اصدارات جديدة: أحزان الامبراطورية الامريكية

 

 

 

 

الكتاب: أحزان الامبراطورية.. النزعة العسكرية والسرية ونهاية الجمهورية

الكاتب: تشالمرز جونسون

الناشر: المركز القومي للترجمة بالقاهرة

عدد الصفحات: 429 صفحة كبيرة القطع

عرض: رويترز

 

 

 

 

شبكة النبأ: يرى أكاديمي عمل مستشارا سابقا بوكالة المخابرات المركزية الامريكية أن الولايات المتحدة تتناقض مع نفسها حين "تتكلم" عن نشر الديمقراطية رغم كونها امبراطورية تمارس أشكال الاستبداد وأنه منذ 2001 أصبحت أمريكا امبراطورية حقيقية.

ويقول تشالمرز جونسون "لدى امبراطوريتنا نواب قناصلها" كما كان الحال في الامبراطورية الرومانية ففي الحالة الامريكية يتولى عسكريون كبار فرض اتفاقيات "على الحكومات المضيفة لضمان عدم تحميل الجنود الامريكيين مسؤولية الجرائم التي يرتكبونها ضد السكان المحليين" ويصف ذلك بأنه عسكرة للامبراطورية الامريكية.

ويسجل أن "النزعة الامبراطورية... لا تحكم مطلقا من خلال الشعب.. ولا تسعى الى الحصول على رضاه" اذ تهيمن على العالم من خلال قوتها العسكرية التي يقول انها تضم أكثر من 725 قاعدة عسكرية و12 حاملة طائرات وأكثر من نصف مليون من الجنود والجواسيس والتقنيين والمقاولين المدنيين اضافة الى ما يسميه القواعد السرية خارج أمريكا لمراقبة ما تتبادله الشعوب من رسائل الفاكس أو البريد الالكتروني.

ويضيف في كتابه (أحزان الامبراطورية.. النزعة العسكرية والسرية ونهاية الجمهورية) أن جذور النزعة الامبراطورية ترجع الى بدايات القرن التاسع عشر ولكنها بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت الاقوى والاغنى والوريث التلقائي للامبراطورية البريطانية.

ويرى أن هجمات 11 سبتمير أيلول 2001 أدت الى "تغيير خطير" في رؤية الولايات المتحدة كامبراطورية حقيقية "أو روما الجديدة. هي أضخم صرح في التاريخ ولم تعد مقيدة بالقانون الدولي ولا بهموم الحلفاء ولا بأية قيود على استخدامها للقوة العسكرية... الولايات المتحدة شيء مغاير لما تظاهرت به.. في الحقيقة (هي) قوة ساحقة مصممة على السيطرة على العالم."

والكتاب الذي صدرت ترجمته العربية عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة يقع في 429 صفحة كبيرة القطع وترجمه صلاح عويس وهو خبير اعلامي مصري.

ومؤلف الكتاب (81 عاما) أستاذ غير متفرغ للعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا وهو ضابط بحري سابق وكان مستشارا لوكالة المخابرات المركزية الامريكية بين عامي 1967 و1973.

ويضم الكتاب فصولا منها (الامبراطوريات القديمة والحديثة) و/جذور النزعة العسكرية الامريكية/ و/نحو روما الجديدة/ و/مؤسسات النزعة العسكرية الامريكية/ و/الجنود البدلاء والمرتزقة/ و/امبرطورية القواعد/ و/الحربان العراقيتان/ 1991 و2003 .

ويشدد المؤلف على أن "النفط واسرائيل والسياسات المحلية لعبت كلها دورا حاسما في حرب ادارة (الرئيس الامريكي السابق جورج) بوش ضد العراق" والتي أنهت نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين واحتلال العراق عام 2003 .

ويسجل الكتاب أن أمريكا استهدفت بالحرب على العراق اقامة "قواعد عسكرية دائمة في ذلك البلد لتسيطر من خلالها على الشرق الاوسط." ويستعرض جونسون في مقدمة كتابه جانبا يقول انه غائب تماما عن الاعلام الامريكي في "امبرطورية القواعد الامريكية" حيث زار عام 1996 قاعدة أمريكية في جزيرة أوكيناوا باليابان عقب قيام اثنين من جنود مشاة البحرية الامريكية وبحار أمريكي باغتصاب فتاة في الثانية عشرة.

ويضيف أنه نشر مشاهداته في كتاب (الانفجار المرتد) عام 2000 وأنه استخدم مصطلح وكالة المخابرات المركزية الامريكية "الانفجار المرتد" عنوانا لكتابه السابق مسجلا أن سكان أوكيناوا ربما يثورون في أي وقت هم وسكان أي مكان توجد فيه حاميات عسكرية أمريكية.

ويعلق على واقعة الاغتصاب قائلا "ان الامة تحصد ما تزرعه... بصيرتي نفذت الى منظمات الامبريالية الامريكية وعملياتها السرية" التي يخشى معها على مستقبل للبلاد مشابه لمصير الاتحاد السوفيتي السابق.

فيقول جونسون ان النزعة العسكرية تتعارض مع البنية الديمقراطية وتشوه ثقافتها وقيمها الاساسية "الخطر الذي أتوقعه هو أن الولايات المتحدة وضعت على مسار لا يختلف عن مسار الاتحاد السوفيتي السابق في ثمانينيات القرن العشرين."

ويرى أن انهيار الاتحاد السوفيتي حدث نتيجة التناقضات الاقتصادية الداخلية والجمود الايديولوجي والتمدد الامبراطوري والعجز عن الاصلاح. ويعلق قائلا ان بلاده نظرا لانها أكثر ثراء فربما يطول الوقت "حتى تفعل الامراض المماثلة فعلها ولكن أوجه التشابه واضحة."

ويرى أن الهيمنة العسكرية على العالم عمل مرهق اذ تكلفت حرب الخليج الاولى 1991 أكثر من 61 مليار دولار ولكن اسهام السعودية والكويت والامارات وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وحلفاء اخرين بلغ 54.1 مليار دولار أما مساهمة أمريكا فكانت "ضئيلة" ولم تزد على سبعة مليارات دولار. ويعلق قائلا ان النزعة العسكرية والامبراطورية "تجلب الاحزان معها دائما".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/نيسان/2012 - 24/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م