القائمة العراقية... رهان على أوراق خاسرة

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: في وقت ما يكون فيه العراق الى لغة ديمقراطية ودستورية والدعوة الى التهدئة، يشن قادة القائمة العراقية حملة اعلامية وتصريحات نارية مبنية على تكهنات تحمل لغة التهديد ضد الكتل السياسية الأخرى، وليس غريبا من قادة القائمة العراقية ان يشنوا هذه الحملة حيث تميزت القائمة بمواقفها التي تخلط الصالح بالطالح واليوم تعمل على تأجيج مشاعر جمهورها عبر التحدث بلغة الطائفية،  وهذا ما أكدته التصريحات المستمرة وفي آخر ماكتب قال اياد علاوي واسامة النجيفي ورافع العيساوي في صحيفة نييورك تايمز الأمريكية إن العراق يتجه نحو فردية طائفية تهدد باندلاع حرب اهلية. ويحمل الموضوع مضامين مختلفة تحملة لغة تهديد ووعيد.

في مقابل ذلك يقول محللون سياسيون صحيح ان المالكي ومن حوله لايحسنون التصرف لكن العراق لن يعود الى الحرب الاهلية كما يهدد هؤلاء، وان هذه التصريحات انما هي تنم عن افلاس سياسي، وان هذه التصريحات لاتمثل اي وجه للحقيقة وانها مجرد عبارات تريد الحاق الخوف بالمجتمع للوقوف مع القائمة العراقية والتعاطف معها. فالاطراف الشيعية كلها لاتتحدث بلغة الحرب وقيادات الشيعة من رجال دين ومجتمع لايفكرون بقطع العلاقات مع السنة وخصوصا هناك تحالفات عشائرية في مختلف المحافظات. كما ان الشيعة لايخافون من هذه الحرب التي يقصدها اعضاء القائمة العراقية، وان أغلب سنة العراق لايؤمنون بهذه الحرب.

ويرى مراقبون ان هذه التصريحات ربما تقف خلفها اجندات ومخابرات دولية تريد زعزعت الاستقرار وتعمل من اجل تقسيم العراق الى عدة قطاعات من أجل السيطرة عليها. وهذا ايضا من المستبعد حصوله لأن المجتمع العراقي له مصالح متبادلة في تقسيم الثروات وان اسباب التقسيم تنهار عند هذا الحد. فالشعب العراقي عرف جيدا أن الحرب الأهلية لاتعود إلا الويلات.

من جهة اخرى لا تضمن القائمة العراقية وقوع حرب اهلية، فالامور الآن تبدو افضل عما كانت عليه وان حرباً اهلية في العراق تخدم مصالح القائمة العراقية فقط ولا تصب في مصلحة العراقيين، كما ان جميع الطوائف لن تخرج من هذه الحرب بمكاسب.

ويعتقد خبراء وجود ضمانات تجنب العراق من هذه الحرب فان العراق لم يشهد في تاريخه حرباً طائفية، فان الدم الذي سال من ندبات الحرب بين بعض المجاميع المسلحة من قبل مازال يسيل من عروق الأرامل والأيتام، وشكلت جراح العراقيين عاملا محفزا لمنع وقوع هذه الحرب التي يروج لها بعض السياسيين والمحللين في الصحف العالمية.

ان العراق اليوم يبني نفسه عسكريا وان مؤسسته العسكرية تتعافى من الانتكاسات وان التماسك بين الأجهزة الأمنية قد يساهم بشكل كبير في منع هذه الحرب. ويرى محللون سياسيون ان القائمة العراقية من جهتها ومن اليوم الأول للعملية السياسية أخذت تعزل نفسها وتعمل بدور المعارضة وبالتالي لم تستطيع ان تفرض نفسها عبر وجودها في الحكومة، ان تصريحات القادة في القائمة العراقية حول الحرب الأهلية ليست جديدة وان راهناتها على هذه الحرب خاسرة.

في مقابل ذلك يتطلب من السياسيين العراقيين قطع دابر الفتنة وضرورة تشكيل حكومة قوية تخرج من اطار المحاصصة، والقدرة على تحقيق طوحات الشعب العراقي، فإن الأطراف المستفيدة من الأزمات تريد الحصول على مكاسب سياسية.

وحول درء فتنة الحرب والتهميش لسنة العراق كما تدعي القائمة العراقية كشفت الحكومة العراقية عن وجود خطة لتحويل جميع صلاحيات الحكومة المركزية إلى الحكومات المحلية ماعدا تلك التي تتعلق بالسيادة والامن والسياسة الخارجية وتوزيع الثروات التي يجب أن تكون مركزية.

وشدد رئيس الوزراء المالكي على مشروعية المطالب التي تقدم بها مجلس محافظة الانبارواستعداده لتلبية المطالب. ويرى محللون سياسيون ان القائمة العراقية مطالبة بأخذ دورها من خلال تواجدها والمطالبة بحقوقها المشروعة، لأن غياب الشراكة يؤدي الى تهديد أمن العراق، ولا يحق لها اجتماعيا وسياسيا ان تقطع الجسور بينها وبين باقي الكتل، ولا ان تدفع بالامور الى حافة الهاوية وعليها ان تفكر ملياً بان هناك عواقب وخيمة قد تصيب جمهورها. ولايخفى ان ماتشعر به القائمة العراقية بالضيق من دون أن تحقق إنجازات سياسية أمامها فرصة أخرى ولم يتبقى وقت طويل لاستمرار المالكي في السلطة وعليها الاستفادة من التجربة السابقة لا أن تعمل على تأجيج الأزمات.

ان ما يجري الان على الساحة العراقية من توتر بين الفرقاء السياسيين يمثل تحديا أمام الديمقراطية وفي حال استمرار الوضع الحالي ستدخل عوامل خارجية شأنها ان تأجج فتيل الأزمة وبالتالي ستكون هناك قوى خارج السلطة تعمل على الاطاحة بالعملية الديمقراطية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 1/كانون الثاني/2012 - 7/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م