ثورة الياسمين في عامها الأول تتطلع لبوعزيزي جديد

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: بعد مرور عام على ثورة الياسمين احتفلت تونس أول بلد عربي يطيح برئيسه، قبل ان تنتقل الشرارة الى طالت معظم البلدان العربية، في اطار ما أصبح يعرف بالربيع العربي، الذي غير الخارطة السياسية في تلك المنطقة، ولا يبدو أن الشعوب العربية راضية تماما عن نتائج الثورات التي أدت لسقوط عدد من الأنظمة العربية الشمولية واستبدلتها بحكومات إسلامية ومزيد من الفوضى والآثار الكارثية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.

فيما يرى محللون أنّ الشعب التونسيّ حقق الكثير، لكن ما زال ينقصه الكثير من العمل ليحقق أهداف ثورته، بينما يشير مراقبون الى ان تونس حققت تقدما ملحوظا في اتجاه منح الحريات وحقوق الإنسان فإنها لا تزال تعاني من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة بارتفاع أعداد العاطلين عن العمل الى حدود 850 الفا ارتفاعا من 600 ألف قبل عام، وتجلت مظاهر استمرار الفقر في عدم توقف الاعتصامات والمطالب الاجتماعية في اغلب مناطق البلاد.

احتفلت تونس بالذكرى الأولى لتحررها من حكم الرئيس السابق بن علي بحضور قادة ومسؤولين من عدة بلدان، و شارك ألاف التونسيين رجالا ونساء وأطفالا وعمّت مظاهر الفرح في تونس من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، بمناسبة الاحتفال بالميلاد الأول لثورة، لم تجعل التونسيين يهملون واقعهم الصعب، فمعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تنتظرهم، ستكون محددا رئيسا للحكم على نجاح الثورة من عدمها.

بعد عام من الثورة

فبعد نحو عام من هروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي من تونس اقدم رجل في محافظة قفصة على احراق نفسه على نفس طريقة الشاب محمد البوعزيزي احتجاجا على اوضاعه الاجتماعية، ويرسل ذلك اشارة قوية بأن الفقر والبطالة اللذين اطاحا ببن علي لايزالا موجودين رغم التقدم الذي حققته البلاد في مجال الحريات، وتحتفل تونس التي أصبحت اول بلد عربي يطيح برئيسه قبل ان تنتقل الشرارة الى مصر وليبيا واليمن وسوريا في اطار ما صبح يعرف بالربيع العربي بالذكرى الاولى لتحررها من حكم الرئيس السابق بن علي بحضور قادة ومسؤولين من عدة بلدان، واطاحت احتجاجات اجتماعية بدأت بحرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه في سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة شرطية عربة للخضار بالرئيس السابق الذي فر مع عائلته في 14 يناير كانون الثاني الى السعودية حيث يقيم الان، وتجلت مظاهر استمرار الفقر في عدم توقف الاعتصامات والمطالب الاجتماعية في اغلب مناطق البلاد.

وقال عاطل عن العمل في المتلوي اسمه عمر الغربي (30عاما) لم يتغير اي شيء..الفقر مازال كثيرا والاوضاع لم تتغير.. كنا نعاني مع نظام بن علي واصبحنا نعاني اكثر..المقاهي مكتظة بالعاطلين.. هناك حالة كبيرة من اليأس نحن نموت ببطء..تصوروا كثير منا هنا لايجد ثمن السجائر اوالقهوة، واضافة الى الاحتجاجات المطالبة بفرص العمل لم تتوقف الاعتصامات داخل المصانع مما دفع عشرات المؤسسات الى مغادرة البلاد. وقالت رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وداد بوشماي ان 120 مؤسسة اجنبية غادرت تونس بسبب الاعتصامات وان الاقتصاد التونسي مهدد بالشلل اذا استمرت الاعتصامات، وكانت شركة يازكي اليابانية المتخصصة في صناعة قطع السيارات اخر شركة تغلق مصنع لها بقفصة نهاية الشهر الماضي لتضيف الفي عاطل عن العمل. وقال سمير ديلو الناطق الرسمي باسم الحكومة ان الاقتصاد التونسي تكبد خسائر قدرت بحوالي 5.2 مليار دينار في 2011 بينما تراجع النمو الاقتصادي الى حوالي صفر بالمئة مقارنة بأكثر من ثلاثة بالمئة في 2010.

لكن حكومة تونس الجديدة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية مع حلفين علمانيين هما المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل تعهدت بتوفير حوالي 100 الف فرصة عمل خلال العام المقبل وبالاستجابة لمطالب الشعب واعطاء الاولوية للمناطق المحرومة، ورغم تواصل المصاعب الاقتصادية فان مراقبين في الداخل والخارج يشيدون بان تونس تحقق الانتقال الديمقراطي بشكل سلس، وبعد أسابيع من اول انتخابات تاريخية حرة شارك فيها ملايين التونسيين كونت تونس مجلسا تأسيسيا يضم علمانيين واسلاميين لكتابة دستور جديد للبلاد. وتفخر تونس بعد رحيل بن علي انها اصبحت دولة ديمقراطية وحرة ونموذج في الشرق الاوسط للتعايش بين الاسلاميين والعلمانيين داخل الحكومة والمجلس التأسيسي رغم الانتقادات التي تواجهها حركة النهضة في الداخل، ويقول صالح عطية وهو كاتب ومحلل سياسي، هناك مفارقة في تونس بينما تعيش البلاد مرحلة من النضج السياسي وانجزت كثيرا في مجال الحقوق والحريات فان الوضع الاقتصادي معقد للغاية ويتطلب جهودا كثيرة لانقاذ البلاد.

ويضيف ماحققته البلاد من انتخابات حرة وتعدد حقيقي ودور كبير للمجتمع المدني والشارع الذي اصبح قوة ضغط يعتبر حلما لكن في مقابل ذلك فان الاوضاع الاجتماعية لم تتغير والاقتصاد مستمر في الركود والاسعار واصلت ارتفاعها مما يجعل الحكومة امام امتحان صعب، وفي مجال الصحافة تحققت نقلة موضوعية واصبح الاعلام المحلي يخوض في كل المواضيع دون محظورات رغم ان البعض يعيب عليه نقص الحياد احيانا. ولم يعد الرئيس ورئيس الوزراء وكل المسؤولين بمنأى عن النقد والتهكم وحتى الرسوم الكاريكتورية. وقال سمير ديلو الناطق باسم الحكومة ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني سيشاركون في الذكرى الاولى لتحرر تونس من حكم بن علي. حسب رويترز.

وفي شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي الذي شهد أكبر احتجاجات امام مقر وزارة الداخلية انتهت بهرب بن علي في 14 يناير كانون الثاني الماضي ستقام احتفالات شعبية، ودعت وزارة الداخلية التونسيين الى الاحتفال بهذا الحدث في هدوء وتسامح. وأقرت تونس 14 يناير كانون الثاني عيدا وطنيا للاحتفال بهذه الذكرى وقبل يوم واحد من احياء الذكرى بدا الرئيس التونسي منصف المرزوقي متفائلا حين قال لشعبه في حوار مع اذاعة شمس اف ام التونسية "عليكم ان تفخروا بما قدمتم لبلدكم..وثقوا اننا سنتجاوز كل الصعوبات ونصل الى بر الامان.

مالا راحة من بن علي

فقد شارك الاف التونسييين رجالا ونساء واطفالا في الاحتفالات بالذكرى الاولى للاطاحة بنظام زين العابدين بن علي وتدشين "الربيع العربي"، وذلك خصوصا في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة التونسية، وردد الحشد الكبير في حبور باللهجة التونسية "مالا راحة من بن علي" (كم هو مريح التخلص من بن علي) قبل ان يستعيدوا لحظة خلدها التاريخ هاتفين كما فعلوا قبل عام بصوت واحد الكلمة الشهيرة التي لقيت صدى عربي وعالمي "ارحل" (ديغاج بالفرنسية)، وتقاطر التونسيون منذ الصباح الباكر على وسط العاصمة وبعضهم قضى ليلته امام مبنى المسرح البلدي في قلب العاصمة حتى لا يفوت على نفسه الاحتفال بالحدث في الصفوف الامامية، وفي اجواء مرحة جاب احد التونسيين مرتديا قناع وجه يجسد صورة بن علي وهو مكبل اليدين ويرتدي لباسا تقليديا سعوديا برفقة زوجته ليلى الطرابلسي، الشارع طولا وعرضا في ما يشبه محاكمة شعبية للمخلوع.

وقال المتشبه ببن علي في انتظار جلبه نقيم له محاكمة ثورية رمزية" وسط هتاف الحاضرين بضرورة اعدامه، وتجاهلت الرياض طلب تونس تسليمها بن علي لمحاكمته بتهمة القمع الدموي للثورة على نظامه وايضا في قضايا فساد، وكانت السلطات التونسية الموقتة قررت في عهد الرئيس المؤقت السابق فؤاد المبزع اعتبار 14 كانون الثاني/يناير من كل عام "عيدا للثورة والشباب" تخليدا لليوم الذي اطاح فيه الشعب التونسي بنظام بن علي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد طوال 23 عاما، وقالت نجلاء التي قدمت للاحتفال برفقة افراد عائلتها "هي المرة الاولى التي نحتفل فيها بالثورة نتيجة الاوضاع الامنية وتسونامي المشاكل التي تتالت، وكانت وزارة الداخلية التونسية التي شكلت رمز سياسة القمع التي اتسم بها نظام بن علي ونظمت امامها اكبر الاحتجاجات قبل عام، دعت الى الاحتفال بهذا الحدث بهدوء وتسامح احتراما "لدماء الشهداء". ونصبت حواجز امام مبنى الوزارة.

ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة تتوسطها خريطة تونس محاطة باسماء شهداء الثورة التونسية وعلى راسهم محمد البوعزيزي البائع المتجول الذي اقدم في 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 على احراق نفسه امام مقر ولاية سيدي بوزيد (وسط غربي) مهد الثورة التونسية احتجاجا على مصادرة بضاعته واهانته ومنعه من ايصال شكواه الى المسؤولين في المنطقة. وتوفي البوعزيزي في الرابع من كانون الثاني/يناير 2011 متاثرا بجروحه، واشعلت حركته اليائسة ثورة شعبية لا سابق لها اطاحت بنظام بن علي واشعلت فتيل الربيع العربي الذي اطاح باربعة من القادة العرب حتى الان، وقتل اكثر من 300 تونسي في الثورة خلال شهري كانون الاول/ديسمبر 2010 وكانون الثاني/يناير 2011.

وقرر المرزوقي تسمية ساحة 14 كانون الثاني/يناير الواقعة قرب مقر وزارة الداخلية ب "ساحة الشهداء" وتشييد نصب تذكاري يحمل اسماءهم ويخلد ذكراهم، ووزع حزب النهضة اكبر الاحزاب في المشهد السياسي التونسي واهم تشكيلات الائتلاف السياسي الثلاثي الحاكم في تونس، 1500 وردة على خمسة مطارات لتقديمها للسياح الوافدين على تونس في هذا اليوم، واختارت مجموعة من الطلبة الاحتفال عن طريقتها بالثورة وانجزوا شبكة كلمات متقاطعة مساحتها 180 مترا مربعا و تتضمن 1850 قطعة من بينها 370 كلمة مستوحاة من الشعارات التي رفعت في مثل هذا اليوم من العام الماضي شارك في تركيبها الحضور في ممر المترجلين وسط الشارع الرئيسي، ولم يغفل المتظاهرون عن القضايا العربية بهذه المناسبة اذ كانت الاعلام الفلسطينة والسورية حاضرة ورفع المتظاهرون شعارات منادية "بتحرير فلسطين" و "برحيل" الرئيس السوري بشار الاسد، واعلنت وزارة العدل التونسية السبت بالمناسبة منح حوالي 9000 سجين العفو الخاص والسراح الشرطي، ومع الاجواء الاحتفالية التي شارك فيها اطفال لفوا اجسامهم بالعلم التونسي وعلت فيها منبهات السيارات فرحا وحضرت فيها الاغاني الملتزمة، شكلت المناسبة ايضا فرصة للاحتجاج والمطلبية، ورفع متظاهرون امام المسرح البلدي لافتات كتب عليها "شغل حرية كرامة وطنية" و"اوفياء لدماء الشهداء" و"ثورة الاحرار من اجل استكمال مهام الثورة" و"التشغيل استحقاق يا عصابة النفاق، وقال منصور براهم (50 عاما) "نحن هنا للتاكيد على ضرورة عدم تفويت الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي دعت لها ثورة الحرية والكرامة، ورأى سالم الزيتوني (33 عاما) ان "التونسيين قاموا بالثورة ضد الديكتاتورية من اجل حياة كريمة وليس بدافع مساعدة بعض الانتهازيين لتحقيق اهدافهم السياسية، ورفعت مجموعة صغيرة بدت من انصار حزب التحرير علمها الاسود مرددة "تونس اسلامية، كما جاب بعض المتظاهرين شارع بورقيبة مرددين "الشعب التونسي حر، لا اميركا لا قطر.

ويشارك امير قطر مع عدد من القادة والمسؤولين العرب الاخرين التونسيين احتفالهم الرسمي بالذكرى الاولى للثورة بعد ظهر السبت في العاصمة. ومن ابرز المدعوين ايضا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل، ويقام الحفل الرسمي بقصر المؤتمرات بالعاصمة احتفالا بالذكرى الاولى للثورة "الكرامة و الحرية" ومن المقرر ان يتحدث فيه الرئيس المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي ورئيس المجلس التاسيسي مصطفى بن جعفر. بحسب فراس برس.

يشار الى انه خلال زيارة امير قطر لتونس تم توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين في قطاعات تكرير النفط والكهرباء والتعاون المصرفي في دلالة على تنامي اهمية العلاقات بين البلدين.

وكان حزب النهضة الاسلامي اكبر الفائزين في انتخابات المجلس التاسيسي التونسي واجه خصوصا خلال حملته الانتخابية، اتهامات بتلقي تمويل من بلدان الخليج، لكن الحزب نفى ذلك باستمرار.

تسونامي المشاكل

من جهته طلب الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي الجمعة مزيدا من الوقت من اجل ادارة "تسونامي المشاكل" التي تواجهها تونس وبرر تحالفه مع حركة النهضة برغبته في تفادي "المواجهات" بين علمانيين واسلاميين معتدلين، وفي الذكرى الاولى لفرار الرئيس زين العابدين بن علي طلب المرزوقي الذي يتولى مهامه منذ شهر، مزيدا من "الوقت، وقال الرئيس التونسي "اطلب الانتظار قليلا قبل استخلاص النتائج، لقد عانى التونسيون خمسون سنة من الدكتاتورية والان كل المشاكل التي طرحت جانبا، واخفيت ونسيت وكبحت، تنفجر في وجوهنا، واعتبر المرزوقي "انه تسونامي حقيقي من المشاكل، انها ورشة ضخمة، واضاف ان "ما اطلبه من التونسيين، اتركونا نعمل" نافيا ان تكون تونس معطلة ومعتبرا ان "90% من تونس يعمل، وردا على سؤال حول تحالفه مع اسلاميي النهضة المعتدلين الذين يتمتعون بالاغلبية في المجلس التاسيسي قال المنصف المرزوقي، العلماني اليساري، "لم يكن هناك خيار اخر، واوضح ان "اكبر الانتقادات الموجهة الي، هي انني تحالفت مع الجناح المعتدل في التيار الاسلامي، لم يكن هناك خيار اخر، اما تشكيل اغلبية عقلاء من الاسلاميين المعتدلين والعلمانيين المعتدلين لحكم البلاد او المواجهة، وقال ان "اعتبار تونس بلد سقط بين ايدي الاسلاميين، مجرد وجهة نظر، انها وجهة نظر جزئية ومنحازة، هذا ليس صحيحا. بحسب فراس برس.

وخلص الرئيس التونسي الى القول "اننا نقيم مناقشات ساخنة كي تظل تونس في الخط المستقيم، في الخط الوسطي الديموقراطي الذي يحترم حقوق الانسان وان لا تكون لها اي علاقة بنظام اسلامي.

اعتصامات واضرابات

فيما احذرت الحكومة التونسية السبت من التداعيات السلبية لاكثر من 500 اعتصام واضراب شهدتها البلاد في 2011، مؤكدة ان هذه التحركات الاحتجاجية "تعرقل النشاط الاقتصادي" في البلاد وادت الى خسارة ما يعادل 100 الف وظيفة، وقال المتحدث باسم الحكومة وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو ان "الاعتصامات تعرقل النشاط الاقتصادي في البلاد"، موضحا ان حوالى "513 اعتصاما" اقيمت في انحاء البلاد منذ بداية العام، واضاف انه "في 2011 خسرت تونس 2,5 مليار دولار، اي ما يعادل 100 الف وظيفة"، من دون اي توضيحات اخرى. وبلغ العجز التجاري 4,8% في 2011 وارتفع التضخم الى 4,4% وهو اعلى معدل له منذ خمسة اعوام، بحسب ديلو، واضاف الوزير ان الحكومة في مأزق، فاما ان تطبق القانون وتضع حدا للاعتصامات، او تحترم الحق المشروع للناس بالتظاهر، داعيا التونسيين الى عدم تنظيم اعتصامات "بشكل عشوائي، واورد خصوصا حالة شركة الفوسفات في قفصة، خامس منتج للفوسفات في العالم، التي اضطربت انشطتها بصورة كبيرة منذ الثورة، وقال ايضا انه "في 2010 حققت شركة الفوسفات ربحا بقيمة 825 مليون دينار، وفي 2011 بلغ 200 مليون، وقد تخسر هذه الشركة ابرز زبائنها وبينهم تركيا التي تأتي 90% من وارداتها من تونس. بحسب فراس برس.

بوعزيزي جديد

الى ذلك افاد شهود ومصدر نقابي ان رجلا قام باحراق نفسه عصر امام مقر محافظة قفصة في وسط غرب تونس، ليتزامن عمله مع زيارة ثلاثة وزراء لهذه المنطقة التي تعاني كثيرا من البطالة، وقال النقابي المحلي عمر عمروسية ان الرجل العاطل عن العمل احرق نفسه بعد الظهر ونقل الى مستشفى بن عروس قرب تونس وهو مصاب بحروق بليغة، واضاف هذا النقابي ان "الوضع مثير للقلق الشديد وقد يتطور"، مشيرا الى مواجهات بين مجموعات من سكان المدينة وقوات الامن، والرجل البالغ من العمر 48 عاما هو اب لثلاثة اطفال، وينتمي الى مجموعة عاطلين عن العمل كانت تعتصم امام مقر محافظة قفصة منذ عدة ايام، وقال مصدر محلي طلب مقابلة وفد الوزراء الذي يزور قفصة ولم يلق جوابا، وقال شاهد عيان من جهته "سكب على نفسه البنزين واضرم النار من دون ان يقول اي شيء، وزار وزراء الشؤون الاجتماعية خليل الزاوية والصناعة محمد امين والعمل عبد الوهاب مطر الخميس قفصة للاطلاع على الوضع في هذه المنطقة المنجمية التونسية التي تهزها اعمال عنف وتجتاحها البطالة. بحسب فراس برس.

وعملية احراق الذات هذه تاتي بعد عام على الثورة التونسية التي بدات في 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 باحراق البائع التونسي الشاب محمد البوعزيزي نفسه في مدينة سيدي بوزيد التي تعاني هي الاخرى من التهميش في وسط تونس.

احزاب وسطية تنصهر في حزب واحد

على صعيد مختلف اعلنت ثلاثة احزاب سياسية من بينها الحزب الديمقراطي التقدمي خلال مؤتمر صحافي بتونس، عن مشروع "انصهار في حزب موحد" وذلك بهدف توحيد الصفوف خلال الانتخابات المقبلة، واوضح احمد نجيب الشابي مؤسس الحزب الديموقراطي التقدمي (يسار الوسط) ان مشروع الانصهار يهدف الى تاسيس قوة سياسية جديدة استعدادا للاستحقاقات القادمة على اعتبار ان التداول على الحكم هو من اهم اركان النظام الجمهوري، واضاف الشابي ان "المشروع يقوم على اساس قيم مشتركة مبينة على الوسطية والانفتاح على العصر مع المحافظة على خصوصيتنا العربية الاسلامية" و"تستمد مبادئها من حركة الاصلاح التونسية، واكد الشابي على اهمية هذا المشروع في هذه المرحلة التي قال انها "محفوفة بالمخاطر. بحسب فراس برس.

 وتضم المبادرة الى جانب الحزب الديمقراطي التقدمي كل من حزب افاق تونس (ليبرالي) والحزب الجمهوري اللذان تحصلا على الترخيص بعد ثورة 14 كانون الثاني/ يناير 2011، واكد الشابي ان هذه المبادرة "مفتوحة على كافة القوى الديمقراطية والوسطية والشخصيات الوطنية، واعلن عن تشكيل هيئة مشتركة للاعداد السياسي والتنظيمي "للمؤتمر التوحيدي" المتوقع انعقاده في اذار/مارس القادم للاعلان عن تسمية الحزب والمصادقة على القانون الاساسي والنظام الداخلي الجديد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/كانون الثاني/2012 - 25صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م