نفط ايران... امدادات يصعب على العالم عن مقطعتها

عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: لاتزال المعركة قائمة بين ايران وامريكا وباقي الدول الغربية في ما يخص ملفها النووي مثار الجدل والذي يشغل بال الكثير من الدول والحكومات التي تترقب حدوث انفراج عاجل حتى تستأنف نشاطاتها الاقتصادية التي جمدت بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلد نفطي مهم، ويرى بعض المراقبين ان ايران ستسعى بكل طاقاتها الى افشال مخططات اعدائها وتتحدى قراراتهم خصوصا مع وجود دول صديقة تدعمها في الخفاء لغرض تحقيق اكبر قدر من الاستفادة من منتجاتها النفطية.

ومع تعدد اسلحة الحرب التي يتبعها الخصوم تنوع ايران ايضا خططها في هذه المعركة لغرض تقليل خسائرها حيث تخفي ايران اليوم وجهة مبيعاتها النفطية عن طريق اغلاق أنظمة التتبع على متن ناقلاتها وهو ما يجعل تقدير حجم الصادرات أمرا صعبا مع سعي طهران لمواجهة العقوبات الغربية التي تهدف لوقف ايراداتها النفطية. وقالت مصادر في قطاعات النفط والتجارة والشحن البحري ان معظم أسطول الناقلات الايراني المكون من 39 ناقلة أصبح غير قابل للتتبع بعد أن أمرت طهران قادة السفن التابعة لشركة الناقلات الوطنية الايرانية بإغلاق جهاز المرسل المجيب الذي يستخدم في قطاع الشحن لرصد حركة السفن. وقال مسؤول تنفيذي كبير في شركة نفط وطنية تعاملت مع ايران "ايران تحاول التعتيم قدر الامكان بمساعدة من زبائنها." وقالت المصادر ان ايران ربما عوضت عن انخفاض في مبيعاتها النفطية في مارس اذار بحسب تقارير من خلال تقديم خصم كبير في صورة شحن مجاني وتمويل وتأمين وشروط ائتمان سخية.

وبسبب الحظر الاوروبي لاستيراد النفط الايراني الذي سيبدأ تطبيقه أول يوليو تموز والعقوبات المالية الامريكية والاوروبية التي تستهدف البرنامج النووي الايراني تراجعت مبيعات النفط الايرانية الى معظم الوجهات الغربية وصدرت وعود من بعض الزبائن الاسيويين بأنهم سيخفضون مشترياتهم. لكن المصادر تقول ان المبيعات الرخيصة والسرية قد تكون أبطلت انخفاض الشحنات.

والحذر واجب هنا. فقد أغلق قادة السفن العملاقة التابعة لشركة الناقلات الوطنية الايرانية أنظمة التعرف ويلتزم الزبائن بالكتمان الشديد. وقال رئيس قسم النفط الخام لدى شركة نفطية تجارية كبرى "الناس كتومون للغاية حاليا. لا يتحدثون عن الامر على البريد الالكتروني أو الهاتف المحمول." ويظهر مسح للاسطول الايراني من خلال خدمة ايه.اي.اس لايف لتتبع السفن أن سبعة فقط من أصل 25 ناقلة ايرانية عملاقة هي التي مازالت تشغل جهاز المرسل المجيب على ظهر السفينة الذي يسمح لاجهزة الكمبيوتر بتتبعها.

وتقول مصادر في قطاع الشحن ان اثنتين فقط من الناقلات الايرانية التسعة من طراز سويز ماكس الاصغر حجما تشغل أنظمة التتبع. وقال مسؤول في قطاع الشحن طلب عدم نشر اسمه "سفن شركة الناقلات الوطنية الايرانية ستعمل في الخفاء." وفي الظروف العادية لا تغلق الناقلات أنظمة التتبع التي استحدثت لتحسين السلامة البحرية وتمكين السلطات البحرية من تحديد مواقع السفن. والسفن ملزمة بموجب القانون الدولي بحمل جهاز تتبع بالقمر الصناعي على متنها عند السفر. لكن قائد السفينة له الحرية في اغلاق الجهاز لأسباب تتعلق بالسلامة اذا أخذ اذنا من الدولة التي ترفع السفينة علمها.

وأغلقت بعض الناقلات أجهزة التتبع في العام الماضي أثناء الحرب في ليبيا لكي تتاجر مع حكومة القذافي دون أن يجري رصدها. ولان العقوبات الغربية تزيد من صعوبة سداد ثمن النفط الايراني وشحنه من ايران فقد أصبح من الصعب حساب حجم الشحنات التي تبحر من المرفأ الايراني الرئيسي في جزيرة خرج. وقال وزير النفط الايراني رستم قاسمي ان صادرات النفط الايرانية مستقرة عند مستوى العام الماضي البالغ 2.2 مليون برميل يوميا. لكن من الصعب التوفيق بين هذا وبين بيانات تتبع الناقلات ومعلومات السوق.

ويرى خبراء أن مبيعات النفط الايراني الظاهرة تراجعت الى نحو 1.9 مليون برميل يوميا في مارس اذار. وهذه الحسابات تدعمها مجموعة من أفضل المؤسسات المصدرة للتوقعات في قطاع النفط ومنها وكالة الطاقة الدولية وشركة بترو لوجستيكس الاستشارية التي تراقب شحنات النفط العالمية. وتفيد تقديرات جديدة لشهر ابريل نيسان بأن الصادرات الايرانية انخفضت نحو 500 ألف برميل يوميا عن مستواها في العام الماضي. والمشكلة هي أنه ليس ثمة دليل ملموس على أن انتاج النفط الايراني تراجع أو أنه يذهب الى منشات تخزين.

وتظهر بيانات تتبع السفن أن ملايين البراميل من النفط الايراني التي كانت مخزونة في ناقلات ايرانية قبل أسابيع قليلة قد تلاشت الان فيما يبدو. فأين تذهب اذن.. هل غيرت ايران وجهتها أم خفضت الطاقة الانتاجية أم هل يخزن النفط في مكان اخر.. هل يخزن كله في البحر.. وقال مسؤول تنفيذي كبير لدى شركة نفطية تجارية كبرى في اسيا "هذا هو سؤال المليون دولار بل سؤال المليار دولار." ويصبح الاقتفاء أكثر صعوبة مع تطبيق ايران ثاني أكبر منتج في أوبك لمجموعة من الوسائل لتفادي التدقيق.

وقال مصدر اخر في قطاع الشحن الاوروبي "بعض الشركات الاسيوية الكبيرة ربما تأخذ نفطا من سفن ايرانية شريطة أن تغلق جهاز المرسل المجيب." وقال تاجر في سنغافورة ان ايران تمكنت من بيع كل الخام المخزون في ست سفن تقف قبالة سنغافورة في وقت سابق من العام الجاري. وكان معظم المشترين من الصين وكوريا الجنوبية. ونظرا لتعذر متابعة أسطول شركة الناقلات الوطنية الايرانية سيصبح من الصعب حساب المخزون العائم. وتقول مصادر بالصناعة ان المخزون لدى جزء من الاسطول بلغ ما يصل الى 12 مليون برميل من الخام في مارس. وقد تلاشى هذا الان. وقريبا ستتمتع ايران بمرونة أكبر لاخفاء مواقع مبيعات النفط اذ ستتسلم شركة الناقلات الوطنية الايرانية أول ناقلة من 12 ناقلة عملاقة جديدة من الصين في مايو ايار. ولا تمتلك ايران الطاقة الكافية لشحن كل صادراتها بنفسها لذلك فهي تستأجر مزيدا من السفن أو تترك الامر للمستوردين لاستئجار سفن. بحسب رويترز.

ومنذ فترة طويلة ساد افتراض بأن ايران ستبيع معظم النفط الذي كان يذهب الى أوروبا الى الصين حليفها الاستراتيجي والتجاري على المدى الطويل. لكن حتى الان ليست هناك أدلة قوية على ذلك. وتقول مصادر بالصناعة ان الهند تشتري نفطا على متن سفن ايرانية بفترات سماح تمتد لعدة أشهر. وقال مسؤول نفطي ايراني طلب عدم كشف هويته "الصين والهند هما الملاذ الاخير للشراء. والعقوبات تجعل الظرف مواتيا لهم." ويتفق المسؤول الكبير في الشركة التجارية مع هذا الرأي قائلا "نعتقد أن الصين تأخذ معظم الامدادات الايرانية الفائضة في كتمان شديد."

توسيع أسطول الناقلات

في السياق ذاته توسع شركة الناقلات الوطنية الإيرانية أسطولها من ناقلات النفط اذ من المتوقع أن تسلم أحواض السفن الصينية السفينة الاولى من 12 ناقلة للشركة الايرانية في مايو أيار في وقت حاسم بالنسبة لطهران بينما تحمل العقوبات الغربية الدولة العضو في أوبك على الاعتماد بشكل اكبر على ناقلاتها في تصدير النفط.

وستزيد الناقلات الجديدة من طاقة أسطول الشركة الايرانية المطلوب بشدة في وقت تراجعت فيه بدرجة كبيرة أعداد شركات النقل البحري المستعدة لنقل الخام الايراني بسبب العقوبات الاوروبية.

وسيحظر الاتحاد الاوروبي على شركات التأمين واعادة التأمين الاوروبية توفير التغطية التأمينية للسفن التي تنقل الخام الايراني لأي مكان في العالم اعتبارا من يوليو تموز ما يهدد بتقليص الشحنات ويرفع التكاليف بالنسبة للمشترين الرئيسيين مثل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية.

ويمارس مستوردو النفط الاسيويون ضغوطا على المسؤولين الاوروبيين المتوقع أن يجتمعوا لبحث الامر في منتصف مايو من أجل استثنائهم من العقوبات. بحسب رويترز.

وقال مدير تنفيذي في شركة نفط مقرها بكين مطلع على صفقة الناقلات "اكتسبت هذه الناقلات الجديدة أهمية اكبر بسبب العقوبات." وأضاف أن طاقة الناقلة الاولى تبلغ 318 ألف طن. وقال مسؤولون تنفيذيون من القطاع لرويترز انه من المقرر تسليم سبع سفن عملاقة أخرى بحلول نهاية هذا العام من حوضين صينيين لصناعة السفن وسيتم تسليم الاربع الباقين بحلول نهاية 2013 في اطار عقد تبلغ قيمته الاجمالية 1.2 مليار دولار. وقال مدير تنفيذي ثان مطلع على برنامج التسليم ان العقوبات الغربية لم تؤثر في عقد بناء السفن لان مدفوعات شركة الناقلات الوطنية الايرانية تتم دون مشكلات كبيرة بالرغم من أن موعد السداد الكامل لم يحن بعد.

الهند أكبر مشتري

من جانب اخر أظهرت بيانات من شركة استشارية رائدة في قطاع النفط أن الهند قفزت الى رأس قائمة مشتري النفط الايراني متفوقة على الصين بعد ارتفاع مشترياتها في الربع الاول للعام قبل بدء تطبيق عقوبات مشددة على طهران هذا الصيف. وكشفت البيانات التي جمعتها بترولوجستيكس ومقرها جنيف أن الواردات المباشرة الى الهند من ايران بلغت 433 ألف برميل يوميا في الربع الاول مقارنة مع 256 ألف برميل يوميا الى الصين. وبهذا ارتفعت واردات الهند نحو 23 بالمئة من 351 ألف برميل يوميا استوردتها في نفس الفترة من عام 2011 وقفزت عن متوسطها في عام 2011 البالغ 326 ألف برميل يوميا. ولا تنشر ايران مثل العديد من مصدري النفط بيانات مبيعاتها النفطية على أساس منتظم لكن بيانات بترولوجستيكس تعزز المؤشرات على ارتفاع واردات الهند في ظل فتور العلاقات بين طهران وبكين بشأن شروط السداد.

وقال ديفيد ويش المحلل في مؤسسة جيه.بي.سي انرجي "كان الربع الاول على الارجح استثناء من القاعدة ... اتخذت الصين موقفا شديدا في المفاوضات لكن من الواضح ان وارداتها سترتفع ثانية حينما تحصل على تعاقدات جديدة طويلة الاجل." وقالت مصادر بالصناعة ان صادرات النفط الخام الايراني تراجعت نحو 300 ألف برميل يوميا الى 1.9 مليون برميل يوميا في مارس اذار لان الزبائن في أوروبا يقومون بتخفيضات كبيرة في مشترياتهم قبل حظر أوروبي سيبدأ تطبيقه في أول يوليو تموز. بحسب رويترز.

وأظهرت بيانات جمركية أن واردات الصين من ايران في فبراير شباط انخفضت بنسبة 40.3 بالمئة عن مستواها في نفس الشهر في عام 2011. وأكدت بيانات بترولوجستيكس هذا الاتجاه اذ انها أظهرت انخفاض الواردات في الربع الاول بنسبة 39.4 بالمئة عن مستواها في نفس الفترة من العام الماضي.

شل تواجه صعوبات

على صعيد متصل تواجه رويال دتش شل صعوبات في سداد مليار دولار مستحقة عليها مقابل نفط خام ايراني، وفقاً لمصادر بصناعة النفط، ردت ذلك إلى العقوبات المالية الاوروبية والامريكية، والتي تجعل من المستحيل تقريبا اجراء مدفوعات. وقالت أربعة مصادر ان شل مدينة بمبلغ كبير لشركة النفط الوطنية الايرانية مقابل شحنات من الخام يقدرها مصدر بما يقرب من مليار دولار. ويعادل ذلك حمولة نحو أربع ناقلات كبيرة من الخام الايراني أو حوالي ثمانية ملايين برميل.

وقال مصدر نفطي طلب عدم الكشف عن هويته "تبذل شل جهودا مضنية لإيجاد وسائل للدفع للشركة الايرانية"، مضيفاً: "الامر حساس جدا وصعب للغاية. يريدون الحفاظ على علاقات جيدة مع ايران مع الالتزام بالعقوبات." وتحتل شل مع توتال الفرنسية المركز الثاني بعد توبراش التركية بين أكبر عملاء ايران من الشركات بعقد لكميات تبلغ 100 ألف برميل يوميا.

وبدأت الاجراءات المالية الامريكية والاوروبية الصارمة التي تهدف لمعاقبة ايران بسبب برنامجها النووي تدخل حيز التنفيذ بالفعل مما يجعل من الصعب سداد ثمن شراء النفط وشحنه من ايران.

وقال مصدر نفطي كبير: "هناك احباط كبير فيما يتعلق بالدفع... الضغط الامريكي يحدث أثرا حقيقيا... من المستحيل تقريبا الان استخدام النظام المصرفي." ومثل تلك القيود المالية تفسر جزئيا قرار توتال بوقف مشتريات النفط الايراني في نهاية العام الماضي، بحسب المصادر ذاتها.

وكانت توتال تشتري نحو مئة ألف برميل يوميا من النفط الايراني.

وأضافت المصادر أن بعض كبار عملاء ايران ربما يستخدمون بنك نور الاسلامي في دبي لتمرير المدفوعات الى ايران لكن ليس معروفا ما اذا كانت شل تمرر مدفوعات عبر هذا البنك.

وقال دبلوماسيون ان بنك نور الاسلامي رضخ لضغوط واشنطن وقطع صلاته مع بنوك ايرانية في الامارات العربية نهاية العام الماضي. وقال مسؤولون نفطيون كبار انه نظرا لصعوبة دفع هذا المبلغ الكبير في ظل العقوبات، فإن الطريق الوحيد أمام شل هو أن تطلب تدخل الحكومة البريطانية لتسوية الامر مع ايران. ولفتت المصادر إلى انه يمكن اسقاط جزء صغير من ديون شل مقابل أعمال تطوير في حقول سوروش- نوروز البحرية.

وقف التزود بالنفط

في السياق ذاته وفيما يخص النفط الايراني فقد اعلنت متحدثة خاصة ان المجموعة البتروكيميائية الجنوب افريقية "ساسول" اوقفت التزود بالنفط الايراني تحت ضغط التهديدات بفرض عقوبات اميركية، مؤكدة بذلك مقالا نشر في الصحافة المحلية. وتغطي جنوب افريقيا، اول مستورد افريقي للنفط الايراني، اكثر من ربع حاجاتها من النفط الخام من ايران. وبالنسبة الى ساسول، فان شحنات النفط الخام الاتية من ايران "تمثل 20% من حاجات مصفاتها في ناتريف" الواقعة جنوب جوهانسبورغ،

من جهة اخرى، قالت المتحدثة ان ساسول "تسعى الى التخلص" من مصنعها للاتيلين في ايران، "اريا ساسول بوليمر 28 كومباني"، وهو شركة مختلطة انشئت في 2003 مع فرع للشركة البتروكيميائية الوطنية الايرانية. وبحسب صحيفة صانداي اندبندانت الجنوب افريقية، فان انجن، الفرع الجنوب افريقي للمجموعة الماليزية بتروناس، ستجد المزيد من الصعوبة في التكيف لان هذه الشركة تتزود بنسبة 80% من النفط من ايران. واضافت الصحيفة نقلا عن جمعية الصناعة النفطية الجنوب افريقية (سابيا) ان النفط الايراني ارخص سعرا مما هو عليه في اماكن اخرى.

ولم تعلن بريتوريا موقفها بعد من العقوبات التي تهدد الولايات المتحدة بفرضها اعتبارا من تموز/يوليو على الدول التي تتزود بالنفط من ايران التي تتهمها بالرغبة في امتلاك السلاح الذري.

واعلنت الحكومة في جنوب افريقيا انها تستكشف "كل الخيارات"، لكنها اعترفت ايضا بانها تسعى الى بديل عن النفط الايراني وانها بدات محادثات في هذا الاتجاه مع دول اخرى منتجة.

وانتقدت النقابات في جنوب افريقيا المنضوية في اتحاد كوساتو، القريب من حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم، هذا الموقف وطلبت من الحكومة "وقف التملق للامبرياليين الاميركيين".

في السياق ذاته اعلنت شركة النفط الوطنية التركية "توبراس" انها خفضت 20% من مشتريات النفط الخام من ايران التي تواجه عقوبات بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وجاء في بيان للشركة "وفقا للظروف، تقرر بعد تقييم للوضع خفض 20% من مشتريات النفط الخام من ايران". وكانت انقرة تخضع لضغوط الاميركيين لإعادة النظر في عقود شراء النفط والغاز من ايران. ويأتي القرار التركي في ختام زيارة قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لطهران. وفي وقت سابق التقى اردوغان في سيول الرئيس الاميركي باراك اوباما على هامش القمة حول الامن النووي. من جهته، اعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز ان بلاده التي تشتري ثلث امداداتها من النفط من جارتها ايران، ستسعى الى التعويض عن هذا الخفض عبر شراء النفط الخام الليبي، كما اوضحت وكالة انباء الاناضول. وقال "قررنا الاستعانة بليبيا بالتالي ستنخفض امداداتنا من ايران قليلا".

وتستورد تركيا نفطها من دول عدة وخصوصا من روسيا واذربيجان، لكن المصدر الرئيسي لامداداتها يبقى ايران. وكانت الولايات المتحدة اعلنت انها ستعفي 11 دولة، هي 10 دول اوروبية واليابان، من العقوبات الجديدة على طهران في اطار الضغوط بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وتركيا التي لم يدرج اسمها على هذه القائمة تحاول الافادة من الاعفاء.

على صعيد متصل نقل موقع شانا الالكتروني التابع لوزارة النفط الايرانية عن وزير النفط رستم قاسمي قوله ان ايران التي تخضع لحظر نفطي تدريجي من الاتحاد الاوروبي، لن تصدر بعد اليوم النفط الى اليونان. وقال قاسمي ان "ايران في الوقت الراهن لا تبيع النفط الى اليونان". لكن الوزير الايراني اكد ان "ايران لن تواجه اي مشكلة لبيع نفطها ومشتقاتها النفطية". وتنتج ايران التي تحتل المرتبة الثانية في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) حوالى 3,5 ملايين برميل من النفط يوميا وتصدر حوالى 2,5 مليون.

وقد بلغ متوسط ما كانت تصدره ايران مئة الف برميل من النفط يوميا الى اليونان اي ثلث ما يستورده هذا البلد. واكد مسؤول في وزارة الطاقة اليونانية في وقت سابق ان اليونان تبحث عن "مصادر بديلة" للنفط الايراني جراء الحظر الذي تفرضه بلدان الاتحاد الاوروبي على طهران والذي سيدخل حيز التنفيذ مبدئيا ابتداء من الاول من تموز/يوليو. وتسعى اليونان في الوقت الراهن الى زيادة الكميات التي تستوردها من روسيا والعراق والسعودية وليبيا والتي حصلت منها العام الماضي على كميات من النفط تقل عن تلك التي حصلت عليها من ايران، كما اكد المصدر. بحسب فرنس برس.

وتعد ايطاليا (180 الف برميل يوميا) واسبانيا (160 الف برميل يوميا) من كبرى البلدان المستوردة للنفط الايراني ايضا. وصدرت طهران في 2011 حوالى 450 الف برميل يوميا كان 18% منها الى الاتحاد الاوروبي. وقررت طهران في منتصف شباط/فبراير وقف مبيعاتها من النفط الى فرنسا وبريطانيا. وقررت بلدان الاتحاد الاوروبي في 24 كانون الثاني/يناير فرض حظر نفطي تدريجي غير مسبوق على ايران وعقوبات على مصرفها المركزي، لتجفيف مصادر تمويل برنامجها النووي المثير للخلاف. واعلنت الولايات المتحدة في 20 اذار/مارس انها ستستثني 11 بلدا منها اليونان وتسعة بلدان اوروبية اخرى واليابان، من العقوبات التي تفرضها على البلدان التي لا تخفض بشكل كبير ما تستورده من النفط الايراني. وتستمر فترة هذا الاستثناء 180 يوما.

اجتياز الحظر

من جهة اخرى نقلت وسائل إعلام إيرانية عن الرئيس محمود أحمدي نجاد قوله ان ايران تملك سيولة نقدية كافية للصمود في وجه حظر شامل على صادراتها النفطية لمدة سنتين الى ثلاث سنوات وذلك قبل أيام قليلة من استئناف محادثات مع القوى الدولية بشأن برنامج طهران النووي.

ونقل تقرير لوكالة فارس للانباء عن أحمدي نجاد قوله خلال زيارة الى محافظة هرمزجان "نحن نقول لهم اننا ادخرنا ما يكفي فحتى اذا لم نبع النفط لعامين أو ثلاثة فان البلد سيدبر احتياجاته بسهولة." بحسب رويترز.

وتأمل الولايات المتحدة وحلفاؤها أن تجبر عقوبات الطاقة والقطاع المالي ايران على التخلي عن تخصيب اليورانيوم الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لإنتاج أسلحة نووية بينما تقول ايران ان أغراضه سلمية. ومن المقرر أن تستأنف ايران محادثات مع الدول الغربية بالإضافة الى روسيا والصين بشأن البرنامج النووي الايراني. وقالت وكالة الطاقة الدولية في الآونة الاخيرة ان العقوبات واسعة النطاق ضد ايران قد تخفض صادراتها النفطية بنحو مليون برميل يوميا أو 40 بالمئة بدءا من منتصف العام. وكانت بعض الدول الاوروبية ومنها اليونان واسبانيا وايطاليا من كبار مشتري النفط الايراني وهم يبذلون جهودا حثيثة لايجاد امدادات بديلة قبل بدء سريان الحظر. وقالت وكالة فارس ان أحمدي نجاد اتهم الدول الغربية بأنها لا ترغب إلا في النهب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 17/نيسان/2012 - 26/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م