الولايات المتحدة... إطلالة من داخل وخارج الصندوق

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: مر تأريخ الولايات المتحدة الأمريكية بعدة مراحل مفصلية قبل أن تختمها بالتحول إلى قوة عظمى تفردت بأحوال العالم المعاصر، فبين إعلان الحرب على المستعمر (بريطانيا العظمى) إلى التحرر وإعلان الدستور ثم الحرب الأهلية (بين الشمال والجنوب)، ووصولاً إلى الاشتراك في الأحداث العالمية (بعد أن نأت بنفسها عن التدخل في شؤون الغير ردحاً من الزمن) والتي توجتها بالحروب العالمية، والحرب الباردة، والحرب على الإرهاب، بعد أن قادت بينهما عشرات الحروب الأخرى.

وفي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تمارس دورها في التوسع الإقليمي والدولي نتيجة لعوامل القوة التي تتمتع بها سياسياً واقتصادياً وجغرافي، كانت هناك العديد من نقاط الضعف التي تدب في أوصالها المترامية الأطراف، فالعنصرية والتمييز على أساس العرق أو اللون (خصوصاً بين البيض والسود)، وكذلك ارتفاع أعداد الفقراء وازدياد ثراء الأغنياء (اللذين يشكلون نسبة 1% فقط) وارتفاع الضرائب وتذبذب الخدمات، مع معاناة المجتمع الأمريكي من مشاكل التحرش الجنسي وانحلال القيم والأخلاق...الخ، كلها عوامل تنذر بعواقب غير سارة، إذا لم تحسن الإدارة الأمريكية التصرف في المستقبل.

عدد الفقراء يرتفع

فقد وصل عدد الفقراء في الولايات المتحدة عام 2010 الى 49،1 مليون شخص اي 16% من عدد السكان مع المزيد من البيض والاسيويين والمسنين، حسب ما جاء في تقرير رسمي نشر حديث، وحسب التعريف الرسمي لمكتب الاحصاء، فان عدد الفقراء في الولايات المتحدة ارتفع الى 46،6 مليون شخص اي 15،2% من السكان، ومع ذلك، اظهرت دراسة اخذت بالاعتبار عوامل مختلفة غير العوامل التي كانت تستعمل منذ الستينيات، رقما اجماليا اكبر بقليل مع فروقات في الفئات، حسب جدول اس بي ام (اجراءات اضافية للفقر) نشره مكتب الاحصاء، وبالاضافة الى مجمل الاشخاص الذين هم في وضع الفقر، فان هذه الاجراءات الجديدة تظهر ان الاشخاص الذين تزيد اعمارهم عن ال69 عاما يمثلون 15،9% من الفقراء مقابل 9%، حسب الارقام الرسمية، وكذلك ارتفع عدد الاسيويين الفقراء (16،7% مقابل 12،1%) مثل البيض (14،3% مقابل 13،1%) والمتحدرين من اصل اسباني (28،2% مقابل 26،7%) والذين يملكون بويتهم (9،7% مقابل 8%) او الاشخاص الذين يعيشون في الغرب او في شمال شرق الذين لا يسجلهم السجل الرسمي. بحسب فرانس برس.

وعلى عكس ذلك، تظهر الارقام تراجع بعض النسب التي تتعلق بالسود (25،4% مقابل 27،5%) والاطفال الذي تقل اعمارهم عن الـ18 عاما (18،2% مقابل 22،5%) او الاشخاص الذين يعيشون في الجنوب او في وسط البلاد، وحسب ارقام اس بي ام، فان عتبة الفقر لعائلة من زوجين وطفلين اصبحت 24343 دولارا سنويا مقابل 22113 حسب الارقام الرسمية، ووضع التقرير استنادا الى عوامل جديدة "تعكس بشكل افضل الواقع الاجتماعي والاقتصادي الحالي" مثل كلفة المساكن حسب المناطق ومصاريف النقل او حراسة الاولاد مع الاخذ بالاعتبار اعاناتات اجتماعية مختلفة، واضاف التقرير ان هذه الاجراءات الجديدة لا تحل محل الاجراءات الرسمية ولكن ستقدم بشكل مواز، واوضحت دراسة اعدتها مؤسسة بروكينغز مؤخراً ان الفقر المدقع في الولايات المتحدة ارتفع بمعدل الثلث خلال السنوات العشر الماضية.

دخول الاثرياء تضاعفت

فيما قال تقرير لمكتب الميزانية بالكونجرس ان دخول 1 بالمئة من الامريكيين يشكلون الفئة الاكثر ثراء في الولايات المتحدة تضاعفت ثلاث مرات تقريبا في الفترة من 1979 الي 2007 وهو ما يفوق بكثير نمو الدخل في جميع الفئات الاخرى، ويبرز التقرير الجديد الذي أصدره مكتب الميزانية -وهو ذراع غير حزبي للكونجرس لتحليل الميزانية والضرائب- زيادة حادة في التفاوت في الدخول في الولايات المتحدة، وقال التقرير "في الواحد بالمئة من السكان الاعلى دخلا نما المتوسط الحقيقي لدخل الاسرة بعد خصم الضرائب بنسبة 275 بالمئة بين 1979 و2007"، واضاف أن دخول 19 بالمئة من السكان في الفئة الثانية الاعلى دخلا زادت بنسبة 65 بالمئة على مدى الفترة نفسه، ونمت دخول 60 بالمئة من السكان في الفئة المتوسطة بما يقل قليلا عن 40 بالمئة في حين أن العشرين بالمئة من السكان في الفئة الاقل دخلا سجلت زيادة بلغت حوالي 18 بالمئة فقط، ومن المرجح ان تبرز النتائج التي توصل اليها تقرير مكتب الميزانية في المناقشات بشان هل ينبغي فرض زيادات في الضرائب على الاغنياء من أجل خفض عجز الميزانية وتقليل الدين العام الامريكي، وقال مكتب الميزانية انه اختار الفترة بين 1979 و2007 لان كلا العامين كان سابقا على ركود اقتصادي. بحسب رويترز.

زيدوا من ضرائبنا

من جهتهم طلب ما يقرب من 140 مليونيرا أمريكيا من الكونجرس زيادة الضرائب المفروضة عليهم لخدمة بلادهم، وكتب أباطرة قطاع الاعمال هؤلاء في خطاب ارسلوه الى الرئيس الامريكي باراك أوباما وزعماء الكونجرس "من فضلكم افعلوا الصواب، زيدوا من ضرائبنا"، وقالوا انهم استفادوا من قوة الاقتصاد ويريدون الان ان يستفيد الاخرون، ووقع الخطاب 138 من اعضاء حركة (مليونيرات وطنيون من اجل قوة مالية) التي تأسست قبل عام اثناء مسعى فاشل لاقناع الكونجرس بانهاء سياسة خفض الضرائب على اصحاب الملايين التي اقرت في عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، وتقدمت المجموعة بنفس الطلب مرة اخرى الان الى "لجنة عليا" تتألف من 12 عضوا بالكونجرس تسعى جاهدة للتوصل الى اتفاق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على خفض العجز بمقدار 1.2 تريليون دولار على الاقل على مدى السنوات العشر المقبلة بهدف وضع البلاد على اسس اقتصادية سليمة، ويضغط اوباما وزملاؤه بالحزب الديمقراطي لزيادة الضرائب لتحقيق هذا الهدف لكن الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب يرفضون ذلك بحجة ان زيادة الضرائب على الاغنياء ستقضي على فرص العمل، وترفض حركة (مليونيرات وطنيون) الطريقة التي يفكر بها الجمهوريون، واثنى النائب الديمقراطي راؤول جريجالفا على هؤلاء الميلونيرات قائلا "ليباركهم الرب، انهم ناجحون وحكماء". بحسب رويترز.

حياة السود الأميركيين

الى ذلك ومع أن السود الأميركيين أكثر فقرا وأكثر عرضة للأمراض وأقل تعلما من البيض إلا أنهم يعتبرون أن حياتهم تحسنت منذ 48 عاما أي في الفترة التي ألقى فيها مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير "لدي حلم"، وإن كانوا لا يزالون يعانون من عدم المساواة، وسيشارك السود البالغ عددهم 39 مليون شخص في الولايات المتحدة (12،6% من مجموع السكان) بحماسة في الحفل الذي ينظم الأحد في واشنطن ويدشن فيه الرئيس باراك أوباما النصب التذكاري المهدى إلى روح المدافع عن حقوق السود بالقرب من مركز "ناشونال مول" الضخم، ويأتي تدشين هذه المساحة الشاسعة التي تضم في وسطها تمثالا ضخما للقس مارتن لوثر كينغ بعد قرابة نصف قرن من مسيرة من أجل الحقوق المدنية شارك فيها 250 ألف شخص في المكان نفسه بينما كان السود يكافحون منذ سنوات للتمكن من التنقل بالباصات أو التسجل في الجامعات مثل البيض.ومذاك الوقت، يجمع غالبية الأميركيين السود (85%) والبيض (90%) على أن حقوق السود شهدت تطورا، بحسب استطلاع للرأي أجرته مجموعة "غالوب" ونشرت نتائجه صحيفة "يو أس أيه توداي" في أواخر آب/أغسطس. بحسب فرانس برس.

واعتبر 51% من الأشخاص الذين شملهم استطلاع الرأي (54% من السود و49% من البيض) أن "حلم المساواة بين الاعراق الذي راود مارتن لوثر كينغ قد تحقق في الولايات المتحدة"، ويقول هيلاري شلتون نائب رئيس الرابطة الوطنية لتعزيز اوضاع غير البيض وهي أقدم منظمة للدفاع عن الأقليات "فلنتذكر أنه قبل 50 عاما، كان الفصل العنصري هو السائد وكان هناك قانون" يحد من حقوق السود، ويضيف أنه بفضل مارتن لوثر كينغ "سارت بلادنا على نهج أفضل وحققت الكثير ولكن لا يزال أمامها الكثير"، في مجال العمل مثلا بما أن البطالة تطال السود أكثر بثلاث مرات من البيض وفي مجال التعليم بما أن 60% من الشبان السود يتسربون من المدرسة، وتشير أرقام المنظمة إلى أن عدم المساواة لا يزال موجودا بشكل فاضح في قطاعات عدة، إلى ذلك، تضم السجون الأميركية مليون شخص أسود من أصل 2،3 ملايين سجين، ودخل أسود من أصل كل ستة السجن في العام 2001، ويمثل السود والسكان من أصل أميركي لاتيني أي 25% من السكان الأميركيين، 58% من السجناء.

ومع أن نسبة البيض الذين يتعاطون المخدرات أعلى بخمس مرات منها لدى السود إلا أن السود يسجنون أكثر بعشر مرات من البيض لارتكابهم جرائم متعلقة بالمخدرات، أما في مجال الصحة فإن شخصا أسود من أصل اثنين يحمل فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (ايدز) أو هو مصاب بالايدز، ويعتبر خطر الاصابة بالسكري وأمراض القلب أكبر لدى السود منه لدى البيض ويعاني ثلاثة أشخاص سود من البدانة في مقابل شخصين أبيضين، إلى ذلك، فإن 18% من السود ما دون الخامسة والستين من العمر لا يملكون تأمينا صحي، ومن الناحية المادية، فإن متوسط الثروة لدى أسرة بيضاء (113 ألف دولار) أكبر بعشرين مرة منه لدى أسرة سوداء (5700 دولار)، بحسب دراسة نشرها معهد "بو" للأبحاث في تموز/يوليو، ويقول شلتون "لم يتم دمجنا بشكل كامل بعد في البلاد، لا شك في ذلك"، أما بالنسبة إلى انتخاب باراك أوباما، فيقول "أظهر ذلك على الأقل أن الوضع تغير إلى حد ما وأن الأميركيين أرادوا التصويت للشخص الذين اعتبروه الأفضل، بغض النظر عن عرقه".

تراجع الولادات لدى المراهقات

من جهة اخرى تراجع عدد الولادات المسجلة لدى المراهقات اللواتي تتراوح اعمارهن بين 15 و19 عاما في الولايات المتحدة العام 2010 الى ادنى مستوى له على ما جاء في تقرير للسلطات الفدرالية، فقد انخفضت نسبة الولادات لدى هذه الفئة العمرية بنسبة 9 % في 2010 مقارنة بالعام 2009، وبلغ المعدل تاليا 34،3 ولادة لكل الف امرأة وهي النسبة الادنى المسجلة منذ بدء جمع هذه البيانات قبل 70 عام، وهو ايضا اكبر تراجع في غضون سنة سجل منذ 70 عام، وقالت ساره براون التي تدير حملة تدارك حمل المراهقات "لا اعرف مشكلة اجتماعية شهدت هذا التحسن الكبير في السنوات الاخيرة، فالمعادلة السحرية، جنس اقل ووسائل منع حمل اكثر، تقف وراء هذا النبأ السعيد"، في المقابل زاد عدد الولادات لدى النساء بين سن 40 و44 عاما بنسبة 2 % ليصل الى 10،2 ولادات لكل الف امرأة على ما ذكرت المراكز الفدرالية لمراقبة الامراض والوقاية منها (سي دي سي) التي اعدت التقرير، وهذه الفئة من النساء هي الوحيدة التي سجلت ارتفاعا في الولادات الامر الذي يؤكد ميل النساء الى تفضيل حياتهم المهنية على الانجاب، وقد تراجعت نسبة الولادات بنسبة 6 % لدى فئة 20 الى 24 عام، وتراجع عدد الولادات الاجمالي في الولايات المتحدة بنسبة 3 % في 2010 مقارنة مع 2009 ليصل الى اربعة ملايين و279 ولادة. بحسب فرانس برس.

انقطاع الكهرباء

في سياق متصل تتمتع الولايات المتحدة باكبر اقتصاد في العالم الا ان عاصفة ثلجية او رياحا قوية وامطارا او حتى السناجب او عملية فرار من سجن، قد تتسبب بانقطاع للتيار الكهربائي، فانقطاع التيار الكهربائي الذي حصل في نهاية تشرين الاول/اكتوبر وطال نحو مليوني شخص في شمال شرق البلاد لعدة ايام بعد عاصفة ثلجية مبكرة جدا، امر يألفه الكثير من الاميركيين، ويتساءل المدون "كاي" عبر الموقع الالكتروني الاخباري "نيوتون باتش"، "هل كونتيكت دولة من العالم الثالث؟"، في اشارة الى الولاية الواقعة في شرق الولايات المتحدة، ويضيف بعد انقطاع الكهرباء عنه لساعات طويلة "يصعب التصديق اننا نعيش في الولايات المتحدة وان المشكلة لا يمكن حلها بسرعة"، فانقطاع الكهرباء عن المنازل في الولايات المتحدة لا يعني فقط المكوث في الظلام، فتتوقف مثلا انظمة التدفئة في الشتاء والتكييف في الصيف، وتفسد المأكولات في الثلاجة ويضطر المرضى الذين يحتاجون الى اكسجين الى الانتقال الى المستشفى فيما تقفل المدارس ابوابه، وحتى الطرقات تصبح خطرة مع توقف الاشارات الضوئية عن العمل. بحسب فرانس برس.

وفي اسوأ الحالات تضطر العائلات الى النوم في مراكز مجهزة بمولدات كهربائية فيما يجد العمال انفسهم عاطلين عن العمل موقتا لمدة ايام، وانقطاع الكهرباء في الولايات المتحدة امر كثير الحدوث، وجاء في بيان سنوي لشركة "ايتون" العالمية المتخصصة بالطاقة  17،5 مليون شخص وقعوا ضحية 3419 حادث انقطاع كهرباء في العام 2010 في مقابل 2840 حادثا في العام 2009، وقد دامت حوادث انقطاع الكهرباء هذه مجتمعة 156 يوما وبمعدل اربع ساعات في كل مرة، وكان الوضع الاسوأ في كاليفورنيا (508 مرات) تلتها نيويورك (176) وتكساس (145)، وقد سئم الاميركيون هذا الوضع وهم يعبرون عن ذلك بشيء من الفكاهة او الغضب.وتقول احدى المدونات كيف انها استعادت "حدس الرواد على طريقة مسلسل (ليتل هاووس ان ذا براري) وطمرت الاغذية التي كانت في ثلاجتي في الثلوج" امام منزله، واضافت "بعدها نقلنا طنا من الاخشاب الى داخل المنزل وجمعنا الشمع والمصابيح والبطانيات الاضافية وحددنا مواقع جديدة للجميع في قاعة الجلوس لنجلس امام الموقدة بانتظار عودة التيار".

واقترح مدون اخر "سجن مدراء (شركة الكهرباء المحلية) حتى اعادة التيار الكهربائي"، وقال آل لارا الناطق باسم شركة الكهرباء "كونتيكت لايت اند باور" (1،2 مليون مشترك تعرض نحو نصفهم لعطل كهربائي خلال العاصفة الاخيرة) "غالبا ما نتعرض لعواصف ثلجية الا انها نادرة جدا في تشرين الاول/اكتوبر، الثلوج تسقطت على اشجار كانت لا تزال تتمتع باوراقها" وتكون تاليا اثقل وزنا عند سقوطها على اعمدة التيار الكهربائي التي لا تزال في غالبية الولايات المتحدة فوق الارض وعرضة لعوامل الطبيعة، وسوء الاحوال الجوية مسؤول عادة عن واحد من كل اربعة حوادث انقطاع للتيار الكهربائي فيما يكون خلل في المعدات او الخطأ البشري وراء واحد من كل ثمانية حوادث، والانقطاعات الاخرى تنسب الى حوادث سيارات او تخريب وجحافل من الحيوانات ولا سيما السناجب والقندس والافاعي، وبعض الحوادث عائد الى فار من احد السجون الذي خرب كابلات كهربائية في تينيسي، وعناد احد الكواسر الذي يصر على بناء عشه على العواميد، ويرى جوزف ويبير وهو مدون من نيوجيرسي "لو ان الشركات تنفق 5 % من ميزانيتها السنوية لطمر الكابلات تحت الارض لكنا تخلصنا من هذه المشكلة"، الا ان آل لارا يقول ان طمر كل الكابلات "يكلف كثيرا اذ ان الكابلات التي تمد تحت الارض تتعطل بالوتيرة نفسها من تلك التي هي فوق الارض. وسيكون من الصعب اكثر تحديد العطل"، وما هو الحل برأيه؟، يقول لارا "قد نحاول منع الثلوج من التساقط".

التحرش الجنسي

بدورها أظهرت دراسة نشرت مؤخراً أن تلميذا واحدا تقريبا من أصل اثنين (48%) في المدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة يقع ضحية التحرش الجنسي مباشرة أو عبر الانترنت، ويطال التحرش الجنسي الفتيات (56%) أكثر من الفتيان (40%)، ويعتبر التحرش الكلامي الأكثر شيوعا ويتم ثلثه عبر الانترنت (رسائل إلكترونية، فيسبوك...) أو عبر الرسائل النصية القصيرة على الهواتف المحمولة، وذكرت الدراسة التي أعدتها المنظمة الأميركية للنساء الجامعيات والتي شملت 1965 تلميذا أن "التحرش الجنسي هو جزء من الواقع اليومي في المدارس المتوسطة والثانوية"، وأشارت إلى أن 9% فقط من الحوادث تبلغ إلى المعلمين أو الطاقم المتخصص في حين أن التحرش الجنسي يخلف آثارا سلبية لدى 87% من التلاميذ الذين شملتهم الدراسة، وحلل معدو الدراسة أيضا دوافع الشبان الذين يمارسون التحرش الجنسي فتبين أن 44% منهم يجدون أنه جزء من الحياة اليومية في المدارس ويرى 39% منهم أن الأمر "ممتع" ويعتقد 34% منهم أنهم تصرفوا "بغباء" فيما يمارس 23% منهم التحرش الجنسي بدافع الانتقام، ويؤدي التحرش الجنسي إلى آثار سلبية لدى التلاميذ الذين قد يجدون صعوبات في التعلم أو يتغيبون عن المدرسة أو يمتنعون عن ممارسة الأنشطة اللاصفية، وفي الولايات المتحدة، تضم المدارس المتوسطة تلاميذا تتراوح أعمارهم بين 11 و13 عاما، فيما تشمل المدارس الثانوية تلاميذا تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما. بحسب فرانس برس.

لا تراجع في عدد جرائم الكراهية

من جانب اخر أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» تقريره السنوي عن جرائم الكراهية في أمريكا التي تبيّن ان عددها لم يشهد أي تراجع يذكر خلال العام 2010، وأفادت شبكة «سي إن إن» الأمريكية ان الـ«إف بي آي» أفاد ان عدد جرائم الكراهية، التي تستهدف الناس بحسب العرق والدين والتوجه الجنسي والأصل والإعاقة العقلية أو الجسدية، بلغ 6628 جريمة في العام 2010، أي أكثر بقليل من الـ 6604 التي سجلت في العام 2009، وتبيّن ان العرق كان السبب الرئيس وراء ارتكاب أكبر عدد من جرائم الكراهية، وشكلت نصف الـ6628 جريمة، وأن %58 من المذنبين «بيض» و%18«سود».وتبيّن في احصاءات الـ«إف بي آي» ان جرائم الكراهية المعادية لليهود مازالت كثيرة، وأكثر شيوعاً من استهداف أية ديانات أخرى، وحل الإسلام في المركز الثاني بعد اليهودية (160 حادثاً)، في حين أن عدد الحالات التي تستهدف الكاثوليك بلغت 58 حالة. بحسب يونايتد برس.

عدد من بلغوا التسعين

من جانبها قالت دراسة صدرت حديثاً إن عدد أكبر سكان الولايات المتحدة سنا ينمو بسرعة ومن المتوقع الان أن يعيش الاشخاص الذين يبلغون سن 90 عاما لفترة أطول من أي وقت مضى، وذكر تقرير للمكتب الامريكي للاحصاء أن عدد الامريكيين الذين تبلغ اعمارهم 90 عاما أو أكثر تضاعف ثلاث مرات تقريبا في العقود الثلاثة الماضية ليصل الى حوالي 1.9 مليون بعدما كان 720 الفا في عام 1980، وقد يصل هذا العدد الى تسعة ملايين بحلول عام 2050 حسبما ذكر التقرير الذي يحمل عنوان "فوق التسعين في الولايات المتحدة، 2006-2008"، وقال ريتشارد سوزمان مدير الابحاث السلوكية والاجتماعية في المعهد الوطني للشيخوخة الذي اجرى الدراسة "اعتقد انه سينمو بشكل أسرع مما كان متوقعا في التقرير"، وقالت الدراسة ان زيادة اعداد الاشخاص الذين تزيد أعمارهم على 90 عاما يزيد الضغط على صناديق المعاشات والتقاعد وتكاليف الرعاية الصحية والعلاقات مع الاجيال الشابة. بحسب رويترز.

واشارت الدراسة الى ان الشخص الذي يبلغ 90 عاما اليوم من المتوقع أن يعيش ما يقرب من خمس سنوات أخرى، والشخص الذي يعيش ليحتفل بعيد ميلاده المئة من المتوقع ان يعيش 2.3 عام اخرى، وقال سوزمان ان الزيادة في التعليم وتحسين التغذية والصحة العامة وتراجع التدخين وضبط مرض البول السكري وتراجع الاصابة بالسكتات الدماغية من العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة الشيخوخة، والتقرير الذي يشير الى التفاصيل الديموغرافية والصحية والاقتصادية للامريكيين الاكبر سنا استنذ الى مسح المجتمع الامريكي في الفترة من عام 2006 الى 2008، وصدر على موقع المكتب الامريكي للاحصاء، وقالت عالمة الديموغرافية بمكتب الاحصاء وقد شاركت في كتابة التقرير "هذه بيانات مهمة جدا لصناع السياسات والباحثين لبدء النظر في تغيير تعريف الاكبر سنا من 85 عاما الى أكثر من 90 عاما".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 1/كانون الأول/2011 - 5/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م