أهداف المجزرة ونتائجها

محمد سيف الدولة

قلوبنا محروقة ونفوسنا مقهورة على أولادنا الذين راحوا ((فطيس)) في بورسعيد. ونأمل هذه المرة ان نتمكن من فك طلاسم الجريمة على يد لجنة تقصى الحقائق البرلمانية، خاصة وهى محل ثقة من الجميع.

 وسنوفق بإذن الله في التعرف على المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجزرة وسابقاتها وكشف كل أعضاء التنظيم او الشبكة او الجهات التي رتبت لها وأدارتها ومولتها، بشخوصهم وصفاتهم وأسماءهم الثلاثية، وسنقدمهم للمحاكمة، لينالوا الجزاء الواجب.

ولكن علينا ايضا ان نحاول ان نستكشف معا أهم الأهداف المحتملة وراء هذه الجريمة في هذا التوقيت واهم نتائجها المتوقعة:

• الهدف الأول في تصوري هو إحراج البرلمان، والضرب في شرعيته، وإظهاره هو الآخر بمظهر الفاشل الذى لم يمثل وجوده أي فرق، فلا تزال الجرائم ترتكب ولا يزال الفاعل مجهول، ليلحق بقائمة الفاشلين من قبله من وزارات شرف والجنزوري والمجلس العسكري ووزارة الداخلية.

• قطع ما تبقى من شعرة معاوية بين بعض القوى السياسية والمجلس العسكري بتأكيد فشله في إدارة المرحلة الانتقالية وفشله في توفير الأمن للناس وحماية أرواحهم.

• و دفع الثورة تدريجيا إلى العنف و التخلي عن سلميتها كرد فعل تلقائي لوقوع مزيد من الشهداء والمصابين كل يوم، مما يعطى الذرائع للتدخل في الوقت المناسب لتصفيتها بالقوة وما يلازم ذلك من أحكام عرفية وإجراءات استثنائية.

• إصدار شهادات براءة ذمة للمتهمين في قضايا القتل الأولى من مبارك والعادلي ورجاله، بدعوى ان الجرائم مستمرة رغم وجودهم داخل السجون.

• إشغال الرأي العام المصري والقوى السياسية طول الوقت بالقضايا الأمنية فقط، بهدف الحيلولة دون استكمال مهام الثورة من تطهير امني وسياسي وطبقي.

• توسيع هوة الانقسام بين القوى والتيارات السياسية، نتيجة الاختلاف المتوقع بين أنصار التهدئة وأنصار التصعيد حول أسلوب التصدي للأزمة وإدارتها.

• إبقاء حالة الانفلات الأمني من خلال إبقاء حالة الاحتقان بين المواطنين وبين وزارة الداخلية، مما يقيد رجال الشرطة في أداء أدوارهم الأساسية في حفظ الأمن العام، لتبقى أياديهم مرتعشة كما يقال.

• كما ان التصعيد المريب لحالات السطو والخطف الأخيرة ستدفع الناس تدريجيا الى اللجوء الى التسلح الشخصي للدفاع عن أمنهم وممتلكاتهم بأنفسهم، مما يمكن ان يخلق مشاكل كثيرة في الشارع المصري على الطريقة اللبنانية.

• تأليب الشعب على الثورة، ودفعه الى الترحم على أيام الأمن والاستقرار في العصر البائد، ووضع المجتمع كله تحت الابتزاز: اما الثورة وإما الأمن.

***

ولذلك من المهم ان نعمل جميعا في مسارين متوازيين، الأول هو كشف ومحاكمة قتلة المصريين. والثاني هو إفشال مساعيهم المذكورة.  

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/شباط/2012 - 16/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م