هل يحرق السلفيون دول الخليج بنار الفتنة؟

 

شبكة النبأ: يكاد المجتمع الخليجي أن ينسجم في نسيج مجتمعي متناغم ومتوائم مع بعضه، فالتأريخ واللغة والدين والعرق وطبيعة الارض والبيئة، كلها عوامل ساعدت على خلق حالة من التشابه والتقارب بين سكان دول الخليج السبع (الكويت/ الامارات/ عمان/ قطر/ البحرين/ السعودية/ واليمن)، وشملت هذه الشعوب حالة من السكينة والتفاهم الديني والفكري، لكن حين ظهرت بؤر متطرفة في الدين والافكار الاخرى، عكّرت أجواء التناغم المذكورة، وبدأت حملات التكفير تتزايد على أيدي ما يُطلق عليهم بـ (الوهابيين)، وأخذت تنتشر ظاهرة التطرف والقمع الديني والمذهبي، حتى تركّزت بؤر خطيرة للفتن في الجسد الخليجي عموما، الامر الذي صنع لهذا المجتمع إشكاليات ومعاناة متواصلة، ديدنها زعزعة استقرار هذه الدول ونشر الفتن بين مجتمعاتها من خلال حملات متطرفة لا تزال تتصاعد وتنمو على نحو خطير.

السلفيون هم من يقود حملات الفتن التي تهدف الى نشر الحرائق الصغيرة والكبيرة في المجتمع الخليجي ككل، وذلك لبث حالة عدم الاستقرار، وإشاعة الكراهية، خدمة لاهداف سعودية لا يمكن اخفاؤها، فهذه الدولة هي التي ترعى التطرف الوهابي السلفي، وهي التي تمده بالمال والسلاح والتسهيلات الاخرى، وإن كانت رسميا تقف ضدهم في الظاهر، لكن الدلائل والاسانيد كلها تشير الى تورط الحكومة السعودية، في رعاية الارهاب الوهابي، وتغذية التطرّف لاسيما الديني والمذهبي وتكفير الآخرين، لكي تحمي السعودية والممالك الاخرى عروشها من السقوط الحتمي القادم.

لقد اعتمد السلفيون والوهابيون أساليب مثيرة للتقزز والاستهجان، لتوصيل نواياهم وفرض افكارهم وتحقيق اهدافهم البغيضة، ومن هذه الاساليب بث الفوضى والتهريج بين صفوف المجتمع، والتعامل غير اللائق مع الجهات العقلانية التي تحرص على رأب الصدع، وترفض الفتن، وتقف بالضد من حالات التكفير ومظاهر التطرف التي يديمها السلفيون والوهابيون بين ابناء المجتمع الواحد، من اجل سهولة السيطرة عليهم، واعادتهم الى عصور الخرافة والجهل، وهذا ما تؤكده الفتاوى العجيبة الغريبة التي يطلقها المفتون المتطرفون، من السلفيين والوهابيين خاصة، والتي تتطلب وقفة جدية وواضحة لفضحها والوقوف بوجه من يعتمدها، كما فعل الشيخ (أحمد الكبيسي مؤخرا) حين ظهر في احدى القنوات الفضائية وفضح اساليب السلفيين والوهابيين وما فعلوه في دول عربية عديدة تحت يافطة الربيع العربي.

فقد ذكر الشيخ الكبيسي أن هناك عناصر وجماعات سلفية متطرفة في ليبيا، تقوم بقتل المسلمين الذين يعلمون الاطفال قراءة القرآن في أماكن تسمى (الزوايا) حيث يتم ارسال الاطفال الى رجال دين لكي يعلموهم ويحفظوهم القرآن الكريم، كما كان يحدث هذا في العراق والسودان وغيرهما، وقد قامت الجماعات المتطرفة بتهديم هذه الاماكن (الزوايا) وقتل القائمين عليها بفتاوى سلفية خاطئة، وحدث الشيء نفسه في الصومال، ودول عربية أخرى، وحذر الشيخ الكبيسي مما سيحدث في مصر على يد السلفيين.

لهذا لابد من الانتباه الى الدور الخطير الذي تلعبه هذه الجماعات المتطرفة، ومن يمدها بالمال والسلاح ويساندها في كل شيء، كما تفعل السعودية التي تقوم بزرع الفتن في عموم دول الخليج لكي تسيطر عليها، وهو اسلوب واضح ومفضوح يتطلب وقفة عربية اسلامية جادة، لمحاربته والحد من أخطاره التي رافقت مرحلة التحولات العربية الراهنة، لذا على الحكومات العربية المعنية وكل من يهمه أمر الحفاظ على استقرار الشعوب العربية في الخليج او سواه، أن تتخذ اجراءات عملية واضحة ومنتظمة لدرء خطر السلفيين والوهابيين ومن يدعمهم، عبر خطوات رادعة للمتطرفين، ومن هذه الخطوات المقترحة ما يلي:

- على الحكومات والمعنيين جميعا، الاسراع فورا في إيقاف المد التحريضي للجماعات السلفية والوهابية، في دول الخليج وليبيا والسودان ومصر وغيرها.

- لابد من اتخاذ الخطوات القانونية الفعلية لحماية الحريات الدينية والفكرية، في دول الخليج من دون استثناء.

- حماية وصيانة مبدأ التعايش والتعددية، وعدم السماح بفرض الرأي والغاء الرأي الآخر، مهما كانت المبررات.

- نشر سيادة القانون على الجميع.

- القيام بحملات التوعية الدينية والفكرية من لدن مؤسسات متخصصة تدعمها الحكومات والمنظمات الداخلية والخارجية.

- مراقبة منابع التطرف ومن يدعمها والعمل الحكومي الجماعي على تجفيفها.

- نبذ الفتن وطمرها وهي في مهدها وفضح الجماعات السلفية التي تريد تغذيتها دائما.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 14/نيسان/2012 - 23/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م