صناعة العطور من الذوق الى الأسرار

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: (لو تشابهت الأذواق لبارت السلع) شعار كان ينبغي ان يكون حاضرا في تلك الساعة وفي هذا المكان بالذات ليرصد من هناك مبررات وأسباب ذلك التجمهر امام احد محلات الجملة التي تخصصت ببيع العطور المركزة أو المركبة أو الزيتية كما تسمى ، شبكة النبأ المعلوماتية  دخلت عالم العطر من اجل لتتعرف عبى بعض اسرار هذا العالم الرائع وقفتنا الاولى كانت مع الاخ عقيل الجابري 35 عاما الذي وصف العطور بانها عالم جميل يبعث في النفس الراحة والحيوية والنشوة وهذه ليست فلسفة معاصرة او اجتهادا شخصيا بقدر ما يتعلق الامر كونها حقيقة واقعه نلمسها في ثنايا البعد القرآني، حال تعرضه لأجواء الجنة وعطرها الاخاذ وهذه التفاته موكدة تصب باتجاه استحسان وجواز العطور.

ويضيف الجابري لشبكة النبأ: فما اجمل ان يستيقظ الانسان صباحا وهو يشم رائحة زكية تبشر بولادة يوم جديد وجميل، علما بان امزجة الناس وثقافتها وطبيعتها المناخية هي التي تحدد نوع العطور المستخدمة والمحببة في هذه الدولة او تلك. اما اكثر الدول انتاجا وتسويقا للعطور فتعتبر فرنسا، في المقام الاول ومن ثمة تأتي بريطانيا ،اسبانيا ،المانيا، على المستوى الاوربي اما على المستوى الاسيوي فالهند وبعدها تأتي السعودية، ومن ثم الامارات العربية المتحدة.

 اما بالنسبة لأصل العطور فيقول الجابري: بانها تأتي من بعض الاخشاب كالبخور والقرنفل ومن شحوم الحيوانات كالغزلان والحيتان والازهار والاوراد كالجوري والرازقي وبعد ذلك تأتي عملية التصنيع وهي ذات طابع كيميائي.

 ويتابع: واكثر الدول استخداما للعطور هي البلدان المتدينة ومن لها طابع القداسة لان العطر يعتبر طاردا للشيطان اولا ولكي تلقى الله سبحانه وتعالى عند العبادة وانت ذا رائحة زكية وطيبة ويجوز الشارع المقدس استخدام العطور الزيتية والمركزة وهذه الاسباب وغيرها هي التي جعلت من العطور مثل المسك والعنبر والورد المحمدي هي الشائعة في شعوب تلك المنطقة.

اصل العطور وانواعها

حديثنا التالي كان مع السيد ابو انور وهو صاحب محل لبيع العطور المركزة وسألناه عن اصل العطور ونشأتها فأجاب قائلا: كل العطور اصلها طبيعي تقريبا من الازهار( كالقرنفل والنرجس والياس والقداح وأنواع أخرى) ومن ثمة تجرى عليها عمليات تصنيع وخلط مجموعة مع مجموعة اخرى فينتج صنف جديد من العطور وهذا التصنيع اكثر شيوعا في الدول الغربية، اما الدول العربية فباقيه على الاصل الطبيعي للعطور ويعتبرونه اصلي لان الشرقين بطبيعتهم يحبون التراث والماضي، ويسترسل ابو نور: و سبب رواج العطور المركزة كونها تلبي حاجة المستهلك العراقي صاحب الدخل المحدود.

حسام البكري احد المستوردين للمواد الاساسية لهذه العطور تحدث الينا قائلا: ان جودة العطر المركب، تعتمد على مصدر "الأصانص" المادة الاساس، مشيرا الى انه يتم استيراد الزيوت العطرية المركزة من فرنسا وإسبانيا والهند، ودول الخليج التي يستورد منها عطور مركزه مثل المسك والعنبر .  

وعن طريقة تركيب العطور يبين البكري : انها "تتم بخلط الزيت العطري المركز مع الماء المقطر والمثبت و"الاسبيرتو" - الكحول، ومادة تسمى الفواح لنثر العطر في الأجواء ".

ابو عمار صاحب محل للعطور  سألناه هو الاخر عن افضل انواع العطور فأجاب: كل منطقة لها عطرها الخاص بها فمثلا كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء تحبذ العطر المحمدي والمسك والعنبر، اما دول الخليج فتستخدم العود بأنواعه كالعود الكمبودي والعود الاماراتي والعود البحريني ومخلط العنبر ومخلط الملوك، علما بان هذه العطور تميل الى عطور الهند وباكستان ويوجد نوع اخر من العطور هي المواد الشمعية وهي توضع على الملابس وتبقى فترة طويلة من الزمن وتعطيها رائحة زكية.

ويضيف ابو عمار لشبكة النبأ: تنقسم العطور الى قسمين وهي العطور القديمة واصلها معروف طبعا من بعض الحيوانات واصناف الاوراد، اما بالنسبة للعطور الحديثة فهي نتاج تطور الكيمياء العضوية وخلط بعض الانواع.

اما انواع العطور فهناك العطور الزيتية المركزة والعطور الزيتية المخففة حيث تضاف لها نسبة كحول اقل من 20% وهناك عطور السبريه المستخدمة بكثرة عالميا، مثل الهاواي والكشمير وفيجي ودنهل وباريس وبروت وأنمل وشائيل وجورجيا وهوكو وازاو وغيرها من الماركات.

 ابو رقيه بائع عطور متجول وهو يعزي سبب انتشار العطور المركزة  لكونها رخيصة الثمن وذات رائحة زكية وتوفر لمستخدميها حرية خلط ومزاج اصناف العطور المختلفة وبما يلائم مع رغبتهم وليست فيها اضرار صحية. علما بان استخدام العطر اكثر رواجا في فصل الصيف منه الى الشتاء بسبب التعرق.

ويضيف: ان سعر العطور الزيتية والمركزة العادية تتراوح ما بين 150 الى 750دينار للسي الواحد. وقد يصل سعر بعض انواع العطور الفاخرة الى 200 دولار للقنينة الصغيرة من مثل العود الكمبودي او مخلط الملوك... ومع ابو رقيه نختم ما بدئنا في عالم واسرار العطور الواسع والمتشعب حديث نختمه بعطر الحب وامل القاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/شباط/2012 - 16/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م