إصدارات جديدة: الإشارات الجمالية في طقوس الخلاص الجسدي

 

الكتاب: الوعي الجسدي.. الاشارات الجمالية في طقوس الخلاص الجسدي

الكاتب: منير الحافظ

الناشر: دار محاكاة للدراسات والنشر والتوزيع

عرض: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: انتشر الاهتمام والبحث في الجسد الانساني في المجتمعات الغربية ولاسيما منذ اواخر القرن العشرين كما يشير التكاثر الواسع والرواج السائر للمصطلحات المتعلقة به بما فيها لغة الجسد وصورة الجسد وادارة الجسد وعمل الجسد..وقد رعت المجتمعات الغربية انبثاق المواقع المكرسة لثقافة الجسد والمتاجرة بها (الملاعب الرياضية، النوادي الصحية، المنتجعات، المجلات، افلام الفيديو) والانظمة لادارة الجسد وتقويته (الاطعمة، التمارين، برامج بناء الجسد) وفي الوقت نفسه هناك نمو متسارع للخبرة العملية والتقنيات الموجهة نحو ادارة الجسد الانساني وتحويره: الهندسة الجينية، الجراحة التجميلية، المعالجة الهرمونية والدوائية، التكنولوجيا الدقيقة والجراحة الترقيعية، وعلم الرياضة والتمارين.

وتوضح جراحة التحويل الجنسي والهرموني هذه التطورات. وعند المتحولين جنسيا وغيرهم بسطت هذه التقنيات مستودع مصادر يتاح لتحقيق الجسد (كمشروع فردي).. لقد اهتمت الفلسفة الغربية طويلا بثنائية العقل – الجسد: وهي الفكرة التي ترى ان العقل الانساني والجسد الانساني يتميزان عن بعضهما تميزا تاما.. وبها يرتبط الافتراض بان العقل يهيمن على الجسد فالعقل يرتبط بالعلو بينما يرتبط الجسد بالمباطنة.. وقد شكل التغلب على هذه الثنائية انشغالا اساسيا للفلسفة الغربية الحديثة وان كان بعضهم يزعم انها تورطت في تاييد هذه الثنائية.. مع ذلك وكما ترى سوزان بوردو ليس هذا مجرد موقف فلسفي مادامت هذه الثنائية الاساسية قد امتدت وتجسدت اجتماعيا في الطب والقانون والتمثيلات الادبية والفنية.

تخصص التصورات الاجتماعية للجسد وضعا محددا في داخل الرمزية العامة للمجتمع.. فهي تسمي الاجزاء المختلفة التي تؤلفه والوظائف التي تقوم بها.. كما توضح علاقاتها وتنفذ الى الداخل غير المرئي للجسد لتودع فيه صورا دقيقة وتحدد موقعه وسط الكون او بيئة الجماعة البشرية.. ان هذه المعرفة المطبقة على الجسد هي على الفور معرفة ثقافية.

فحتى لو امتلكها الشخص ثانية بناء على نمط بدائي فانها تسمح له باعطاء معنى لعمق لحمه ومعرفة مما خلق ويربط امراضه واوجاعه باسباب دقيقة ومتفقة مع رؤية مجتمعه للعالم.. كما تسمح اخيرا بمعرفة موقعه تجاه الطبيعة والناس الاخرين عبر نظام قيم ما.

كتاب الوعي الجسدي يمثل خصوصية لها دلالاتها في عمليات التحليل والتصوير المزدوج في اشكال الاداء الدرامي سواء كان في مجال الفعل الروحي ام الغريزي الفطري الذي تمأسست عليهما ثقافة الجسد.. عند التامل في مجريات البحث عن الخاصية التي يتصف بها الجسد يقف المرء عاجزا عن التصور وعن الاحاطة بكل ما يمتلك الجسد من قدرات ومهارات ابداعية تعبر عن مجسدات الوعي الفني الظاهري والوعي الذهني الباطني.. ولما تستطلع مايتلطى خلف الغلالات الجمالية وما يحتجب من القيمي عن شعورنا به ندرك ان للجسد وظائف مذهلة تمكن العقل من بيان الدور الذي يلعبه في صناعة التاريخ الاسطوري والادبي والايديولوجي والمعرفي ذلك نتيجة تعالقه مع الوجود وانطلاقا من حيث هو كينونة صغرى متعالقة مع كينونة كبرى يجسد ظواهر الوجود ويعبر عن قيمه في اشكال معرفية وافهومية متعددة المشهديات الطقسية والكتابات والصور والقيم والتقاليد والشرائع والقوانين.

اعتبرت الدراسات المورفولوجية التي تعنى بالشان الجسدي من حيث هو ليس ظاهرة لبنية جسمية بقدر ماهو جوهر لبنية لغوية وترجمان نوازعنا ونتاجات ابداعاتنا وتعبير دال عن حقيقة موجوديتنا.

ما لبثت اللغة ان باتت السلطة المهيمنة على مجامع كياننا سواءا كانت جسدية ام ذهنية وتساوقت مع حركتنا في سائر الاداءات الجسدية او المهارات الروحية فاتصفت باهاب خفي وجمالية فتونية غير محسوسة وشرعت من خلال تمكنها من الحفر في اجواء ذاتياتنا ان تنظرنا ونحن لاننظرها وتفصح عن مكنونات الذات وتتصعد بنا صوب العلاء اللازماني وتسوح بنا في كافة الابعاد الجمالية.

عناوين الكتاب جاءت متنوعة وعديدة.

نقد ملكة الجسد

 الوعي القيمي

 مراتب الكمال والجمال في الفيض الالهي

 لغة الجسد

الجسد في الخطاب العرفاني

عماء الجسد الانثوي

الجسد بوصفه خطابا معرفيا

الاشارات الجمالية في لغة الخلاص الجسدي

معالم الجسد في اداء الدرام الشعائري

وظائف الجسد في ممارسة الحياة الجنسانية

المقدس والجسد في الرمز الاسطوري والتعاليم الدينية

الزمكانية وحضورية الجسد بين الظاهر والمحجوب

دور الجسد في التجسيد المسرحي

بحث الجسد عن بعده الجمالي

الجسد بوصفه دالا ثقافيا

العنف وثقافة الجسد

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/كانون الثاني/2012 - 16/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م