
شبكة النبأ: قال زعيم بارز لاقلية
الهزارة الافغانية ان الشكوك تتنامى بين أبناء الاقليات العرقية في
أفغانستان بشأن امكان ابرام اتفاق للسلام مع حركة طالبان التي تعرضوا
خلال حكمها لاعمال وحشية واضطهاد وسط مخاوف الكثيرين من العودة الى
الحرب الاهلية.
وقال محمد محقق انه يشعر بقلق بالغ من خطط حلف شمال الاطلسي الرامية
الى سحب القوات القتالية بحلول نهاية 2014 ومن اقتراح للحكومة الفرنسية
بمغادرة أفغانستان بحلول عام 2013 اي قبل عام من الموعد المقرر.
وقال محقق في مقابلة اجريت معه في منزله شديد التحصين في كابول "من
الحماقة القول بأن القاعدة وطالبان تستطيعان التواصل مع الافغان أو (مع)
حلفائنا الذين جاءوا الى هذه الدولة." وأضاف "لا اؤمن بحدوث معجزة في
أن تغير طالبان من طريقة تفكيرها وتقبل بالدستور الافغاني وتؤمن
بالديمقراطية وباختيار الشعب."
وعانى كثيرون من الهزارة بشدة تحت حكم طالبان الذي استمر بين عامي
1996 و 2001 ورأت الاقلية الشيعية العديد من مناطقها وقد سويت بالارض
من قبل المسلمين السنة وطالبان من عرقية البشتون كما قتل مواطنوها أو
تفرقوا هنا وهناك في المناطق الجبلية.
وينوي المسؤولون الافغان اجراء محادثات تمهيدية مع ممثلين عن طالبان
في المملكة العربية السعودية خلال الاسابيع القادمة بالتوازي مع
اتصالات سرية جارية بين الولايات المتحدة والمسلحين منذ عام 2010. بحسب
رويترز.
ويأمل المسؤولون الافغان ايضا في الضغط على وزيرة الخارجية
الباكستانية حنا رباني خار خلال زيارة لكابول هذا الاسبوع للاتصال
بزعماء حركة طالبان في باكستان ومنهم الملا عبد الغني بارادار وهو من
مؤسسي حركة طالبان والمعتقل في باكستان.
وحارب محقق - زعيم حزب الوحدة الشيعي المعارض في أفغانستان والعضو
بالبرلمان - السوفيت في ثمانينات القرن الماضي وكان ضمن التحالف
الشمالي المناهض لطالبان والذي انهار وسط عقد صفقات سياسية خلال حكم
الرئيس الافغاني الحالي حامد كرزاي.
لكن اعضاء التحالف بدأوا يلتئمون مرة اخرى وضموا الطاجيك والاوزبك
العرقيين والهزارة في جبهة مشتركة لمعارضة خطة مفاوضات السلام مع
طالبان التي وضعتها الولايات المتحدة وتعاد صياغتها حاليا بمعرفة
الحكومة الافغانية التي تشعر بالغضب بسبب تجاهل واشنطن لها.
وخلال هذا الشهر قال اعضاء بجماعات عرقية اخرى مثل زعيم الطاجيك
وزعيم الجبهة الوطنية الافغانية احمد ضياء مسعود الذي قاد شقيقه ذات
يوم قوات المعارضة في قتال طالبان انه لا يعتقد ايضا بامكانية التوصل
الى اتفاق مع طالبان وطالب بمشاركة أوسع في مفاوضات السلام.
وقال محقق - الذي تعرض سلفه عبد العلي مزاري للقتل على ايدي طالبان
بالقائه من طائرة هليكوبتر عام 1995 بعد تجريده من ملابسه - انه يعتقد
ان الاف المسلحين تدربوا في انحاء المنطقة الحدودية الجبلية في باكستان
خلال عشر سنوات من الحرب مع حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية.
وترفض حكومة باكستان دائما اتهامات المسؤولين الافغان بانها توفر
ملاذا لمسلحي طالبان على اراضيها. وقال محقق "انهم ينتظرون انسحاب قوات
حلف شمال الاطلسي من أفغانستان لشن هجوم. نستطيع ان نتوقع ما الذي
سيحدث." وأضاف "عشرات الالاف من المتمردين المسلحين تدربوا بالفعل في
(اقليم) وزيرستان الشمالية."
وقال محقق ان الرئيس الافغاني كرزاي والقوى الغربية الداعمة له
يسرعون الخطى للمصالحة مع طالبان بعد ان انهكتهم الحرب التي دخلت عامها
الحادي عشر محذرا حلف الاطلسي من تكرار خطأ الانسحاب من البلاد قبل
الاوان.
وقال "عندما تنتهي رئاسته (كرزاي) يستطيع الذهاب الى اي مكان في
العالم ليعيش فيه لكنه سيترك خلفه الشعب الافغاني..مانريده هو ان يتصرف
المجتمع الدولي بحكمة."
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاسبوع الماضي ان فرنسا ستسحب
قواتها القتالية من أفغانستان بحلول نهاية عام 2013 اي قبل عام من
الموعد المقرر في 2014 الذي حددته الولايات المتحدة والدول الاعضاء
بحلف الاطلسي لتسليم المسؤولية الامنية للقوات الافغانية. |