظيم المقدس.

احياء الذكرى الرابعة في قم المقدسة

فقد شهدت مدينة قم المقدّسة مراسم إحياء الذكرى الرابعة لرحيل العالم الربّاني، الفقيه الشيرازي، بحضور علمائي وجماهيري واسع، وضيوف من مختلف نقاط البلاد الإسلامية وغيرها، حيث أقامت مؤسسة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية، مجلساً تأبينيّاً، في مقرّها بمدينة قم المقدّسة، مساء الأربعاء الموافق للسادس والعشرين من شهر جمادى الأولى 1433 للهجرة، بعد صلاتي المغرب والعشاء.

حضر المجلس السادة الأجلاّء من آل الشيرازي، أنجال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وأنجال المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته، والسادة الكرام من آل الفالي والقزويني والمدرّسي، والمشايخ الأفاضل من مكتب سماحة المرجع الشيرازي، وجمع من العلماء والفضلاء والضيوف من العراق والكويت والبحرين والمنطقة الشرقية وسوريا، واستراليا وأميركا، والهند وأفغانستان، والشخصيات الاجتماعية والدينية والثقافية، وجمع من المؤمنين والمحبّين لآل البيت الأطهار صلوات الله عليهم من مدينة قم المقدّسة وغيرها من المدن الإيرانية.

بدأ المجلس بتلاوات معطرات من آي الذكر الحكيم، تلاها عدد من القرّاء الكرام.

بعدها كانت كلمة قيّمة للخطيب حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ مهدي طهراني دام عزّه، قدّم في مستهلّها التعازي لمولانا الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ولسماحة المرجع الشيرازي دام ظله، والسادة الشيرازيين الأجلاء، وللحوزة العلمية، وللمؤمنين كافّة، هذه المصيبة التي حلّت على الأمة الإسلامية، بفقدها علم من أعلام العلم والتقوى والورع والأخلاق الفاضلة ومن المدافعين والذابّين المخلصين عن ولاية آل محمد الأطهار صلوات الله عليهم وعن شيعتهم وأتباعهم، وعن المظلومين والمستضعفين، ألا وهو الفقيه الفقيد السيد الرضا الشيرازي أعلى الله درجاته.

ثم ذكر جوانب من سيرة مولاتنا الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وفضلها ومناقبها، وما لحقها من الظلم والحيف والجور والأذى من بعد استشهاد مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله.

بعدها تحدّث الشيخ طهراني عن الإخلاص والتقوى والجهاد في سبيل الله تعالى والدفاع عن ولاية أهل البيت صلوات الله عليهم، والتمسّك الحقيقي بتعاليمهم ونشر علومهم، والتضحية في سبيل الإسلام وفي سبيل إحياء الأحكام الإلهية، خلال استشهاده بنماذج من التاريخ، أي من سيرة أصحاب المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم.

كما تناول في كلمته الحديث عن سيرة العلماء الربّانيين من أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم من السلف الصالح وتفانيهم في الدفاع عن ولاية آل محمّد صلى الله عليه وعليهم، وقضاء حياتهم وعمرهم في تقديمهم الخدمات والآثار العلمية الثمينة في سبيل إغناء التشيّع بالفكر والثقافة النابعة من تعاليم أهل البيت صلوات الله عليهم، وفي سبيل رفد الحوزة العلمية بالعلوم الراقية.

وأكّد الشيخ طهراني ان الفقيه الراحل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه كان مصداقاً بارزاً للتقوى والإخلاص لله تعالى ولأهل البيت صلوات الله عليهم، وللجهاد في سبيل الله والدفاع عن أهل البيت والتمسّك بتعاليمهم ونشر علومهم صلوات الله عليهم، ومن المتفانين في سبيل خدمتهم. وكان علماً من العلماء الربّانيين الشيعة الذين خلّدهم التاريخ، وخلد اسمهم وذكرهم، وبقت آثارهم حيّة، وستبقى حيّة وخالدة إلى قيام الساعة.

وختم الشيخ الطهراني حديثه بذكر المظالم والمصائب التي جرت على بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، والمصائب التي جرت على مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه.

أما ختام المجلس فكان للضيف الكريم الرادود الحسيني الحاج نزار القطري، حيث شارك بقراءة أبيات في مصيبة مولاتنا الزهراء المرضية صلوات الله عليها، وشنّف أسماع الحضور الكرام بقراءته أشعار باللغة العربية والفارسية والتركية في عزاء اللطم على مصاب السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.

هذا، وتخلّل هذه المراسم توزيع الأقراص المدمجة التي حوت بعض محاضرات وكلمات الفقيد الفقيه الشيرازي قدّس سرّه على الحاضرين.

احياء الذكرى الرابعة في الكويت

بدورها أقامت ديوانية الإمام الشيرازي قدّس سرّه في الكويت مجلساً تأبينياً بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لرحيل فقيه أهل البيت صلوات الله عليهم آية الله السيد محمّد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه، بحضور نجل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، حجّة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الشيرازي دام عزّه. وبحضور العديد من العلماء والخطباء والشخصيات الدينية والسياسية، كالنائب الفاضل الحاج صالح عاشور والحاج حسن نصير، و بحضور ضيوف من المنطقة الشرقية.

كانت أول فقرات التأبين بمشاركة فضيلة الشيخ حسن ملكي، حيث تلا آيات عطرة من الذكر الحكيم.

ثم بدأ عريف الحفل الشاعر الأديب المبدع حسين العندليب بقراءة أبيات شعرية حول مظلومية واستشهاد سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وحول حفيدها آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه. وقدّم العريف أيضاً التعازي إلى مقام سيدنا ومولانا وقائدنا الحجّة بن الحسن الإمام المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وإلى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، ولأسرة الشيرازي كافّة، والعلماء والحوزات العلمية، وللأمة الإسلامية جميعاً، بهاتين المناسبتين الأليمتين.

أما الفقرة الثانية فكانت مشاركة المحامي الحاج خالد الشطي، الذي تحدّث عن ارتباط الفقيه الفقيد الشيرازي بجدّته المظلومة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وذكر بأن الفقيد الشيرازي رضوان الله تعالى عليه شجّعه على إقامة مراسيم استشهاد فاطمة الزهراء صلوات الله عليها سنوياً في بيته.

بعده كان الدور للرداود الحسيني الحاج أحمد الباوي، حيث قرأ أبيات نعي حول مظلومية سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، و أبيات حول الفقيد الفقيه الرضا الشيرازي قدّ سرّه، حيث أجهش الجمهور بالبكاء.

بعدها كان مسك الختام محاضرة قيّمة للخطيب الحسيني فضيلة السيد أحمد الواعظ وفّقه الله، الذي تحدّث عن تواضع الفقيد الشيرازي، وأخلاقه الفاضلة، وقال: كان آية السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه علماً ونبراساً في ميادين العلم والفقه والأصول والمنطق، حيث كان رضوان الله تعالى عليه متسلّطاً على جميع العلوم، وهذا لا يأتي اعتباطاً وإنما بالسعي والجهد الكثير. فالعلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء. وختم السيد الواعظ المجلس بقراءة مصيبة سيدتنا ومولاتنا المظلومة الشهيدة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها.

بعد ذلك قدّم عريف الحفل الشاعر المبدع حسين العندليب شكره لجميع الذين حضروا التأبين، ودعا بتعجيل ظهور منقذنا الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

هذا، وعند خروج المؤمنين من التأبين تم توزيع كتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، ومجموعة من المنشورات حول المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته، وآية الله المقدّس السيد محمّد رضا الشيرازي قدّس سرّه.

احياء الذكرى الرابعة في البصرة

بدوره أقام مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في البصرة، حفلاً تأبينياً واسعاً بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لرحيل فقيه أهل البيت صلوات الله عليهم، آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه، وذلك في جامع الإمام علي الهادي عليه السلام في الطويسة، حضره جمعٌ غفيرٌ من المؤمنين من أهالي البصرة الكرام، وبلّغوا تعازيهم لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله بهذه الذكرى الأليمة .

كما شارك في الحفل طبقات وشخصيات متعدّدة، من مكاتب المراجع العظام ووكلاء ومعتمدي المرجعيات الكريمة، والأفاضل من رجال الحوزة والدين المحترمين، وقائد شرطة البصرة وجمع من مرافقيه ذوي المراتب العالية، وبرلمانيين، وسياسيين، وقضاة، وشيوخ العشائر الكرام، وأساتذة جامعيين، ومن الشباب وغيرهم .

وارتقى المنبر في هذا الحفل، فضيلة الشيخ علي الخزاعي، وتطرّق إلى جوانب من حياة الصدّيقة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وبعدها عرّج في حديثه على سيرة وشخصية الفقيد الشيرازي قدّس سرّه.

احياء الذكرى الرابعة في سيهات

من جهته أحيا مسجد الإمام زين العابدين عليه السلام بسيهات بعد ظهر الجمعة 28/6/1433هـ الذكرى الرابعة لرحيله المفجع الذي جعل العالم الإسلامي في ذهول وحسرة على خسارة هذه القامة العلمية الأخلاقية ولكنها إرادة الباري واختياره عز وجل ولا نملك إلاّ التسليم وترديد الآية الكريمة  (إنا لله وإنا إليه راجعون).

وقد ارتقى المنبر سماحة الشيخ مصطفى المسلم الذي استهل حديثه بمشهد طفلي السيد محمد رضا  وهما يجثيان على قبر ابيهما  في انكسار اليتامى وحزن الفاقدين مستحضرا موقف السيدة سكينة عليها السلام وهي تشاهد فرس ابيها الامام الحسين عليه السلام وقد عاد خاليا مخبرا باستشهاد سبط النبي الأكرم على صعيد كربلاء .

وكان عنوان الكلمة الاخلاق المحمدية التي تخلق بها الفقيد الراحل رضوان الله تعالى عليه مستعرضا بعض مواقف الاحتقان التي عالجا السيد الراحل باخلاق الانبياء التي اشتهر بها وهو يدعو للتسامح والعفو .

وأضاف سماحة الشيخ المسلم قائلا : إن اغلب الناس يصاب بمرض التضخم وحب الأنا بمجرد الحصول على المال أو الجاه أو المكانة العلمية أو الاجتماعية ولكن السيد محمد رضا رضوان الله تعالى عليه كان كلما زاده الله بسطة في العلم زاد تواضعا . ورغم شهادات العلماء وإجازاتهم له والاعتراف له بالعلمية إلا انه يخفي ذلك تواضعا وزهدا .

وبعد الكلمة تم عرض فلما تسجيليا استمر ثمان دقائق وحوى  بعضا من جوانب حياته ولقطات من تشييعه وشهادة آية الله السيد مرتضى القزويني في حقه ثم تناول الجميع وجبة البركة وإهداء المباركة الفاتحة لروحه الطاهرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24/نيسان/2012 - 2/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م