السينما الأمريكية... إيرادات قياسية وهيمنة دولية

عبدالأمير رويح

 

شبكة النبأ: تسعى بعض الدول المتقدمة وباهتمام بالغ الى تشجيع قطاع السينما العالمية هذا القطاع المهم الذي اسهم برفد اقتصادها من خلال توفير مليارات الدولارات سنوي، ويرى بعض الخبراء في هذا المجال ان ذلك الدعم سيؤثر ولو بشكل نسبي بإنعاش للاقتصاد وخصوصا بعد تأثر العديد من دول العالم بالأزمة المالية التي تسببت بالعديد من الخسائر، وقد تجلى ذلك بشكل واضح بعد النجاحات التي حققتها بعض الافلام العالمية الحائزة على العديد من الجوائز فقد أعلنت استديوهات "باراماونت بيكتشرز" الأميركية أنها حققت السنة الماضية ايرادات قياسية بقيمة 5.17 مليارات دولار بفضل الأفلام الستة عشر التي أصدرتها سنة 2011 في العالم. وأشارت إلى أن رقم أعمالها أكبر من كل الأرقام التي سجلتها الاستديوهات الأخرى. وأوضحت "باراماونت" التابعة لمجموعة "فياكوم" الأميركية أن السوق الأميركية أمنت لها 1.96 مليار دولار إلى جانب الايرادات القياسية التي حققتها في الخارج والتي بلغت قيمتها 3،21 مليارات دولار. بحسب فرنس برس.

ويعتبر الفيلم الأنجح للعام 2011 فيلم الحركة الخيالي "ترانسفورمرز 3 - دارك سايد أوف ذي مون" الذي أخرجه مايكل باي والذي هو الفيلم الأول من إنتاج "باراماونت" الذي يجمع أكثر من مليار دولار. أما الأفلام الناجحة الأخرى فهي "ثور" للمخرج كينيث براناه (181 مليون دولار في الولايات المتحدة) و"ميشن إيمبوسيبل - غوست بروتوكول" (142،8 مليون دولار) الذي يلعب فيه توم كروز دور البطولة والذي سجل أعلى نسبة مشاهدة بين عيد الميلاد ورأس السنة.

وأنتجت "باراماونت" التي تحتفل هذه السنة بمرور مئة عام على تأسيسها أفلاما أخرى صدرت في العام 2011 مثل "جاستن بيبر: نفر ساي نفر" للمخرج جون شو و"رانغو" للمخرج غور فربينسكي و"هوغو" لمارتن سكورسيزي و"تان تان" لستيفن سبيلبرغ. ومن بين الافلام التي ستصدر سنة 2012 "وورلد وور زي" من إخراج مارك فوستر وبطولة براد بيت و"ذي دكتايتور" من إخراج لاري تشارلز وبطولة ساشا بارون كوهين.

من جانبه دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صناع السينما المستقلة في المملكة المتحدة للتركيز على نجاح ايرادات شباك التذاكر وذلك قبيل نشر مراجعة عن سياسة الحكومة تجاه صناعة السينما. وتسهم صناعة السينما بنحو 4.2 مليار جنيه استرليني (6.5 مليار دولار) في الاقتصاد كل عام بما في ذلك السينما المستقلة التي تحقق نجاحا تجاريا وافلام مثل سلسلة افلام "هاري بوتر" (Harry Potter) التي جرى صناعتها في بريطانيا لكن تمولها استوديوهات هوليوود. وقال كاميرون "تحقق صناعة السينما في المملكة المتحدة والمهارات والحرف التي تدعمها وصناعاتنا الابداعية على نطاق اوسع اسهاما يبلغ اربعة مليارات جنيه في اقتصادنا واسهاما لا يحصى لثقافتنا." وقال كاميرون في بيان "لكن في هذا العام عندما وضعنا طموحات جريئة للمستقبل في وقت ينظر فيه العالم الينا أعتقد أننا يجب أن نهدف لاعلى من ذلك للبناء على نجاح لا يصدق تحقق خلال السنوات الاخيرة." واضاف "ينبغي أن يكون دورنا ودور معهد السينما البريطاني دعم القطاع في أن يصبح أكثر قوة وربحية ومساعدة المنتجين في المملكة المتحدة لصنع افلام ناجحة تجاريا تنافس جودة وتأثير أفضل الانتاجات الدولية." وقال كاميرون "مثلما لعبت لجنة السينما البريطانية دورا حاسما في جذب أكبر وأفضل استوديوهات العالم لانتاج أفلامهم هنا يجب علينا تحفيز المنتجين في المملكة المتحدة لطرق أسواق جديدة سواء هنا أو في الخارج." بحسب رويترز.

ومن المقرر أن يزور كاميرون استوديوهات باينوود حيث يجري تصوير فيلم "جيمس بوند" (James Bond) للقاء الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تشارك في صناعة الفيلم.

وفي الاونة الاخيرة حقق فيلمان من افلام السينما البريطانية المستقلة منخفضة التكاليف نجاحا كبيرا من حيث الايرادات او الجوائز. فقد حصد فيلم "خطاب الملك" (The King's Speech) أربع جوائز أوسكار منها جائزة افضل فيلم في عام 2011 وحقق الفيلم ايرادات من مبيعات التذاكر في العالم بلغت 414 مليون دولار في حين بلغت ميزانية انتاج الفيلم 15 مليون دولار فقط. وقبل عامين فاز فيلم "المليونير المتشرد" (Slumdog Millionaire) بنصيب الاسد من جوائز الاوسكار بعدما حصد ثماني جوائز منها جائزة افضل فيلم وحقق ايرادات من مبيعات التذاكر في العالم بلغت 378 مليون دولار في حين بلغت ميزانية انتاج الفيلم 15 مليون دولار فقط. وتشير الارقام الرسمية الى أن الافلام البريطانية تمثل 14 بالمئة من اجمالي ايرادات شباك التذاكر في العالم التي تبلغ 31.8 مليار دولار. لكن نسبة 12.6 بالمئة تمثل الافلام البريطانية التي تمولها جزئيا أو كليا وتسيطر عليها الاستوديوهات الامريكية.

في سياق متصل طالب بعض رواد السينما في مدينة ليفربول باسترداد ثمن بطاقاتهم بحجة أنهم تعرضوا للغش. فهم حضروا فيلم "ذي آرتيست" من دون أن يعلموا أنه فيلم صامت، بحسب ما ذكرت الصحيفة البريطانية "ديلي تيليغراف". وقد تلقت صالتان لعرض السينما في شمال غربي بريطانيا عرضتا الفيلم الصامت الذي صور بالأبيض والاسود بأسلوب أفلام عشرينات القرن الماضي، شكاوى من مشاهدين مستائين بحسب ما جاء في الصحيفة.

وكشف الناطق باسم سينما "أوديون ليفيربول وان" بأنه اضطر إلى إعادة ثمن بعض التذاكر "وفقا للعادة المعمول بها، في حال قدم المشاهدون شكواهم في غضون 10 دقائق من بداية الفيلم".

من جهة أخرى لاقى هذا الفيلم استحسان النقاد البريطانيين وقد تصدر لائحة الترشيحات لجوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا) مع 12 ترشيحا. ويروي الفيلم قصة جورج فالنتان (جان دوجاردان) وهو نجم من نجوم السينما الصامتة يصبح طي النسيان لأنه لم ينخرط في السينما الناطقة.

فيلم عن مقتل بن لادن

من جانب اخر قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إنها ستحقق في ما إذا كان هناك أي مخالفات ارتكبها مسؤولون في المساعدة لإنتاج فيلم سيصدر قريبا حول عملية مقتل أسامة بن لادن، التي نفذتها القوات الأمريكية في مايو/أيار الماضي. وتشكيل لجنة التحقيق من قبل المفتش العام للبنتاغون، يأتي بعد تساؤلات أثيرت من قبل النائب الجمهوري بيتر كينغ، الذي طالب بالتحقيق فيما إذا كانت هناك معلومات سرية حول تكتيكات العمليات الخاصة قد سربت لمنتجي الفيلم. وزعم كينغ أن البيت الأبيض أعطى منتجي الفيلم تصريحا للوصول إلى كبار المسؤولين في البيت الأبيض في البنتاغون الذي على صلة بالغارة التي قتلت بن لادن. ومنتجو الفيلم هم كاثرين بيغلو، ومارك بوال، الذي أنتج الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار "ذا هيرت لوكر." واعترض كينغ أيضا على التقارير التي تقول إنه سيتم إطلاق عن الفيلم، الذي لا يملك عنوانا حتى الآن، قبل الانتخابات الرئاسية المقبل.

وفتحت عملية اغتيال بن لادن الباب أمام منتجي السينما والمؤلفين للخوض في واحدة من أكثر العمليات الأمريكية سرية، ففي نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، زاد كتاب لا يزال تحت الطبع الغموض الذي يلف مقتل زعيم تنظيم القاعدة، إذ يحكي قصة الغارة التي قتل فيها، مستندا إلى مقابلات مع عناصر من القوات الخاصة شاركوا في الهجوم.

وقال مسؤول أمريكي إنه تم استجواب كل عضو من أعضاء فريق البحرية الأمريكية الذي نفذ الغارة حول ما إذا كانوا تحدثوا حول الهجوم مع الكاتب تشاك بفارير، أحد جنود البحرية الأمريكية السابقين، ومؤلف الكتاب. وأشار المسؤول الذي له صلة مباشرة باستجوابهم، إلى أن أفراد فريق البحرية نفوا التحدث إلى المؤلف، والذي سيصدر كتابه بعنوان "كواليس بعثة قتل أسامة بن لادن،". والكتاب من عدة فصول ويتحدث عن مهمات عديدة للبحرية، مع الكثير من التركيز على مقتل بن لادن، ويقول مؤلفه إنه تحدث أيضا مع المتعاقدين الذين عملوا على التحضير لهذه المهمة. قال بفارير انه تحدث مباشرة مع العديد من أعضاء فريق العملية السرية، وأضاف "بالتأكيد تحدثت معهم،" واصفا المحادثات بأنها "وجها لوجه." بحسب CNN .

والفريق، المعروف من قبل العديد بأنه "فريق سيلز الستة،" هو واحد من أكثر الوحدات سرية في الجيش، ونادرا ما تناقش عملياته التي تعد الأكثر سرية في أعمال الجيش الأمريكي. ورغم أن مسؤولي الإدارة سرعان ما أطلقوا عددا من المعلومات حول الهجوم بعد وقت قصير من إعلان وفاة بن لادن من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلا أن قادة القوات الخاصة أمروا الفريق بعدم التحدث عن العملية.

وقال كين ماكغرو المتحدث باسم قيادة القوات الخاصة "لا القوات الخاصة ولا أي من عناصرها أعطوا الإذن لأي عضو من أعضاء قوات العمليات الخاصة لإجراء مقابلات حول العملية وعلى حد علمي لم يطالع أحد ذلك الكتاب." غير أن بفارير قال إنه دخل في أحاديث لإعادة تمثيل بعض الأحداث في الكتاب، حيث نقل مباشرة من كبار المسؤولين المعنيين في الهجوم من بينهم الأدميرال وليام مكريفين، الذي كان في ذلك الوقت قائدا للقيادة العمليات الخاصة المشتركة التي تدير العملية. وفي مثال على تلك التفاصيل، يروي بفارير ما وصفه بأنه لقاء سري بين مكريفين، وضابط في وكالة الاستخبارات المركزية، وشخص آخر هو قائد "فريق سيلز الستة،" الذي قال إنه أطلق عليه اسما مستعارا هو "سكوت كير" من أجل حمايته.

ووفقا لبفارير، لم يكن هناك سوى هؤلاء الرجال الثلاثة في الغرفة، ويقتبس المؤلف عن مكريفين تفاصيل الترتيبات الأمنية في مجمع بن لادن، وأوامر من قبل وكالة الاستخبارات المركزية لبدء التخطيط للهجوم واستخدام الأقمار الصناعية من قبل مكتب الاستطلاع القومي.

وعقد الاجتماع في قاعة مؤتمرات مؤمنة تقع تحت الأرض في مقر قيادة العمليات الخاصة المشتركة في قاعدة فورت براغ بولاية كارولينا الشمالية، وفقا للكتاب، غير أن مصدرا عسكريا قال بأن لا وجود لمنشأة من هذا القبيل تحت الأرض. وينسب بفارير إلى مكريفين قوله إن "مكتب الاستطلاع الوطني نشر قمرا صناعيا فوق المكان، حيث حصلنا على قياس ظله (بن لادن)، وطوله أكثر من ستة أقدام." وفي أجزاء أخرى من الكتاب، يدحض بفارير الرواية الرسمية للأحداث.

فقد قال مسؤولون إن طائرات هليكوبتر تقل جنودا هبطت على الأرض في المجمع رغم أن الخطة الأولية دعتهم إلى النزول بالحبال من المروحيات وهي تحوم. وجاء التغيير في الخطط بعد اصطدمت أول مروحية بجدار المجمع، وبعد ذلك خرج أعضاء الفريق بسرعة وبدأوا الهجوم من الأرض، وفقا لرواية الحكومة.

غير أن بفارير يقول إن مصادره أكدت أن حادث الاصطدام حصل بعد نزول أعضاء فريق البحرية، وأن مروحية أخرى كانت تحوم فوق السطح وأنزلت القوات إلى الطابق العلوي من المبنى، وقتلوا بن لادن في غضون دقيقتين. ويقول بفارير إنه ألف هذا الكتاب لأنه رأى أن المسؤولين في الإدارة المدنية "فقدوا السيطرة على السرد،" في تصريحاتهم العامة الأولية حول هذه المهمة.

من جانبه اكد الممثل الاسترالي جويل ادغيرتون انه يجري محادثات في هوليوود بغية الاضطلاع بدور في فيلم يعد راهنا حول مقتل اسامة بن لادن من اخراج كاثرين بيغلو الحائزة جائزة اوسكار". وقال الممثل البالغ 37 عاما الذي اضطلع بدور الطبول في فيلم "واريور" الى جانب توم هاردي "كنت اجري محادثات مع هؤلاء الاشخاص منذ فترة" للتمثيل في فيلم موضوعه قريب من موضع "قبل ان يقتل بن دن". واضاف "لا زلت على اتصال بهؤلاء الاشخاص. لكن لم يتقرر شيء بشكل نهائي بعد. "لقد تلقيت كما هائلا من الرسائل الالكترونية حول الموضوع" مشددا على انه في هذه المرحلة لم يبرم اي اتفاق مع المنتجين المحتملين. ولم يحدد ادغيرتون الذي يحمل حزاما اسود في الكاراتيه، ما الدور الذي قد يوكل اليه. الا ان دور قائد وحدة القوات الخاصة التي شنت الهجوم ضد مخبأ زعيم تنظيم القاعد في باكستان قد يلائمه جدا. ومن الممثلين الذي وردت اسماؤهم كمشاركين متحملين في الفيلم ادريس البا وغاي بيرس. والضجة القائمة حول تحضير الفيلم اثارت جدلا اضطر البنتاغون الى فتح تحقيق حول احتمال استفادة كاثرين بيغلو من معلومات داخلية. بحسب فرنس برس.

واعرب رئيس لجنة لامن الداخلي في مجلس النواب الجمهوري بيتر كينغ عن خشيته من وصول المخرجة وكاتب السيناريو مارك بول اللذين التقيا مسؤولين كبار في الدفاع، على معلومات حول العملية المصنفة سر دفاع. وطلب من البنتاغون والوكالة الاميركية للاستخبارات المركزية (سي اي ايه) فتح تحقيق. وقال النائب الجمهوري ان الفيلم يتوقع ان يعرض اعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر 2012 قبيل الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر التي يترشح فيها الرئيس الاميركي باراك اوباما لولاية ثانية. ويعتبر القضاء على بن لادن من اهم الانجازات التي سجلها الرئيس الاميركي على صعيد السياسة الخارجية.

انتقادات على هامش مهرجان

في سياق متصل افتتح الممثل الأميركي روبرت ردفورد الدورة الثامنة والعشرين من مهرجان "ساندانس" السينمائي في بارك سيتي (يوتاه، غرب الولايات المتحدة)، منتقدا "أنا" ميت رومني الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. استغل الممثل البالغ من العمر 75 عاما والمعروف بميله إلى اليسار المؤتمر الصحافي المخصص لافتتاح مهرجان السينما المستقلة الذي أطلقه بنفسه لتوجيه ملاحظات جارحة إلى ميت رومني.

فقال "عندما نسمع النقاشات التي حصلت (بشأن الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري)، نرى غيمة نووية من الأنا تطوف فوق رؤوس الجميع. هذا غباء كبير وأشعر بالأسف حيال ذلك".

وانتقد الممثل الذي ارتدى ثيابا غير رسمية كما هي العادة في المهرجان أي سروال جينز وكنزة سوداء، النواب المقصرين في رأيه في مجال تمويل الثقافة. وقال "منذ سنوات عدة ونحن نرى بلدانا كثيرة تدعم فنانيها أكثر مما يفعل بلدنا وهذا أمر لا يغتفر في نظري". وأضاف "لكن نوابنا يخافون من التغيير لأنهم ضيقو الأفق، علما أن التغيير أمر محتم. إنه الأمر الوحيد المؤكد".

وتابع "بعض الأشخاص يخشونه ولذلك يحاربونه. أعتقد أنه من المأساوي عدم تقديم الدعم الكافي إلى الفنانين" في هذا البلد. سوف نحارب هذه الأفكار طالما هي موجودة في الكونغرس. وآمل أن تزول في نهاية المطاف".

وأشاد الممثل ب"الصحة الجيدة" التي تتمتع بها السينما المستقلة الأميركية، مشيرا إلى أن الكثير من الفنانين الذين اعتادوا الانتاجات الهوليوودية الضخمة يتوجهون حاليا إلى الأفلام ذات الميزانية الصغيرة والتي يتم إنتاجها خارج الاستديوهات الكبيرة. وقال "عندما أطلقنا هذا المهرجان، كانت السينما المستقلة تمثل جزءا ضئيلا" من الإنتاج. كانت ببساطة غير مرئية". وأضاف "نحن نشهد اليوم نمو هذه السينما. فهناك أشخاص كانوا يميلون حصريا إلى أفلام تستهدف الجمهور العريض لكنهم ينضمون الآن إلى عالم المستقلين". وقال "أعتقد أن جماعة المستقلين تنمو لأنها تقدم إلى الفنانين خيارات أكبر وحرية أكبر وسيطرة أكبر (على أعمالهم)". بحسب فرنس برس.

سيتم خلال مهرجان عرض 117 فيلما طويلا من ثلاثين بلدا مختلفا، من بينها 45 فيلما هي الأولى لمخرجيها (24 منها داخل المنافسة) و91 فيلما يعرض للمرة الأولى عالميا.

ترشيح كلب لجائزة هوليوود

من جهه اخرى تمكن الكلب الصغير أوغي الذي مثل في الفيلم الصامت "ذي آرتيست" من سرقة الأضواء من شركائه في الفيلم بعدما رشح مرتين للفوز بجائزة "الأطواق الذهبية" المخصصة للكلاب في دورتها الأولى في هوليوود. ورشح أوغي مرتين لجائزة "أفضل كلب في فيلم" عن دوره في "ووتر فور إيليفانتس" (مع ريز ويذرسبون وروبرت باتينسون) وفي الفيلم الفرنسي "ذي آرتيست" الذي يبدو مرشحا قويا لجوائز الأوسكار التي توزع في هوليوود. ويتنافس أوغي مع كوزمو من فيلم "بيغينرز" ودنفر من "50/50" وهامر من "يونغ أدالت" على الجائزة الهوليوودية التي هي على شكل عظمة. بحسب فرنس برس.

وقد أعلن أوغي نفسه والممثلة بينيلوب آن ميلر من "ذي آرتيست" عن لائحة الكلاب المرشحة للنخسة الأولى من "الأطواق الذهبية" التي تنظمها مجلة "دوغ نيوز ديلي". وقال رئيس المجلة آلان سيسكيند "يسرنا أن يعلن لكم بينيلوب وأوغي لائحة المرشحين لجائزة الأطواق الذهبية".

إلى ذلك، ستكرم المسابقة الذي ستجرى في لوس أنجليس "أفضل كلب في أفلام اجنبية" و"أفضل كلب في مسلسل تلفزيوني". وكان أوغي قد فاز العام الماضي في مهرجان كان بجائزة "سعفة الكلب" غير الرسمية.

سوق المؤثرات

من جهة اخرى تسعى فانكوفر التي انطلقت منها أفلام ضخمة مثل "أكس-مان" و"ستارغيت" والتي تعتبر مركز الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الثالث في أميركا الشمالية إلى تنويع أنشطتها بتطوير سوق المؤثرات الخاصة الرقمية. ويؤكد كريس روف رئيس قسم الإنتاج في "زويك فانكوفر" أن "المنافسة بين الاستديوهات محتدمة. ففي الأشهر الثلاثة عشر الأخيرة، واجهنا صعوبة في توظيف فنيين جدد". وفي غضون ثلاث سنوات، أصبحت فانكوفر الملقبة ب"هوليوود الشمال" المعقل الجديد لشركات التحريك والمؤثرات البصرية. وتعتبر "بيكسار" و"سوني بيكتشرز إيماج ووركز" و"سكانلاين في أف أكس" الاستديوهات الأخيرة التي فتحت فروعا لها فيها. وقد ساهم في هذا الازدهار الائتمان الضريبي الذي تبلغ نسبته 17،5% والذي يشمل نفقات المؤثرات الخاصة والتحريك المعلوماتي في مقاطعة بريتيش كولومبيا. ويندرج هذا الائتمان في إطار مبادرات ضريبية عدة أقرتها المقاطعة في العالم 1998 بغية استقطاب الأعمال الانتاجية.

وبالتالي، فإن توظيف فرق محلية وإنجاز التصوير ومن ثم المؤثرات الخاصة في بريتيش كولومبيا، يسمح بالاستفادة من اقتطاع ضريبي أقصاه 60%. وبفضل هذه التدابير، يتم تصوير 250 فيلما كمعدل عام سنويا، ما يؤمن 30 ألف فرصة عمل للفنيين المحليين.

ويقول روبرت وونغ نائب رئيس قسم الإئتمانات الضريبية في اتحاد السينما في المقاطعة الذي لا يتوخى الربح، إن الأرقام واضحة ولا تحتاج إلى تفسير. ويضيف "السنة الماضية، قدم 174 استوديو إنتاج طلبا بميزانية قدرت ب1،6 مليارات دولار كندي. وسنة 2004، كان العدد أربعة استديوهات فقط وبلغت الميزانية 11،5 ملايين دولار كندي". ويعمل ألفا شخص تقريبا في قطاع المؤثرات الخاصة ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد خلال السنة الجارية، بحسب مجلة "هوليوود ريبورتر" المتخصصة. ويقول ريتشارد براونزي رئيس شركة السينما إن "الاحتراف ونوعية العمل واسترداد الضرائب تدفع الاستديوهات إلى تنفيذ إنتاجها هنا، ما يولد مزيدا من فرص العمل".

ويستعد الفرع الكندي لشركة المؤثرات الخاصة "زويك استوديو" التي تتخذ من لوس أنجليس مقرا لها إلى تنفيذ كل المؤثرات البصرية الخاصة بالموسم الثاني من مسلسل "فولينغ سكايز" العلمي الخيالي لستيفن سبيلبرغ، "بدءا من تصميم المركبات الفضائية وصولا إلى تنفيذ تصاميم افتراضية"، بحسب ما يشرح رالف ميارز المشرف على المؤثرات الخاصة. وتتوقع "زويك" أن يتضاعف عدد موظفيها بحلول نهاية السنة، علما أنها تضم حاليا 50 فنانا. ويقول مديرها العام باتريك موني "لم تكن عملية التوظيف يوما أصعب مما هي حاليا" بسبب الطلب الكبير. بحسب فرنس بريس.

لكن الوضع لم يكن مثاليا تماما في السنوات الأخيرة بالنسبة إلى قطاع المؤثرات الخاصة. ففي العام 2010، انخفضت نفقات الإنتاج الخارجي بنسبة 7%. فعملاء شركات المؤثرات الخاصة هم في غالبيتهم شركات أميركية ضخمة تأثرت بإضراب كتاب السيناريو في هولييود سنة 2008 وبالأزمة الاقتصادية لاحقا. وتعتبر كارن لامار المسؤولة عن التخطيط والاتصالات في لجنة السينما المحلية أنه لا داعي للذعر، قائلة "نحن صامدون". وتشير إلى أن نفقات الانتاج الخارجي والكندي تتمحور حول مليار دولار كندي في السنة. وتختم بالقول إن القطاع يمر بفترات متقلبة "لكن فيلما طويلا إضافيا واحدا يكفي لتغيير المعادلة جذريا".

جوائز الاوسكار تصنع يدويا

من جهة اخرى فان تماثيل الاوسكار الصغيرة الشهيرة التي توزع سنويا في الولايات المتحدة لمكافأة نجوم السينما العالمية وانتاجاتها، تصنع يدويا في مصنع في شيكاغو. انجازها يأتي نتيجة عملية طويلة. فمعدن "بريتانيا" وهو مزيج يشبه كثيرا القصدير، يسكب بعناية في قوالب قبل ان يبرد سريعا. ويحتاج اعدادها بعد ذلك لتلمع تحت اضواء هوليوود الى 40 ساعة من العمل الطويل والدقيق لشحذ هذه التماثيل وصقلها. بعد ازالة كل الشوائب تغمس التماثيل صاحبة الشكل المميز والتي تمثل فارسا صاحب فك وصدر عريضين يحمل سيفا، في مزيج من النحاس والنيكل والفضة والذهب من عيار 24 قيراط. وتخضع مجددا للصقل قبل ان تطلى بالبرنيق ومن ثم تصف بدقة متناهية من قبل ايدي خبيرة تضع القفازات، على قاعدة متينة.

اكاديمية فنون السينما وعلومها التي تمنح الاوسكار اعرق جوائز السينما الاميركية، عازمة على المحافظة على عملية الصناعة اليدوية هذه بسبب نوعيتها العالية. المخاطر المحتملة للجوء الى عملية انتاج اقل كلفة، جسدها بقوة ما حصل خلال توزيع جوائز غولدن غلوب العام الماضي، عندما وصل الممثل الاميركي روبرت دي نيرو الى المؤتمر الصحافي من دون جائزته لان التمثال فقد رأسه. وقال دي نيرو يومها الى الصحافيين "لقد فقد قسمه الاعلى ويجب لحامه من جديد".

مؤسسة "ار.اس. اوينز" ومقرها في شيكاغو هي المصنع الوحيد في الولايات المتحدة الذي ينتح تماثيل الاوسكار العريقة منذ العام 1982. اما غالبية تماثيل الجوائز الرخيصة الثمن فباتت تصنع في الصين. ونجحت "ار.اس. اوينز" في مقاومة هذا الميل من خلال تركيزها على الجوائز "الفخمة" مثل الاوسكار و"ام تي في ميوزيك اواردز" و جوائز "ايمي".

الا ان الشركة لم تنجح في تجنب صرف ثلث عمالها تقريبا بعد الازمة الاقتصادية العام 2008 في حين كانت تواجه تراجعا في عدد زبائها. ويقول سكوت سيغل الذي اسس والده الشركة العام 1938 "في الماضي كان جزء كبير من الزبائن الذين خسرناهم لا يهتمون كثيرا ان صنعت التماثيل في الصين". بحسب فرنس برس.

ويوضح "كانوا يهتمون فقط للكلفة (الصناعة) وقد زاد هذا الميل عندما حل الانكماش" لكنه يضيف انه يرى مؤشرات تغيير "لان الناس يهتمون اكثر الان بحماية فرص العمل في الولايات المتحدة". ويعود بعض الزبائن بسبب نوعية منتجات الشركة فضلا عن الخدمة السريعة والتي لا شائبة فيها التي تساهم في سمعة "ار.اس. اوينز".

ويروي سكوت سيغل بفخر كيف ان شركته تحركت بسرعة كبيرة عندما سرقت حمولة من 55 تمثال اوسكار قبل اسابيع قليلة من توزيع الجوائز وقد عمل موظفيها ليل نهار لإنتاج تماثيل جديدة في غضون عشرة ايام بدلا من ستة اسابيع في الظروف الطبيعية.

هذا وستبقى السينما العالمية كعادتها مملوءة بالمفاجأة والمتغيرات مع التطلع المستمر لتحقيق النجاح المتواصل واثبات الوجود.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/شباط/2012 - 9/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م