ضغوط أمريكية فوق العادة

محمد سيف الدولة

• رغم اننا لم نعلن الحرب على اسرائيل

• ورغم اننا لم نعلن انسحابنا من معاهدة السلام

بل يؤكد ((الجميع)) بمناسبة وبدون مناسبة على الالتزام بها و بأخواتها من اتفاقيات الغاز والكويز والسياحة.. الخ

• ورغم اننا لم ندفع بأي قوات إضافية الى سيناء بالمخالفة للإعداد المسموح لنا بها بموجب المادة الرابعة من المعاهدة.

• ورغم اننا لم نرتكب أي فعل عسكري او اقتصادي او دبلوماسي يمكن تفسيره على انه انتهاك لأحكام المعاهدة.

• ورغم اننا نؤكد كل يوم على التمسك بالعلاقات الاستراتيجية والخاصة مع الولايات المتحدة!

• رغم كل هذا الالتزام المصري الرسمي بالصراط المستقيم على الطريقة الامريكية الاسرائيلية المباركية.

 الا ان الامريكان لم يتوانوا في الاسابيع الماضية عن تهديدنا تهديدات صريحة وواضحة بانهم سيقطعون عنا المساعدات العسكرية، بسبب ما اتخذته لجان قضائية مصرية من اجراء تحقيقات حول أنشطة غير قانونية تقوم بها المنظمات الاستخباراتية الأمريكية الثلاث: المعهد الديمقراطي والمعهد الجمهوري وفريدوم هاوس.

***

الى هذه الدرجة افقد نظام مبارك مصر سيادتها وكرامتها الوطنية، عندما أدخل الأمريكان مصر من بوابة المعونات العسكرية والاقتصادية وأعطاهم كل هذا النفوذ والسيطرة وكل هذه الحق في التدخل في اخص شئوننا الداخلية. فلم يعد من حقنا ان نرفض او حتى نعترض على النشاط العلني لأجهزة الاستخبارات الأمريكية في ربوع مصر.

الى هذ الحد يتم توظيف المعونة الامريكية لإخضاع الارادة المصرية حتى في اصغر القضايا والملفات، فيتم التلويح كل 10 دقائق بقطعها ان لم نفعل كذا أو كذا.

***

• فمنذ بضعة ايام اعلن البيت الابيض ان الرئيس الأمريكي قد اتصل بالمشير طنطاوي بهذا الشأن وفُهم من صياغة نص البيان انه ربط بين الموافقة على قرض صندوق النقد الدولي البالغ 3.2 مليار$ وبين السماح للمنظمات الاستخباراتية بالعودة الى النشاط في مصر.

• ثم قام عدد من اعضاء الكونجرس بإرسال خطاب الى اوباما يحرضونه على قطع المساعدات عن مصر ان لم يتم حل ازمة المنظمات المذكورة.

• وقبلها اعلنت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية انه لن يكون بمقدورهم اقناع الكونجرس بالتصديق على المساعدات ان ظلت هذه الازمة قائمة.

• ثم اعلنت في مؤتمر صحفي لاحق ان الادارة الامريكية تضغط على مصر بكل الاساليب والوسائل بما في ذلك طريقة العصا والجزرة (هكذا قالت).

• وهى الحملة التي بدأت يوم 31 ديسمبر الماضي باتصال بانيتا وزير الدفاع الأمريكي بالمشير في اليوم التالي لتفتيش هذه المنظمات.

• ثم ما تلى ذلك من طوفان من الزيارات من مسئولين وشخصيات امريكية للضغط والتهديد مثل جيفرى فيلتمان وفرانك بيرنز مساعدي زير الخارجية ثم الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر ثم مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية لحقوق الانسان، وأخرهم الوفد القضائي الأمريكي رفيع المستوى برئاسة وزير العدل الأمريكي شخصيا الذى يزورنا الآن، بعد منع سفر 6 مواطنين امريكان من السفر لانهم محل للتحقيق، منهم سام لاهود مدير فرع المعهد الجمهوري في مصر و هو ابن وزير النقل الأمريكي.

زيارات وتهديدات من الكونجرس واتصالات من اوباما ووزير دفاعه، وتصريحات من الخارجية الأمريكية ومقالات تحريضية في الصحف الامريكية، وحملات ضارية لا تزالا مستمرة حتى كتابة هذه السطور، كلهم يضغطون ويتوعدون لإرغام الإدارة المصرية على الخضوع وإطلاق يد المنظمات الأمريكية.

***

كل هذا يتم ونحن مشغولون ((عن حق)) باستكمال مهام الثورة على المستوى الداخلي، ولكن للأسف لو انكسرت إرادة الادارة الرسمية المصرية كالمعتاد أمام الضغوط الأمريكية، فستكون تلك هي السابقة الاولى بعد الثورة لشرعنة وتقنين النشاط الاستخباري الأمريكي في مصر، وهو ما لا يجب ان نسمح به بأي حال من الأحوال، كما ينبغي الشروع فورا في تنظيم حملة وطنية ضد مل أنواع المعونة الأمريكية: عسكرية واقتصادية ومدنية.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/شباط/2012 - 11/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م