من سيذهب إلى التحرير؟

محمد سيف الدولة

من المتوقع ان يشارك الجميع في الذكرى السنوية الأولى للثورة، ولكن لأسباب تختلف عن أسباب الآخرين: فهناك من يريدها احتفالية فقط وهناك من يدعو إلى مواصلة الثورة حتى النهاية.

وداخل كلا من المعسكرين: يختلف الناس أيضا في دوافعهم وغاياتهم وسقف مطالبهم:

• في المعسكر الأول ومن خارج الميدان، هناك المجلس العسكري الذي يخشى أن يتم توظيف اليوم للتصعيد ضده، ومعه بطبيعة الحال الوزارة وأجهزة الدولة وإعلامها.

• وهناك المنتصرون من التيار الإسلامي من إخوان وسلفيين وغيرهم الذين يأملون في بداية هادئة للبرلمان الذي حصدوا أغلبية أصواته، ليتمكنوا من استكمال خريطة الطريق التي تنتهي بانتخابات رئيس الجمهورية، ويخشون ان يسفر التصعيد على تعطيل نقل السلطات أو التراجع عما حققوه من انتصارات.

• وهناك الغالبية العظمى من الشعب التي أيدت الثورة ولكنها تريد الاستقرار وتخشى الفوضى، كما انها لا تستوعب أسباب التصعيد والإصرار على تسليم السلطة فورا، رغم انه سيتم تسليمها في آخر يونيو على غرار ما تم في الانتخابات البرلمانية.

• وهناك أيضا كثيرون يتعاطفون مع الشباب، ولكنهم يخافون من انفلات الموقف وخروجه عن السيطرة، والدخول في دوامة جديدة من العنف وسقوط مزيد من الشهداء والمصابين.

• أما في المعسكر الثاني فهناك أهالي وأنصار الشهداء والمصابين القدامى والجدد و كل المعتدى عليهم، الذين يتمسكون بحق القصاص كهدف نبيل ومشروع، ولو كان قد تم إنصافهم بمحاكمات حقيقية وعادلة و تمت حمايتهم من الاعتداءات الجديدة لكانوا الآن جزءا أصيلا من معسكر الاحتفال.

• وهناك الشباب الذي يدافع عن الشرعية الثورية ومكاسبها، ويخشى عليها من محاولات الإجهاض باسم الشرعية الدستورية والبرلمانية، فيشارك من اجل تأكيد وتثبيت حق التظاهر والاعتصام والضغط الشعبي.

• وهناك من يرى أن أركان نظام مبارك الرئيسية لم تسقط بعد، من التبعية للأمريكان والخوف من إسرائيل وسيطرة رأس المال الأجنبي والمصري على مقدرات البلد.

• وهناك من يتبنى نظرية التصعيد الثوري الدائم والمستمر من اجل تأسيس ديمقراطية شعبية ثورية، وليس ديمقراطية برلمانية على الطريقة الليبرالية.

• وهناك أيضا من لم يوفق في الانتخابات البرلمانية وآخرون ممن لهم مصلحة في بناء شرعية موازية للشرعية البرلمانية، تكون احد أدواتهم للضغط والتمثيل في المشهد السياسي، فيما بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.

***

• وفي مواجهة كل هؤلاء، هناك القوات الضاربة الطليقة للثورة المضادة من منظمات القتل المنهجي، التي قتلت شهداء الثورة وما بعدها، والتي تنتظر فرصة جديدة لإسقاط مزيد من الشهداء بهدف تفجير الموقف.

***

كل هؤلاء سيكونون في التحرير يوم الأربعاء 25 يناير، فلا احد يملك ان يقصى الآخرين.

ولا أحد يعلم على وجه التحديد ماذا ستكون المحصلة النهائية لوجود كل هؤلاء معا.

 ولكننا نتصور ان الحد الأدنى الذي يجب يعمل من اجله الجميع رغم كل الاختلافات هو:

• ان نستعيد روح الميدان وقوة دفعه وشرعيته، ففي ذلك حماية للثورة من الوأد أو الانحراف.

• وان ينجح البرلمان في إقناع الناس انه إضافة إلى الثورة وليس انتقاصا منها.

• وان نجتهد من اجل توحيد قيادة الميدان، فيكون أي قرار بالاعتصام أو بفض المظاهرة قرارا جماعيا يلزم الجميع.

• وان نوفر حماية كاملة لأبنائنا من خلال تأمين الميدان جيدا والتمسك بسلمية المظاهرة

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/كانون الثاني/2012 - 29صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م