الهجرة... ارقام فلكية وحالات موت جماعية

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يعد ارتفاع معدلات البطالة، هو المحرك الرئيسي للهجرة العالمية، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. إذ بلغت نسبة المهاجرين اليوم واحد من كل سبعة أشخاص في العالم. أي أن نحو 215 مليون مهاجر يعبرون الحدود الدولية، بالإضافة إلى 740 مليون مهاجر داخلي ينتقلون من الريف إلى المناطق الحضرية بحثاً عن عمل.

حيث أثارت الهجرة الغير شرعية توترا كبيرا بين اغلب بلدان العالم وخاصة أوربا كما الحال في إيطاليا وفرنسا وسويسرا وبريطانيا واستراليا. ففي الوقت الذي يتحدث فيه سياسيون أوروبيون عن تشديد القيود على عبور الحدود، يتزايد عدد طالبي اللجوء من الدول العربية ودول غرب إفريقيا الى أوربا خاصة بعد موجة انتفاضات الربيع العربي.

فيما بينت دراسة جديدة ان عدد المهاجرين من المسيحيين يفوق عدد المسلمين في مختلف أنحاء العالم. بينما يتوقع المسؤلون في خذا المجال بأن "الهجرة ستستمر لفترة طويلة. فقد أصبحت توجهاً كبيراً في القرن 21".

في حين وجدت دراسة استقصائية أجرتها المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب في بعض بلدان شمال أفريقيا يقولون أنهم يعتزمون الهجرة بأي ثمن، ولكنهم لا يملكون إلا القليل من المعلومات حول تفاصيل رحلتهم أو نوع الوظيفة التي سيعملون بها بعد وصولهم إلى وجهتهم. فأن الناس الذين يستوفون تعريف اللاجئ يختبئون في وسط مجموعات كبيرة من المهاجرين على نحو متزايد، وهذه "الهجرة المختلطة" تزيد من صعوبة تقديم العون للاجئين.  وتشير تقديرات الامم المتحدة أن نحو ثلاثة بالمئة من سكان العالم من المهاجرين، حيث لو تم احصاء المهاجرين الدوليين البالغ عددهم 214 مليونا كأمة واحدة فانها ستكون خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد اندونيسيا وقبل البرازيل.

بعد الربيع العربي

وادت موجة انتفاضات الربيع العربي الى تزايد عدد طالبي اللجوء من الدول العربية ودول غرب افريقيا الى اوروبا في وقت يتحدث فيه سياسيون اوروبيون عن تشديد القيود على عبور الحدود، وقالت وكالة الاحصاء التابعة للاتحاد الاوروبي (يوروستات) ان طلبات اللجوء من التونسيين ارتفعت بنسبة 92.5 في المئة لتصل الى 6330 طلبا العام الماضي ومن الليبيين بنسبة 76 في المئة لتصل الى 2900 طلب، وارتفع عدد الفارين من سوريا بنسبة 50 في المئة على الرغم من ان القتال لم يتصاعد هناك الا مع أواخر العام الماضي، واقترب عدد طلبات اللجوء من نيجيريا التي تشهد تزايدا في الاحتجاجات الغاضبة ضد ارتفاع اسعار الوقود وتمردا اسلاميا عنيفا من الضعفين وزاد من 6700 عام 2010 الى 11500 عام 2011، وارتفع عدد طالبي اللجوء من ساحل العاج الى 5300 مقابل 1500 في 2010، وقالت مؤسسة بروكينجز للابحاث في واشنطن ان نحو مليوني شخص نزحوا عن ديارهم خلال العام الماضي نتيجة لموجة الربيع العربي في شمال افريقيا والشرق الاوسط، وكان العدد الاكبر من المهاجرين الى اوروبا للعام الثالث على التوالي من افغانستان، وتعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يخوض معركة الانتخابات الرئاسية بسحب فرنسا من اتفاقية شنجن الخاصة بحرية السفر عبر الحدود في الاتحاد الاوروبي ما لم يتم اتخاذ خطوات لحماية حدود اوروبا، وهددت كل من النمسا والمانيا باعادة اجراءاتها الحدودية في منطقة شنجن اذا لم تقم دول كاليونان بوقف المد المتزايد من المهاجرين الذين يعبرون بحر ايجة قادمين من تركيا. بحسب رويترز.

واقترحت المفوضية الاوروبية السماح للحكومات مؤقتا بالعودة الى اتباع اجراءاتها الحدودية اذا اثبتت فشل الدول المجاورة بشكل متكرر في التصدي للهجرة غير المشروعة.

حوادث غرق

كما اعلنت المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة ان اكثر من 1500 شخص غرقوا او فقدوا العام 2011 خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط الذي شهد اكبر عدد من الحوادث الدامية بالنسبة للاجئين العام الماضي، وقالت المتحدثة باسم المفوضية سيبيلا ويلكيس في تصريحات صحافية ان "العام 2011 كان الاكثر دموية لهذه المنطقة منذ ان بدات المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة تسجيل هذه الاحصاءات العام 2006"، واشارت ويلكيس الى ان اكثر من 58 الف شخص وصلوا الى اوروبا عبر البحر المتوسط العام الماضي، ويعود تاريخ الرقم القياسي السابق الى العام 2008 عندما وصل 54 الف شخص الى اليونان وايطاليا ومالطا، الا ان تدابير مراقبة الحدود العام 2009 و2010 ادت الى تقليص عدد الوافدين الى اوروبا بشكل كبير، واضافت ويلكيس ان "وتيرة الوصول عبر السفن ارتفعت مطلع العام 2011 مع سقوط النظامين في تونس ومصر"، موضحة ان العدد الفعلي للضحايا قد يكون اعلى بكثير، ولفتت المتحدثة الى وجود "روايات تثير الصدمة لدى الناجين الذين رووا لموظفي المفوضية العليا لحقوق الانسان انهم ارغموا من جانب رجال مسلحين على ركوب سفن" خصوصا من ليبيا، وحصلت هذه الرحلات على متن سفن لا تلتزم معايير السلامة وفي احيان كثيرة اضطر لاجئون او نازحون لقيادتها بانفسهم. بحسب فرانس برس.

وتابعت سيبيلا ويلكيس "الى ذلك، ابلغ بعض الناجين المفوضية العليا للاجئين انهم تعرضوا للضرب والتعذيب من ركاب اخرين"، ما ادى الى فتح تحقيقات قضائية كما حصل في ايطاليا، ووصلت غالبية اللاجئين العام الماضي الى ايطاليا - وعددهم 56 الف شخص بينهم 28 الفا اتوا من تونس - في حين استقبلت مالطا واليونان اعدادا اقل من اللاجئين.

كارثة جديدة

غرق مركب يقل حوالى 250 افغانيا وايرانيا قبالة جزيرة جاوا الاندونيسية مما تسبب بالتأكيد بمقتل معظم هؤلاء المهاجرين الذين كانوا يحلمون بالوصول الى استراليا، وهذه الكارثة الجديدة --بعد سنة من غرق مركب اخر للمهاجرين كان متوجها الى استراليا-- اثارت موجة استنكار لدى الجمعيات الاسترالية لمساعدة المهاجرين التي تعترض على سياسة البلاد في مجال الهجرة، وغداة كارثة الغرق انتشلت فرق الاغاثة 33 راكبا --30 رجلا وامرأة وطفلان-- بالرغم من التيارات القوية والامواج التي تصل الى علو خمسة امتار كما قال كيليك بوروانتو احد اعضاء فريق الانقاذ في منطقة ترنغالك، واوضح كيليك بوروانتو "ان الناجين كانوا يتمسكون بستة سترات للانقاذ وقد بقوا في المياه خمس ساعات على الاقل الى ان انتشلهم مركب صيد وانقذهم، وغرق المركب على بعد 40 ميلا بحريا من الشاطىء بالقرب من بريغي بيتش (الساحل الجنوبي).

وروى الناجون انهم جاءوا مثل الركاب الاخرين الذين قضوا، من ايران وافغانستان. وقد دفعوا لمهربين ما بين 2500 و5000 دولار اميركي (1900 و3800 يورو) لسفرهم الى استراليا بحسب كيليك بوروانتو، واضاف بوروانتو "قالوا انهم استقلوا الطائرة من دبي الى جاكرتا ثم حافلة الى مكان غير محدد في جاوا حيث ابحروا. وقالوا انهم كانوا ذاهبون الى جزيرة كريسماس، وجزيرة كريسماس هي منطقة استرالية صغيرة واقعة في المحيط الهندي على بعد 2600 كلم من السواحل الشمالية الغربية لاستراليا و300 كلم من السواحل الاندونيسية، وقال عضو فريق الانقاذ ايضا ان "الذين غرقوا هم في المياه الان منذ اكثر من 20 ساعة. يمكن ان يكونوا جنحوا الى شواطىء الجزر في المنطقة، سنسعى للعثور عليهم باسرع وقت ممكن، وبحسب يوسو ميهاردي المتحدث باسم حكومة منطقة ترنغالك "فان المركب يمكن ان يقل مئة شخص لكنه كان محملا فوق طاقته ب250 شخصا، وهذه الحمولة الزائدة "مصحوبة بهطول امطار غزيرة وامواج عالية يمكن ان تفسر حادثة الغرقن وفي استراليا تحدث وزير الشؤون الداخلية جايسون كلير عن "مأساة فظيعة". وقال "ان السلطات الاسترالية تعمل مع (السلطات) الاندونيسية" بشأن هذا الحادث، مضيفا "في كل مرة يقوم فيها اناس بسفر خطر ويجازفون بحياتهم اشعر بقلق كبير، لكن جمعيات مساعدة اللاجئين وصفوا هذا الكلام ب"الخبيث، وقال ايان رونتول منسق ائتلاف العمل من اجل اللاجئين "ان كانت الحكومة والمعارضة قلقتين فعلا على مصير طالبي اللجوء فلكانوا وضعوا سياسة استقبال انسانية تحتاج اليها استراليا منذ زمن طويل، وفي كانون الاول/ديسمبر 2010 قضى خمسون مهاجرا عراقيا وايرانيا في غرق مركبهم الذي انطلق من السواحل الاندونيسية باتجاه جزيرة كريسماس. بحسب فرانس برس.

وتضم هذه المنطقة الصغيرة مركز الاحتجاز الرئيسي حيث يوضع طالبو اللجوء الذين يصلون بمراكب خلال فترة تفحص ملفهم، وبالرغم من عددهم الضعيف (6800 في 2010، واقل بكثير في 2011) اصبح المهاجرون الذين يصلون بالمراكب موضوعا شائكا يثير جدالات حادة في الاوساط الشعبية والطبقة السياسية الاسترالية، والغالبية العظمى من المهاجرين الواصلين هم من الافغان والعراقيين او الاكراد، وفي اب/اغسطس الماضي ردت الهيئة القضائية العليا في البلاد مشروعا للحكومة لنقل 800 طالب لجوء الى ماليزيا اثناء دراسة ملفهم، مقابل استضافة اربعة الاف لاجىء في ماليزيا معظمهم من البورميين، على مدى اربع سنوات.

مهاجر غير شرعي

منع اكثر من 400 الف مهاجر خلال 2010 من الوصول الى دول الاتحاد الاوروبي الذي يواصل تعزيز تكليف الدول الواقعة على اطراف الاتحاد الاوروبي المراقبة وحتى خصخصة تلك المراقبة، كما افاد اخر تقرير صدر عن شكبة "ميغر اوروب"، ودرس هذا التحقيق الثالث الذي تقوم به "ميغر اوروب" بعنوان "على اطراف اوروبا وتكليف الدول الواقعة على الاطراف مراقبة المهاجرين" مصير المهاجرين عند حدود تركيا الشرقية مع ايران و"المهاجرين غير المرخص لهم" على متن سفن التجارة البحرية، وافاد التقرير انه "خلال 2010، قوبل اكثر من 393 الف مواطن من خارج الاتحاد الاوروبي بالرفض عند الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي: 336789 عند الحدود البرية و50087 في المطارات و6704 عند الحدود البحرية، وتضم "ميغر اوروب" اربعين جمعية اوروبية وافريقية تناضل من اجل الحق في الهجرة، وركزت الشبكة على "المهاجرين غير المرخص لهم" على متن سفن التجارة البحرية "لانه تبين من تلك الاوضاع نقل مسؤولية السلطات العامة الى فاعلين خواص على صعيد المراقبة الحدودية والتكفل بالمهاجرين الموقوفين، واجرت الشبكة تحقيقها في 23 ميناء في ست دول من الاتحاد الاوروبي (المانيا وبلغاريا وقبرص واسبانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا) والمغرب، ومنذ تنفيذ القانون الدولي لامن السفن والمنشآت المرفئية في 2004، اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، انخفض عدد "الركاب غير المرخص لهم" بسبب تشديد المراقبة في الموانئ التي تختم فيها الحاويات، والنتيجة هي ركاب يسافرون في ظروف تعرض حياتهم الى الخطر ولكن على غرار معظم الدول التي ترفض دخولهم، يواصلون رحلتهم احيانا "من ميناء الى اخر محتجزين في مقصورة دون امكانية الخروج منها، وقالت "ميغر اوروب" انه عندما تتاح الفرصة لطرد "المهاجرين غير القانونيين" "يكلف عناصر خواص (شركات امنية وحراسة) بذلك" الامر الذي يشكل انتهاكا للقوانين الوطنية التي توكل للشرطة والدرك مهمات "البحث واعتقال واحتجاز المهاجرين في وضع غير قانوني" وهو ما انتقدته الشبكة. بحسب فرانس برس.

وفي تركيا عند الحدود مع ايران في منطقة معسكرة يبلغ ارتفاعها ما بين 2500 الى 3000 متر يتعرض المهاجرون الى "معاملات غير انسانية من قبل المهربين والسلطات التركية التي تعتلقهم وتودعهم في السجون"، بحسب التقرير.

قيود على سفر طالبي اللجوء

من جهتها ستعيد سويسرا فرض قيود على سفر الأجانب طالبي اللجوء الذين يعودون الى بلادهم لتمضية إجازات بعد تسجيل تجاوزات من هذا النوع، كما ذكرت اذاعة «دي. آر. إس» السويسرية، ومنذ مارس 2010 بات بإمكان طالبي اللجوء، الذين طلبهم بصفة موقتة، السفر الى الخارج من دون ذكر الأسباب. وسلم المكتب الفدرالي للهجرة حوالي 2500 وثيقة سفر.إلا أن «بعض الأشخاص عادوا الى بلادهم لتمضية إجازات، في حين يؤكدون انهم يتعرضون لاضطهاد فيها»، كما قال ميكايل غلوسر المتحدث باسم المكتب الفدرالي للهجرة في مقابلة مع اذاعة «دي. ار. اس».

وبالنتيجة، «من الضروري، كما قال، إعادة تقييد حرية السفر»، مشيراً الى ان الأشخاص الذين قاموا بتجاوزات حرموا من بطاقة الإقامة. بحسب فرانس برس.

تراجع كبير للمهاجرين في بريطانيا

فيما أوضحت بيانات رسمية أعلنت أن الفارق في عدد المهاجرين الى بريطانيا والمهاجرين منها بلغ مستوى قياسيا في عام 2010 مع تراجع كبير في عدد المغادرين للبلاد، وأفادت بيانات من مكتب الاحصاءات الوطني البريطاني أن الفارق بلغ 252 ألفا العام الماضي وهو أعلى رقم منذ أن بدأت سجلات الهجرة، وكانت أعداد الذين غادروا بريطانيا الادنى منذ عام 2001 حيث بلغ العدد 339 ألفا بينما ظل العدد الاجمالي للذين يدخلون بريطانيا ثابتا عند 591 ألفا، وظلت الدراسة هي السبب الرئيسي للهجرة الى بريطانيا حيث ارتفع عدد القادمين للدراسة من 211 ألفا في عام 2009 الى 238 ألفا العام الماضي. بحسب رويترز.

البطالة بين العرب بأوروبا

حذر خبراء من أن تداعيات أزمة الديون الأوروبية بدأت بالظهور تدريجيا على العمالة العربية في الغرب بشكل عام وفي أوروبا بشكل خاص وملاحظة عودة موظفين وعمال إلى أوطانهم بعد ما تم الاستغناء عن خدماتهم في تلك الدول، وأشار المحلل الاقتصادي يوسف ضمرة إلى أن الأرقام غير الرسمية لأعداد العرب الوافدين إلى الدول الغربية بدأ بالانخفاض بصورة تدريجية منذ العام 2008 وتداعيات أزمة البنوك الغربية وصولا إلى أزمة الديون الأوروبية التي تشهدها اليونان في الوقت الحالي وتلقي بظلالها على الدول المجاورة، ورأى ضمرة أن ذلك "يدق ناقوس الخطر في اقتصاديات الدول العربية التي تتمتع بمعدلات بطالة عالية جدا وحاجتها الماسة إلى خطط سريعة من شأنها استحداث وظائف جديدة لاستيعاب أعداد الأيدي العاملة الجديدة التي تدخل سوق العمل كل عام، وأما المحلل عمر الجازي فيرى أن المشكلة الأكبر ستكمن في انخفاض نسبة الحوالات الأجنبية إلى تلك الدول والتي تعتبر احد أهم روافد الدولة من العمل الأجنبية، وما يترتب على ذلك من مشاكل اقتصادية تلوح في الأفق في تلك الدول وخصوصا غير النفطية منها، وأكد الجازي ضرورة اتخاذ الحكومات العربية بشكل عام خطوات فعلية على أرض الواقع وإيجاد حلول لمواضيع البطالة واحتياطات العملة الأجنبية حيث أن تداعيات أزمة الديون الأوروبية لا تزال في بداياتها والمخاوف من توسعها لتشمل كل من ايطاليا واسبانيا كأبرز المرشحين. بحسب السي ان ان.

وذكر تقرير صدر عن الجامعة العربية أن قيمة تحويلات العاملين العرب في الخارج تصل إلى نحو 25 مليار دولار سنويا، ترتفع إلى 40 مليار دولار إذا أضيفت إليها الأموال المنقولة عبر القنوات غير الرسمية، وجاء في التقرير الذي نشر على موقع الجامعة الإلكتروني أن عدد العاطلين عن العمل سيصل عام 2025 إلى نحو 80 مليون عاطل، ما يتطلّب ضخ نحو 70 مليار دولار لخلق ما لا يقل عن 5 ملايين فرصة عمل سنوياً، مما يجعل المنطقة العربية تحتفظ بأعلى معدلات بطالة في العالم بسبب تجاوز معدل البطالة فيها 14 في المائة، يذكر أن الهجرة العربية الكلية للبلدان الأوروبية تقدر بـ13.7 مليون مهاجر، وتمثل الهجرة من الاتحاد المغربي نحو 82 في المائة من الهجرة العربية، ويتركز في فرنسا وحدها نحو 60 في المائة من هذه الهجرة، وصول عدد قياسي من المهاجرين غير الشرعيين الى اسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر

افادت الاحصاءات الرسمية التي نشرت الخميس ان اكثر من 2600 مهاجر غير شرعي آتين من افريقيا عبر شبه جزيرة سيناء المصرية وصلوا الى اسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر، وهو رقم قياسي في غضون شهر.

رقم قياسي

الى ذلك افادت الاحصاءات الرسمية التي ان اكثر من 2600 مهاجر غير شرعي آتين من افريقيا عبر شبه جزيرة سيناء المصرية وصلوا الى اسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر، وهو رقم قياسي في غضون شهر، وبحسب المعهد الديموغرافي الاسرائيلي، فان ما مجموعه 2676 مهاجرا عبروا الحدود الاسرائيلية المصرية ما رفع الى 13581 عدد المهاجرين الذين وصلوا في طريقة غير قانونية منذ بداية العام، ويصل هؤلاء الافارقة بواسطة شبكات مهربين ويعرضون حياتهم للخطر حيث يسقط العديد منهم سنويا ضحايا اطلاق نيران عناصر حرس الحدود المصريين، وامام هذه الموجة المتنامية من الهجرة غير الشرعية، ومصدرها السودان واريتريا، كثفت اسرائيل الاجراءات لردعهم عن المجيء ودفعهم الى العودة، وهكذا، دخل الى اسرائيل في كانون الثاني/يناير نحو مئة سوداني للعمل فيها وتم ترحيلهم على متن رحلة تشارتر جوية الى بلادهم. وانطلقت اول رحلة تشارتر في كانون الاول/ديسمبر الماضي وعلى متنها 150 راكبا، وفي كانون الثاني/يناير، اعلنت وزارة الداخلية ان عدد الذين تسللوا بصورة غير قانونية عبر الحدود المصرية بلغ 35 الفا منذ السنوات الاربع الماضية، واقامت اسرائيل مركز احتجاز كبيرا في صحراء النقب (جنوب اسرائيل) لاستقبال الاف المهاجرين غير الشرعيين. بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى، تبني اسرائيل "جدارا امنيا" على طول 250 كلم على الحدود مع مصر في محاولة لاقفال الطرق الرئيسية لدخول المهاجرين غير الشرعيين، وتعتبر الحكومة الاسرائيلية ان هؤلاء ليسوا مهاجرين فروا من الاضطهادات، لكنهم اتوا لاسباب اقتصادية، وتعتبر انهم اذا راوا انه يحظر عليهم العمل، فانهم لن يعودوا الى اسرائيل.

المهاجرون المسيحيون يفوقون المسلمين

في سياق متصل قالت دراسة جديدة صدرت ان عدد المهاجرين من المسيحين يفوق عدد المسلمين في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك في الاتحاد الاوروبي حيث تتركز النقاشات عن الهجرة عادة على الوافدين المسلمين، وقالت الدراسة التي أجراها منتدى الدين والحياة العامة بمركز بيو للابحاث ان من بين 214 مليون شخص في العالم انتقلوا من وطنهم للعيش في بلد اخر هناك حوالي 106 ملايين نسمة (49 بالمئة) من المسيحيين بينما حوالي 60 مليونا (27 بالمئة) من المسلمين، واشارت الدراسة الى أن 3.6 مليون يهودي فقط في أنحاء العالم عبروا الحدود الدولية لكن هذا الرقم يمثل 25 بالمئة من السكان اليهود في العالم وهذه اعلى نسبة لاي طائفة دينية، واضافت الدراسة "يعتقد خبراء كثيرون بشكل عام أن الفرص الاقتصادية -فرص عمل أفضل وأجور اعلى- أكبر محرك منفرد للهجرة الدولية، "في الوقت نفسه لا يزال الدين يمثل عاملا في قرارات بعض الناس لترك بلدانهم وخياراتهم أين يذهبون، وحددت الدراسة المهاجرين بانهم من يعيشون في بلد اخر عام 2010 لاكثر من عام بما في ذلك تقديرات المهاجرين بطريق غير مشروع واللاجئين على مدى طويل بما في ذلك الفلسطينيون وأحفادهم، وقال التقرير "ربما على عكس التصور الشائع ... يفوق عدد المهاجرين المسيحيين المهاجرين المسلمين في الاتحاد الاوروبي ككل" في اشارة غير مباشرة الى الاحزاب اليمينية المتطرفة التي كثيرا ما قامت بحملات على الوافدين الجدد من المسلمين. بحسب رويترز.

واضاف أن من بين 47 مليون مهاجر في الاتحاد الاوروبي كان هناك 26 مليونا (56 بالمئة) من المسيحيين وهم ضعف المهاجرين المسلمين البالغ عددهم 13 مليونا والذين يشكلون 27 بالمئة فقط من المجموع، وتضيق الفجوة بالنسبة للهجرة بين بلدان الاتحاد الاوروبي فعلى سبيل المثال يتم استثناء المسيحيين اليونان الذين يهاجرون الى ألمانيا أو المسلمين المولودين في فرنسا الذين يهاجرون الى بريطانيا لكن المسيحيين المهاجرين من خارج الاتحاد الاوروبي لا يزال عددهم يفوق عدد المهاجرين المسلمين من خارج الاتحاد الاوروبي بنحو 13 الى 12 مليونا، والولايات المتحدة هي المقصد الاول للمهاجرين المسيحيين الذين يشكلون نحو 32 مليون نسمة (74 بالمئة) من السكان المولودين في الخارج والبالغ عددهم 43 مليونا. وثلثاهم من أمريكا اللاتينية، والسعودية هي الوجهة الاولى للمهاجرين المسلمين ومعظمهم عمال من دول عربية أخرى وشبه القارة الهندية واندونيسيا والفلبين، وقالت الدراسة انه بينما ما يقرب من نصف جميع المهاجرين المسلمين يأتون من منطقة اسيا والمحيط الهادئ وهي أكبر مجموعة منفردة فان أكثر من خمسة ملايين مهاجر وأبنائهم يأتون من الاراضي الفلسطينية، وتأخذ اسرائيل معظم المهاجرين اليهود وكثير منهم من روسيا وأوكرانيا ويليها في مرتبة متأخرة بكثير الولايات المتحدة وكندا واستراليا، وتشير تقديرات الامم المتحدة أن نحو ثلاثة بالمئة من سكان العالم من المهاجرين، وقالت الدراسة "لو تم احصاء المهاجرين الدوليين البالغ عددهم 214 مليونا كأمة واحدة فانها ستكون خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد اندونيسيا وقبل البرازيل.

دفع ثمن الاحتجاز الإلزامي  

يحذر الخبراء من العواقب طويلة الأمد على الصحية النفسية لآلاف من طالبي اللجوء المحتجزين في أستراليا، وقالت لويز نيومان رئيسة الفريق الاستشاري الصحي للمحتجزين، وهي مجموعة مستقلة تقدم المشورة للحكومة بشأن صحة طالبي اللجوء، "ما نشهده اليوم في مراكز الاحتجاز هو أزمة يأس شديدة وبؤس إنساني وإنهيار عقلي، اعتمدت الحكومة الأسترالية منذ تسعينيات القرن الماضي سياسة الاحتجاز الإلزامي لطالبي اللجوء القادمين بالقوارب إلى أجل غير مسمى، وحذرت نيومان من أنك "لو احتجزت الناس هناك لعدة أشهر، ستبدأ حالتهم النفسية في التدهور. وبعد مرور 12 شهراً من الاحتجاز، عادة ما يصابون بالاكتئاب الشديد والصدمة وما يرتبط بها من أعراض، وأحياناً يصيبهم ما نطلق عليه الاضطراب العقلي، وهو مرض نفسي خطير جداً، وقال النشطاء أنه طبقاً لإحصاءات الحكومة نفسها، كانت هناك زيادة كبيرة في عدد الأشخاص المحتجزين لعام أو أكثر خلال العام الماضي، وظل الكثيرون منهم قيد الاحتجاز لأكثر من عامين أثناء إنهاء إجراءات طلبات اللجوء الخاصة بهم، وتظهر الإحصائيات الحكومية أن أكثر من 36 بالمائة من المحتجزين قد تم احتجازهم لأكثر من عام، وأشارت نيومان إلى أن 20 بالمائة على الأقل من جميع المحتجزين - العديد منهم من سريلانكا وأفغانستان وإيران - يعانون حالياً من اضطرابات مرضية خطيرة، في حين أن ما بين 80 و 90 بالمائة منهم يعانون من اضطرابات نفسية تشمل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة.

ويتفق مع هذا الرأي مايكل دادلي رئيس منظمة منع الانتحار بأستراليا مؤكداً وجود "أدلة قاطعة توصلت إليها البحوث المستقلة علاوة على البحوث التي طلبت الحكومة إجراءها تشير إلى أنه كلما طال بقاء الناس في الاحتجاز كلما ساءت حالتهم النفسية، والوضع صعب على هؤلاء الناس بشكل خاص. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية إيرين.

يوجد الآن أكثر من 4,000 شخص محتجز، طبقاً لما ذكرته وزارة الهجرة والجنسية الأسترالية، من بينهم أكثر من 3,000 محتجز في ثمانية مراكز احتجاز تطبق بها إجراءات أمنية مشددة في جميع أنحاء البلاد، يقع العديد من تلك المراكز في أماكن نائية يصعب الوصول إليها وبعيدة عن المراقبة الخارجية، وفرص العرض على المتخصصين في مجال الصحة العقلية محدودة، ويعاني العديد من المحتجزين، الذين أتوا بمفردهم وبدون عائلاتهم، من أشكال متعددة من التوتر أو القلق أثناء إنهاء إجراءات طلبات اللجوء الخاصة بهم، وسيحتاج العديد منهم في النهاية إلى علاج طويل الأمد، وقال بول باور المدير التنفيذي لمجلس اللاجئين الاسترالي أن "الاحتجاز الإلزامي طويل الأمد للاجئين يمكن أن يحول الشخصيات المرنة إلى أشخاص مهزومين يحتاجون إلى دعم صحتهم العقلية بشكل متواصل بسبب تعرضهم للصدمة، وقالت نيومان: "أنا ما زلت أعالج أشخاصاً قابلتهم عندما كانوا أطفال في ووميرا وباكستر (مركزي احتجاز) منذ أكثر من عشرة أعوام، وهم في الأساس أشخاصاً معاقين مازالوا يعانون من أعراض الصدمة المرتبطة بتجربتهم التي تسببت فيها الحكومة الأسترالية".

وبالإضافة إلى المعاناة الفردية، هناك تكلفة مالية للاحتجاز الإلزامي سيكون على أستراليا نفسها أن تدفعها في يوم من الأيام، وطبقا لما ذكره معهد يارا للسياسات الاجتماعية والدينية في ملبورن، الذي يدرس التكاليف الصحية طويلة الأمد للاحتجاز الإلزامي الممتد لطالبي اللجوء، فإن النفقات التي ستتحملها أستراليا قد تكون ضخمة، وكشف تقرير نفس المعهد الصادر في شهر أكتوبر الماضي عن أن التجارب السلبية أثناء فترة الاحتجاز الممتد قد تضيف حوالي 25 ألف دولار أمريكي إلى متوسط تكاليف الحياة الصحية لكل طالب لجوء يُقبل طلبه، وأضاف التقرير أنه في السنوات الأخيرة، تم الإقرار بأن أكثر من 80 بالمائة من طالبي اللجوء المحتجزين هم لاجئين حقيقيين وتم توطينهم في أستراليا. وهذا يعني أنه مهما كانت التكاليف الصحية الإضافية التي يتكبدها الفرد فإن دافع الضرائب الاسترالي هو الذي سيتحملها في النهاية، وذكر إيان رينتول المتحدث الرسمي باسم التحالف الاسترالي للعمل من أجل اللاجئين أن "هؤلاء الناس سوف يطلق سراحهم في النهاية ليعيشوا في مجتمعاتنا وهم مصابون بأضرار صحية وصدمات عصبية. وفي النهاية نحن كمجتمع سنتحمل التكلفة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/نيسان/2012 - 24/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م