مصفحات البرلمان واصوات الفقراء

علي الزاغيني

منحناكم اصواتنا لتكونوا صوتنا الحقيقي وصوت الفقراء الذين سلبت حقوقهم ولازالوا ينتظرون من يعيدها اليهم.

لعل اغرب ما في الموازنة المالية لهذه السنة هو التصويت على   شراء 350 سيارة مصفحة لأعضاء البرلمان وبمبلغ خيالي ليكونوا في امان وهم يتنقلون عسى ان لايدركهم الموت في مصفحاتهم المشيدة وقوافل الشهداء من ابناء  الشعب كل يوم تجدد، على يبدو ان السادة اعضاء البرلمان لا يؤمنون بتصريحات القادة الامنين بتحسن الوضع الامني واستتباب الامن في اغلب المدن العراقية واندحار الارهاب  لذا صوتوا بشراء  هذه السيارات المصفحة ليضمنوا  سلامتهم.

العجيب في الامر ان اغلب الكتل  السياسية باتت تصرح انهم لايؤيدون شراء هذه المصفحات بعد ان اثارت ضجة كبيرة في الشارع العراقي واخذت حيز كبير لدى الاعلام العراقي، اذن كيف تم التصويت عليها !

 البعض من هذه الكتل من يعتبرها وصمة في تاريخ البرلمان والبعض الاخر يريد تحويل اموالها لمشاريع اكثر اهمية والبعض الاخر يصرح انه لم يتم شراء هذه المصفحات، والسيد رئيس البرلمان يرجوا النواب   التنازل عن حقهم الدستوري وعدم شرائها رغم صعوبة وخطورة  العمل الذي يقوم به اعضاء البرلمان حتى يدرك ابناء الشعب ذلك.

يبقى السؤال لماذا تم  التصويت على شراء هذه المصفحات اذا كان الجميع غير راض عن شرائها ؟ ام انه مجرد اعلام  ووسيلة لكسب الراي العام، ام انهم داخل قبة البرلمان يصوتون وخارجه يصرحون عكس ما صوتوا.

اليس من المفروض ان تناقش هذه الفقرة  قبل ان يصوت عليها ام انها كانت صفقة لتمرير الموازنة  المالية وينتهي الامر ويبقى الفقراء في بيوت الصفيح وهم بأصوات الفقراء يتجولون بمصفحات تقيهم الرصاص.

في بيوت من صفيح ربما لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف تسكن الاف العوائل العراقية  دون ان تبنى لهم بيوت او مجمعات سكنية  هم افرض من زيادة رواتب  او منح اي مخصصات  او قطع اراضي لأعضاء البرلمان او اصحاب الدرجات الخاصة  لانهم  ليسوا بحاجة لها وانما يجب العمل  ومناقشة  كيفية رفع المستوى المعاشي وترفيه المواطن العراقي وكيفية توفير متطلبات العيش الرغيد بعد ان عانوا ما عانوا من ظلم وحرمان  وانتشال الاطفال من الضياع وهم يتجولون في الطرقات اما للتسول او لكسب لقمة العيش بعد ان هجروا مقاعد الدراسة.

اعتقد ان  50 مليون دولار  مبلغ غير قليل اذا ما تم استخدامه بالشكل الصحيح  لبناء مجمعات سكنية او مشاريع خدمية اخرى  أو توفير الطاقة الكهربائية بحاجة اليها دون ان تبدد بشراء سيارات مصفحة لسنا بحاجة اليها سوى ارضاء لرغبات البعض من النواب الذين تناسوا  من انتخبوهم  وصوتوا لمنافعهم الشخصية.

عليكم ايها السادة اعضاء البرلمان ان تتذكروا وعودكم الانتخابية التي من اجلها انتخبكم ابناء شعبنا  وان تتذكروا ايضا ان من صوت لكم بالأمس سوف لا يصوت لكم مرة اخرى اذا ما بقي الحال على ما هو عليه.

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 4/آذار/2012 - 10/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م