القاعدة في العراق... خلايا صغيرة بتحديات كبيرة

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: مثلت الخلايا التابعة لتنظيم القاعدة في العراق تحديا أمنياً كبيراً، ولا تزال التنظيمات تمارس عمليات ارهابية نوعية. وبعد ان أعلن تنظيم القاعدة في العراق مسئوليته عن هجمات يوم الخميس الماضي في بغداد، تعمد التنظيمات الارهابية إلى استغلال المواقف السياسية المتأزمة والفجوات الأمنية التي قد تحدث لأسباب عديدة، في وقت يتطلب أن تعمل الجهات الأمنية بطرق ذكية لدعم الأمن.

وبرغم الاعلان عن قتل كبار القادة في تنظيم القاعدة واعتقال أكثر من خمسين قيادي واعترافهم بالقيام بعمليات اغتيال وتفجير سيارات مفخخة، إلا ان الأمر يبقى مرهونا بالوضع السياسي المتوتر نتيجة التوافقات السياسية الهشة وتهميش مبادىء الديمقراطية.

ويرى محللون ان سياسة الدولة وسوء إدارة العملية السياسية عقد الحسابات وأن نشاط تنظيم القاعدة رغم حصره تبقى مخاطره في تنفيذ عمليات نوعية على المستقبل القريب. وإن التنظيم قد يستخدم تكتيكات جديدة في استهدافه لمواقع عسكرية عراقية وتنفيذ هذه الهجمات بواسطة مجاميع صغيرة.

ويقول مسؤولون امنيون ان التنظيمات الارهابية تشن هجومات كبيرة كل شهر تقريبا. لكن هناك مخاوف قد تزيد من نشاط التنظيم عندما تتعاون بشكل واضح وعلني بالتنسيق مع تنظيمات حزب البعث المنحل وخصوصا بعد حملة الاعتقالات التي طالت عدد من البعثيين في مناطق العراق.

وكانت القوات العراقية اعتقلت ما يسمى بوالي بغداد مناف الراوي وزعيما التنظيم أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري اللذان قتلا بضربة أميركية جوية في الأنبار.

واجه التنظيم اعتقالات بين صفوفه حيث القي القبض على أكثر من 50 قياديا. إلا ان التنيظم  يسعى إلى التعافي من الهزائم. ويسود اعتقاد وسط المسؤوليين الأمنيين من شأن هذه العمليات النوعية أن تقضي على ما تبقى من كبار قادة تنظيم القاعدة في العراق. إلا ان هناك مجموعات صغيرة متمركزة في المناطق الريفية والصحراوية. وربما هي محاولة لنقل مركز عمليات التنظيم الى مناطق بعيدة عن المد من أجل ان تمارس اعمالها بشكل مريح لهذه المجاميع.

وهناك عوامل محفزة للتنظيمات الارهابية نحو قيامها باعمال اجرامية، منها ضعف الدولة ومراكز السلطة، والخروقات الأمنية وظهور جماعات معادية للحكومة.

ويرى مراقبون إن التعاون الاستخباري بين القوى الأمنية ساهم بشكل كبير في انخفاض اعمال العنف لكن هناك قلقا من تراجع هذا التعاون لأن هناك من يشكو من عدم التعاون من اجل ايصال المعلومة والاسراع في اعتقال المطلوبين.

ولا يخفى هناك عامل رئيسي ساهم في الحد من نشاط تنظيم القاعدة وهو ادراك الشعب العراقي أن العنف لا يعود إلا بالويلات، وأن ماجرى من اعمال عنف احدث فجوة انسانية واقتصادية وسياسية وامنية. مما جعل هناك مواجهات عنيفة للتصدي لقوى الارهاب وكانت هذه المواجهة عبر تجريم التعامل مع قوى الارهاب ومنع الجماعات الإرهابية من الحصول على الدعم المالي وعدم توفير ملاذ آمن. والاستفادة من التحول الديمقراطي كوسيلة لمكافحة الإرهاب ومتابعة فرضيات طرق مكافحة الارهاب واحتواء المجاميع المسلحة.

أن النهوض بواقع العراق وتخلصه من الارهاب يتطلب عملا مستمرا وعلى مختلف الاصعدة منها ارساء اقتصاد يؤمن للجميع الاستحقاقات الانسانية ومكافحة الفقر وتكريس ثقافة التعايش ونبذ العنف، واحترام الحريات المشروعة وتحقيق سياسات قائمة على ثقافة الديمقراطية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29/كانون الأول/2011 - 4/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م