الأطفال... ضحايا لأزمات الكبار

أزمات إنسانية وسياسية مؤثرة

 

شبكة النبأ: ان الأزمات الإنسانية واسعة النطاق وتأثيرها على حياة ومستقبل ألأطفال، فأقمت من معاناة الطفل و انتهاك حقوقه بشكل خطير، وعلى المستوى العالمي، خاصةً في الآونة الأخيرة.

حيث أن أوضاع الأطفال في العالم تعاني من انعدام الاستقرار، وعدم المساواة هما أكثر أمرين دائمين يتسببان بإقصاء الأطفال عن الإحصاءات القومية وتجاهلهم وحرمانهم من الخدمات الاجتماعية والتنموية، خاصةً في البلدان النامية من الشرق الأوسط وأفريقا كاليمن والعراق ومصر وأثيوبيا، وبحسب التقارير الرسمية والغير رسمية فإن الأطفال ضحايا الإساءة والاستغلال والتمييز، والمستبعدين من التعليم والصحة والخدمات الحيوية الأخرى، تتغاضى عنهم جهود التطوير الدولية التي يمكنها أن تحسن حياتهم وإمكانياتهم بشكل كبير.

كما يشير الخبراء  أن مرض نقص المناعة المكتسب الإيدز لا يزال يمثل مشكلة ملحة في العديد من دول العالم، إذ يُحرم الأطفال المصابون بصفة روتينية من الالتحاق بالمدارس ودور الحضانة، ويواجهون بالرفض والإيذاء، لذا فأن وضع الكثير من الأطفال أصبح صعبا حتى في البلدان المتقدمة كأمريكا روسيا وشرق أوربا.

وأهم الصعوبات التي يواجهها أطفال العالم هي سوء التغذية، وعدم مواصلة التعلم وعمالة والعنف الجنسية والجسدية، لذا يجب على الجهات المسئولة حماية و تمكين جميع الأطفال، مهما كانت ظروفهم، من التمتع بحقوقهم في البقاء والنماء على نحو أفضل، فيتعين على الدول أن تعلن بوضوح أن الأطفال هم أولويتنا القصوى ومستقبلنا.

اليمن

فقد قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن أكثر من نصف مليون طفل في اليمن معرضون للموت أو يعانون من مضاعفات سوء التغذية ما لم يتم تخصيص الموارد الكافية للحد من تأثير النزاعات والفقر والجفاف، وقالت ماريا كاليفيس ، المديرة الإقليمية لليونيسف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وان سوء التغذية أمر يمكن الوقاية منه ولذا فإن التقاعس عن التصدي له أمر غير مقبول، وصرحت المسئولة الدولية بذلك بعد زيارة استغرقت يومين إلى اليمن اطلعت خلالها على تأثير سوء التغذية على صحة الأطفال، وأضافت في تصريحات أوردها مركز أنباء الأمم المتحدة "إن النزاعات والفقر والجفاف، إضافة إلى الاضطرابات الحاصلة في البلاد منذ العام الماضي وارتفاع أسعار الغذاء والوقود وانهيار الخدمات الاجتماعية، كلها عوامل تهدد صحة الأطفال وبقائهم، وأوضحت اليونيسف أن اليمن ثاني دولة في العالم بعد أفغانستان من حيث ارتفاع معدل سوء التغذية المزمن بين الأطفال إذ تصل نسبة النمو المتعثر فيها إلى 58%، ويعاني حوالي 30% من الأطفال في بعض المناطق من سوء التغذية الحاد وهي نسبة تعادل ما يشهده جنوب الصومال حاليا وتصل إلى ضعف الحدود المعترف بها دوليا والتي تنذر بوجود حالة طوارئ، وأضافت أن سوء التغذية، إضافة إلى تردي الخدمات الصحية ، هو السبب الرئيسي وراء معظم حالات الوفيات لنحو 74 طفلا من بين 2500 طفل مصابين بالحصبة إثر تفشي هذا المرض في الآونة الأخيرة وفقا لأرقام رسمية. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وذكرت أن اليمن يعاني من وجود واحد من أعلى معدلات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تصل إلى 77 وفاة لكل 1000 ولادة حية وهذا يعني أن 69 ألف طفل يموتون سنويا قبل بلوغهم سن الخامسة، وقالت كاليفيس الآن أكثر من أي وقت مضى لا بد من تجديد التزامنا بتحقيق مستقبل أفضل وأكثر أمنا لأطفال اليمن ومع استعداد اليمن لبدء مرحلة جديدة يجب وضع الأطفال في صدارة الأجندة السياسية للبلاد لضمان توفير احتياجاتهم وحفظ حقوقهم، وناشدت اليونيسف توفير مبلغ 50 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للأطفال في اليمن في عام 2012.

ليبيا

في سياق متصل قال صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة إن حوالي 1.2مليون طفل ليبي من المقرر أن يعودوا إلى المدرسة لأول مرة منذ الثورة الشعبية ضد النظام السابق للعقيد معمر القذافي، وقالت منظمة اليونيسيف إنه من المقرر أن تستأنف المدارس فتح أبوابها حيث وزعت وزارة التعليم الليبية 10 ملايين من 27 مليون كتاب مدرسي تمت طباعتها للموسم الدراسي، وأضافت اليونيسيف أن المدارس الليبيبة لا يزال ينقصها الكتب والطاولات الدراسية وتسهيلات الإنتقال الخاصة بالأطفال حيث يستعدون للعودة إلى فصولهم، وقالت ماريا كاليفيس المديرة الإقليمية لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"هذه عملية ضخمة وإنجاز هائل لشعب ليبيا". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

مصر

فيما يطالب العديد من نشطاء حقوق الأطفال بضرورة وقف تعريض الأطفال للعنف الناتج عن المواجهات المتواصلة بين عناصر الشرطة والمتظاهرين في مصر، مؤكدين على أنه أمر يناقض المعايير الدولية، وفي هذا السياق، قال محمود البدوي، وهو محامي ومدير الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، شاهدت مئات الأطفال يشتبكون مع الجيش والشرطة في مظاهرات عنيفة في مختلف أنحاء البلاد خلال الأشهر الأخيرة، وهذا أمر مناقض تماما لكل المعايير المحلية والدولية، من جهته قال ممثل منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) في مصر، فيليب دوامال، أن "الأطفال غالباً ما يعْلقون في دوامة الصراع. لقد رسمت عدد من التقارير وشهادات الأطفال أنفسهم صورة مرعبة عن مدى الأذى الذي تعرض له الأطفال أثناء الاشتباكات الأخيرة، حيث أشار عدد من الناشطين إلى أن أغلب المنخرطين في أعمال العنف هم من أطفال الشوارع مما يجعل قضية أطفال الشوارع إحدى الأولويات التي يجب أن تحظى باهتمام حكومة الإنقاذ الوطني، وهذا ما أكدته فادية أبو شبيهة، الخبيرة في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، بقولها أن "الحكومة يجب أن تولي اهتماماً أكبر لأطفال الشوارع الذين يفتقرون لأبسط أساسيات الحياة... فالمجتمع لا يوفر لهم أي نوع من أنواع الرعاية. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

في حين أفاد محمود البدوي أن الأطفال تعرضوا للاستغلال وسيقوا للتدخل في المواجهات السياسية التي تشهدها الساحة المصرية، مشيراً إلى أنه رأى مجموعة من الأطفال يحملون النقود والسجائر أثناء الاشتباكات التي حدثت خارج مبنى البرلمان في السابع عشر من ديسمبر، وأوضح أن "حمل الأطفال للسجائر والنقود دليل على أنهم تلقوا رشوة مقابل مشاركتهم في الاشتباكات، ولم يتم التأكد إلى الآن ما إذا كان الأطفال قد تلقوا فعلاً مبالغ نقدية مقابل مهاجمة قوات الشرطة التي كانت تحمي مبنى البرلمان، إلا أن وسائل الإعلام المحلية أشارت إلى اعتقال عدد من الأحداث للتحقيق معهم حول دورهم في هذه الاشتباكات، وفي هذا السياق، قال فيليب دوامال أن "اليونيسف تحث السلطات وكل الأطراف المعنية على احترام حقوق الأطفال وحمايتهم وفقاً للقانون المصري وللقانون الدولي، إذا لا يجب أن يكون الأطفال ضحايا للعنف أو شاهدين عليه.

العراق

على صعيد ذو صلة ومن أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ينبغي أن يحصل أكثر من 400,000 طفل عراقي يعانون من سوء التغذية على الغذاء الكافي، كما ينبغي أن يتم تسجيل ما يقرب من 700,000 طفل في المدارس، ولقد حولت عقود من الحرب والعقوبات الدولية العراق إلى أحد أسوأ الأماكن بالنسبة للأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يعاني نحو 3.5 مليون طفل من الفقر و1.5 مليون طفل تحت سن الخامسة من سوء التغذية بينما يموت 100 رضيع يومياً في البلاد، وفقاً لتحذيرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وقال اسكندر خان، ممثل اليونيسف في العراق المنتهية ولايته أن الحكومة قادرة على فعل المزيد من أجل الأطفال ويتوجب عليها القيام بذلك، وأوضح اسكندر قائلاً: "تقع على عاتق الحكومة مسؤولية دعم الآباء من خلال الاستثمار في مجالي الصحة والتعليم وغيرهما من الاحتياجات الأساسية لجميع الأطفال... كما يمكن للحكومة المركزية أن تتخذ خطوة هامة عن طريق ضخ استثمارات إضافية لرعاية الأطفال الأكثر حرماناً، وأضاف أنه من غير المرجح أن يحقق العراق معظم الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية، والتي يتعلق ستة منها بالأطفال، حيث قال: "لسوء الحظ، وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة، يبقى تحقيق معظم هذه الأهداف في العراق بحلول عام 2015 بعيد المنال، ومن أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، بالإضافة إلى ذلك، يتعين على البلاد خفض معدل وفيات الأطفال بمقدار 100,000 طفل، وتوفير مرافق صرف صحي لائقة لنحو ثلاثة ملايين غيرهم، وقال خان: "هذه ليست مجرد إحصاءات، فوراء كل احصائية هناك طفل يعاني في صمت،" مضيفاً أن "تحقيق هذه الأهداف ممكن إذا تمكن العراق من التركيز على أكثر من أربعة ملايين طفل هم الأكثر حرماناً.

ويتم استغلال الأطفال العراقيين لأغراض الحرب، حيث يتم تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة للقتال والتجسس والاستكشاف ونقل الإمدادات والمعدات العسكرية وتصوير الهجمات على شرائط فيديو لأغراض الدعاية وزرع المتفجرات، وفقاً لتقرير أعده الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما يتم استخدامهم في عمليات انتحارية لأنهم أقل إثارة للشك ويمكنهم التنقل بسهولة عبر نقاط التفتيش الأمنية. بحسب شبكة الانباء الانسانية أيرين.

كما أشار التقرير إلى أنه من الصعب التأكد بدقة من عدد للأطفال المشتركين في جميع هذه الأنشطة، وأضاف أن الأطفال يُستخدمون أيضاً لجذب قوات الأمن إلى الكمائن، وهناك أيضاً تقارير تفيد بأن حوالي 376 طفلاً قُتل وجُرح 1,594 آخرين، بينما شهد عام 2009 مقتل 362 طفلاً وإصابة 1,044 غيرهم. وفي عام 2010، قُتل ما لا يقل عن 194 طفلاً وأصيب 232 بجروح خلال الصراع، معظمهم في محافظات بغداد وديالى ونينوى، والتهديد الآخر للأطفال الذي حدده التقرير هو المتفجرات من مختلفات الحرب التي تحصد الأرواح وتتسبب في الإصابة بعد فترة طويلة من انتهاء العمليات القتالية.

روهينجا

على صعيد أخر أفاد تقرير جديد أن هناك حوالي 40,000 طفل من الروهينجيا غير مسجلين في ميانمار، حيث قال كريس ليوا، مدير مشروع أراكان وكاتب التقرير، قبل انعقاد جلسة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل في جنيف أنه "على الرغم من جهود الإصلاح المبذولة في الأونة الأخيرة في ميانمار، إلا أن الحكومة قد أكدت من جديد عمق سياستها التمييزية ضد الروهينجا، ويتحمل الأطفال وطأة هذه السياسة، وتشمل هذه السياسة شرط الحصول على إذن للزواج و"سياسة عدم إنجاب أكثر من طفلين". وبالتالي فقد حولت هذه القيود الأطفال إلى "دليل" على الزيجات غير المسجلة، وهو عمل يعاقب عليه القانون بالسجن لفترات تصل إلى 10 سنوات، بينما يُضاف الطفلين الثالث والرابع غير المسجلين إلى "القائمة السوداء" مدى الحياة، ولا يتمكنون من السفر أو الالتحاق بالمدارس أو الزواج، ووفقاً لقانون المواطنة في دولة ميانمار الصادر عام 1982، يعتبر أطفال الروهينجا - سواء كانوا مسجلين أو غير مسجلين – بدون جنسية، وبالتالي يعانون من محدودية فرص الحصول على الغذاء والرعاية الصحية، مما يجعلهم عرضة لسوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها. كما يُمنع العديد منهم من دخول المدارس ويتم استغلالهم لأغراض العمل القسري، مما يساهم في زيادة معدل الأمية البالغ 80 بالمائة بين الروهينجا، كما ذكر التقرير أن أكثر من 60 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة لم يلتحقوا بأية مدارس على الإطلاق. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

إثيوبيا

كما أفاد بعض المسؤولين أن أجزاء من إثيوبيا لازالت تعاني من آثار الجفاف والفيضانات والصراعات الأخيرة أو من مزيج من الثلاثة، مما أدى إلى تفاقم نسبة تسرب الأطفال من التعليم، وفي هذا السياق، أفادت ألكسندرا ويستربيك، مديرة الاتصال في منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) في إثيوبيا، أن "ما لا يقل عن 385,000 من أطفال المدارس في حاجة إلى مساعدات تعليمية طارئة خلال العام الدراسي الحالي...كما يحتاج 70,000 طفل من أطفال اللاجئين إلى مساعدات تعليمية طارئة أيضاً، وتفتقر أجزاء من المناطق المتضررة في أفار وأمهرا وبنيشنقول غوموز وديرداوا وغامبيلا وهرار وأوروميا والمنطقة الصومالية، ومنطقة الأمم الجنوبية وتيغري للتنمية وتعاني من حالات طوارئ مزمنة، وتعتبر أفار والمناطق الصومالية الأكثر تضرراً، حسب محمد أبو بكر، مدير مكتب الدعم الخاص والتعليم الشامل بوزارة التربية والتعليم، حيث أشار إلى أن "نسبة التسرب بلغت 50 بالمائة ما بين شهري يونيو ويوليو 2011 في بعض هذه المناطق، بالرغم من أنها تتجه الآن نحو الاستقرار، وكانت العواصف قد دمرت عدداً من مدارس التعليم الأساسي الرسمية والبديلة. والمدارس البديلة هي مدارس غير رسمية للأطفال من سن السابعة وحتى الرابعة عشر. وتمكن تلك المدارس التلاميذ في المناطق الرعوية من الحصول على ما يعادل الأربع سنوات الأولى من التعليم الابتدائي في ثلاث سنوات قبل انتقالهم إلى المدارس الرسمية.

فيما يساعد برنامج التغذية المدرسية على عودة التلاميذ إلى المدارس، حسب أبو بكر. وهو ما أكده ميليس أوكي، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، بقوله أن البرنامج وشركاؤه يحاولون تأمين تمويل إضافي من أجل توسيع نشاط برنامج "الغذاء مقابل التعليم، وحسب ميليس، يقدم برنامج الأغذية العالمي في الوقت الحالي المساعدة لما لا يقل عن 625,000 طفل في 1,186 مدرسة في ستة مناطق، ولكن أنشطته تفتقر إلى التمويل الكافي، كان تمويل التعليم في حالات الطوارئ يمثل أيضاً فجوة كبيرة في الاستجابة الإنسانية منذ منتصف عام 2011، وفقاً لتقارير اليونيسيف التي أشارت إلى أن "التحدي في عام 2012 هو تصميم برامج أكثر مرونة قادرة على الاستجابة للاحتياجات التعليمية المتغيرة مهما كانت. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

باكستان

من جهة أخرى قامت مؤسسة خيرية باكستانية بإعداد أسرة أطفال ووجهت نداءً بوضع الأطفال الرضع فيها بدلاً من قتلهم،  يبدو أن معدلات قتل الأطفال الرضع، وخاصة الفتيات، على أيدي الآباء المنكوبين بالفقر تتزايد في باكستان، فمنذ شهرين في قرية في إقليم البنجاب الباكستاني فى وقت متأخر من الليل، قام والدي طفلة رضيعة تبلغ من العمر يومين بخنقها ودفن جسدها الصغير في حقل بعيد، ثم قاما بتسوية التربة بعناية لإخفاء أية آثار للحفر. وتبكي الأم كثيراً وتقول أنها مازالت تحلم بكوابيس حول هذه الحادثة، وفي تصريح لها قالت ثريا بيبي وهي قابلة من القرية "أنا نفسي بكيت لأنني كنت قد ساعدت في توليد الطفلة وكانت في كامل صحتها، ولكن أبويها لديهما ابنتين أخرتين بالفعل ويشعران بعدم قدرتهما على تحمل تكاليف طفلة أخرى. فالأب عامل يكسب 4,000 روبية (46,5 دولار) في الشهر. وأنا أعلم أن هؤلاء الناس يأكلون مرة واحدة فقط في اليوم، وأفاد أنور كاظمي المتحدث باسم مؤسسة ادهى الخيرية أنه جاري جمع المزيد والمزيد من جثث الأطفال من الشوارع. وقال كاظمي "أود أن أقول أن هناك زيادة بنسبة 100 بالمائة خلال العقد الماضي في أعداد جثث الأطفال الرضع التي تم العثور عليها، وبلغت نسبة الفتيات 9 من كل عشر جثث، طبقاً للتقاليد، تعتبر الفتيات عبئاً على الأسرة؛ حيث يتم إنفاق مبالغ كبيرة في كثير من الأحيان على زواجهن. وقالت غلنار تبسم الناشطة في مجال حقوق المرأة أن "الناس يشعرون أن الفتيات لا يسهمن اقتصادياً في دخل الأسرة"، كما أفاد كاظمي أنه عدد جثث الأطفال التي تم العثور عليها في العام الماضي بلغ 1,210، مقارنة بـ 999 في عام 2009، وأضاف قائلاً "أن الأسباب ترتبط بطريقة التفكير والفقر". فبالرغم من أن مؤسسة ادهى تضع أسرة للأطفال خارج دور الأيتام التي تديرها وتحث الناس على ترك الأطفال الرضع عليها بدلاً من قتلهم، إلا أن القليل منهم فقط يختار القيام بذلك، ووفقاً لمؤسسة ادهى، يتم ترك حوالي 200 طفل سنويا في 400 سرير تقوم المؤسسة بنشرها في أنحاء البلاد وتحمل لافتات تحث الوالدين على استخدام تلك الأسرة، ونظراً لأن الأطفال الذين يولدون لأبوين غير متزوجين في هذا المجتمع المحافظ أكثر عرضة لخطر عملية وأد الأطفال، تشجع المؤسسة على اسناد مهمة رعاية هؤلاء الأطفال لآباء بديلين يتحلون بالمسئولية.

وتقوم المؤسسة أيضاً بجمع البيانات من المدن الكبيرة بشكل رئيسي. وبالتالي فإن أعداد الوفيات التي تحدث في المناطق الريفية أو القبلية وفي إقليمي بلوشستان والسند غير معروفة، ولكن التقارير الرسمية تشير إلى أن أعلى معدلات الفقر موجودة هناك، وقال محمد توفيق الذي يعمل في حفر القبور في لاهور أن "عدد الأطفال الرضع الذين نقوم بدفنهم يتزايد. وفي بعض الحالات تكون هناك جروح قطعية في الرقبة أو الرسغين، ومن جهتها قالت فايقة صديق وهي طبيبة أمراض نساء تعمل في عيادة خيرية للنساء: "كانت تأتي إلي سيدات حوامل وهن يبكين لأن أزواجهن أو أقارب أزواجهن يقولون أن أي طفل يولد يجب أن يُقتل نظراً لعدم مقدرتهم على تربيته. وليس بوسعي أن أقدم الكثيرة من المساعدة في هذا المجال نظراً لكون الإجهاض غير قانوني في البلاد. ولأسباب ثقافية متعددة فإن معدلات استخدام وسائل منع الحمل منخفضة جداً على الرغم من أن العديد من السيدات يرغبن في استخدامها، كما أضافت أن "الأمهات أنفسهن يرغبن في إنقاذ أطفالهن، ولكنهن أيضاً تعلمن المعاناة الاقتصادية التي تتكبدها عائلاتهن في وقت يشهد تزايد معدل التضخم". بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

وذكرت صافيا بيبي وهي امرأة تعمل في غسل الملابس ويعمل زوجها كأجير باليومية أن "صعوبة الحياة في تزايد مستمر. لقد أنجبت للتو طفلي الخامس، وسنبذل كل ما في وسعنا لتربية الأطفال لأن القتل بالطبع خطيئة لا تغتفر، ولكني في بعض الأحيان أتفهم يأس الآباء الذين يفعلون ذلك، وذكرت أيضاً أن دخل أسرتها يبلغ 6,000 روبية شهرياً (70 دولاراً)، مضيفة أن "الأطفال يسيرون حفاة لأن مجرد إطعامهم جميعاً هو أمر أقرب إلى المستحيل. فنحن في الأساس نعيش على الخبز والمخللات.

أمريكا

من جانب أخر يؤذي السقوط من النافذة حوالي 5100 طفل سنويا في الولايات المتحدة، ومعظمه من الممكن تجنب حدوثه ببعض اجراءات السلامة البسيطة للنوافذ، فقد اظهرت دراسة جديدة أن حوالي 98415 طفل، تم علاجهم في قسم الطوارئ في الفترة مابين عامي 1990 - 2008 بعد إصابتهم بأذى نتيجة سقوطهم من النوافذ، وتراوحت الإصابات بين جروح قاطعة ورضوض عامة، وصولا الى أذية الرأس المميتة، إحدى الدراسات التي أجريت في مركز ابحاث مستشفى الاطفال العالمي في كولومبس أوهايو، أثبتت انه من الممكن التخفيف من حدوث هذه الحوادث، من خلال الانتباه الى بعض الامور الاساسية، مثل عدم وضع الكراسي، او المفروشات المرتفعة امام النافذة، وضع اقفال، وضع مجموعة من النباتات المنزلية تحت النوافذ للحماية، واشارت الدراسة إلى عدد من النقاط المهمة المرافقة لتلك الحوادث، ومنها أن نسبة الذكور المصابين أكبر من نسبة الإناث، حيث يصل نسبتهم الى ٥٨ بالمائة، وان نسبة حوادث السقوط أعلى خلال شهور الربيع والصيف، إضافة إلى أن ربع الحالات استدعى قبول الاطفال في المستشفى لعلاجهم، وتكثر نسبة الإصابات لدى من هم أقل من ٥ سنوات، وتكون إصابة الرأس هي الابرز لديهم، بنسبة تصل الى ثلاثة أضعاف. بحسب السي ان ان.  

ونبهت الدراسة الى أهمية نوع سطح السقوط، والدور الذي يلعبه في خطورة إصابة الرأس، فمثلا الطفل الذي يسقط على سطح إسمنتي، مرشح لإصابة رأس أخطر بمرتين من ذاك الذي يقع على سطح أكثر نعومة، ويذكر أن حوالي 4 بالمائة من حالات السقوط حدثت بسبب وجود السرير او مفروشات اخرى بجانب النافذة، مما سهل وصول الطفل اليها والسقوط منها، مما يستدعي أخذ الحذر في مثل هذه الامور.

روسيا

في حين أقرّ مجلس الدوما الروسي مشروع قانون ينص على إنزال عقوبة فريدة من نوعها، على من يدان باغتصاب قاصر، وهي "خصيه" كيميائياً، وذكرأن القانون الذي أقره الدوما ينص في سابقة هي الأولى من نوعها، في تاريخ القانون الجنائي الروسي، على إتخاذ تدابير طبية، ضد "مجرمي الإغتصاب"، وخصوصاً ضد الأطفال، تقوم على إصابتهم بالعجز الجنسي عبر إجبارهم على تناول عقاقير خاصة، وقالت الوكالة إن إقرار القانون جاء بعد نقاشات موسعة، وطرأت عليه تعديلات أساسية، لأن معارضيه أصروا على ضرورة عدم التدخل الجراحي ضد المغتصبين، بحسب النص الذي كان واضعو القانون ـ في نسخته الأولى ـ قدموه إلى المجلس، وبنتيجة النقاشات، حافظ المشرعون الروس على شكل العقوبة، لكنهم قرروا تغيير أسلوبها، وبدلاً من التدخل الجراحي لخصي المعتدين على الأطفال، سيتم الإكتفاء بما وصف بأنه "تدخل كيميائي"، يقضي بإجبار المذنب على تناول عقاقير، تصيبه بالعجز الجنسي، وبرر أصحاب القانون هذا التعديل، بضرورة ترك الباب مفتوحاً أمام التائبين، للعودة لممارسة حياتهم الطبيعية، واللافت أن هذه المسألة إتخذت حيزاً كبيراً من النقاش في روسيا، إذ اعتبر البعض أن "الخصي باستخدام العقاقير" ليس فعّالاً لمعاقبة مرتكبي جرائم الإغتصاب بحق الأطفال، كما أنه لا يؤدي إلى تخفيض عدد الجرائم الجنسية الممارسة بحق الأطفال، وأشار بعض المشرّعين إلى أن تشيكيا أقرت "قانون الخصي" عبر العمل الجراحي، ولم تشهد على مدى 30 عاماً زيادة في معدلات الإغتصاب، ما يعد دليلاً على فعالية هذه العقوبة، بينما أصر البعض الآخر على أن الخصي باستخدام العقاقير "أكثر إنسانية"، لأنه يترك مجال الإصلاح و"التوبة" أمام المعاق.

آسيا

من جهته أكد صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسف"، أن الهوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء في آسيا، خصوصا في بلدان ناشئة كبرى مثل الصين والهند، تعرض عددا كبيرا جدا من الأمهات والأطفال "للخطر، وقالت "اليونيسف" في تقريرها إن أكثر من 40 في المائة من أطفال العالم الذين توفوا قبل عامهم الخامس في 2006، كانوا يعيشون في منطقة آسيا- المحيط الهادئ مشددة على ضرورة بذل جهود كبيرة جدا في هذا المجال، وسجلت في الهند وفاة 2.1 مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات في 2006، واعتبرت وكالة الأمم المتحدة أنه يتعين على هذا البلد تحقيق تقدم كبير في مجال الصحة، التغذية، التربية، المساواة بين الجنسين، وحماية الطفل، ولحظت "اليونيسف" أن الوفيات بين الأطفال في الصين تراجعت بين 1970 و1990 لكن هذا التراجع تباطأ منذ ذلك الحين. ورأت أنه "يتعين على الصين أيضا تنفيذ خطوات كبيرة لتحقق مجددا التقدم الذي سبق أن أنجزته في مجال رعاية الطفل، وبعد أن عبرت عن ارتياحها للنمو الاقتصادي "المتين" في منطقة آسيا - المحيط الهادئ الذي سمح لملايين الأفراد بـ "الخروج من دائرة الفقر"، أكدت "اليونيسف" أن التغطية الطبية للفقراء ضرورية لبلوغ الهدف في 2015 بخفض وفيات الأطفال بمعدل الثلثين قياسا إلى مستوياتها في 1990. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

إفريقيا

بينما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أنها ستعرض في مزاد قميصا يحمل توقيع ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني تذهب أرباحه إلى حملة لمساعدة أطفال إفريقيا، وقال ميسي في بيان أصدرته "يونيسيف" في ألمانيا "فتحت كرة القدم لي كطفل أرجنتيني عالما جديدا ولكن بالنسبة لكثير من الأطفال تعد القراءة والكتابة هما النافذة للعالم، وأعرب ميسي سفير النوايا الحسنة في الـ "يونيسيف"، عن رغبته في أن يحصل جميع الأطفال على جميع حقوقهم من دون حدود. وسيعرض قميص ميسي، وهو قميص فريق برشلونة في المزاد في الفترة ما بين الثاني والـ 11 من الشهر الحالي على الموقع الإلكتروني لدار المزادات عبر الإنترنت، وستذهب أرباح المزاد، لمصلحة برنامج لتعليم الأطفال في مالاوي. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وتشير "اليونيسيف" في بيانها إلى أن 45.5 مليون طفل في دول إفريقيا لا يمكنهم الذهاب للمدارس، وذكرت أن مالاوي هي أكثر الدول فقرا في القارة السمراء، حيث هناك نقص مقدر بأكثر من 20 ألف مدرس لضمان التعليم الأساسي للأطفال.

أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى

على صعيد مختلف ذكر تقرير جديد أصدرته اليونيسف أن وباء فيروس نقص المناعة البشرية السري في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى آخذ في التزايد بوتيرة مقلقة، ويساعد على ذلك تعاطي المخدرات، والسلوك الجنسي المحفوف بمخاطر عالية، والمستويات العالية للوصمة الاجتماعية التي تثني الناس عن التماس معلومات عن الوقاية والتماس علاج، والتقرير، المعنون "اللوم والإبعاد: وباء فيروس نقص المناعة البشرية السري يصيب الأطفال في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى"، يسلط الضوء على القضايا التي يواجهها لأطفال المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، والمراهقون الذين يمارسون سلوكيات محفوفة بالمخاطر، والنساء الحوامل اللائي يتعاطين المخدرات، وأكثر من مليون طفل ومراهق يعيشون أو يعملون في شوارع المنطقة، وصغار السن المهمشون معرضون بصفة يومية لمخاطر متعددة، من بينها تعاطي المخدرات، وممارسة الجنس التجاري، وغير ذلك من أشكال الاستغلال والإيذاء، مما يعرضهم لخطر أكبر من حيث الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. والاتجاهات المتعلقة بذلك مقلقة إلى حد كبير، إذ يوجد في المنطقة 3.7 مليون طفل يتعاطون المخدرات بطريقة الحقْن، وهم يمثلون ما يقرب من ربع مجموع عدد من يتعاطون المخدرات بهذه الطريقة في العالم. وبالنسبة لكثيرين، يبدأ تعاطي المخدرات في مرحلة المراهقة، وخدمات الرعاية الصحية والاجتماعية القائمة ليست مصممة من أجل المراهقين المعرضين لأكبر الخطر، الذين كثيراً ما يتعرضون للحكم عليهم أخلاقياً، وتجريمهم، بل وحتى مقاضاتهم جنائياً عندما يلتمسون العلاج والمعلومات بشأن فيروس نقص المناعة البشرية، وقال أنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف، "إن الأطفال الذين يعيشون على هامش المجتمع يحتاجون إلى إمكانية الحصول على خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، لا إلى جرعة رفض قاسية، ومن اللازم أن تُنشئ السلطات الطبية والمدنية خدمات صديقة ولا تصدر أحكاماً وتلبي الاحتياجات الخاصة للمراهقين المهمشين.

ولا تقتصر وصمة العار المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية على المراهقين. فالأطفال المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية يُحرمون بصفة روتينية من الالتحاق بالمدارس ودور الحضانة، ويواجهون، عندما يُعرف أنهم مصابون، بالرفض والإيذاء. وتحكي السيدة علاّ، وهي أم حاضنة لطفل مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، كيف عُزل ابنها عندما أفشى أحد الناس سر إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية لأسر أخرى. وقالت "إن زملاءه في الفصل الدراسي يقولون إنه ’مقزز‘ ويرفضون أن يلعبوا معه، وقال السيد ليك "إن هذا التقرير هو نداء من أجل حماية حقوق وكرامة جميع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يتهددهم خطر التعرض له، ولكن بالذات الأطفال وصغار السن الضعفاء. ونحن بحاجة إلى بناء بيئة من الثقة والرعاية، لا بيئة إصدار أحكام واستبعاد. ولن يكون بإمكان أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى البدء في تحقيق انحسار انتشار الوباء إلا بتحقيق انحسار التمييز ضد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

وفيات الاطفال

من جهتها قالت الامم المتحدة ان عدد الاطفال الذين يموتون دون سن الخامسة تراجع بمقدار الثلث منذ العام 1990 لكن هذا التراجع لا يزال بعيدا عن المستوى المستهدف المتفق عليها عالميا والذي من المقرر الوفاء به بحلول 2015، واوضحت بيانات من صندوق الامم المتحدة لرعاية الاطفال "يونيسيف" ان العدد الاجمالي لوفيات الاطفال دون الخامسة تراجع الى 8.1 مليون سنويا في 2009 من 12.4 مليون سنويا في 1990، ويتضمن الهدف الرابع من اهداف الامم المتحدة الانمائية للالفية خفض معدل الوفيات بمقدار الثلثين بين الاطفال دون سن الخامسة في الفترة بين 1990 و2015، وطبقا لارقام اليونيسيف فان معدل الوفيات العالمي للاطفال الذين تقل اعمارهم عن خمس سنوات تراجع بمقدار الثلث منذ 1990 من 89 حالة وفاة لكل ألف طفل الى 60 في العوام القليلة الماضية. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/شباط/2012 - 11/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م