الـ(فايرولوجي) اسلحة بيولوجية تنتظر من يطلقها!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يعتبر علم الفايروسات او الـ(فايرولوجي) من العلوم المهمة التي طبيعة الفايروسات وتكاثرها وطرق انتقالها وتاثيرها السلبي او الايجابي على الطبيعة والكائنات الحية بصورة عامة، وقد خصص العلماء الكثير من الوقت والجهد والمال من اجل الوصول الى حقائق تمكن الانسان من الاستفادة القصوى منها او لغرض الوقاية، خصوصاً وان استقراء التاريخ يبين مدى الدمار الذي قد تلحقه هذه المخلوقات الصغيرة بالإنسان والحيوان على حد سواء.

من جهة اخرى وفي ظل الاوضاع المضطربة التي يشهدها العالم، اليوم، تحول القلق الى خوف مضاعف من امكانية استغلال بعض الجهات الارهابية او المتصارعة، لبعض الابحاث العلمية المتعلقة بتطوير بعض السلالات الفتاكة من الفايروسات المتحولة والقادرة على التنقل بحرية من الحيوان الى الانسان، من اجل استخدامها كسلاح قاتل –اذا تم اطلاقها في الاماكن العامة- قد يذهب ضحيته الملايين ويتحول الى وباء عالمي خصوصاً وان الابحاث العلمية الحديثة عاجزة حتى الان عن ايجاد المصل المضاد لها.

هل ابتكر العلماء وحشاً؟

فقد أدى ابتكار فيروس متحول لإنفلونزا الطيور قد يكون فتاكا، إلى خلق حالة بلبلة لدى الحكومات الغربية، كما أعاد تغذية وهم جائحة خارجة عن السيطرة، من قبيل تلك التي صورها فيلم "كونتاجيون"، وكان مختبر هولندي يديره البروفسور رون فوشييه في مركز "إيراسموس" الطبي في روتردام، قد أعلن في أيلول/سبتمبر أنه ابتكر فيروسا متحولا لإنفلونزا الطيور "أتش 5 أن 1" قادرا للمرة الأولى على الانتقال بسهولة بين البشر، ويعتبر فيروس "أتش 5 أن 1" مقلقا بالنسبة إلى الإنسان لأنه يؤدي إلى الوفاة بنسبة 60%، لكنه لم ينتقل أبدا بين البشر عبر الهواء، الأمر الذي يفسر وفاة أقل من 350 شخصا حتى الآن متأثرين به، لكنه في المقابل متأصل جدا لدى كفيات القدم (رتبة من الطيور لها أصابع متصلة كفية) وينتقل بسهولة إلى الدواجن في المزارع التي تستطيع بدورها نقل العدوى إلى الأشخاص الذين يعيشون على مقربة منه، وأعلن البروفسور فوشسييه "اكتشفنا" أن انتقال الفيروس بين البشر "ممكن في الواقع، وقد يحصل بطريقة أسهل مما كنا نظن". بحسب فرانس برس.

وشرح الباحث الهولندي في بيان أنه "في المختبرات، كان من الممكن تحويل أتش 5 أن 1 إلى فيروس ينتقل بسهولة في الهواء"، وهذا الإعلان الذي كشف عنه في أيلول/سبتمر خلال لقاء جمع أهل الاختصاص في مالطا، كان ليمر من دون أن يتنبه إليه أحد لولا التخوف الذي عبرت عنه جهات في الولايات المتحدة في ما يتعلق بنشر نتائج مماثلة في المجلة الأميركية المرجعية البارزة "ساينس"، وقد جمدت لجنة استشارية أميركية نشر المقال، وذلك إلى حين تقييم احتمال "استخدامه بهدف تطوير تهديد بيولوجي"، وكانت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية قد عبرت عن قلقها فكتبت "إلى جانبه، تعتبر الجمرة الخبيثة (الانتركس) غير مخيفة أبدا"، بالإنتظار، منع مركز "إيراسموس" أي تعليق موضحا "ننتظر القرار الأميركي، حاليا لا يمكن الاتصال بباحثينا"، وفي باريس، شكلت قضية "الفيروس الخارق أتش 5 أن 1" مؤخراً موضوع نقاشات مكثفة خلال اجتماع وزراء الصحة الغربيين، بعد سلسلة من المقالات المقلقة التي تناولت الموضوع منذ أواخر تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال وزير الصحة الفرنسي اكزافييه برتران "تحدثنا كثيرا عن هذه القضية"، وذلك بعد لقاء عقدته المبادرة العالمية حول الأمن الغذائي جمع دول مجموعة السبع والمكسيك والمفوضية الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية، وقد تباحث الوزراء مع المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان حول صحة وشرعية هذا النوع من الأبحاث وطريقة نشر النتائج، فيجزم جان كلود مانوغيرا من معهد باستور أن "هذه الأبحاث شرعية مئة في المئة، ومن المهم أن نعلم إذا ما كان هذا الفيروس قادرا على التحول إلى معد لدى الثدييات أم ل، والأمر أساسي"، لكن المشكلة تكمن في أنه وبهدف الرد عن هذا السؤال "كان لا بد من ابتكار فيروس أشد خطورة من ذاك الموجود"، ولعل تدمير الفيروس في الموصدة أو جهاز التعقيم يشكل طريقة لإنهاء النقاش الدائر، أما في ما يتعلق بإمكانية قيام إرهابيين بإعادة إنتاج الفيروس القاتل في المختبر مرتكزين على ما نشره البروفسور فوشييه، فيوضح أن "هذه التقنيات معقدة جد، والمختبرات القادرة على القيام بذلك معدودة ولا يتخطى عددها أصابع أربع أيد في العالم كله"، ويضيف مانوغيرا أنه إلى ذلك، عندما يوضع الفيروس في الطبيعة، من غير المؤكد أنه سيحافظ على خطورته لأنه "ما إن ينتقل إلى الإنسان سوف يتحول بسرعة كبرى".

قلق دولي من سلاح بيولوجي

من جهتها أعربت منظمة الصحة العالمية عن "قلقها الشديد" إزاء أبحاث مخبرية حول فيروس انفلونزا الطيور المتحول "اتش 5 أن 1"، وأوضحت منظمة الصحة العالمية في بيان نشرته على الانترنت باللغة الانكليزية أنها تدرك أن هذين الاعلانين "أثارا المخاوف بشأن سوء استخدام نتائج هذه الأبحاث والمخاطر المحدقة بها"، وذكر البيان أن المنظمة "قلقة جدا إزاء التداعيات السلبية المحتملة" لهذه الأبحاث لكنها "تعتبر أنه ينبغي مواصلة الدراسات التي تجري في ظروف ملائمة" بغية زيادة المعارف "الضرورية للحد من مخاطر فيروس اتش 5 أن 1"، فيما طلبت هيئة أمريكية معنية بالأمن الصحي من مراكز علمية، كانت تعتزم نشر تقرير حول سلالة جديدة وقاتلة من أنفلونزا الطيور جرى تصنيعها في المختبرات، وقف عرض ما لديها من معلومات، وذلك خشية تسرب بعض التفاصيل التي قد تعتبر خطيرة، فقد قام مختبر هولندي وآخر أمريكي بتصنيع سلالة جديدة من فيروس H5N1 لديها قدرة فائقة على الانتشار السريع والتسبب بالوفاة، وذلك بموجب أبحاث على حيوانات من فصيلة النمس التي تتشابه استجابة أجسامها للأنفلونزا مع استجابة البشر، وكان من المقرر أن يقوم المختبر الهولندي بنشر تقرير عن التجربة في دورية "العلوم" على أن ينشر نظيره الأمريكي تقريره في دورية "الطبيعة،" ولكن المجلس الاستشاري الطبي لشؤون الأمن الصحي، وهو هيئة مستقلة تقدم المشورة لوزارة الصحة الأمريكية، عبرت عن مخاوفها حيال كشف السرية عن بعض المعلومات في التقريرين.

 وقال بول كيام، أحد أعضاء المجلس الذي اطلع على التقارير، "لا نعتقد بأن تلك التقارير يجب أن تنشر بالشكل الذي رأيناها عليه، كما يجب حذف ما يتعلق بالأساليب المستخدمة والنتائج كي نمنع أي شخص من محاولة تكرار التجارب"، وتابع كيام بالقول، "أنفلونزا الطيور من بين أخطر الفيروسات وانتشاره بين الثدييات هو خطوة باتجاه انتشاره بين التجمعات البشرية، المرض يمكن أن ينتقل من إنسان لآخر بوسائل طبيعية أو عبر المختبرات، وفي الحالتين فإن الأمر لن يكون جيداً بالنسبة لعالمنا"، وقال كيام إن نشر التقارير لا يرتب تبعات قانونية، ولكنه أضاف أن معدل الوفاة نتيجة الفيروس الذي توصل العلماء إلى تصنيعه يبلغ 60 في المائة، وهي نسبة مرتفعة جداً ولا يمكن تفسيرها حالياً، ما يبرر القلق حيال نشر معلومات عنه، ولفت كيام إلى وجود محادثات جارية حالياً حول إعداد مسودات جديدة للتقارير، ولكنه أكد حرية القرار حول محتوى المادة المنشورة في نهاية المطاف، أما بروس آلبرت، كبير محرري دورية "العلوم" فقال إنه يدعم عمل المجلس الاستشاري الطبي لشؤون الأمن الصحي ويتفهم دوره، ولكنه أكد في الوقت عينه على ضرورة توفير المعلومات للجسم الطبي العالمي حول المخاطر الحقيقية الموجودة لأجل حماية الناس. بحسب سي ان ان.

وقد اوضحت رسالة نشرت في صحيفتي نيتشر وساينس مؤخراً ان باحثين يدرسون نسخة محمولة جوا يحتمل ان تكون اشد فتكا من فيروس انفلونزا الطيور علقوا دراستهم طوعا لمدة 60 يوما بسبب مخاوف من احتمال استخدامها كشكل مدمر من أشكال الارهاب البيولوجي، ويدافع رون فوشييه من كلية ايراسموس للطب في هولندا وادولفو جارسيا ساستري من كلية طب ماونت سيناي في نيويورك ويوشييرو كاواوكا من جامعة ويسكونسن في ماديسون عن البحث واصفين اياه بانه على قدر كبير من الاهمية بالنسبة لجهود الصحة العامة لاكتشاف متى يمكن ان يتحور فيروس الانفلونزا اتش5 ان1 في البرية بطريقة يمكن أن تسبب وباء، لكنهم كتبوا انهم رضخوا امام المخاوف واسعة النطاق من أن الفيروسات المتحورة "يمكن ان تهرب من المعامل" ويمكن استخدامها لصنع سلاح بيولوجي ارهابي، وطلبت لجنة استشارية امريكية في ديسمبر كانون الاول من ساينس ونيتشر فرض رقابة على تفاصيل البحث من فريقين كان قد سلم للنشر، ويخشى خبراء الامن البيولوجي من احتمال ان تفجر نسخة محمولة جوا قابلة للانتقال بين البشر وباء اسوأ من الانفلونزا الاسبانية بين عامي 1918 و1919 التي قتلت ما بين 20 مليونا و40 مليون شخص.

اول وفاة في الصين

فيما اعلنت السلطات الصينية ان سائق باص من شنزن كبرى مدن جنوب الصين القريبة من هونغ كونغ، وتوفي جراء مرض انفلونزا الطيور، وهي اول وفاة في الصين خلال 18 شهرا بحسب السلطات، ويبدو ان هذا الرجل البالغ الـ39 من العمر لم يحتك بالطيور قبل اصابته بالمرض ولم يخرج من المدينة، واصيب بالحمى وتبين انه مصاب بانفلونزا الطيور، واصيب بالحمى في 21 كانون الاول/ديسمبر ونقل في 25 منه الى المستشفى حيث تم تشخيص اصابته بالتهاب رئوي حاد وبانفلونزا الطيور، بحسب دائرة الصحة في شنزن التي تعد اكثر من 10 ملايين نسمة، وقال المصدر "حتى الان لم تظهر على اي من الاشخاص الذين احتكوا بهذا الرجل اعراض المرض"، وقال مكتب الزراعة والصيد ان الرجل لم يحتك بالطيور و"ليس لدينا معلومات تتعلق بطيور مصابة"، واضاف "ليس هناك اي سبب الان لقتل الدجاج" في هذه المنطقة، وكانت هونغ كونغ القربية من شنزن رفعت مستوى الانذار وفرضت حظرا موقتا على استيراد الدواجن الحية بعد ان نفقت ثلاثة طيور تحمل فيروس اتش5 ان1، وفيروس "اتش5 ان1" قاتل في 60% من الحالات، ويخشى من تفشيه مطلع العام 2012، وكانت هونغ كونغ اول بلد يتفشى فيه مرض انفلونزا الطيور بشكل كبير في 1997 مع وفاة ستة اشخاص، وكان تم القضاء على ملايين الطيور انذاك. بحسب فرانس برس.

جدري الماء

على صعيد اخر يقول باحثون بريطانيون ان التعرض لاشعة الشمس قد يحد من انتشار عدوى مرض جدري الماء، وخلص فريق البحث من جامعة لندن الى ان انتشار مرض جدري الماء اقل في المناطق التي تشهد مستويات عالية من الاشعة فوق البنفسجية، حسب ما نشرته فصلية "فايرولوجي" (علم الفيروسات)، وربما تعمل الاشعة فوق البنفسجية على ابطال مفعول الفيروسات على سطح الجلد، بما يجعل من الصعب اختراقه مسببا العدوى، الا ان خبراء آخرين يقولون ان هناك عوامل اخرى منها درجة الحرارة والرطوبة وحتى ظروف المعيشة تلعب دورا ايضا في انتشار العدوى، وفيروس فاريسيللا-زوستر المسبب للمرض شديد العدوى، فمع امكانية انتقاله عبر رذاذ السعال والعطس في المراحل الاولى من الاصابة الا ان المصدر الرئيسي للعدوى هو الاحتكاك بالبثور والطفح الجلدي الذي يسببه المرض، ومعروف ان الاشعة فوق البنفسجية تبطل عمل الفيروسات الا ان الدكتور فيل رايس من جامعة لندن الذي ترأس فريق البحث يرى ان ذلك ربما يكون سر عدم انتشار جدري الماء بسهولة في المناطق الاستوائية. بحسب رويترز.

كما انه يمكن ان يفسر انتشار العدوى اكثر في فصول البرد في بلدان كبريطانيا، حيث يقل تعرض الناس لاشعة الشمس، وقام الفريق بدراسة النتائج والبيانات من 25 دراسة سابقة حول الفيروس المسبب للمرض في عدة دول مختلفة حول العالم وقام بمضاهاة تلك البيانات مع مؤشرات المناخ المختلفة، واظهرت النتائج علاقة بين مدى انتشار عدوى جدري الماء ومستويات الاشعة فوق البنفسجية، حتى النتائج المعقدة يمكن تفسيرها، من قبيل ذروة انتشار الإصابة في الهند وسريلانكا في اكثر الفصول حرارة وجفاف، الا ان رايس اكتشف انه نتيجة التلوث في الغلاف الجوي فان مستويات الاشعة فوق البنفسجية تكون اقل في تلك الفصول مقارنة بالفصول الاخرى، وقال، "لم يفكر احد في الاشعة فوق البنفسجية كعامل من قبل، لكن دراسة طبيعة انتشار الإصابات تبين ان هناك علاقة بين مستواها وبين انتشار الفيروس".

مرض غامض في نيويورك

الى ذلك تحوم الشبهات حول دور مادة كيماوية سامة بالتسبب في حالة مرضية غامضة أصابت 16 شخصاً، معظمهم طالبات مدرسة ثانوية في مدينة نيويورك مؤخراً، فيما تقف السلطات عاجزة عن تحديد مسبباته، وقالت الناشطة البيئية، أيرين بروكوفيتش، إن مدرسة "لو روي" حيث وقعت الحالات المرضية الغامضة، ودفعت الطالبات إلى فقدان القدرة على التحكم بحركاتهن أو أقوالهن، تقع بعد ثلاثة أميال من موقع تحطم قطار كان يحمل مواد كيماوية سامة، قبل 41 عام، وكانت المدرسة قد قامت بالطلب من شركة متخصصة بإجراء فحوصات على البيئة المحيطة بالمدرسة لمعرفة مدى إمكانية وجود مواد مسممة في الأجواء دون أن يثبت وجود أي شيء، الأمر الذي رفضه أولياء الأمور، مطالبين بإجراء اختبارات أوسع، ولم تعثر وزارة الصحة ووكالة حماية البيئة بنيويورك، المشاركة في التحقيق لتحديد أسباب المرض الغامض، على أي تلوث بيئي يمكن أن يتسبب بالعدوى في المدرسة، التي يرجح بناؤها عام 2006 بمواد ملوثة، وأدت حادثة انحراف قطار في وادي ليهاي عام 1970 إلى تسرب طن من بلورات السيانيد وقرابة 30 ألف غالون من مادة تريكلوروتين TCE، وهي مادة كيماوية سائلة ليس لها لون برائحة نفاذة كالوروفورم، وتستخدم المادة كمذيب صناعي وفي صناعة مواد كيماوية أخرى كالمنظفات والطلاء والمواد اللاصقة، وسبق استخدامها كمخدر، حتى حظرها في فترة السبعينيات من القرن الماضي. بحسب سي ان ان.

وقال الدكتور صمويل غولدمان، من "معهد باركنسون والمركز السريري" إنه يمكن العثور على المادة في أجسام الكثير من الناس نظراً لتواجدها  في الماء والتربة والغذاء والبيئة، كما في حليب الأم، وأضاف أنه يمكن رصدها لدى البشر في الدم والبول، وبدورها قالت الدكتورة لوآن وايت، من "مركز تولان لعلوم البيئة التطبيقية والصحة العامة"، إن الجسم "يتخلص سريعاً من المادة الكيماوية ويبدأ تأثيره على الجهاز العصبي  بالخمود بمجرد تراجع معدلاته في الجسم"، وأوضحت وكالة حماية البيئة الأمريكية أن التعرض لجرعات عالية من المادة الكيماوية، وكما هو الحال مع معظم المذيبات يمكن أن يسبب آثارا على الجهاز العصبي مثل الدوار والصداع والغثيان، والارتباك، وعدم القدرة على التنسيق، وتحاول الجهات التعليمية والطبية المسؤولة في مدينة نيويورك فهم أسباب حالة مرضية غامضة أصابت 12 فتاة في مدرسة ثانوية واحدة خلال الأيام الماضية، ودفعتهن إلى فقدان القدرة على التحكم بحركاتهن أو أقوالهن، وسط تباين في الآراء بين من يرجح وجود أسباب عضوية حقيقية لدى المريضات وبين من يعيد الأمر إلى حالات نفسية، وقال المسؤولون عن القطاع الصحي إنهم فشلوا في العثور على سبب عضوي يشرح ما يجري، وقالت جنيفر ماكفيغا، أخصائية طب الأعصاب في معهد DENT المشرف على علاج الطالبات، إن الأمر يتعلق بخلل غير عضوي قد ينجم عن ضغوطات نفسية أو حالات من القلق الشديد التي تدفع الجسم إلى ردود فعل غير إرادية.

فيروس غرب النيل

من جهة اخرى وجد العلماء نوعا من البعوض قادرا على نقل مرض يسمى فيروس غرب النيل إلى البشر يتكاثر في بريطانيا للمرة الاولى منذ عام 1945، ويقول العلماء الذين درسوا المستنقعات في جنوب بريطانيا انهم تمكنوا من تسجيل أعداد كبيرة من البعوض المعروف باسم "كيولكس مودستوس" في عدة مواقع في مقاطعتي كنت واسكس خلال عامي 2010 و2011، ويصيب فيروس غرب النيل الطيور في المقام الاول لكن عندما ينتقل من الطيور الى البشر عن طريق لدغات البعوض يمكن في بعض الاحيان أن يسبب مرضا حادا ويقتل أحيان، وقال نيك جولدنج الذي اجرى البحث من جامعة أوكسفورد في بريطانيا ومركز علم البيئة والهيدرولوجيا "لم يتضح منذ متى جاء هذا النوع من البعوض للمملكة المتحدة"، وقال في مقابلة عبر الهاتف "ليست مثيرة للقلق بشكل كبير في هذه اللحظة لكنها شيء يجب ملاحظته". بحسب رويترز.

وشدد على انه رغم العثور على البعوض في بريطانيا فانه لم يتم الكشف عن الفيروس الذي تحمله حتى الآن، وتم جمع حفنة من بعوض كيولكس مودستوس على الساحل الجنوبي لبريطانيا وسجلت قبل أكثر من 60 عاما مضت لكنها لم تظهر بعد ذلك، وقال جولدنج الذي نشرت نتائجه في دورية الطفيليات والحشرات الناقلة للامراض، ان هذا النوع لم يظهر مرة أخرى في بريطانيا حتى الآن، واشار الى أن نوع البعوض الجديد قد وصل في الآونة الاخيرة ربما عن طريق النقل البحري الدولي، ويعتقد خبراء مراقبة الامراض أن بعوض كيولكس مودستوس قد يكون وراء تفشي أوبئة فيروس غرب النيل بشكل متقطع في الآونة الاخيرة في جنوب أوروب، والفيروس الذي يعيش في الطبيعة في دورة حياة يتم خلالها الانتقال بين الطيور والبعوض عادة ما يعثر عليه في أفريقيا والشرق الاوسط وأمريكا الشمالية وغرب اسيا وقد يسبب الامراض العصبية والوفاة في بعض الاشخاص.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 29/شباط/2012 - 6/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م