أمراض الأطفال... بين الوقاية والعادات السيئة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تتناول بعض الدراسات والابحاث العلمية والطبية جانباً مهماً وحيوياً في تركيزها على الامراض التي تتعلق بالاطفال والتي ربما ترافقهم لبقية حياتهم، وقد حققت البشرية في مجال مكافحة هذه الامراض تقدماً ملحوظاً ادى بالتالي الى تحسن معدل الوفيات وتحصين المواليد الجدد ضد الكثير من الامراض التي كانت تفتك بهم سابقاً، اضافة الى ارتفاع معدلات الاطفال الاصحاء.

لكن ما زال هناك الكثير من العقبات تعكر صفو النجاحات المحققة سيما وان التقدم الصناعي الذي انعش الانسانية وقدم لها ما قدم قد جر ايضاً اصناف من الاوبئة والامراض والسرطانات والتشوهات الخلقية الغير معهودة من قبل نتيجة للملوثات والانبعاثات الصناعية السامة والتي اثرت على البيئة والمناخ بشكل مباشر.

من جهة اخرى ساهمت العادات والتقاليد الموروثة والفقر وانعدام التعليم والثقافة الصحية في بعض الشعوب والبلدان في زيادة معاناة صغار السن من خلال اتباع عادات غير صحية ادت الى تفاقم الاصابات المرضية وانتشارها بشكل واسع بين طبقات المجتمع.

داء السكري للاطفال وفيتامين (د)

اذ ثمة دراسة حديثة تشير إلى أن الأطفال البدينين الذين تنقص لديهم نسبة الفيتامين (د)، قد يكونون عرضة للإصابة بالداء السكري من النوع الثاني، ومع تلك الأعراض يعاني هؤلاء الأطفال أيضا مما يعرف بمقاومة الأنسولين، والتي تعني أنهم لم يعودوا قادرين على الاستفادة من الأنسولين لتحويل السكر الوارد مع الطعام إلى وقود يدخل خلايا جسمهم، فداء السكري من النوع الثاني يحدث عندما يعجز الجسم إما عن إفراز أنسولين كاف أو عندما تصبح الخلايا مقاومة لهذا الأنسولين، وتطرح هذه الدراسة، التي نشرت مؤخرا في مجلة The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism، زاوية جديدة عن سابقاتها تتعلق بنسبة الفيتامين (د) وعلاقته بزيادة خطورة تعرض الأطفال للإصابة بالداء السكري، الدكتور ميكا أولسون، من المركز الطبي بدالاس، التابع لجامعة تكساس، والمسؤول عن هذه الدراسة، قال، "النتائج التي مازالت بحاجة إلى إثبات تشير إلى أن انخفاض مستوى الفيتامين (د) يساهم في حدوث داء السكري من النوع الثاني ، ومازلنا في طور تحري ما إذا كان إعطاء أدوية رافعة للفيتامين (د) قد يكون له دور في خفض نسبة إصابة الأشخاص المعرضين بداء السكري 2"، أما الباحثة سوزان هاريس فقالت"، هناك دليل علمي على أن الفيتامين (د) قد يساعد في زيادة إنتاج الأنسولين ليساهم في إعاقة عملية مقاومته في الجسم، لكن ما لم يتضح بعد هو إن كان تناول الأدوية المحتوية على الفيتامين (د) قد يساعد على تقليل نسبة الإصابة بداء السكري، ومن المؤكد أن قسما كبيرا من الناس لا يحصل على كفايته من هذا الفيتامين من الشمس والطعام"، وقد شملت الدراسة 400 طفل ومراهق بدين، تراوحت أعمارهم مابين6-16 سنة و70 طفل ومراهق من ذوي الأوزان الطبيعية، وقام الباحثون بقياس نسبة الفيتامين (د)، ومعايرة نسبة السكر في الدم، ومستوى الأنسولين، ومؤشر حجم كتلة الجسم، والضغط الشرياني، كما تم تحري نوع الحمية التي يتبعها كل منهم، وكان عدد البدينين منخفضي الفيتامين (د) أكبر بثلاث مرات من عدد نظرائهم الطبيعيين، ولوحظ تشارك البدانة ونقص ذاك الفيتامين مع وجود مقاومة للأنسولين،

كذلك تبين أن البدينين لم يهتموا بتناول وجبة الافطار ويكثرون من شرب الصودا والعصائر، مما رجح أن هذا النمط من الحياة قد يكون له دور في خفض نسبة الفيتامين (د) لديهم، ويعرف الفيتامين (د) بفيتامين الشمس الساطعة، إذ أنه يتركب في الجسم عبر التعرض لأشعة الشمس، إضافة إلى مصادره الغذائية عبر زيت السمك، البيض، الحليب، وحبوب الإفطار. بحسب سي ان ان.

علاقة الأم بطفلها تؤدي الى السمنة

الى ذلك عادة ما تحمل علاقة الأم بأطفالها بعداّ خاصا، هذا ما وجدته دراسة حديثة أشارت أن طبيعة العلاقة بين الطفل وأمه قد تؤثر في إمكانية إصابته بالسمنة عند البلوغ، وذكرت الدراسة التي نشرت في دورية "طب الأطفال" بان نوعية العلاقة بين الأم وصغيرها قد تحدد الشكل الذي سيبدو عليه الأبناء عند بلوغ سن المراهقة، ونظر الباحثون في جامعة "أوهايو" في بيانات 977 طفلاً من ولايات أمريكية مختلفة، توثق تلك المستندات خصائص العلاقة بين الأمهات وأطفالهن الرضع، ووجدوا أن تدني الرابط العاطفي بين الاثنين، يزيد من مخاطر إصابة الطفل بالسمنة لدى بلوغه سن 15 عاماً، وبتحليل تلك البيانات، وجد الباحثون أن 241 طفلاً، أي ربع الأطفال، الذين يعانون علاقات عاطفية سيئة مع الأم أصيبوا بالسمنة عند بلوغ سن المراهقة، ولاحظ العلماء أن هذه الدراسة الجديدة تدعم بحثاً سابقاً كانوا أجروه، أظهر أن الأطفال الذين يفتقدون للعلاقة العاطفية مع أهلهم يعانون خطراً زائداً للإصابة بالسمنة في سن الرابعة والنصف، ولفت الباحثون إلى أنه عوضاً من إلقاء اللوم على الأم إزاء إصابة ولدها بالسمنة، ينبغي بذل الجهود لتحسين الإستراتيجيات الهادفة لجعل العلاقات بين الأم وطفلها أفضل، وليس فقط التركيز على عاداته الغذائية وممارسته الرياضة، وقالت سارة أندرسون، التي قادت البحث، "من المحتمل التأثير على البدانة في مرحلة الطفولة من خلال التدخلات بمحاولة تحسين الروابط العاطفية بين الأمهات والأطفال بدلا من التركيز على نمط الأطفال الغذائي ونشاطاتهم"، وذكر فريق البحث أن نتائج الدراستين تظهران المناطق الدماغية التي تتحكم بالمشاعر والضغط النفسي بجانب الشهية وتوازن الطاقة في الجسم، تعمل معاً للتأثير في ترجيح إصابة الطفل بالسمنة. بحسب سي ان ان.

العالم هزم شلل الأطفال

من جهة اخرىقالت منظمة الصحة العالمية، إن حالات الإصابة بشلل الأطفال تناقصت بنسبة 99 في المائة، بحلول عام 2010، لكنها حذرت من أن المرض ما يزال خطيرا، وأوضحت المنظمة في نشرة على موقعها الإلكتروني أن "الإصابة بالمرض تناقصت بأكثر من 99 في المائة منذ عام 1988، فبعد أن كانت تقدر بأكثر من 350 ألف حالة فإن عدد حالاته التي أبلغ عنها في عام 2010 بلغ 1349 حالة"، وعزت المنظمة الانخفاض إلى "الجهود العالمية المبذولة لاستئصال المرض،" لكنها أشارت إلى أن هناك "أربعة بلدان في العالم لم تتمكّن قط من وقف انتقال هذا المرض، وهي الهند ونيجيريا، وباكستان، وأفغانستان"، ورغم التقدم في مكافحة المرض، إلا أن المنظمة حذرت من أنه "طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان يكونون معرضين لخطر الإصابة بالمرض"، ولفتت المنظمة الدولية إلى أن "من الممكن أن يفد فيروس الشلل بسهولة إلى بلدان خالية من الشلل، ويمكن أن ينتشر سريعاً بين السكان غير المطعمين"، وفي مارس/آذار من العام الماضي، أطلقت منظمة الصحة أكبر حملة تطعيم ضد المرض في وسط وغرب أفريقيا، تستهدف 85 مليون طفل في 19 دولة بالقارة السمراء، في حملة تهدف إلى مكافحة المرض الذي بدأ في معاودة الانتشار قبل عام، وشارك في حملة التطعيم أكثر من 400 ألف متطوع وعامل في المجال الصحي، وفق منظمة الصحة العالمية، ومعلوم أن شلل الأطفال مرض لا يمكن علاجه وهو شديد العدوى ويتسبب به فيروس يصيب الجهاز العصبي، لكن يمكن الوقاية منه فقط، كما أن لقاح الشلل الذي يعطى على دفعات متعددة يمكن أن يقي الطفل مدى الحياة، ويصيب المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، وتؤدي حالة من أصل 200 حالة إلى الإصابة بشلل دائم (عادة في الساقين)، ويلقى 5 إلى 10 في المائة من المصابين بالشلل حتفهم عندما تتوقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.بحسب سي ان ان.

معدل وفيات الرضع

في سياق متصل قالت منظمة الصحة العالمية، إن أعداد وفيات الولدان في جميع أنحاء العالم انخفضت، غير أن وتيرة التقدم في هذا المجال "لا تزال بطيئة للغاية وأفريقيا باتت متأخّرة عن الركب بوجه خاص"، وقالت المنظمة في نشرة على موقعها الإلكتروني "انخفضت وفيات الولدان من 4.6 مليون وفاة في عام 1990 إلى 3.3 مليون وفاة في عام 2009، ولكنّها انخفضت بوتيرة أسرع منذ عام 2000"، وتابعت النشرة أن "زيادة الاستثمار في خدمات الرعاية الصحية الخاصة بالنساء والأطفال في السنوات العشر الماضية، أسهمت في تسريع وتيرة التقدم المحرز في مجال نجاة الأمهات والأطفال دون سن الخامسة"، وتشير الأرقام الجديدة إلى أنّ وفيات الولدان، أي الوفيات التي تحدث في الأسابيع الأربعة الأولى من حياة الطفل تمثّل الآن 41 في المائة من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة، بعدما كانت النسبة نحو 37 في المائة في عام 1990، ونسبت النشرة إلى الدكتورة فلافيا بوستريو، مساعد مدير دائرة صحة الأسرة والمرأة بالمنظمة، قولها "لا تزال مسألة نجاة الأطفال من المسائل المُهملة على الرغم من وجود حلول موثّقة وعالية المردود للوقاية من وفيات الولدان"، وأضافت "من الأمور الحاسمة الأهمية، ولم تعد تفصلنا الآن سوى أربعة أعوام على الموعد المحدّد لبلوغ المرامي الإنمائية للألفية، إيلاء المزيد من الاهتمام للولدان واتخاذ مزيد من الإجراءات لإنقاذهم"، وقالت المنظمة إن خمسة بلدان فقط، هي الهند ونيجيريا وباكستان والصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تشهد وقوع أكثر من نصف الوفيات، وذلك لأسباب عدة منها ارتفاع أعداد سكانها. بحسب سي ان ان.

حليب الهند والمعايير الأساسية

من جانبه في أول دراسة حكومية من نوعها، وجد مسح بأن أكثر من 68 في المائة من الحليب الذي يباع في الهند لا يفي بالمعايير الحكومية الأساسية، وقد يحوي، أحياناً، مكونات سامة، ووجدت "هيئة سلامة الأغذية والمعايير" أن 1226 عينة من أصل 1791 عينة حليب مأخوذة من مختلف أنحاء البلاد، غير مطابقة للمعايير، أي ما نسبته 68.4 في المائة، وارتفعت النسبة إلى مائة في المائة في بعض الولايات، وحوت بعض العينات على الماء والحليب المجفف بالإضافة إلى مكونات قد تشكل خطرا على الصحة، وقال الرئيس التنفيذي للهيئة الحكومية، في أن غور: "وجدنا أن قرابة 14 في المائة من العينات تحوي آثار مكونات، وعثر في بعض العينات على بيروكسيد الهيدروجين واليوريا وهي مادة توجد في الأسمدة والبول"، ويحذر الأطباء من أن استهلاك هذه الإضافات، كالمكونات الكيمائية، ولفترات طويلة من الوقت، إذ قد تؤدي إلى تآكل بطانة المعدة والأمعاء وقد تؤثر على الكبد والكلى، وفي الهند، قد تعتبر إضافة الماء إلى الحليب خطراً حقيقياً على الصحة، نظراً لشيوع الأمراض المنقولة عبر المياه هناك، وقال سورانجيتشاترجي، كبير استشاريي الطب الباطني بمستشفى أبولو بنيودلهي، إن هذه الإضافات: "قد تسبب الإسهال، والقي أو التهاب المعدة والأمعاء، وقد تسبب أمراضاً كالكوليرا واليرقان، أو التهابات مثل حمى التيفود، وهذا جانب من كل الأمراض التي تنقلها المياه في هذا الجزء من العالم"، ودعا سافي سوميا ميسرا، من قسم سلامة الغذاء بمركز العلوم والبيئة، الحكومة إلى التصدي  للمشكلة باتخاذ تدابير صارمة ضد من ينتهكون أبسط حقوق المستهلكين في الحصول على "كأس حليب نقي"، وقالت السلطات الهندية إن 70 في المائة من الحليب المباع في الأسواق تنتجه مزارع صغيرة ومتوسطة الحجم فيما يعرف بالقطاع غير المنظم. بحسب سي ان ان.

لعب الأطفال

فيما خلصت دراسة هولندية إلى أن فوائد ممارسة الأطفال للألعاب المختلفة لا تقتصر فقط على الترفيه أو كونها رياضة بدنية، بل قد تؤدي إلى تحسين أدائهم في فصول الدراسة، وقام فريق الباحثين من جامعة "في يو" الهولندية، بمراجعة 14 دراسة مختلفة، تسجل بيانات بعضها أنشطة بدنية قام بها الصغار قبل بدء البحث، وطلاب آخرين تم اختيارهم عشوائياً لممارسة تمارين رياضية مختلفة في اليوم، وأظهرت الدراسات أن النشاط البدني يساهم في تحسين الإنجاز الأكاديمي لدى الأطفال، كما وجدت أن زيادة معدل النشاط البدني يصاحبها في المقابل تحسن ملحوظ  في التحصيل، تحديداً في مواد الرياضيات واللغة الإنجليزية والقراءة،وتدعم النتيجة أبحاثاً عملية سابقة وجدت صلة بين التمارين البدنية وزيادة الإنتاجية وتراجع معدلات التغيب عن العمل جراء المرض بين البالغين، كما قد تؤدي لإحياء الجدل القائم بشأن خفض حصص التربية البدنية من البرامج المدرسية، وقالت أميكا سينغ، كبير الباحثين بالجامعة التي أجرت الدراسة، إن الأنشطة البدنية تزيد تدفق الدم إلى المخ، والتي توفر المزيد من الأوكسجين إلى الخلايا المشاركة في التعلم والانتباه. بحسب سي ان ان.

كما تعزز التمارين أيضاً مستويات هرمونات معينة يمكن أن تحسن المزاج ومكافحة الإجهاد، ويوفر كلاهما بيئة تعليمية أفضل للأطفال، وأضافت سينغ أن الدراسة وجدت  دليلاً قوياً على وجود علاقة إيجابية هامة بين النشاط البدني والأداء الأكاديمي، وأوضحت أن فوائد النشاط البدني قد تتجاوز الأداء الأكاديمي، موضحة: "الأطفال يتعلمون من خلال المشاركة في الألعاب الرياضية، الأحكام والقواعد، وكيفية التصرف بشكل مناسب في بيئة اجتماعية"، وتابعت "وهذا يترجم داخل الفصل، حيث يلتزم الأطفال الأكثر نشاطاً بالقواعد داخل الفصل، وينسجمون أكثر مع المعلمين وزملائهم في الصف"، ويؤخذ على الدراسة محدوديتها إذ صنف اثنان، من الـ14 دراسة التي اعتمدت عليها، كعالية الجودة، مما يعني أن معدلات التمارين البدنية والأداء الأكاديمي قيست بوسائل موثوق بها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 22/شباط/2012 - 29/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م