أهمية الاحتفال عالميا بكتاب الطفل

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: للطفل عالمه الخاص الذي يتشكل وفقا لمخيلة الطفولة الخاصة أيضا، واستنادا الى محاكاة هذا العالم وهذه المخيلة، برع كتاب عالميون بالتقرّب من مخيلة الطفل ووعيه وعوالمه الخاصة، وتخصص مؤلفون بفنون الكتابة الموجَّهة للاطفال من أمثال الكاتب هانس كريستيان أندرسن، الذي حُدِّد يوم ميلاده كمناسبة للاحتفال بكتاب الطفل عالميا، نظرا لما قدمه هذا الكاتب من منتج انساني باهر وكبير في مجال الكتابة للاطفال.

وقد ورد في موسوعة الـ ويكيبيديا بهذا الخصوص (منذ عام 1967 أو نحو ذلك يُحتفل بيوم ميلاد الأديب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن الموافق لـ 2 أبريل كيوم عالمي لكتاب الطفل. حيث يجتمع المؤلفون من جميع أنحاء العالم للفت الانتباه إلى أهمية كتب الأطفال.

ويرعى هذا الحدث المجلس الدولي لكتب الشباب IBBY، وهو منظمة غير ربحية تمثل شبكة دولية من الناس من جميع أنحاء العالم يسعون لترقية ودعم كتب الأطفال. وتشمل الاحتفالات باليوم العالمي لكتاب الطفل جميع أنحاء العالم وتجرى لقاءات مع المؤلفين والرسامين، ومسابقات كتابة، أو الإعلان عن جوائز الكتاب).

وعندما نتساءل، لماذا يبدي المعنيون من أصقاع العالم المختلفة اهتماما بالغا بكتاب الطفل، لاسيما أن القائمين على هذا الحدث وإحياء هذه المناسبة، سنجد أنهم أناس لا تهمهم المكتسبات المادية البحتة، ولا يبحثون عن الربحية التي يسعى إليها إنسان العصر الراهن في الغالب، إنهم فقط يقدرون بصدق واخلاص حقيقة الدور الذي يقدمه الكتاب للطفل، لهذا يسعون الى دعم المؤلفين او الفنانين او المفكرين الذين يحصرون اهتمامهم في محاكاة عالم ومخيلة الطفولة عبر طرح الافكار في قالب حكائي قريب من قدرات الطفل الذهنية، ويحدث كل هذا وسواه من الانشطة الكتابية، من اجل خلق الاجواء السليمة التي تمهد لحياة انسانية راقية، يبدأها الطفل بالتعامل السليم مع الافكار التي تتوجه إليه من لدن الكبار.

لقد (اشتهر هانس كريستيان أندرسن Hans Christian Andersen؛ أودنسه، 2 أبريل 1805- كوبنهاغن، 4 أغسطس 1875 وهو كاتب وشاعر دنماركي، بحكاياته الخرافية. التي تشمل العديد من الحكايات ومنها، بائعة الكبريت، وجندي الصفيح، وملكة الثلج، والحورية الصغيرة، وعقلة الاصبع، وفرخ البط القبيح. ويروى أنه أسعد الكثير من الأطفال في أثناء حياته في كل أرجاء المعمورة، وقد وجد الحفاوة والتقدير من لدن الأسرة الملكية في الدنمارك. نقلت أشعاره وحكاياته إلى أكثر من 150 لغة. استوحي من حكاياته أفلام، ومسرحيات، وباليه، ورسوم متحركة). لهذا تم تكريمه عالميا باختيار يوم ميلاده كمناسبة يحتفل فيها العالم أجمع بكتاب الطفل، وهو يستحق ذلك لما قدمه من منجز فكري يناسب عوالم الاطفال وأعمارهم.

في العراق والعالمين العربي والاسلامي، نلاحظ ضعفا أو غيابا للاهتمام المطلوب بالكتب الموجّهة الى الاطفال، كما أننا نفتقد لخطط عملية تدعم هذا النوع من المطبوعات ومؤلفيها، ناهيك عن الاهمال الذي يواجهه الكتّاب المتخصصون بمحاكاة مخيلة الطفل ووعيه، إذ هناك اهمال مزدوج يواجهه الطفل والكاتب المتخصص بالكتابة للاطفال، وهو أمر ينم عن خلل في الرؤية الرسمية الحكومية والأهلية في آن لعالم الطفوله وكتّابه، فلا الحكومات تؤدي دورها في هذا المضمار كما يجب، ولا المنظمات الأهلية المعنية بهذا الشأن أيضا، لذلك نعاني من شحة في المؤلفات الجيدة، وندرة في الافكار التي تهدف الى رفع وعي الاطفال ووضعهم في المسارات الصحيحة، في حين وعت الشعوب المتقدمة أهمية هذا الجانب، فقدمت لكتاب الاطفال كل التسهيلات المطلوبة وكفلت لهم حياة لائقة وكريمة من خلال تشريعات حكومية، ومبادرات انسانية خيرية كالتبرع بالاموال او تقديم التسهيلات الداعمة لكتاب الطفل ومؤلفيه أيضا.

لذا فإن هذه المناسبة العالمية، تتطلب أن ينظر إليها المعنيون الحكوميون (وزارة الثقافة ومنافذها) والاهليون (المنظمات الخاصة بثقافة الطفل) كمشجع وحافز مهم لمراعاة هذا المجال الحيوي، كي تتضاعف الجهود المهتمة بكتاب الطفل، إنتاجا وتأليفا وترويجا وتوزيعا، ولا بأس أن نستفيد من تجارب الشعوب المتطورة في هذا المضمار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 28/آذار/2012 - 7/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م