التثاؤب... داء معد يساعد على زيادة التركيز!

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تشكل حركة الفم اللاإرادية في عملية التثاؤب لغزا لا يزال موضوع اهتمام الباحثين والأطباء في مختلف الجامعات العالمية من حيث أسبابها ونتائجها وتأثيراتها الصحية على الفرد وما سواه من المحيطين به، وتتفاوت وتتباين أيضا التفسيرات العلمية التي توضح ان احتياج الدماغ الى مزيد من الأوكسجين بسبب الجهد والإرهاق من الدواعي التي تسبب التثاؤب، بينما ذهبي البعض الى أكثر من ذلك واصفا إياه مرض معدي ينجو منه الأطفال دون سن الرابعة بينما يشمل تأثيره كل الفئات العمرية الأخرى.

وبينما لا ينفرد الإنسان بهذه الصفة الحركية، فإن أسباب حدوثها في حيوانات أخرى كالشمبانزي تختلف تماما عن مسببات تكونها في البشر، إذ تشير الملاحظات الى أن حركة الفم المفتوح في هذه الفصيلة الحيوانية تعبر عن الانسجام والتواصل، وبين اختلاف التفسيرات والآراء وترادف وتناقض الأدلة على سبب هذه الظاهرة، تتوالى الأبحاث في هذا الميدان في مساع مثابرة لكشف غموضها وحل شفرتها.

مرض معد

فقد أثبت علماء من جامعة بيزا الإيطالية، أن اقتراب إنسان عاطفياً من شخص ما، عامل حاسم في التقليد غير المتعمد لهذا الشخص، وهو ما يجعل التثاؤب مثل المرض المعدي بين أفراد الأسرة الواحدة، ثم بين الأصدقاء، ثم المعارف، ثم بين الغرباء. وبذلك تنطوي عدوى التثاؤب ضمن نماذج التقمُّص العاطفي عند توافر الظروف العاطفية المناسبة حسبما أكد الباحثون تحت إشراف إليزابيث بالاجي في مجلة "بلوس ون" الأمريكية، وقال الباحثون في دراستهم إن التقمُّص العاطفي، أي القدرة على التعرُّف على مشاعر الآخرين وإصدار رد فعل عليها، هو عنصر حاسم في تكون السلوك الاجتماعي. ويعتقد بعض الباحثين أن ما يُعرف بمرآة الخلايا العصبية التي توجد على شكل شبكة من الخلايا العصبية تجعلنا نرد تلقائياً على بسمة الآخرين. وليست عدوى التثاؤب أمراً جديداً على العلماء فهم يرجحون منذ وقت طويل وجود مثل هذه الأشكال من التقمُّص العاطفي للآخرين ولكنها لم تثبت بهذا الشكل إلا الآن، وراقب الباحثون على مدى عام كامل سلوك 109 أشخاص، 56 امرأة و53 رجلا من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وإفريقيا ثم حللوا التصرفات التي بدرت عنهم في 480 تجربة بما في ذلك الزاوية التي يرى فيها المراقب بدايات التثاؤب، وتوصلوا دائماً إلى النتيجة نفسها ألا وهي أن العلاقة الاجتماعية كانت في كل مرة العامل الأكثر حسماً في انتقال عدوى التثاؤب يليها عامل الجنس ذكراً أم أنثى، ثم القومية أو ظروف الموقف ذاته، وينتقل التثاؤب بسرعة أكبر بين الأشخاص الذين تربطهم قرابة عنه بين المعارف حسبما أثبتت الدراسة. ولكن عنصر التقليد لا يلعب دوره إلا عندما يكون التقمُّص العاطفي ظاهراً أصلاً لدى الشخص المتقمّص. ولا يلعب هذا العنصر دوراً لدى الأطفال الصغار، وكذلك لدى الأشخاص المصابين بالتوحد. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

تثاؤب الآخرين

وفي سياق متصل يمكن لفهم المشاعر أن يؤدي إلى كثير من التثاؤب، إذ أثبتت دراسة لأطفال ينزعون إلى الاستغراق في التخيل أن الأشخاص الذين يتماثلون بشكل أفضل مع الآخرين في المشاعر أكثر ميلا للتثاؤب المعدي حسبما يقول باحثون يابانيون، وقال اتسوشي سينجو الباحث في جامعة لندن الذي شارك في إعداد الدراسة، إن العلماء يدركون منذ فترة طويلة أن تثاؤب شخص واحد عادة ما يؤدي إلى أن يتبعه تثاؤب من جانب الآخرين غير أن سبب تلك الظاهرة غير واضح، وأضاف أن البعض يعتقدون أن ذلك مجرد انعكاس لا إرادي، بينما يشير آخرون إلى أن الآليات نفسها في المخ التي تجعل الأشخاص يفهمون مشاعر الآخرين تجعلهم أيضا يتثاءبون عندما يرون آخرين يفعلون ذلك، وخلال الدراسة اختبر الفريق ردود فعل أطفال ينزعون إلى الاستغراق في التخيل وأطفال طبيعيين لدى مشاهدتهم مقتطفات فيديو لأشخاص يتثاءبون ثم يحركون أفواههم ببساطة، ووجد الباحثون أن الأطفال الذين ينزعون إلى الاستغراق في التخيل وهي حالة تؤثر بشدة في التفاعل والاتصال الاجتماعي بما في ذلك فهم المشاعر كانوا أقل تثاؤبا من الآخرين عند مشاهدة الفيديو الذي يعرض أناسا يتثاءبون، وقال سينجو لـ "رويترز" إن معدل تثاؤب مجموعتي الأطفال كان متساويا عند مشاهدة فيديو لأناس يحركون أفواههم فقط وهو ما يظهر أن فهم الآخرين هو العامل الرئيسي. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وكتب الباحثون يقولون "هذا يدعم الزعم بأن التثاؤب المعدي يعتمد على القدرة على فهم الآخرين، وقال الباحثون إن النتائج تتيح نقطة انطلاق للبحث في طبيعة الخلل الاجتماعي والخلل في الاتصال لدى أولئك الذين ينزعون إلى الاستغراق في التخيل، وكتبوا يقولون "من المطلوب إجراء المزيد من الدراسات للبحث في العلاقة بين التثاؤب المعدي وأعراض "النزوع إلى التأمل" الأخرى مثل فهم الآخرين والمحاكاة.

لا تصيب الأطفال

كما أكد باحثون أمريكيون أن الأطفال الصغار دون سن الرابعة لا يصابون بـ"عدوى" التثاؤب. وتوصل الباحثون لهذه النتيجة بعد مراقبة 120 طفلا في سن عام إلى ستة أعوام.

كما أظهرت إحدى التجارب أن الأطفال المصابين بالتوحد لا يتأثرون بالمتثائبين إلى جوارهم حتى إن كانت أعمارهم فوق أربعة أعوام، ورجح الباحثون تحت إشراف الأستاذة ديبورا فاين من جامعة كونيكتكوت الأمريكية أن يكون السبب وراء ذلك هو عدم تطور قدرة الأطفال على التعاطف مع الآخرين في هذا السن بعد، وقام الباحثون بقراءة قصص على 120 طفلا بواقع 20 طفلا لكل مرحلة من المراحل العمرية المذكورة، وتظاهروا بالتثاؤب أربع مرات أثناء القراءة ثم سجلوا عدد الأطفال الذين تثاءبوا خلال 90 ثانية عقب التظاهر بالتثاؤب، وتسمح هذه الفترة الطويلة للأطفال ذوي الإدراك البطيء للأحداث المحيطة بألا يكون هذا البطء في الإدراك سببا في استبعادهم من التأثر بتثاؤب الآخرين، حسبما أوضح الباحثون في مجلة "تشايلد ديفولبمنت" المتخصصة في أبحاث تطور الأطفال، وتم اعتبار كل طفل يستجيب لإحدى مرات التثاؤب الأربع ضمن الأطفال الذين يصابون بـ"عدوى" التثاؤب. ولم يستجب أي طفل في العام الأول من عمره لهذه العدوى في حين استجاب 5 في المائة من الأطفال في سن العامين و10 في المائة من الأطفال في سن ثلاثة أعوام و35 في المائة من الأطفال في سن أربعة الأعوام في حين وصلت نسبة الـ"عدوى" بالتثاؤب إلى 40 في المائة بين الأطفال في سن السادسة. وللمقارنة، فإن 50 في المائة من البالغين يصابون بهذه العدوى. واستنتج الباحثون من هذه التجربة أن التثاؤب المعدي يتطور لدى الأطفال بدءا من سن الرابعة تقريبا. وأكدت أنه على الرغم من أن دراسات سابقة ذهبت إلى أن عدوى التثاؤب لا تنتقل للأطفال إلا في سن متأخرة عن أربع سنوات، إلا أنهم شددوا في الوقت ذاته على أن هذه الدراسات اعتمدت على فيلم يتثاءب فيه شخص، وليس على أشخاص حقيقيين يتثاءبون أمام الأطفال في الواقع. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وكرر الباحثون نفس التجارب على أطفال في سن 6 إلى 15 عاما على مصابين بالتوحد، فوجدوا أن أيا من الأطفال الخمسة عشرة الذين تنطبق عليهم جميع أعراض التوحد لم يصب بعدوى التثاؤب في حين أن 23% من الأطفال الذين تنطبق عليهم بعض هذه الأعراض تثاءبوا تأثرا بمتثائبين آخرين. وللمقارنة، فإن 10 من 28 من الأطفال الأصحاء أي 36 في المائة تثاءبوا مع المتثائبين. وأوضح الباحثون أن دراستهم تؤكد أن القدرة على التعاطف مع الآخرين تتطور تدريجيا في السنوات الأولى للإنسان باعتبار أن التثاؤب المعدي مؤشر على القدرة على مشاركة الآخرين مشاعرهم.

التثاؤب الطبيعي

في حين تضاربت الدراسات الطبية حول دور التثاؤب، ولكن دراسة فرنسية حديثة قالت إنه يعطي شعورا بالراحة ربما يكون مرتبطا بإطلاق الجسم عناصر طبيعية مفيدة، وأوضح الطبيب باسكال كورليو (مستشفى كوشان في باريس) في تقرير عرضه على مؤتمر طبي منعقد في باريس عن "التثاؤب الطبيعي والمرضي" أن عملية التثاؤب ينتج عنها أحماض الأندورفين الأمينية التي تفرزها الغدة النخامية والتي يشبه مفعولها مفعول المورفين أو تنشيط اليقظة، وتتعدد الظروف المسببة لهذه "الظاهرة من ظواهر الردود التلقائية" مثل الشعور بالنعاس والجوع إضافة إلى "ظاهرة مثيرة جدا للدهشة وهي عدوى التثاؤب" كما يوضح هذا الخبير الذي يقول إن رؤية شخص يتثاءب أو حتى مجرد ذكر التثاؤب يمكن أن يسبب حدوثه للموجودين في الدقائق التاليةن وأشار إلى أن "العامل الأكثر تسببا للتثاؤب هو انخفاض النشاط الناتج عن التعب أو عدم الاهتمام أو الفترة التي تسبق النعاس. بحسب فرانس برس.

 لكن هناك أيضا تثاؤب يقظة يكون مرتبطا بالتمطي أو التمدد" وهي الظاهرة التي تلاحظ بسهولة لدى القطط أو الكلابن ويتيح التثاؤب أيضا إعادة التوازن لضغط الأذن في حالة اختلال الضغط الجوي كما يحدث في الرحلات الجوية، إلا أن التثاؤب الذي لا يمكن وقفه يمكن أن يكون مشكلة تستدعى استشارة الطبيب. إذ ربما تكون هذه الحركة التي غالبا ما يتم تجاهلها مؤشرا على بعض الأمراض مثل ارتفاع الضغط في الدماغ الناجم عن وجود ورم.، كما يمكن أن يكون مؤشرا على فاعلية علاج ما. فهو يختفي في الواقع عند تناول علاج لبعض الأمراض مثل مرض باركنسون.

يبرّد المخ ويزيد التركيز

على هذا صعيد قد يكون الإحساس بالتعب أو الرغبة في النوم، أو ربما الملل والضجر، من أهم الأسباب التي تجعل الإنسان يتثاءب. هذه أمثلة لبعض الحالات التي يجد فيها الشخص نفسه مضطرا للتثاؤب، ومما يثير الانتباه أنه بمجرد ما يدخل شخص في دوامة التثاؤب حتى تنتقل الموجة إلى بعض الأشخاص الذين يتواجدون بجانبه، وهذه الظاهرة تسمى بعدوى التثاؤب. وهي خاصة بالإنسان، في حين أن التثاؤب عموما ظاهرة مشتركة بين العديد من الحيوانات، خصوصا الفقريات، ويحاول العلماء منذ القدم تفسير التثاؤب والعدوى التي يتميز بها عند الإنسان، وقد توصلوا في عصرنا إلى مجموعة من الحقائق والنظريات، ولايزال الباب مفتوحا أمام المزيد من البحوث. وفي هذا الصدد يقول الباحث في جامعة نيويورك الحكومية في منطقة ألبني، جوردن غالوب، ان ظاهرة التثاؤب رد فعل لاإرادي، والإنسان يشعر بالرغبة في التثاؤب عندما يرى شخصاً يفعل ذلك. بحسب يونايتد برس.

 ويفسر غالوب هذه المسألة رؤية الشخص لشخص آخر وهو يتثاءب يحفّز خلايا معينة في المخ الأمر الذي يجعل الإنسان يشعر في رغبة لاإرادية في التثاؤب، ويقول علماء آخرون ان عملية التثاؤب تساعد على توازن أكسيد الكربون والأوكسجين في الدم. في حين يقول غالوب إن هذه العملية تسهم في «تبريد» المخ، مما يجعله يعمل بكفاءة أكبر. تماما مثل ما تقوم به مروحة الحاسوب، حسب الباحث، التي تحافظ على درجة حرارة معينة للجهاز. وبالرغم من أن هذه النظرية تبدو منطقية إلا أن التجارب في المختبر وقياس النشاط الكهربي في المخ قبل وبعد التثاؤب، أثبتا أن ذلك ليس دائما صحيحا، وقد تم رصد ظهور التثاؤب عند الأجنة من الأسبوع الـ15 من الحمل، ويصبح التثاؤب أمراً شائعاً في النصف الثاني من الحمل. 

دليل انسجام

من جهتهم قال باحثون أميركيون إن تثاؤب الشمبانزي ليس مؤشراً على شعوره بالنعاس وحسب، وإنما يمكن أن يكون دليلاً على تماهيه مع محيطه، واكتشف ماثيو كامبل وفرانس دي وا بركس من مركز أبحاث الحيوانات الرئيسة الوطني في جامعة إيموري بأطلنطا، ان قردة الشمبانزي تتثاءب أكثر عندما تنظر إلى قردة أخرى قربها تتثاءب، ورأى الباحثان في بيان أصدراه ان فكرة التثاؤب معدية تماماً كما الابتسام والتجهم، وغيرها من التعابير على الوجه، وأضاف ان نتائجنا تدعم الفكرة القائلة ان التثاؤب المعدي يمكن أن يستخدم مقياساً للتماهي لأن ما رأيناه يشبه إلى حد كبير ما نشهده بين البشر، يشار إلى أن الباحثين أجريا الدراسة على مجموعة من 23 قرداً من الشمبانزي شاهدوا مقاطع مصورة مدتها تسع دقائق لقردة أخرى إما تتثاءب أو تقوم بأمور أخرى، وتبين أيضاً ان القردة تتثاءب 50٪ أكثر عند رؤية القردة الموجودة في مجموعتها تتثاءب بوتيرة أكبر مقارنة برؤية القردة في المقاطع المصورة. يشار إلى ان نتائج الدراسة نشرت في مجلة «بلوس وان» الأميركية. بحسب يونايتد برس.

كشف لغز التثاؤب‏

‏فيما نتثاءب عندما نشعر بالتعب أو عندما نشعر بالملل أو عندما نشعر بالجوع، وشوهد مظليون يتثاءبون قبل القفز بالمظلة. لكن الأسباب الحقيقية، والوظيفة الدقيقة للتثاؤب، ما زالت لغزاً، ومن المدهش أنه ظل حتى عهد قريب من الموضوع، التي لم تلق التوثيق الكافي في عالم العلم. لكن الطبيب الفرنسي اوليفييه فالوسينسكي يسعى لكشف لغز التثاؤب من خلال ما يوصف بأنه أول مرجع علمي في هذا الموضوع وعنوانه «لغز التثاؤب في وظائف الأعضاء والمرض» وهو مجموعة من أحدث الأبحاث في هذا السلوك المحير وغير الإرادي. وفي أعقاب نشر الكتاب يعقد في 24 و25 يونيو المقبل المؤتمر الدولي الأول بشأن التثاؤب في باريس وسيتصدى لموضوعات مثل دور التثاؤب كآلية لتبريد الدماغ والطابع الجنسي الخفي للتثاؤب. وقال فالوسينسكي هناك عدد من النظريات لكن لا يوجد دليل رسمي حتى الآن على السبب الذي يجعلنا نتثاءب. والمعروف ان الإنسان العادي يتثاءب نحو 250 ألف مرة على مدار حياته، وأن الأجنة تتثاءب في الرحم بدءاً من عمر 12 الى 14 أسبوعاً، ما يرجح أن التثاؤب يؤدي وظيفة عصبية مهمة. وقال فالوسينسكي «إذا كان بإمكان الجنين الذي لا يتجاوز وزنه 60 غراماً أن ينفق مقدار الطاقة المطلوب للتثاؤب والتمطي فلابد أنهما ضروريان ضرورة مطلقة لنموه». وتتثاءب الطيور والأسماك وكل الفقاريات ذات الدم البارد والحار، باستثناء الزرافة والحوت اللذين لم يُشاهدا وهما يتثاءبان حتى الآن. وما زال من المعتقد على نطاق واسع أن التثاؤب عند البشر يزيد من مستويات الأكسجين في الدم ويخلص الجسم من ثاني اوكسيد الكربون الزائد، على الرغم من ان هذه النظرية استبعدت منذ الثمانينات. وقال فالوسينسكي «هذه الفكرة ترجع الى القرن ،17 لكن الدراسات التي أجراها الأميركي روبرت بروفين، أظهرت أن تركيزات الغازات في الدم ظلت كما هي بالضبط قبل التثاؤب وبعده». وبدلاً من ذلك استند بحث حديث الى تثاؤبنا عندما نشعر بالرغبة في النعاس أو عندما نشعر بالملل، مقترحاً أننا نتثاءب لزيادة اليقظة. ويعتقد أن التثاؤب عند الجوع يؤيد هذه النظرية، على الرغم من أن الإنسان، خلافاً للأسد وغيره من الحيوانات اللاحمة، لم يعد يحتاج الى شحذ غرائزه ليصيد فريسته. أما بالنسبة للمظليين الذين يتثاءبون قبل القفز بمظلاتهم فربما كان ذلك أيضاً لزيادة اليقظة إلا أن هناك أيضا تكهنات بأن التثاؤب يساعد في التصدي للتوتر. بحسب رويترز.

ولوحظ أن الفئران التي اخضعت لعوامل مسببة للتوتر في أقفاص تتثاءب بوتيرة أعلى، ومع ذلك فلا تُعرف الوظيفة التي يؤديها التثاؤب لتلك الحيوانات. ومن بين النظريات الأخرى ان التثاؤب يساعد على تبريد الدماغ، لكن هذه النظرية لا تجيب عن اسئلة مثل سبب عدم زيادة التثاؤب عند الإصابة بالحمى، ولماذا تتثاءب الثعابين وأجسامها تخلو من آلية لتنظيم درجة الحرارة. واشار باحث هولندي الى احتمال وجود صلة بين التثاؤب والسلوك الجنسي عند البشر، استناداً الى أدلة ظرفية مثل حالات ورود التثاؤب في الأدب وفي الفنون البصرية.

يحسّن نبرة الصوت

الى ذلك ينبغي للمتحدث إرخاء أحباله الصوتية قبل إلقاء خطاب، على سبيل المثال في الشركة أو في مؤتمر، ويساعد تدريب بسيط على القيام بذلك يتمثل في التثاؤب ذات مرة على نحو كافٍ. وأوضحت زابينا أولتهوف، من دار نشر الاقتصاد الألماني بمدينة بون غرب ألمانيا، أن التثاؤب يعمل على توسيع منطقة الحلق، ما يسهم في تحسين نبرة الصوت، ولإجراء تدريب التثاؤب هذا ينبغي أن يقوم المتحدث بغلق الفم، ويجعل الشفاه تستقر بارتخاء فوق بعضها بعضاً، مع فتح الفك على نحو بسيط فقط. وبعد ذلك يأخذ المتحدث شهيقاً عبر الأنف، ويوسع الحلق مثلما يفعل عند التثاؤب، ولكن من دون فتح الفم، وكلما قام المتحدث في تلك الأثناء بشد عضلات الوجه إلى أسفل، حقق التدريب تأثيراً أفضل. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 10/كانون الأول/2011 - 14/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م