زيت عباس وبابوية قطر

علي حسين كبايسي

" من أين جئت بفتوى تحريم زيارة القدس، وإن عجزت عن الزيارة فأرسل إلى القدس زيتا "، هو رد عباس " أبو مازن " لمفتي إمبراطورية الشيخة موزه الذي عودنا بالفتاوي التي لا تفهم إلا من خلال وضعها في سياق المخطط الصهيوأمريكي، فكانت لعباس في كلمة الزيت حذلقة سياسية بارعة، فالزيت يفهم منه بالشجرة المباركة "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور : 35]".

 فالقدس أرض مباركة وزيارتها من التبرك والتقرب لله تعالى وشعيرة من شعائر الله "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج : 32]" إلا أن شيخ الهوى امتثالا لسيده الحراني يحرم التبرك والزيارة؟!!، فطالما سخِر من القبوريين، وجعل من زيارة أولياء الله الصالحين شرك وعبادة للأوثان "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً [النساء : 64]".

 ويفهم من الزيت بنفط الخليج الذي اتخم جيوب الشيخ بالدولارات التي لا تحصى، وهل للقدس فيها نصيب!؟، ولكن كيف له بالتبرع، وهو الذي من أجل هذه الثروة طلق من هي في عمر حفيدته بعد أن عاش معها المراهقة المتأخرة، وغراميات العشق المتهاوي، فأين أنت من عشق رابعة وخمريات ابن الفارض.

لطالما أوهمنا شيخ البلاط القطري أنه يشكل الخطر رقم واحد إن لم يكن الأوحد على إسرائيل فكان المطلوب رقم واحد عند إسرائيل، والتساؤل هل هذا وهم لفارس جعله الله وكيلا في الأرض لمقارعة الطواحين؟! أم لعب على العواطف المغلفة بالسذاجة، فمن يجهل أن إمبراطورية موزة بها المركز التجاري الإسرائيلي، ومكتب رعاية المصالح الإسرائيلية وتعج بالصهاينة ورجال الموساد، والحاخامات لا تتخلف بالتردد عليه للنهل من علومه الربانية الفياضة!!، دعوة للحوار مع اليهود، ودعوة إلى إبادة الشيعة!!

إن الفتوى تزامنت وتوافقت مع تصريحات نتنياهو ضد عباس " أبو مازن "، فإسرائيل تسارع في تهويد القدس، وما هذه الفتوى إلا فتح المجال للإسرائيليين في إكمال مشروعهم التهويدي وذلك بالتفرد بالقدس لما تعزل عن العالم الإسلامي.

إن في القدس أوقافا، وتحريم الزيارة أليست دعوة صريحة لأصحابها أن يجعلوها في ذاكرة النسيان، فحق للصهاينة الاستيلاء عليها، كأني بالشيخ يسارع في تحقيق حلم ابن ميمون في إعادة بناء الهيكل المزعوم بعد أن كان أول من عبد طريق القدس لليهود.

حجية فتوى العلامة! عدم التطبيع مع إسرائيل!!، أليس من التطبيع زيارة السناتور جون ماكين لنائب المرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر والانطباع التوافقي بينهما، وللجبالي الذى كان أمينا عاما لحزب النهضة مع الاستقبال بحرارة الأحضان، وماكين معروف بعدائه الشديد للعرب ويهودي أصولي، وحديث راشد الغنوشي للإذاعة الاسرائلية، وحديث الحزب النور السلفي مع الإذاعة الإسرائيلية، وطمأنة هذه الأحزاب الأسلاموية كل من أمريكا وإسرائيل أنهم على العهد باقون – إتفاقية كامب دايفيد -!!، أين موقف الشيخ من هذا التطبيع!!، ألا يعيش الشيخ في بلاط عين التطبيع!!.

أفتى رئيس اتحاد علماء المسلمين بتسليح المعارضة التي تستجدي بإسرائيل ودعمها بالمرتزقة بهدف إيقاف حمام الدم! أليس هذا إشعال نار الفتنة بعينها التي سيتمخض عنها الفوضى الخلاقة حسب بوش الابن، والتدمير الذاتي حسب هنري برنار ليفي عراب ما يسمى بالثورات العربية، لفتح الطريق لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، تساؤل هل من الدين قتل الأبرياء والتمثيل بجثثهم وموالاة أعداء الأمة!! "تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ [المائدة : 80]".

هل التعصب المذهبي المقيت والأموال الخليجية التي تنهمر على الشيخ كالسيل الجارف تجعل منه دمية في خدمة عبيد الغرب، فتوى لتهويد القدس وفتوى للشرق الأوسط الجديد وتفتيت تفتييت جغرافيا العالم العربي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8/آذار/2012 - 14/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م