بقايا طفل عراقي

هادي جلو مرعي

سألني مشتغل في قناة فضائية عن الجهة التي تقف وراء التفجيرات التي تضرب العاصمة بغداد، ومدنا عراقية أخرى من حين لآخر؟

قلت، ياسيدي مادام إنه يوجد عدد قليل من الشرفاء في هذا العالم من الذين يملكون القدرة على الإيذاء، فإننا سنشبع من التفجيرات، وسنلتهم الشظايا كما الدراويش حين يعبرون عن قدراتهم الروحية في جمع من المريدين، يجتمعون حولهم في جلسات الذكر.

يسقط العشرات من الضحايا في عمليات عنف منظم يضرب العراق من حين الى آخر دون رحمة آو تراجع خشية من عقاب الله، أو من ضمير أماته الشيطان وحب الدنيا في نفوس كرهت نظيراتها من نفوس البسطاء الذين يروحون صرعى نزعة الشر.

مهدي الزبيدي صغير عراقي مازال يتفتح كزهر الربيع، يروح ويجئ الى مدرسته المتوسطة كل صباح، يحلم بالغد الجميل، ويرجو النجاح نهاية الفصل الدراسي، لم يكن ينتظر يوما يتحول فيه الى أشلاء، أو الى لاأدري، فلست أعرف مصيره النهائي، فزميلي الصحفي( ز. ع) عثر على بقايا شظايا، وكتاب لطخته الدماء في مكان الإنفجار، في مكان ما من بغداد !

القتلة لايفكرون بالنتائج المترتبة على جرائمهم، والمهم لديهم أن تنتهي المهمة بشكل حرفي يرضي الجهات التي تدفع لهم، أو تروج لجنونهم، وتمنحهم مساحة من الضلال ليتيهوا فيها، وينفذوا أجندة الشيطان الرجيم.

هذه الصورة تظهر بقايا طفل عراقي... تظهر بقايا مهدي الزبيدي، وبقايا عشرات الأطفال الذين ذبحهم الإرهاب في صباحات بغداد، وصورة الطفل الذي وقف أبوه وأمه عند حقيبته المدرسية...

كان سجاد يمضي الى المدرسة صحبة الحقيبة، وفيها كتبه، وطعام، وقنينة ماء، ومصروف جيب، لكن الحقيبة لوحدها عادت، تحمل بقايا سجاد، وتتخضب بدمه الطاهر..

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 29/شباط/2012 - 6/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م